Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الحق المر ج 1
الحق المر ج 1
الحق المر ج 1
Ebook251 pages1 hour

الحق المر ج 1

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

ان الحاضر السريع قد يكون جديرا بالبقاء بقدر ما يمزق من حجب، ويترك من صحوة، ويمحو من حيرة، ويثبت من رشاد.
في قرية نكلا العنب التابعة لمحافظة البحيرة بمصر ولد الشيخ محمد الغزالي في (5 من ذي الحجة 1335هـ) ونشأة في أسرة كريمة وتربى في بيئة مؤمنة فحفظ القرآن وقرأ الحديث في منزل والده ثم التحق بمعهد الإسكندرية الديني الابتدائي وظل به حتى حصل على الثانوية الأزهرية ثم انتقل إلى القاهرة سنة 1937م والتحق بكلية أصول الدين وفي أثناء دراسته بالقاهرة اتصل بالأستاذ حسن البنا وتوثقت علاقته به وأصبح من المقربين إليه حتى إن الأستاذ البنا طلب منه أن يكتب في مجلة "الإخوان المسلمين" لما عهد فيه من الثقافة والبيان.

فظهر أول مقال له وهو طالب في السنة الثالثة بالكلية وكان البنا لا يفتأ يشجعه على مواصلة الكتابة حتى تخرج سنة 1941م ثم تخصص في الدعوة وحصل على درجة العالمية سنة 1943م وبدأ رحلته في الدعوة في مساجد القاهرة.

توفي في 20 شوال 1416 هـ الموافق 9 مارس 1996م في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ (المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية) ودفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة. حيث كان قد صرح قبله بأمنيته أن يدفن هناك.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2003
ISBN9781550575958
الحق المر ج 1

Read more from محمد الغزالي

Related to الحق المر ج 1

Related ebooks

Reviews for الحق المر ج 1

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الحق المر ج 1 - محمد الغزالي

    Section00001.xhtml

    الحق المر

    11

    الجزء الأول

    العنوان: الحق المر الجزء الأول

    المؤلف: الشيخ / محمد الغزالي

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن

    أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولـي: 978-977-14-2126-3

    رقــــم الإيـــــداع: 2003 / 8657

    الطبعة الثامنة: مايو 2008

    Section00002.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    مقدمة

    هذه كلمات وجيزة، أو ومضات سريعة، تتضمن أشتاتًا من القضايا والأحكام.

    قد يكون فيها تصويب خطأ شائع، أو إحياء صواب مهجور، أو تعليق على حدث تاريخي أو معاصر، أو إثبات خاطرة نفيسة، أو استثارة الهمم نحو هدف شريف..

    إن العقل المؤمن مرصد واعٍ يلتقط كل ما يمس الإسلام من قريب أو من بعيد..

    وكما أن هناك مقاييس لقوى الزلازل، وأُخرى لدرجات الحرارة والرطوبة والتلوث مثلًا، فإن المهتمين بأمر الإسلام يرصدون ما يمس حقيقة رسالته ومسار دعوته وشئون أُمته، وعوامل المد والجزر، واليقظة والغفلة، ثم يقدمون حسابًا مضبوطًا لما رصدوه.

    وهذا الحساب شعاع على الطريق، وبيان لمن تتشابه عليهم الأمور. وقد يتطلب ذلك كتبًا مبسوطة، لكننا هنا اكتفينا بالإشارات العجلى معتمدين على ما تخلفه في نفوس القارئين من حركة وانتباه...

    ومعروف أن القارئ المعاصر قد يكتفي بالمقالات الخاطفة، ويؤثرها على الاسترسال والإطالة، والمهم أن ننتهز هذه الرغبة لنودع ما نكتب على عجل، حقائق نفاذة، وتوجيهات مجدية.

    وقد تابعت ابن الجوزي في هذا النهج، فكتابه «صيد الخاطر» تضمن بحوثًا في سطور لكنها جليلة الفائدة، بل لعلها أفضل من رسائل طويلة..

    إنني في هذا الكتيِّب أجمع ما تفرق تحت عنوان «الحق المرّ» الذي كانت تنشره لي مجلة «المسلمون» الصادرة في «لندن».

    وذلك لأن جماهير كبيرة كانت لا تصلها الأعداد، مع رغبتها في قراءتها، ثم إن من المصلحة الإسلامية حشد هذه المنثورات في صعيد واحد.

    إن الخاطر السريع قد يكون جديرًا بالبقاء بقدر ما يمزق من حجب، ويترك من صحو، ويمحو من حيرة، ويثبت من رشاد..

    والله من وراء القصد..

    محمد الغزالي

    هل أخطأنا الطر يق؟!

    قرأت أن رئيس الولايات المتحدة طلب من الباكستان ألا تمضي في صنع القنبلة الذرية، وأنه هدد بقطع المساعدات العسكرية عنها إن هي صنعت هذه القنبلة!

    ومعلوم أن الهند سبقت إلى صنع القنبلة الذرية بعون روسي، وأن أمريكا لم تقطع عونًا سابقًا ولا لاحقًا عن الهند لما تسلحت بهذا السلاح الهائل!

    وظاهر أن المراد من المسلك الأمريكي هو بقاء المسلمين أضعف في أي صراع يمكن أن يقع!

    وهو الخط ذاته الذي تسير عليه أمريكا في الصراع العربي الإسرائيلي، الخط الذي يجعل «دولة إسرائيل» وحدها قادرة على أن تهزم أكثر من عشرين دولة عربية مجتمعة، وذلك بترجيح كفتها عسكريًّا ومدنيًّا، والتدخل المباشر إن اختلَّ الميزان.

    إن البغضاء الكامنة ضد الإسلام وأمته لا تنتهي، وأوروبا وأمريكا سواء في هذه المشاعر المشبوبة.

    وقد شعر الناس بالدهشة لأن وزير الجامعات في فرنسا أصدر قرارًا بوقف «جان كلود ريفيير» من منصبه الجامعي العالي، وسحب شهادة الدكتوراه التي نالها الباحث «هنري روك».

    والباحث المذكور أثبت في أُطروحته العلمية أن إبادة اليهود في ألمانيا النازية خرافة، وأن الزعم بإحراق ستة ملايين يهودي في أفران الغاز لا أساس له من الصحة، وساق الرجل من الأدلة العلمية ما حمل الجامعة على منحه الدكتوراه، فالسلطان فيها للعلم وحده.

    لكن المنظمات اليهودية غضبت، ولما كان اليهود مُدلَّلين في العالم الصليبي، فلا بد من إرضائهم، والنزول على إرادتهم...

    وفي فرنسا وقع قبل ذلك ما يدعو للعجب، فعندما أسلم «رجاء جارودي» قُدِّم للقضاء بتهمة محاربة السامية (1)، واتفق الناشرون في باريس على ألا يطبعوا له كتابًا، وأَلا يتعاونوا مع من يتعامل معه، وطاح مستقبل الرجل من الناحية المادية، وإن كان قد ظل شامخًا مستندًا إلى الله وحده.

    إن هذه الأمثلة حصيلة ما قرأنا في أيام معدودات، أما ما تلْقاه الأمة الإسلامية من غمط وإساءة فسيل لا ينقطع.. والمثير أنه يتم تحت عنوان «العلمانية» أو «الإنسانية» ولا يتم تحت عناوين التعصب الديني والأحقاد القديمة!

    وتغيير العنوان لأمر ما يذكرنا بحكاية البقال الذي كتب على علبة السكر: فلفل! لماذا؟ حتى يخطئ النمل الطريق!! فهل أخطأنا الطريق؟

    * * *

    Section00004.xhtml

    (1) ومؤخرًا قدم للمحاكمة بتهمة محاربة الصهيونية في آخر مؤلفاته وما زال القضاء يحاكمه حتى الساعة 199700 .

    مطلوب جيش من الدعاة

    كانت الشعوب التي سقطت في براثن الروم والفرس يائسة كل اليأس من خلاص تظفر به يومًا ...

    وأيُّ أمل لمصر مثلًا - وقد ظلت خمسة قرون مستعمرة رومانية - أن تُحرر وتنجو؟ لكأن وضعها السيئ أمسى قدرًا لافكاك منه! وكذلك كانت الحال على شواطئ البحر المتوسط الذي احتُلَّت أقطاره كلها أعصارًا متطاولة وتحوَّل إلى بحيرة رومانية..

    بيد أن أصحاب محمد ﷺ وحدهم الذين كسروا أبواب السجن، وقالوا للمسجونين المشدوهين: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

    إن الذي وقع كان معجزة حقيقية، ولم يكن يستطيعها إلا أصحاب محمد - عليه الصلاة والسلام - وحدهم! ذلك لأنهم أسلموا لله وجوههم، وتعرَّوا من زخارف الحياة ومآرب الدنيا، وتأَثَّروا بخطوات نبيهم وهو يعطي ولا يأخذ، ويحيى ولا يميت، وينشد الآخرة ويستعلي على العاجلة.

    وهذا النوع من الدعاة هو الذي يغيِّر وجه العالم، وقد استشهد ربع الصحابة مع المدِّ الإسلامي!

    ومن بقي منهم وقف حياته لنشر الإسلام بالخُلق والعبادة والتعليم والأسوة الحسنة ! أي أن من مات مات لله، ومن طال عمره عاش لله، وكانت النتائج أمرًا عجبًا. إن الأمم التي أسلمت لم تتخلَّ عن كفرها فقط، بل تحولت خَلقًا آخر! خلقًا يقول للفاتحين: إذا تراخيتم فسنتولَّى نحن الدعوة، ونرفع الشعلة!

    إن هذا الخير الجمَّ والأثر الواسع انبجس من فؤاد واحد، فؤاد صاحب الرسالة الخاتمة!

    وقد كان يعرف ما سوف يقع معرفة تامة. تدبر ما رواه الشيخان عن النبي ﷺ : «يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقولون: فيكم من صاحب رسول الله؟ فيقولون: نعم، فيُفتح لهم! ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس، فيقال: هل فيكم من صاحب أصحاب رسول الله؟ فيقولون: نعم! فيفتح لهم!.. ثم يأتي على الناس زمان فيغزو فئام من الناس فيقال: هل فيكم من صاحب من صاحب أصحاب رسول الله؟ فيقولون: نعم، فيفتح لهم».

    إن هذا الحوار لم يقع، ولم يحكه تاريخ، وإنما هو تصوير لعمل القلوب الكبيرة في العالم، وهو تصوير لأثر تلامذة محمد وحوارييه بين الناس، وهو تصوير لاستجابة الشعوب لهم عن محبة ورضاء وإعجاب.

    كان أولئك الأصحاب مدارس إيمان ومنارات إرشاد.

    وما أُنكر أنه جاء من بعدهم من سار على الدرب، ومضى إلى الغاية نفسها، ولكن الأمر كما وصف القرآن الكريم: ﴿ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ (13) وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ﴾ [الواقعة: 13، 14].

    الذي ألحظه أن الظلام القديم عادم، ولن يبدِّد غيومه إلا جيش كبير من الهداة الأوائل، ممن يجددون سيرة السلف الفاتحين.

    * * *

    Section00005.xhtml

    أصحاب السلطة وحقوق الإسلام

    كانت الدعوة إلى الإسلام في دماء العرب يوم خرجوا من جزيرتهم مصابيح تكتسح الظلمة، وموازين تبدِّد المظالم، هكذا كان كتابهم، وهكذا كان رسولهم.

    وقد بدا ذلك جليًّا في قوله تعالى: ﴿كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ ﴾ [إبراهيم: 1].

    وكانت الأيام تمر بالعرب كما تمرُّ السنون بالشاب المجتهد المتطلِّع، فإذا هم على عجل طليعة الدنيا ثقافة وحضارة واقتدارًا وازدهارًا!

    فهل بقي العرب الأخلاف على ولائهم للدعوة ووفائهم بحقوقها؟

    إنني أذكر هاتين الواقعتين من تاريخنا وأقف متأملًا.

    كتب الأستاذ «عبد الحليم الجندي» في تأليفه القيِّم « القرآن والمنهج العلمي المعاصر» يقول: حسب القارئ بيانًا لمدى الانتفاع بعلوم الأندلس في عالم الظلمات الأوروبي خطاب صادر إلى الخليفة هشام الثالث ( 418 - 422 هـ) في نصه

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1