Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تعلق عاصفي
تعلق عاصفي
تعلق عاصفي
Ebook108 pages33 minutes

تعلق عاصفي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

نحن حين نكتب نرتكب فعل الوشاية في حقِّ أنفسنا، نُعرّي عواطفنا، مواقفنا، ونوبات جنوننا، ننكشف مهما تنكَّرنا.

أن تحمل القلم معناه أن تملك شجاعة الخروج بوجهك عاريًا من الأصباغ، أنت الحقيقي، أنت الأنت، فالقلم والقناع لا يلتقيان وإلّا وُلِدَتِ الحروف مشوَّهة مُعاقة.

كلُّ كاتبٍ يكتب ورقًا يشبهه، ونحن نحبُّ مِن الكُتّاب مَن له القدرة على قراءتنا وبسطنا على الورق، إنّه الّذي يُدهشنا يُبهرنا، يصدمنا، يفاجؤنا ويُبدع في قراءة خبايانا.

« أن تؤلِّفَ كتابا؛ أن يقتنيه غريب في مدينة غريبة؛ أن يقرأه ليلًا؛ أن يختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته -ذلك هو مجد الكتابة »  يقول يوسف إدريس.

والحقيقة أنَّ كلّ كاتب يتجلّى في كتاباته.

وحين سئل العرّاب أحمد خالد توفيق عن روايته « في ممرّ الفئران » وكيف خرجت بكلِّ ذلك السَّواد، أجاب بأنَّه كتبها في ذروة التَّشاؤم والقرف واليأس.

فقد كان يمرُّ بحالة اكتئاب؛ فأتت الرّواية سوداء تشبه حالته النّفسية، لقد عالجته الكتابة غير أنّها صبغت بالسّواد نفوس قرّائه.

«كان هناك توتّر داخلي طلّعتو على الورق كنوعٍ من التطهُّر، لقد طلب منّي النّاس جرعة تفاؤل وأنا مش عارف أعمل ايه، فاقد الشّيء لا يُعطيه» يقول العرّاب. وأمّا روايته «يوتوبيا»فقد قال أنّها كانت ناتجة عن خوف شديد على المجتمع المصري.

«كتبتُها لأني بمجرّد ما أرى مخاوفي متجسّدة على الورق أحسّ أنّني قهرتُها نوعًا ما». الكتابة كانت العيادة النفسية للعرّاب، يدفن فيها أحزانه ومخاوفه وحالاته النّفسية الأشدّ قتامة وسوادًا.

وأمّا عبّاس محمود العقّاد فقد قرن الكتابة بكينونته، يوجد لأنّها توجد: « إنّي لا أتمنّى أن أصل الى سنّ المائة كما يتمنّى غيري، وإنّما أتمنّى أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة».

ورفع كافكا الحرف إلى مستوى القداسة: «الكتابة شكلٌ من أشكالِ الصّلاة» يقول. ولمحمّد الماغوط، كانت الوطن والأرض: «عالمي هو الكتابة أنا خارج دفاتري أضيع، دفاتري وطني.»

 الأكيد أنّ كلّ من كتب باح وانكشف بشكلٍ أو بآخر، دخل في مبارزةٍ مع الحرف فإمّا غالبٌ أو مغلوبٌ.

والكتابة معاناة ومطاردات دونكيشوتية للأفكار التي تصلح لبناء النّص/ الحُلم، فقد تستغرِقُك الفِكْرةُ أعوامًا دون أن تنضج ويحين أوانُ قِطافِها، مخاضٌ طويلٌ لا تدري مُنتهاه.

هل تُصَدِّقُ أنَّ الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا أمضى 15 سنة قبل أن تكتمل في رأسه فكرة روايته «مائة عام من العزلة» ، وقضى 30 سنة مطاردًا لفكرة روايته «وقائع موت معلن،» قبل أن تصبح في كامل بهائها وتغريه ليجسِّدها عى الورق ويقتسمها مع القارئ؟

وأنا اذ أقف الآن بين أيدي هؤلاء العظماء الّذين تورّطوا عشقًا في الكتابة، أضع بين أيديكم إصداري الأول هذا وأنتظر.

من يدري؟!

فقد يأتي يوم أسمع فيه أنّ أحدهم «اختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته»؛ فأعيش مجد الكتابة على طريقة يوسف إدريس.

فوزية لهلال

لافال 2020

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateJun 14, 2022
ISBN9781393947691
تعلق عاصفي

Read more from Green Wave

Related to تعلق عاصفي

Related ebooks

Reviews for تعلق عاصفي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تعلق عاصفي - Green Wave

    إهداء

    اليك فريدة..

    والى تاغيث ..

    القرية والرمز

    الفهرس

    إهداء

    تَعَلُّق عاصِفِيّ

    شَهْوَة مِنْ طَرَف وَاحِد

    مَن أطْلَقَ الرَّصاص على حياة؟

    عالم ما وراء الغول

    العاشقَة ذاتُ الضَّفيرتيْن

    الفرجة على الحياة والموت

    ناتالي وترف الاكتئاب

    صديقي المثقف، كن بسيطًا لأقرأك!

    المقدمة

    نحن حين نكتب نرتكب فعل الوشاية في حقِّ أنفسنا، نُعرّي عواطفنا، مواقفنا، ونوبات جنوننا، ننكشف مهما تنكَّرنا.

    أن تحمل القلم معناه أن تملك شجاعة الخروج بوجهك عاريًا من الأصباغ، أنت الحقيقي، أنت الأنت، فالقلم والقناع لا يلتقيان وإلّا وُلِدَتِ الحروف مشوَّهة مُعاقة.

    كلُّ كاتبٍ يكتب ورقًا يشبهه، ونحن نحبُّ مِن الكُتّاب مَن له القدرة على قراءتنا وبسطنا على الورق، إنّه الّذي يُدهشنا يُبهرنا، يصدمنا، يفاجؤنا ويُبدع في قراءة خبايانا.

    « أن تؤلِّفَ كتابا؛ أن يقتنيه غريب في مدينة غريبة؛ أن يقرأه ليلًا؛ أن يختلج قلبه لسطرٍ يشبه حياته -ذلك هو مجد الكتابة »  يقول يوسف إدريس.

    والحقيقة أنَّ كلّ كاتب يتجلّى في كتاباته.

    وحين سئل العرّاب أحمد خالد توفيق عن روايته « في ممرّ الفئران » وكيف خرجت بكلِّ ذلك السَّواد، أجاب بأنَّه كتبها في ذروة التَّشاؤم والقرف واليأس.

    فقد كان يمرُّ بحالة اكتئاب؛ فأتت الرّواية سوداء تشبه حالته النّفسية، لقد عالجته الكتابة غير أنّها صبغت بالسّواد نفوس قرّائه.

    «كان هناك توتّر داخلي طلّعتو على الورق كنوعٍ من التطهُّر، لقد طلب منّي النّاس جرعة تفاؤل وأنا مش عارف أعمل ايه، فاقد الشّيء لا يُعطيه» يقول العرّاب. وأمّا روايته «يوتوبيا»فقد قال أنّها كانت ناتجة عن خوف شديد على المجتمع المصري.

    «كتبتُها لأني بمجرّد ما أرى مخاوفي متجسّدة على الورق أحسّ أنّني قهرتُها نوعًا ما». الكتابة كانت العيادة النفسية للعرّاب، يدفن فيها أحزانه ومخاوفه وحالاته النّفسية الأشدّ قتامة وسوادًا.

    وأمّا عبّاس محمود العقّاد فقد قرن الكتابة بكينونته، يوجد لأنّها توجد: « إنّي لا أتمنّى أن أصل الى سنّ المائة كما يتمنّى غيري، وإنّما أتمنّى أن تنتهي حياتي عندما تنتهي قدرتي على الكتابة والقراءة».

    ورفع كافكا الحرف إلى مستوى القداسة: «الكتابة شكلٌ من أشكالِ الصّلاة» يقول. ولمحمّد الماغوط، كانت الوطن والأرض: «عالمي هو الكتابة أنا خارج دفاتري أضيع، دفاتري وطني.»

    الأكيد أنّ كلّ من كتب باح وانكشف بشكلٍ أو بآخر، دخل في مبارزةٍ مع الحرف فإمّا غالبٌ أو مغلوبٌ.

    والكتابة معاناة ومطاردات دونكيشوتية للأفكار التي تصلح لبناء النّص/ الحُلم، فقد تستغرِقُك الفِكْرةُ أعوامًا دون أن تنضج ويحين أوانُ قِطافِها، مخاضٌ طويلٌ لا تدري مُنتهاه.

    هل تُصَدِّقُ أنَّ الكاتب الكولومبي غابرييل غارسيا أمضى 15 سنة قبل أن تكتمل في رأسه فكرة روايته «مائة عام من العزلة» ، وقضى 30 سنة مطاردًا لفكرة روايته «وقائع موت معلن،» قبل أن تصبح في كامل بهائها وتغريه ليجسِّدها عى الورق ويقتسمها مع القارئ؟

    وأما رواية «ذاكرة أدريان» للكاتبة الفرنسيّة مارغريت يورسنار، فقد استنزفت صاحبتها 20 سنة تمزيقًا، وإعادة، قبل أن تنظر إليها بعين الرّضا وتسلّمها للناشرين.

    وبين صفحات تحفته الأدبية «مدام بوفاري» أقام غوستاف فلوبير طيلة سنوات خمسٍ، تستهلكه الصّفحة الواحدة أيّامًا وأحيانا أسابيع طويلة قبل أن يغادر أعتابها راضيًا. يكتب وظهره للنّافذة في صمت مطلق وإعراض تامّ عن أي منظر قد يشتّت تركيزه، وغالبًا ما

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1