الحق المر ج 6
By محمد الغزالي
()
About this ebook
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.
فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.
توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Read more from محمد الغزالي
من مقالات الغزالي ج 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف نفهم الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي موكب الدعوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 5 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعقيدة المسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخلق المسلم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجانب العاطفي من الإسلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والأوضاع الاقتصادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب جدد حياتك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجدد حياتك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام في وجه الزحف الأحمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحقيقة القومية العربية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظرات في القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والمناهج الاشتراكية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 4 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن مقالات الغزالي ج ٤ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاستعمار... أحقاد وأطماع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والطاقات المعطلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الحق المر ج 6
Related ebooks
الحق المر ج 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والمناهج الاشتراكية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخطر اليهودي ، بروتوكولات حكماء صهيون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام في وجه الزحف الأحمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالدين والديناميت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفى بهو الكرنك: محاكمة رئيس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتجاريب: مجموعة مقالات اجتماعية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنّها هي الجحيم: مجزرة اقتصادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلمنا الجميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخل وعسل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقبل انفجار البركان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالصهيونية العالمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة النفس والشذوذ: عبد الله حسين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإسلام والطاقات المعطلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعذبون في كل أرض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أول السطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقضايا شائكه: مختارات من احدث مقالات الكاتبه حول مكافحه الفساد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن كذلك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأقوالنا وأفعالنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحارة المزنوقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعائشة تيمور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانتحار الإخوان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحق المر ج 2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين الجزر والمد: صفحات في اللغة والآداب والفن والحضارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفتح مصر.. وثائق التمكين الإخوانية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبيلسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاعترافات حافظ نجيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الحق المر ج 6
0 ratings0 reviews
Book preview
الحق المر ج 6 - محمد الغزالي
الجرعات الأخيرة من
الحق المر
16
الجزء السادس
اسم الكتاب: الجرعات الأخيرة من الحــق المــر (الجزء السادس)
المؤلف: الشيـــخ / محمــد الغزالــي
إشـــراف عـــــام: داليـــا محمـــد إبراهيـــــم
جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر
يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.
الترقيم الدولـي: 978-977-14-2061-5
رقــــم الإيـــــداع: 2003 / 1633
الطبعة الرابعة: يناير 2005
Section00002.xhtml21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
بسم الله الرحمن الرحيم
تقــديــم
ربما اعتمدت وسائل الإعلام الحديث على الصورة الساخرة أو الخبر الموجه أو التعليق السريع.. فإن القارئ المعاصر يشغله عن الإسهاب ما هجمت به الحياة من تعقيدات وهموم..
ولما كنت واحدًا من الذين يحملون أعلام الدعوة ويرابطون على ثغور الإسلام فإني أخذت أرمق كل حركة مريبة تصدر عن خصومنا - وما أنشطهم في هذه الأيام! - لأنبه خطوط الدفاع المترامية، وأدفعها لاتخاذ الأهبة ولزوم اليقظة.
وأعداؤنا لهم باع طويل في الفكر السيئ، والإساءة إلى الرسالة الخاتمة، وتاريخهم امتداد لماضٍ مليء بالغارات، وهم في هذه الأيام يضمون إلى الحروب الساخنة غزوًا ثقافيًّا كثير الشعب، مَخُوَّف العواقب!
ومن هنا كانت كلماتنا ذات موضوعات شتی، تستمد سطورها من الواقع، وتعتمد على إثارة الوعي الكامن في أفئدة المؤمنين، وحسبها أن تكون كضوء البرق الذي يكشف الظلام، ويوضح الطريق..
إنها کلمات قصار لكنها فواتح لمعانٍ جمة عند أولي الغيرة على دينهم وأمتهم.
أحيانًا تتناول القيم، والأخلاق، والتاريخ، والفقه، وأحيانًا تغوص في واقعنا الحي لتشد أزر المجاهدين في سبيل الله، وتحق الحق وتبطل الباطل، وجماهير المسلمين - في يومهم الحاضر - بحاجة إلى هذه اللفتات، فإن مناسباتها إن مضت تكررت على مر الأيام، حتى لتحسب أن ما يتمخض عنه الغد صورة لما كان بالأمس، وتدبر قوله تعالى: ﴿ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [البقرة: 118].
وستظل كلماتنا - بتوفيق الله - وميضًا يبرق بالإيمان، ويحامي عن الحق.
وفي هذا الكتاب حصاد لثمرات القلم خلال عامين حافلين بالأحداث، أرجو أن تكون منه عبرة تنفع المؤمنين.
محمد الغزالي
القسم الأول
حقوق الله ثم حقوق الإنسان
يعلق بذهني من أيام الصبا ما قرأته في الصحف عن سقوط الحكومة المصرية القائمة، بعد اكتشاف حادثة تعذیب شائنة في مركز البداري بمحافظة أسيوط، الرئيس الذي سقط هو إسماعيل صدقي، والرئيس الذي أتى هو عبد الفتاح يحيى، وكان ذلك كله في أيام النظام الملكي السابق.
كان اشمئزازنا كبيرًا لما وقع، واشتد غضبنا لعدوان الشرطة على سجين مستضعف، وقلنا لعل ذلك لا يتكرر أبدًا.
وذهب النظام الملكي، وحل محله نظام جمهوري شعبي، وفي يوم ما ذاع أن بضعة وعشرين شابًّا من الإخوان المسلمين قتلوا في سجن طرة، حصدهم الرصاص في ساعة من نهار، وأمر بدفنهم سرًّا، ولم يسقط وزیر ولا خفير!!
وفي ظل الرعب السائد كانت العيون مفتوحة من الدهشة، والأفواه مغلقة من الجبن، والناس يمشون متخاذلين في معركة الخبز، أما معركة الحرية فلا حديث عنها، فقد نُسيت أنباؤها مع لباس الجوع والخوف الذي ارتدته مصر.
لقد بلوت من خديعة العناوين ما أفقدني الثقة بها.
ليست القصة في نظري عنوان الملكية أو الجمهورية، وإنما القصة، ماذا تملك الأمة من حريتها؟ وماذا تستطيع أن تواجه به حكامها؟
أعرف معرفة اليقين أفكارًا هدمت فيها مدن على رءوس أصحابها، ومات عشرات الألوف تحت الأنقاض، وسدنة نظامها الجمهوري يبتسمون وينتفخون!!
وأعرف عشرات الأطفال والكهول صعقتهم الغازات الخانقة وهم لا يملكون حولًا ولا قوة، بينما حديث القتلة عن الحريات لا يخفت.
إن خداع السياسة وضجيج الأذناب يعفيان على الحقائق ويجعلان الليل نهارًا والظلم عدلًا.
الغريب المفزع أن أكثر من ذلك يقع في العالم الإسلامي، العالم الذي يحلم بالحرية فلا تتحقق لها رؤيا.. ويسمع بأخبارها في بقية الدنيا فيشتاق ويتلفظ ثم يقلد يائسًا.
إن عددًا من الدعاة الإسلاميين فقد الإحساس بقيمة الحرية السياسية والفكرية، وضرورة توفير العناصر التي تغذيها وتنميها، وفقد الوعي بأن حقائق الإيمان في غياب الحرية تضؤل وتنكمش حتى تختفي من الحياة، وربما تحولت بعد إلى كفر وإلحاد.
إن الإيمان بالله في ظل الاستبداد السياسي كثيرًا ما يتحول عن معناه ومجراه ليكون لونًا من الشرك القبيح.
وقد رأيت عددًا من الإسلاميين في فتنة الكويت والعراق يرسل أحكامًا مستغربة، أو يطلق صيحات مستهجنة، إن دلت على شيء، فعلى أنه لا يعرف رسالة الدين بين الناس، ولا وظيفة أصحاب السلطة في خدمة الجماهير.
أريد أن أقول للمسلمين في كل مكان، إن تخلفنا الحضاري جريمة، نحمل نحن عارها ولا يحمله الآخرون عنا.
وإن الأخطاء أو الخطيئات التي ارتكبها المسلمون داخل أرضهم هي التي استدعت القوات الأجنبية للمجيء من الخارج، وإن العلاج ليس فتوی مضحكة بإعلان الجهاد، وإنما هو إعادة ترتيب البيت كله، ليعود للعقل الإنساني مكانه وللخلق الإنساني مكانه.
إن دين الفطرة لا وجود له في بلاد تحيا على التصنع والتكلف والمراءاة والكذب. إنه عندما تنوسیت عمدًا حقوق الله تبخرت فورًا حقوق الإنسان.
* * *
رأس السنة ومستنقع الشهوات
لم أكن أظن المعصية فادحة الثمن إلى هذا الحد، إن سعرها المعجل باهظ، أما نتائجها المؤجلة فلا يعلم جسامتها إلا الله..
قرأت هذا الخبر الذي يصف واحدة من أحفال رأس السنة الميلادية، ثم استولی عليَّ فكر عميق، الخبر يقول: في رأس السنة الأسعار دون دعم، زجاجة الويسكي بـ 340 جنيهًا، والعشاء بـ 250 جنيهًا.
زجاجة خمر واحدة تشترى بثلاثمائة وأربعين جنيهًا؟ إن هذا المبلغ يُشتری به ستة آلاف وثمانمائة رغيف!
حلوف واحد يحتسي شرابًا من الإثم يكفي ثمنه لإطعام قرية من الفلاحين! لماذا قلت حلوفًا واحدًا؟ قد تكون معه أنثى يتبادلان السكر ويستمعان إلى الأغنية الشهيرة كلما قلت له: خذ.. قال: هات.
والعشاء المقدم في هذا الحفل المائج ثمنه 250 جنيهًا، إن مرتب ستة من خريجي الجامعة.. يستقبلون به الحياة بعد كدح طويل، يتجرعه هذا التائه في مساء أسود.
والنساء الحاضرات قد انسلخن من الفراء الذي كان على أجسادهن، فأمسين لحمًا يتاجر فيه الشيطان من عالم الجن أو الإنس. وتوجد قطع من ثياب بقيت لأمر ما، لكن هذا الأمر ليس ستر العورات على كل حال.
أما العطور فقد قال الراوي.. إنها تدوخ من يشمها، ونظر المدعوون والمدعوات إلى راقصة تجيد فن الأفاعي في الالتواء والامتداد.
قال الراوي: كانت الفتاة الراقصة تصدر أصواتًا أثناء الرقص انزعجت لها الزوجات وذهل لها الأزواج.
وانطفأ النور في منتصف الليل ثلاث دقائق، وفق تقاليد الاحتفال بانتهاء سنة واستقبال أخرى، وكان الجميع على موعد مع هذه الظلمة المفتعلة ليعبث الذكور وليأتي النساء ببهتان يفترينه بين أيديهن وأرجلهن.
إن عيسى وموسى ومحمدًا وسائر الأنبياء عليهم السلام يرفضون هذه المآسي أو هذه المعاصي جملة وتفصيلًا، إن الأندية والفنادق في هذه الليلة الحمراء تتحول إلى غابات طافحة بالكفر والفسوق والعصيان.
وأنا أعرف أن الحضارة الغربية لا تنظر إلى السماء ولا تفكر في آخرة، لكنها حضارة منتصرة، وللنصر نشوة قد تفقد ذوي الألباب عقولهم إلى حين.
وسؤالي إلى العرب المهزومين والمسلمين المقهورين: ما أقحمكم في هذه الأحفال؟
ما حملكم على المشاركة في أرجاسها ومباذلها؟
لماذا رضيتم بفقدان الشرف والأنفة؟ وخنعتم لما نزل وينزل بكم من خزي؟ إن الشباب الناضر في فلسطين يدفن حيًّا أو تدق عظامه كلها حتى يبقى حيًّا کمیت.
إن معركة الإسلام مع الشيوعية في أفغانستان استنفدت ألوف الشهداء ولا تزال تطلب المزيد.
إن دینکم ودنياكم معًا يتهددهما الابتزاز والاغتصاب والكساد والجفاف، وصنوف من الهوان المادي والأدبي لم تعرف في هذا العصر الكالح بين أتباع دين آخر!
ماذا فعلتم بماضيكم وتراثكم؟ ماذا تفعلون بحاضركم وقضاياكم؟
إذا رقص المنتصر وانتشی رقصتم معه وفقدتم وعيكم، وأنتم مغلوبون على أموركم في ميادين العلم والإنتاج وشئون الحياة كلها.
ما أصدق قول القائل في كل واحد منكم:
[بعت دیني لهم بدنیاي حتی... سلبوني دنیاي من بعد دیني].
* * *
مأساة مصري في الخارج
لا بد أن العربي المخلص سوف يشعر بالوحدة عندما يقضي أيامًا أو أعوامًا في ربوع الولايات المتحدة! خصوصًا العربي النابه في ميدان العلوم الطبيعية والكيمائية، إنه سيكون هدفًا لمؤامرات الصهيونية العالمية، ترقبه وتختله لتقضي عليه إن استطاعت.
وقد طاردت الدكتور المشد حتى أجهزت على حياته، كما اغتالت فتاة أخرى بدا عليها النبوغ وهي تعمل في الميدان المحظور على العرب.
إن اليهود في أمريكا هم الجنس المدلل، وقد استطاعوا في صمت أن يضعوا أصابعهم على مراكز التوجيه العلمي والإعلامي، كما أن قدراتهم المالية مزدهرة أو طاغية.
أما العرب فقد أفلت منهم قلائل إلى مواقع علمية أو عملية حساسة، أفلتوا وأيديهم على قلوبهم من المستقبل الغامض، ففي هذه الولايات المتحدة يسمع العرب أن جنسًا طفيليًّا يجب أن يزول «وادفع دولارًا تقتل عربيًّا»!
ويؤلف الحاخام ( كاهانا ) كتابًا عنوانه «شوك في عينيك» أي إن العربي شوكة في عين الإسرائيلي، لا راحة إلا بإزالتها، فهل يستغرب أحد مقتله، وهو يثرثر بهذه الإهانات والتهديدات؟ ذلك ما فعله «سید نصیر» المصري الأصل والمتجنس بالجنسية الأمريكية.
وبين يدي الآن قصة محزنة للأستاذ الدكتور عبد القادر حلمي کبیر علماء أبحاث الدفع الصاروخي بشركة «إیروجیت» للنفاثات الجوية.
والدكتور عالم واسع الخبرة، دميث الخلق مستقيم السيرة، وما وصل إلى منصبه إلا بكفاءته الرحبة، وفجأة قبض عليه متهمًا بالمساعدة على تهريب مواد محظورة إلى دول أجنبية! والدولة المعنية هي مصر، الحليفة الأولى للولايات المتحدة والتي تتعاون معها في صناعاتها العسكرية وتسليحها العام!!
مصر تتجسس على أمريكا وتحاول استكشاف أسرارها وتهريب ما تؤثر به نفسها من مزايا صناعية!
والذي ترافع ضد الدكتور عبد القادر قانوني صهیوني متعصب قدح ذهنه حتی کون اثنتي عشرة تهمة تستحق السجن 97 عامًا.
ولكن المحكمة مشكورة اختصرت هذه القائمة إلى تهمة واحدة، هي تصدير مكونات صاروخية إلى مصر، وحكمت عليه بالسجن 46 شهرًا، وذلك في نهاية سنة 1989م، كما حكمت عليه بغرامة 360 ألف دولار إلى جانب مصاريف المحاماة وهي نحو 180 ألف دولار.
وزيادة في النكاية بالدكتور عبد القادر اتهمت زوجته بمشاركته في الجريمة، وأخذ منها ابنا الرجل الجريح ليودعا في إحدى مؤسسات التبني، ثم أُخلي بعدُ سبيل الأم وولديها، وكانت المحكمة قد رأت حبس الدكتور في سجن قريب من أسرته في ولاية كاليفورنيا، ولكن الصهاينة تمكنوا من نقله إلى سجن بعيد في ولاية ( أريزونا ) زيادة في تمزيق شمله، ألا تستحق هذه المأساة تدخل مصر کي تخفف من آلام الرجل المخلص الذي اتهم بمساعدتها؟
أعرف أن الأخوة الدينية قد غاضت من العلاقات المحلية والدولية، فأين المواطنة؟ أليس من الوطنية أن نذكر رجلًا قيل عنه: إنه حاول خدمة مصر وتطوير قوتها الحربية؟ وأين الرجال الذين عرفوا عبد القادر حلمي واستثاروا حميته لخدمة قومه؟ أيفرون عنه في محنته؟
أعتقد أنه يجب عليهم تحمل دیونه كلها، والوقوف إلى جانبه حتى يخرج طليقًا من سجنه!
ثم هذه الأسرة التي غاب عنها، ألا من رفيق يواسيها أو صديق يؤنسها؟ إن الرجال يُعرفون أيام الشدائد لا أيام الموائد!!
يعلم الله أني لم أر الرجل ولا واحدًا من أسرته، ولكن أنباءه بلغتني من