خل وعسل
()
About this ebook
كتاب «خل وعسل» عبارة عن مقالات، وقصص، وخواطر، استقاها محمد المكوار من تجاربه، ومشاهداته، وتأملاته، يتكلـم فيها عن علاقـة الإنسـان بذاته، وعن علاقة الإنسـان بالإنسـان بصورة عامة وخاصة، مع مناقشة بعض الظواهر الاجتماعية في الحياة الحقيقية والافتراضية. من المقالات الشيقة التي أوردها الكاتب محمد المكوار مقال حمل عنوان (طغيان) وفيها يقول: عندمــا أراد هتلــر رد كرامــة بــلاده بعد هزيمتها في الحرب العالمية الأولى؛ قام بإشعال فتيل الحرب العالمية الثانية، التي قتل فيها أكثر من 40 مليون إنسان، وخلفت عشرات الملايين من المعاقين، والمصابين، والمشردين. وتسبب بتدمير بلاده، وتقسيمها لشرقية وغربية، كما تسبب بإذلال شعبه، وانتهت قصته بانتحاره بينما استمرت آثار الحرب البشعة على العالم لسنوات طويلة من بعده. شاهدت في الأفلام الوثائقية مشاهد قاسية لا تُحتمل، بشر ٌ حقيقيون من جلد وعظم بوجوه بائسة، وكرامة منتهكة، وآمال مفقودة، ودماء جافة لم تعد لها قيمة. مقيدة ٌ أياديهم بأرجلهم بأصفاد غليظة صدئة، وسلاسل تربطهم بمن أمامهم ومن خلفهم، يُساقون نحو المحارق، والمشانق، والإعدام بدم ٍ بارد. لكل إنسان منهم قصة حياة قد انتهت هنا، وأهل وأحباب تقطعت قلوبهم من الحزن، وألم الفراق. ومــا أكثــر تلــك القصــص الحقيقيــة الموغلــة فــي القســوة فــي كل زمان ومكان، ولكن لم تصور، ولم يشاهدها إلا من عاشها.
Related to خل وعسل
Related ebooks
النزول إلى القمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 6 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجال من ورق وعروس من حلوى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبور: قصة رحلة مع الصبر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأورغانون الصخب والحب: المجموعة الكاملة لأقوال جلال الخوالدة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصَدِيقي زياد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملك سفر الخطية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصندوق الدنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكان لي وطن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرواح عالقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقتل السيدة ثُريَّا: للحب خناجرُ ثائرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقطوعة الشتاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصة حب في المدينة العتيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأم العواجز Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسأحيا بداخلك: مجدي عمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحملة النعش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوجد.. وفكر.. وشجن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن وراء المنظار: صور انتقادية فكهة من حياتنا الاجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأشرقت شمس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسَوَانِحُ عَابِرَة إلى نُفُوسٍ حَائِرَة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفيض الخاطر (الجزء الرابع) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوت باريس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل يوسف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين البوح والكتمان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن هناك Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for خل وعسل
0 ratings0 reviews
Book preview
خل وعسل - محمد عبد العزيز المكوار
خل وعسل
الإهـــــــــــــــــــداء
إلى السائق الفاضل في القصة
المجنونة والمضطر
ولكل من عرفت في حياتي
ومن قابلت، ولو مرة في العمر
فكان طعم معرفتهم ولقائهم حلواً كالعسل
ولكل القراء الاعزاء
أهديكم كتاب
خل وعسل
7
مقدمة
من أجمل الرسائل التي وصلتني،
رسالة من شخصية مجهولة كتب فيها :
«أنت لا تعرفني، وأنا لا أعرفك إلا من كلماتك.
أحببت أن أشكرك؛ لأنك أثرت بشخصيتي
وغيرت شيئاً كان يعطل حياتي .»
وكان كل ما فعلته أني كتبت كلماتٍ من القلبِ،
وأطلقت سراحها مني بهدفِ وصولها لِقلبٍ يحتاجها،
والحمد لله تحققت نيتي، وبلغت مقصدي من الكتابة.
وبنفس النية، أصدرت كتابي الثالث «خل وعسل ...»
والأمل بالله كبير أن تصل كلمة منه لقلب وعقل قارئ واحد على الأقل؛
فيستفيد منه بكلمة، أو يغير فيه شيئا للأفضل، والله على ذلك قدير.
كتاب «خل وعسل » عبارة عن مقالات، وقصص، وخواطر،
استقيتها من تجاربي، ومشاهداتي، وتأملاتي.
أتكلم فيها عن علاقة الإنسان بذاته، وعن علاقة الإنسان بالإنسان
بصورة عامة وخاصة،
مع مناقشة بعض الظواهر الاجتماعية في الحياة الحقيقية والافتراضية.
المؤلف / محمد عبد العزيز المكوار
الحياة تجربة حلوة كالعسل
وملعقة خل كفيلة بإفسادها
9
دور شطرنج
) المشهد الأول (
أبيض يلعب دور شطرنج مع أسود
فشك أحدهما بأن الآخر قد غَشَّ!
كلمة من هنا، وكلمة من هناك،
احتدت النبرة..
علت الأصوات..
بدأ التهديد
تلاه الوعيد
وتصعد الخلاف!
واشتغل مشاهير الغفلة بالفلسفة، والتوقعات، والتحليل،
مع زيادة ملح، وبهار ثقيل.
وتلقفت شبكات الأخبار الخبر
وكأنه صيد ثمين!
وتلقى مرتزقة الإعلام الثمن..
فأشعلوا النار في الفتيل.
خَلْ وَعَسلْ ج دور شطرن
10
ونادى كل منهما في قومه:
«يا أصحاب العرق الأصيل
إن لونكم في خطر!
سنضطر لمقاطعة الآخر،
وقطع أرزاقهم قبل أعناقهم؛
فاستبشروا بالنصر القريب
والفتح المبين .»
ج دور شطرن خَلْ وَعَسلْ
11
) المشهد الثاني (
بعد النداء بأيام...
واصل الفريقان التفنن في قطع العلاقة،
وتمزيق أواصر الود، والصداقة.
وبعد أشهر من القتل، والجرح، والتعذيب، والوحشية
والتخريب، والدمار، والدماء، وتناثر الأشاء، وموت أب، وأخ،
وابن، وزوج
وزيادة في الفقر، وتعطل للتنمية، وتكسر في القيم المدنية...
وفي جلسة صلح، وأكل، وشرب،
اتفق زعيم البيض، وزعيم السود على هدنة!
وأن يعاد التحدي بينهما على لوح الشطرنج!
لكن هذه المباراة ستكون تحت رعاية ورقابة ذوي اللون الحنطي.
بدأت اللعبة ..
قتل الجند ثم سقطت القلاع،
ونحرت الأحصنة، وسُممت الفيلة،
وهرب الوزيران من ساحة المعركة!
ولم يتبق على اللوح إلا الملك الأبيض والملك الأسود،
وانتهت اللعبة بالتعادل العادل.
صفق المراقبون، وضحك اللاعبان، وتصافحا للسلام
واحتفلوا، وأكلوا، وشربوا، ورقصوا!
خَلْ وَعَسلْ ج دور شطرن
12
وتم في نهاية الحفل
نشر بيان رسمي مشترك مفاده:
«أيها البيض، والسود:
إننا إخوة في الإنسانية، والكرة الأرضية
وبيننا تاريخ طويل، وعلاقات عريضة
وما حصل كان مجرد خلاف بسيط، وسوء فهم
وها نحن عدنا إلى بعضنا
وكأن شيئاً ما كان .»
دور شطرنـــــــــــــــج خَلْ وَعَسلْ
13
) المشهد الثالث (
سيداتي سادتي.. انتهت القصة
وما زال في الشوارع ذباب يرقص فوق دمٍ متخثرٍ،
وبقايا زجاج وطوب متناثر في كل مكان.
وفي الضواحي ضباع، وغربان يتنازعون أجزاءً بشريةً
لضحايا الغدر العنصري.
وفي الغابات مقابر جماعية، وضع فيها رفات لجثث مجهولة الهوية
لا فرق فيها بين أسود وأبيض.
وخلال أيام النزاع..
افتقر أغنياء
وطحن فقراء
وتغيرت أحوال
وهدمت بيوت
واحترقت صوامع
ودمرت مصانع
وترملت نساء
وتيتم الكثير من الأطفال
وانتشر الغدر والخوف والبؤس في كل مكان.
خَلْ وَعَسلْ دور شطرنـــــــــــــــج
14
وبعد انتهاء هذه الأزمة، دوّن التاريخ في «أقذر » صفحاته ما يلي:
حرب عنصرية بدأت وانتهت كعادة البشر على مر الزمان
والسلام والرحمة عليك أيها الإنسان.
وانتهت القصة.
دور شطرنـــــــــــــــج خَلْ وَعَسلْ
15
العنصرية لقيطة الكبر والحماقة،
وأغبى نهج ينتهجه أي مخلوق في الحياة.
لا سبب يبرر للعنصري أن يعادي ويعتدي على مسالم لمجرد
أنه يختلف عنه في الدين
أو المذهب، أو الجنسية والمنطقة، أو