Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سأحيا بداخلك: مجدي عمر
سأحيا بداخلك: مجدي عمر
سأحيا بداخلك: مجدي عمر
Ebook247 pages2 hours

سأحيا بداخلك: مجدي عمر

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سأراك ولن تراني سأشعر بك وبصراع نبضات قلبك الذي يشبهني قبل أن أتحول لذلك القاتل ، لن تستطع التحكم في سرعة الأحداث كما لم أستطع أيقافها ، لن تقدر على التحكم بأنفاسك لانني سأسرقها منك بين كل جريمة وأخرى ، هنا القتل له فلسفة خاصة ومذاق مختلف ، ستجد نفسك بين ملحمة بوليسية إجرامية رومانسية تعتصر قلبك ، أنت فيها من يختار ، تذكر هذة الجملة سأطفئ النور وأشعله لترى حقيقة كل شئ ... الموت لنا عزيزي القارئ .
Languageالعربية
Release dateFeb 28, 2023
ISBN9791222084237
سأحيا بداخلك: مجدي عمر

Related to سأحيا بداخلك

Related ebooks

Reviews for سأحيا بداخلك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سأحيا بداخلك - مجدي عمر

    سأحيا بداخلك

    +20 1009152642

    sahaeladab@gmail.com

    للطبع والنشر والترجمة

    حقوق الطبع والنشر كافة محفوظة للناشر ©

    سأحيا بداخلك

    « نقبل الدفع نقدًا أو قلبًا »

    تأليف

    مجدي عمر

    إهـداء

    إلى أبي، وأمي، وإخوتي، وأصدقائي الأعزاء، أنتم الوقود لذلك القلب الذي لا يحمل سواكم، دمتم لي .

    إلى روح الجدة ندى، أسكنها الله فسيح جناته .

    شكرًا لمن آمنت بأن أحرفي المبعثرة تعد إبداعًا حتى أصبحتُ مَن يكتب لكم الآن بكل ما أوتيتُ من قوةٍ .

    أحيا في مُخيلتي؛ لأن الواقع شيءٌ مخزٍ، لكن صدقيني أنتِ الشيء الوحيد الذي يربط بين الواقع والخيال .

    مقدمة

    نحن لا نحزن عندما نموت، نحن نموت عندما نحزن، كل ما خِفت منه البارحة أنا عليه الآن، وكل ما لم أتمنَ فقدانه تركته بيدي، قتلت أشياءً داخلي؛ حتى أصل للنهاية، فإما أن أنتصر، أو أتركها تقتل ما تبقى . ربما مَن يحدثكم الآن شخصٌ منطفئٌ، لكن لا يدع آخر شيء يعيش لأجله ينطفئ، ربما أكون سيئًا للغاية، لكني السيء الذي أحبه، وربما يكون ذلك أول طريقٍ أختار السير فيه؛ فكل ما فاتني لم يكن باختياري . اليوم أختار أن أفعل آخر شيءٍ يشعرني بالحياة قبل الموت .

    يكتب إليكم / عمر أحمد الصياد .

    أول متبرعٍ بالقلب في مصر وعلى مسؤليتي الخاصة، هذه ليست المرة الأولى التي أفقد فيها قلبي؛ فالمرة الأولى حينما أحببتها، والمرة الثانية سيستقر فؤادي في جوفها؛ لعلها تتذكرني يومًا، وتسامحني على أخطاءٍ لم أكن فيها سوى أداةٍ لتنفيذ جرائم الحياة . الآن لا أتمنى سوى أن تحقق ما لم أستطع تحقيقه، لم أعد أملك شيئًا لأفقده، لكنها تملك ما يجب أن تعيش لأجله وهو طفلها، أريد أن أفعل آخر شيءٍ صواب في حياتي؛ لعله يمحو بحر أخطائي .

    الفصل الأول

    ( كل مَن ترك حياتي قد مات، عداكِ؛ قد خرجتِ حينما تأكدتِ أنني قد مِت )

    أجواءٌ ملتهبة تجتاح الأرجاء، وسط هرجٍ ومرجٍ يسود المكان، موسيقى صاخبةٌ يدوي صداها، ونساءٌ عاريات في كل مكانٍ حتى أنه لا تخلو طرفة عينٍ عن أفعالٍ مخلةٍ بالآداب، لكن في ظل قانون ذلك الملهى الليلي كل شيءٍ متاح تحت مسمى المرح، أضواءٌ كثيرة تجوب المكان، ينحرف اتجاهها عن الركن الشرقي المزدحم بالكثير من الرجال المخصصين لحماية الرجل صاحب السلطة هنا وفي أي مكانٍ تطأه قدماه؛ إن كان ذلك بالسياسة، أو بالقوة؛ فهو زعيم المافيا الإيطالي، ذو البنيان الضخم، والبشرة البيضاء، والشعر الأصفر القصير، والعينان الزرقاوان، تتناغم ملامحه في ظل وجهٍ قاسٍ غليظ، يجلس مريحًا ظهره وراحتيه على كرسي مخصص له، ويقف أمامه رجلٌ سكنت آلام العالم في عينيه السوداء الجامدتين، طويل القامة، عريض المنكبين، كثيف اللحية والشارب، بشرته القمحية تظهر ملامحه المصرية الأصيلة، شعره شديد السواد، أنفه الصغير يتناسب مع ملامح وجهه العريض، يرمي بنظراتٍ ثاقبة على مَن هو جالسٌ أمامه بين حاشيته، ولا يتخلل ملامحه أي خوفٍ، يقف منتصب القوام، ومن خلفه يقف أهم رجاله، وصديقه الوحيد هنا الذي يقف مرتعدًا بداخله من تداعيات هذه المقابلة الذي ظل يحذره منها كثيرًا، وهو يعرف أن ذلك لم يجدِ نفعًا مع صديقه الضخم؛ لأنه يعرف إصراره على قراره بالرحيل عن إيطاليا والعودة إلى مصر، يعرف أن كل شيءٍ له ثمنٌ، ويخاف أن يكون الثمن مقتله، ومع ذلك دائمًا ما يفاجأه بشيءٍ جديدٍ، دائمًا ما يستطيع أن يقلب الطاولة على أصحابها، ويصبح ملك اللعبة في النهاية، لكن هذه المرة يتخلله الشك، ويشعر بالنهاية تقترب على يد ذلك الغليظ الجالس أمامهم، سيباستيان البتشي الذي تولى زعامة المافيا الإيطاليه منذُ عشر سنواتٍ بعد وفاة والده؛ حيث استطاع التفوق وإثبات الذات في منصبه، حتى أنه تفوق على الكثير ممن سبقوه، والقضاء على الكثير من أعدائه، وعلى الرغم من قوته لا يظن أن القضاء على صديقه المشهور بـ ( راكو ) سهلًا؛ فبجانب ضخامته هو يستطيع الذوبان كالجليد، والظهور كأشباح الموت في الليلة المظلمة، حتى قال البعض أنه أسرع من الرصاصة التي تخرج من فوهة السلاح، حتى إذا أراد سيباستيان أن يرسل الموت لأعدائه كهديةٍ مؤلمةٍ كان يرسل راكو لحصد الأرواح .

    أشار سيباستيان له ليجلس ماثلًا أمامه، لكن راكو لم يستجب، ثم قال له بصوتٍ أجش :

    - لم أعتد أن أجلس أمامك إلا للاتفاق عن عمل، وأنا قد توقفت عن العمل، وأيضًا توقفت عن القتل، إلا إذا عارض أحدهم ذلك .

    أفترّ ثغر سيباستيان عن ابتسامةٍ خفيفةٍ، احتسى بعدها ما تبقى من كأسه، ثم قال :

    - أنت تريد الخلاص، ولن أكون العائق في ذلك، لكن هناك ما ستنهيه قبل أن ترحل .

    صمت راكو لثوانٍ قبل أن يلوح برأسه ناحية اليمين موجهًا الكلام لصديقه :

    - اجعلهم يخفضون صوت الموسيقى؛ ربما لم يسمع قولي .

    ثم أعاد النظرإليه، وقال بصورةٍ حادة :

    - لقد توقفت عن العمل .

    - منذُ متى؟

    زفر في حنقٍ، ثم قال له بهدوءٍ كبيرٍ معتادٍ منه :

    - منذُ الآن .

    - أحمق؛ قبل أن تقول ذلك عليك أن تتأكد أنك لم تعد بحاجةٍ إليَّ .

    كانت نظرة راكو كفيلة لسؤاله، استطرد سيباستيان، ثم قال :

    - كيف ستعود لمصر وأنت بالنسبة لهم ميتٌ؟ ! سأساعدك على أن تعود بهوية شخصٍ آخر، حياةٌ جديدةٌ، وشخصٌ جديدٌ، بالمقابل ستفعل ما أُمليه عليك .

    ثم ابتسم وهو يستقيم بظهره، ويقترب من الطاولة ويقول :

    - على أي حالٍ سأفعل ما أريد، لكن الفارق أن تفعله أنت وأنا راضٍ، أو يفعله غيرك وأنا غاضبٌ .

    فكّر راكو للحظاتٍ، ثم نظر إلى الكرسي الموضوع أمام سيباستيان، وجلس وهو يبتسم ابتسامةً ماكرةً، ثم قال :

    - اتفقنا .

    ***

    هل مَن أقتلهم يستحقون الموت؟ ! أم لا؟ ! ما أراه هو أن الموت هديةٌ ثمينةٌ لا يستحقها الكثيرون، لكنه يعد أكبر مخاوفهم . أما عني فأنا ميتٌ بالفعل؛ لذلك أهدي الموت لمَن يستحق . أعطيهم الموت جرعةً واحدةً، بينما الحياة تقتلهم تدريجيًا، إلى أن تضع اللمسات الأخيرة بمغادرة الروح جسدها؛ معلنةً أن وقت الألم والمعاناة انتهى؛ فلن يعاني أكثر .

    أحيانًا أشعر وكأنه يجب أن ينمو لشيطانٍ مثلي جناحين؛ تكريمًا له على هذا العمل النبيل !! وهو تخليص الناس من معركتهم الشنعاء مع الحياة، التي خلقت منهم جيشًا لا يُستهان به من المرضى، وما يساعدني على ذلك أنني لم أقتل شخصًا واحدًا لا يستحق الموت، جميعهم استحقوه وبجدارةٍ، كل ما كان عليَّ فعله فقط جعلهم يتمنون لحظاتٍ إضافية وسط رعشات خوفٍ لا إرادية قبل أن تخرج رصاصتي من مضجعها؛ لتنهي كل شيءٍ .

    صدقوني لو كنت وجدت واحدًا منهم فقط يشبهني؛ لا يخاف أن تستقر الرصاصة ناصية رأسه لم أكن لأقتله؛ لأنه قد نال قسطًا كافيًا من الموت، ولم يجد مَن ينقذه من قبح العالم الذي يسير بقانونٍ وضعه الأقوياء؛ للفتك بالضعفاء، قانونٌ أحمق ينص على أن الغَلَبة للأقوى ولا بقاء للضعيف، لكن قانوني مختلفٌ وعادلٌ أيضًا؛ ينص على أن القتل للحمقى الذين لا يستطيعون الحفاظ على أرواحهم رغم ذلك يسيرون دروب الشر، ويظنون أنه في النهاية سيحصلون على مِيتةٍ سوية، راقدين في سلامٍ على سرائرهم في ظل حضورٍ ملائكي مع بعض الدراما العائلية، لكن لا، سأظل أسير بقانوني هذا إلى أن أصبح أحد هؤلاء الحمقى، أو أقلع عن كل هذا وأعود من حيث جئت، أعود إلى طريقي السابق المنثور بالورود، لكن كيف؟ ! هل هناك بداخلي ما هو حيٌّ؛ لأعود به باحثًا عنه؟ أتمنى ذلك، وأتمنى أيضًا أن أتوقف عن التمني، هذه أول مرةٍ أقوم فيها بكتابة قصتي، ولن تكون الأخيرة إلى أن أصبح واحدًا من الحمقى، أو أحصل على الخلاص .

    أغلق دفتره، ثم صوب نظرة ناحية قهوته التي ظن أنها فقدت سخونتها على إثر تركها لفترةٍ طويلةٍ؛ لاندماجه في الكتابة التي أقلع عنها منذُ سنين . تحسسها بيده؛ ليتأكد من ظنه، ثم رفع عينيه باحثًا عن النادل حتى يأتي بغيرها . تناهى إلى مسامعه صوت صرخةٍ أنثويةٍ، تحوّلت أنظاره ناحية النافذة المستطيلة المطلة على الشارع الذي يجلس بجواره، ثم أعاد النظر إلى قهوته وهو يهمس قائلًا بصوتٍ خافت، وبلغةٍ عربيةٍ فصحى، كمن كان يكتب قصته على عكس طبيعته؛ فقد كان يحدث نفسه باللهجة العامية المصرية حتى لا ينساها :

    - ها أنا قد وجدت أحمق آخر .

    ارتشف رشفةً من قهوته الباردة، ثم نهض متحركًا ناحية الباب بعدما ترك بعض النقود على الطاولة، تقدم ناحية الصوت في ذلك الشارع الهادئ، الذي يسير فيه بعض المارة غير مبالين بمصدر الصراخ، بعضهم فقط قد أسرع في خطوته للرحيل عن هنا، يبدو وكأن الخوف قد التهم قلوبهم، على الرغم من أنه لو كان أحدهم هو مَن يصرخ لكان الآن يتمنى أن يجد مَن يغيثه، ربما جعله ذلك يحن للحظاتٍ إلى بلده؛ التي اعتاد أهلها أن يجتمعوا في الشدائد والمصائب، وإن كان اجتماع بعضهم للحقد أو الشماتة، لكن هناك الكثير مَن يرفض الوقوف مكتوفي الأيدي . ظل يسير إلى أن وصل به الصوت إلى أحد أزقة الشارع التي يغلب عليها الظلمة، يتخللها القليل من الإضاءة بواسطة مصباحٍ للسُّلم الخلفي في إحدى العمارات، مما أضفى هَيْبةً على ظهوره لهذين الرجلين الذين يقومان بالاعتداء على هذه المرأة جسديًا وجنسيًا، نظرا إلى هيئة هذا الرجل الضخم جاهلين موعد ظهوره، وكأن الأرض قد انشقت عنه ليقف قريبًا منهم، اقترب أحدهم ناحيته بسرعةٍ، بينما ظل واقفًا دون أن يحرك سوى ذراعه التي اصطدمت بالرجل، فجعلت رأسه ترتطم بالأرض معلنةً عن سيل دماءٍ، وجد طريقه إلى طرف حذائه الذي لم يتوقف، وأخذ يسير بعد القضاء على الرجل متوجهًا إلى الرجل الآخر، الذي تخلت مخالبه عن فريسته قبل أن يصبح فريسةً لحاصد الأرواح هذا، أخذ يتراجع إلى الخلف في خطواتٍ حذرة يهيمن عليها الخوف، ومع ارتعاش إضاءة المصباح الخافتة كان الموت يقترب خطوةً بخطوةٍ، وجد نفسه يرتعش تحت منجل حاصد الأرواح، فيسأل :

    - من أنت؟ !

    - الموت .

    صرخةٌ مدويةٌ من الرجل تفوق صرخة الفتاة، التي جثت ترتعش من هوْل ما رأت، أو ما سترى، لحظات قليلة منذُ ظهوره لكنها مرت عليها كأعوامٍ، ظلت عينيها تراقبه، لم تمر سوى لحظاتٍ قليلة حتى وجدته يغادر الزقاق إلى الشارع الرئيس بعد قضائه على الرجل الآخر، حاولت تمالك نفسها؛ لتحلق به، وما أن انحرف يمينًاعند نهاية الزقاق حتى أسرعت في خطوتها؛ حتى لا يغيب عن ناظريها، لكنها حين وصلت لم تجده وكأنه تبخر !!

    ***

    رائحة كيروسين تغطي المكان، والهدوء من شيم الليل، لكن أين تجد ذلك الهدوء إن كنت تستعد للموت؟ !! دموعٌ تطرق الأرض بعد رحيلها عن وجنتها، تجثو في ساحة غرفتها الكئيبة التي تبكي فيها كل محتوياتها؛ حزنًا على ما وصلت إليه، ربما تكون تلك اللحظات الأخيرة، لكنها لم تتوقع يومًا نهايةً كهذه، يتصارع داخلها عدة أصواتٍ لأشخاصٍ يقفون حائلًا بينها وبين إشعال عود الثقاب بيدها اليسرى، وفي ظل ظلمةٍ صنعتها جفونها؛ لتعطي هذه اللحظات رونقًا خاصًا بها، تترواح على مُخيلتها ملامحه الزاهية، ابتسامته البراقة، وصوته الدافئ حينما قال

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1