Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حملة النعش
حملة النعش
حملة النعش
Ebook251 pages1 hour

حملة النعش

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إنه صراع لا ينتهي!

صنعتهم جميعا.. صنعت آدم، وصنعت السمراء، وأنا من صنع حسين وعمر، وأنا من قذفت الحب بقلب ريما، و جعلت من يوسف متمردا في سبيل الحب!

ولكن!

جميعهم تمردوا على الكاتب!

كبلتهم بكلمات.. ولكنهم كبلوني بجمل!

حاصرتهم بفقرات.. فانتصروا علي بصفحات!

فصولا من هذه الرواية كسبتها.. وجعلوني أخسر فصولا أخرى!

وعندما تساوت قوى الصانع مع المصنوع.. واقتربت الرواية من نهايتها؟!

اصبحوا يشدوني لأدخل الرواية تارة.. واشدهم لا خرجهم من الرواية تارة أخرى!

الرواية لم تنتهي .. لذلك، اعدهم بفصل أخر يكون نصري عليهم بين!

لا أعلم كيف لشخوص تصنعها، فيصبح الصانع يعيش حياة المصنوع.. وكان ذلك مع شخوص رواية حملة النعش!

 

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateJun 23, 2022
ISBN9798201055479
حملة النعش

Read more from Green Wave

Related to حملة النعش

Related ebooks

Reviews for حملة النعش

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حملة النعش - Green Wave

    الحقوقُ الفكريةُ والماليةُ محفوظةٌ لدار الموج الأخضر للنشر ، وأيُّ اقتباسٍ أو تقليدٍ أو إعادةِ طبعٍ دون موافقة خطيَّة من المؤلفِ تعرِّضُ صاحبَها للمساءلةِ القانونيّةِ.

    إنه صراع لا ينتهي!

    صنعتهم جميعا.. صنعت آدم، وصنعت السمراء، وأنا من صنع حسين وعمر، وأنا من قذفت الحب بقلب ريما، و جعلت من يوسف متمردا في سبيل الحب!

    ولكن!

    جميعهم تمردوا على الكاتب!

    كبلتهم بكلمات.. ولكنهم كبلوني بجمل!

    حاصرتهم بفقرات.. فانتصروا علي بصفحات!

    فصولا من هذه الرواية كسبتها.. وجعلوني أخسر فصولا أخرى!

    وعندما تساوت قوى الصانع مع المصنوع.. واقتربت الرواية من نهايتها؟!

    اصبحوا يشدوني لأدخل الرواية تارة.. واشدهم لا خرجهم من الرواية تارة أخرى!

    الرواية لم تنتهي .. لذلك، اعدهم بفصل أخر يكون نصري عليهم بين!

    لا أعلم كيف لشخوص تصنعها، فيصبح الصانع يعيش حياة المصنوع.. وكان ذلك مع شخوص رواية حملة النعش!

    (1)

    اقتحامٌ

    أشاحَ بيده اليُسرة إلى أحد رجاله مِن مجموعة مكافحةِ الإرهاب، ليأخذَ موقعه عند حافّةِ الباب في الجهةِ المقابلةِ له، وأشاحَ للآخر بأن يكونَ مستعدًّا للاقتحام، عندما يعلن هو ذلك.

    وأشارَ بيده للجندي الّذي كان واقفًا خلفه  بأن يغطّيه في اللحظةِ الموعودة، بينما كانت حبّات التّراب الأحمر تعلو بسطاره الأسود، الّذي انغرسَ به معلنًا تأهبه واستعداده لاقتناص الفرصة المناسبة للاقتحام.

    تُمسك يداه بندقيةً آليّة بكلّ حزم، عيناه اللتان أضاءتا مِن فوق الغطاءِ الأسود الّذي غطّي وجهه، تجوبان المكان، تتفحصانه بكلّ دقّةٍ  وحزم.

    حتّى أنَّ شجرةَ الياسمين الّتي تقدّمت ذلك الباب اهتزّت ففاحت منها رائحةٌ زكيّةٌ، وسقطت بضع مِن زهراتها، عندما ركض أحد الجنود ليلامس أغصانها متّخذًا موقعة الأنسب.

    مُحاط بجنودٍ لا يخشوْن الموت.. استدار جهة اليسارِ بسرعة. ليصبح مقابل ذاك الباب الّذي دفعه برجله دفعةً قويّة، بقوّة رجل يؤمن أنَّه خُلق ليكون بطلًا.

    تدافع الجنود مِن خلفه، بينما همّ باقتحام ظلام ذلك المكان، مطلقًا وابلًا مِن الرّصاصات. مِن بين كلّ تلك الأصوات، ومن بين  الغاز الأبيض و الأسود الّذي مَلأ المكان لمعتْ سكين قطّعت رائحة الياسمين!  وأسكتتْ كلّ تلك الأصوات، عندما انغرزت برقبته مِن الخلفِ!

    لم يحسّ بألمها بالرّغم أنَّه أحسّ ببرودتها داخل جسده، ليتهاوى أرضًا وقدماه ترفضان السقوط أنْ يكون قدرًا له.. التفت يسارًا ليشاهد رجلًا غطّى الشّعر وجهَه، وعصابة سوداء اعتلت رأسه إلّا مِن بعض شعرٍ ظهر مِن خلف رأسه.

    ما كاد ينهي تلك النّظرة حتّى انهمرت عشرات الطّلقات مِن بنادق جنوده.. مخترقةً جسد ذلك الرّجل، رصاصات انطلقت محمّلة بصُراخ انتقام أولئك الجنود..

    قاوم السقوط وهو ممسكًا بقوّة بندقيّته.. لتحمل ركبتيْهِ الّلتين استقرّتا فوق بقعةِ دمٍ ما زالت تكبر من فوقِ تلك الأرضِ. تباطأ سقوطه قليلًا ولكنّه لم يتوقّف!، وبين مقاومة السّقوط والإحساسِ بحلاوة الشهادة سقط الضّابط وعيناه قد تسمّرتا على عينيّ ذلك الإرهابي الّذي سقطَ إلى يساره نازفًا.

    يده اليسار استقرّت بكلّ دمائها فوق جريدةٍ استكانت فوقها قِطع مِن الخبز و بضع مِن حبّات البندورة لتغرق الجريدة ويمتلئ المكان برائحة الدّماء.

    وضع بندقيته جانبًا و نظر إلى ذلك الإرهابي

    وقال له:

    - بالرّغم مِن لحيتك وسوادك الّذي اخترتَه لعقلك ولقلبك ما زلت صديقيَ (يا أبو النّسوان)!.

    احمرّ وجه الإرهابي وعينيه ولكنّ عينيه لم تدمعا.. ألقى بيده على جسد ذلك الضّابط محاولًا حضنه أم لمسه! مرددًا :

    - الله يلعن أبو معرفتك.

    ليغلبهما الموت حينها!

    (2)

    خبرٌ عاجل

    خبرٌ عاجل: احتجاز مجموعة مِن الرّهائن على أيدي إرهابيين.

    قرأَ يوسف ذلك الخبر الّذي ظهر على شاشة هاتفه، ولم يعيره أيّ اهتمام.. وقال:

    - قرف ..قرف فعلًا!

    ألقى بهاتفه على مكتبه وأمسكَ ب (الماوس) وبدأ ينقرُ عليها، متصفّحًا تلك الشّاشة، الّتي وشت بألوان تشبه ألوانَ اليّاسمين تساقطتْ على وجهه.

    حملَ عُلبةَ سجائره و حاجيّاته، وانطلق مُسرعًا، عندما دقّت الساعة معلنة أنَّها الثالثة عصرًا.. دّقت لتعلن انتهاء يوم عملٍ مُملّ آخر.. ولكنّه يبقى يومًا جديدًا، برغم أنَّه شقيقٌ لكلّ تلك الأيّام الّتي توفيت قبله.. ألقى هاتفه في سيّارته وأدارَ محرّك السيّارة ليختلط هدير محرّك السيّارة مع أصوات تنبيهات رسائل انطلقتْ مِن هاتفه.. لم يعيره اهتمامًا.. و حدَّث نفسه:

    - والله إنك رايق يا آدم  كل همك لعب (الشدّة).

    عند أوّل إشارة ضوئيّة، وبعد أن استقرّ عقله الباطن، وتخلّص مِن جميع أعباء عمل ذلك اليوم، أمسك بهاتفه، و فتح رسائل (الواتس آب)  ليجد رسائلَ مِن آدم.. يحذّره فيها وينذره بل يتوعّده بغلب لعبة (هاند) كاسحة هذه الليلة.

    تنهّد يوسف، وردّ على آدم :

    - ولك الهاند ما فيها فن.. متى راح تفهم؟ الله يرحم أيّام الطرنيب" لمّا كُنَّا نلعب الأربعة، واكبسك الغلب يطلع مِن عيونك بس تكرم عيونك اليوم 7:30 مثل العادة، بنلتقي مع (القوي) بالقهوة، واغلبوني (هاند) عادي بطلت أحس.. مِن زمان بلّدت.

    ردّ آدم  على رسالة يوسف التي ظهرت على هاتفه بين عديد الرسائل والتنبيهات الأخرى الّتي توسطها خبر عاجل، ولكنّه لم يكترثْ لتلك الرّسائل، ورد:

    - رح ابهدلك الليلة.. أنت و(القوي).. فيها ولى ما فيها فن؟! ما بتفرق!.. المهم الفوز.

    انصرفَ آدم  بعدها، لمحادثة صديقاته على (الواتس آب)، عندما كان ممدًّا جسده على كنبه قديمة مهترئة توسّدها بوسادة تحت منتصفه ليستوي جسده عليها.. واضعًا ساقًا فوق ساقٍ الأخرى ويده الأخرى تحاول أن تصلَ لمنفضة السجائر الممتلئة عن بكرةِ أبيها ليلقي بها مزيدَا مِن رماد سجائره.. منفضة سجائره التي تتوسط طاولة تكاد تقوى على الوقوف، ولكنها تزينت ببعض (الكاندمز) الزهرية اللون والزرقاء.. بدأ آدم  يقلّب (بالواتس آب) الّذي امتلأ برسائل تحمل آمال طالبات للعشق، ورغبات فاقدات الحنان.. ورسائل أخرى تحاول أن تصنعَ منه زوجًا مستقبليًّا مناسبًا، أو زوجًا بحدّه الأدنى في زمن شحّ فيه الرّجال، وقلّت فيه الأنوثة، تنهّد آدم  وآخذه تفكيره بعيدًا:

    - لا أعلم هل أنا أظلمكم؟ أم أنّي فعلًا زوربا جديد لا يبخل بمنحِ حبّه لمن تحتاجه! مع علمكم التام بأنّ حبي لكم إمّا هو مزوّر أو حبّ غير صادق؟!

    - أم أنَّ هذه الحياة بظروفها جعلتنا ننتظر حُبًّا مزوّرًا. وآخرون مزوّرون يرسلون ويستقبلون ذلك الحبّ؟

    لم يرغب آدم  بالردّ على أيّ مِن تلك الرّسائل، واختار اسم حسين القوي مِن قائمة (بالواتس آب).. الّذي ازدان بصورة حسين بلباس مكافحة الإرهاب الأسود.. لباسٌ  يثيرُ الفزعَ بالنّفس ماسكًا برشاشه وعيناه يفيض منهما أملًا وهيبة وقوّة، و بجانب تلك الصّورة، ظهر آخر دخول لحسين القوي السّاعة السابعة صباحًا.. أرسل له  آدم :

    - والله لو ما بعرفك مِن أوّل! بقول عنك مثل ما بحكي عن إلي بشوفهم وبسمع حديثهم عن حبّ الوطن والفداء يا عرص! صورتك رهيبة، بس كل هل قوة الي أنت فيها رح تتهزء اليوم كالعادة على طاولة (الشدة).. بنستناك اليوم على 7:30.

    أرسل آدم  بتلك الرّسالة، والتي لن تصل ولن تُقرأ أبدًا، وشدّ انتباهه رسالة (بالواتس آب) مِن رانيا زميلته بالعمل كتبت له:

    - المشكلةُ ليستْ بالوَطن! وليست بالحُكّام! وليست بحاجتنا للحبّ الّذي لا نجده إلّا مختلطًا بالجنس و حُبّ الأجساد! المشكلةُ الأساسيّة يا آدمَ بالفساد المتفشي وعدم عدالة الشّركات تجاه موظفيها.

    - نحن لم نصل لأن نكون جنودًا بعد على رقعةِ شطرنج أصحاب الشّركات ومدراءها، يلعن أبوها من وظيفة ويلعن أبوها من حياة يا آدم!.

    أقفلَ آدم الواتس آب، وألقى بهاتفه على تلك الطّاولة، وألقى بنفسه فوق تلك الرّسائل الّتي قرأها لتحمله بعيدًا وتستقرّ به إلى تحت شجرةِ السرو!

    تلك الشجرة التي كان يتمدّد بجَسده تحتها، واضعًا ذراعيه تحت رأسه، واضعًا قدمًا فوق الأخرى، تلك القَدم الّتي كانت تهتزّ تَلبس حذاء (الشامواه الأصفر) الّذي اشتراه صيدة مِن أحد محلّات (البالة – الملابس المستعملة)، محدثًا يوسف و حسين وعمر:

    - هل تعلمون أنّني أمشي بأحلامِ رجلٍ آخر؟!

    - هل تعلمون أنَّ ذلك الرّجل الذي ألقى بحذائه، أو قد يكون قد باعه، لا أعلم ما السبب؟!  قد يكون لأنَّه لم يعد يراه جديدًا! أو أنَّه لم يعد يعجبه! أو ربّما لم يعجب صديقته أو زوجته؟!  أيًا يكن لا يهم، المهم أنَّه ألقى بذلك الحذاء بعيدًا في سلّة المهملات أو في حاوية. وقد تكون تلك الحاوية قد حملت جوًّا أو بحرًا وتزاحمتْ العروض الماليّة المقدّمة لشرائها ليحظى بها صاحب محل الألبسةِ المستعملةِ ويعرض ما فاضت به مِن ملابس و أحذية مستعملة.. فيأتي رجلٌ فقير بسيط ومعدوم.. رجلٌ من اللاجئين القدامى ويعجب بذلك الحذاء الأصفر الشامواه، ويشتريه. يشتريه و يلبسه ليجلس به أمامكم ويهزّ قدمه متباهٍ به أمامكم اليوم!

    - هذا الرّجل الّذي ألقى بهذا الحذاء، لابد أنَّه مرتاحٌ ماديًّا، أو محترم ببلده، فهو لديه أكيد أحذية كثيرة، فلا يعقل أنْ يرمي حذائه الوحيد؟!.

    - وأنا غنيّ كذلك، عندي هذا الحذاء المستعمل و زنوبة!

    - وأجلس معكما وأقولُ لكم أنّني سوف أصبح في يومٍ ما من رجالات هذا الوطن، لا بل من رجالات هذا العالم!

    - طالما أنَّ الأحلامَ ببلاش!.

    - لكن كلّما أتذكر أنّني ألبس أحلام رجل آخر، لا أعلم كيف شكله؟ ولا لونه؟ ولا بلده؟ ولا هو يعلم أنّني ألبسُ حذاءَه في هذا اليوم!.

    - بتعرف يا حسين أوّل سؤال رح أسأله لرب العالمين يوم القيامة شو هو؟

    قال حسين:

    - قول يا كافر!.

    - سوف أسأله عن صاحب هذا الحذاء، قد أسأله عن اسمه، وعن مهنته.. ولو أنّي بظن إنَّه محامي! أو صيدلاني؟ وسوف أسأله هل كان هذا الحذاء للطلعات؟ أم للعمل؟

    - مؤكّد أنَّه للطلعات فقط؟!

    - ولكن هل تعلمون أنّني أشطر منه؟!

    - فأنا ألبسُ الحذاءَ للعمل وللطلعات.. شفتوا كيف إحنا العرب فهمانين؟!.

    ضحك الجميع.. وقاطع آدم  ضحكهم:

    - سوف تشهد شجرة السرو هذه وأنتم كذلك شهود على أنّني تعهدت بهذا اليوم  لكم ولشجرة السرو بأن أصبحَ صيدلاني كبير و مشهور، وسوف أتبرّع بأحذيتي يومًا ما، ولن أبيعها وسوف تتمنون أن تقولوا هذا هو صديقنا، وأينما تكونوا ومهما تكونوا سوف أجمعكم يومًا ما تحت هذه السروة و أذكركم بهذا اليوم.

    تذكّر آدم  تلك الجِلسة، وتذكّر أنَّه ما زال لديه زنوبة وزوج من الأحذية، ولكن الفرق أنَّه ابتاعهم من محلات الملابس الجديدة وليست المستعملة:

    - يحرق حريشك يا رانيا من وين بتطلعيلنا بهالقصص مع هالمساء !.

    ردّ على رانيا وكتب لها:

    - المشكلة ليست بأصحابٍ ومدراءَ الشّركات! المشكلة أنّنا أصبحنا نحب عذابهم، وابتزازهم وطمعهم  وجشعهم، وأصبحنا نحب قلّة احترامنا و نسكت عن سرقة حقوقنا، بسبب القانون تارّة ومنهم تارّة أخرى، وثالثة نحن نتنازل عن حقوقنا!

    - رانيا، نحن اعتدنا عليهم، و أصبحنا نتلذذ بأن نجعلَهم شمّاعةً نعلّق عليها أحلامنا التي قتلناها.

    - فهمونا واستعبدونا، ونحن قبلنا هذا الاستعباد، وأصبحنا نتمتّع برسائل الظلم! مثل رسالتك هذه! نحن خلقنا بأرضِ الخوفِ وأصبحنا لا نحبّ أن نفارقَ أرضَ الخوف التي صنعوها لنا، لأنّ الخوفَ استلبسنا و أصبحنا نخاف أن نفكّر بأرض غيرها.

    - رانيا بشرفك لا تراسليني  لمّا تكون عليك دورتك الشهرية!

    ردّت:

    -  الله يلعن أبو خيالك، كيف عرفت إنُّه عندي دورة شهريّة؟

    رد عليها:

    - سر؟!.

    أقفل (الواتس آب)، إلا أنّ أحلامه الممزقة ألقت بظلالها عليه. حاول الهرب منها ففتح التلفاز على

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1