Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

قد يُنبِت الصخر زهرة
قد يُنبِت الصخر زهرة
قد يُنبِت الصخر زهرة
Ebook113 pages55 minutes

قد يُنبِت الصخر زهرة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عندما أوشكت على السقوط أرضا في كل مرة تأتي ريح

خفيفة تُوسدني على التراب بلطف كانت هذه يدك يا الله...

لك أهدي ما ألهمتني كتابته

وإلى الذي قال يوما :"إن كان للرحيل بدا فدعني أرحل بسلام ولن أترك قطعة مني هنا "

إلى أخي عزالدين رحمة الله عليه

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateJun 11, 2022
ISBN9798201442446
قد يُنبِت الصخر زهرة

Read more from Green Wave

Related to قد يُنبِت الصخر زهرة

Related ebooks

Reviews for قد يُنبِت الصخر زهرة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    قد يُنبِت الصخر زهرة - Green Wave

    حقوق الملكية الفكرية

    الطبعة :الأولى

    المؤلف: رشيدة واقجا

    الناشر: دار الموج الاخضر للنشر المْيَسر الجزائر

    © جميع الحقوق محفوظة للمؤلف

    التوزيع : TheBookExhibition.com

    ISBN: 9781716671838

    EBIN: 611200819

    جميع الحقوق محفوظة للمؤلف، ولا يجوز تبادل هذا الكتاب جزئياً أو كلياً بطريقة غير شرعية؛ سواء من خلال إتاحته للتحميل على مواقع الويب أو تبادله عبر رسائل البريد الإلكتروني، كما لا يجوز نسخ جزء من النص بدون إذن مسبق منه.....

    إهداء

    عندما أوشكت على السقوط أرضا في كل مرة تأتي ريح

    خفيفة تُوسدني على التراب بلطف كانت هذه يدك يا الله...

    لك أهدي ما ألهمتني كتابته

    وإلى الذي قال يوما :إن كان للرحيل بدا فدعني أرحل بسلام ولن أترك قطعة مني هنا

    إلى أخي عزالدين رحمة الله عليه

    جدول المحتويات

    حقوق الملكية الفكرية

    إهداء

    جدول المحتويات

    الرحيل

    الحلم

    1

    الرحيل

    هي نبتت بين الصخور كزهرة برية، و الان فقط تعلمت

    أن ليس كل رحيل نهاية، و ليس كل بلاء نقمة

    ترحل الأيام، و تأتي أخرى تفارقنا وجوه، و نلتقي بأخرى

    يسدل الظلام ستاره، و يأتي نور الفجر يمسح غبار كل عثرة، فإياك أن تفقد الحياة.

    ––––––––

    هناك في البداية حكايات سكنتني منذ الطفولة؛ لكنها لم تكن كافية كي تصنع رواية، فكان علي أن أنتظر...و بعد أن ذقت مرارة الفراق، و تجرعت  لوعة الخوف، وتكررت تلك المطاردات الليلة  التي تعكر صفو أحلامي لازلت أحتفظ في ذاكرتي بما وقع تلك الليلة التي زارني فيها طيف رجل عفريت رأسه كبيرة، ومسننة كرؤوس الشياطين يلاحقني بين الصخور حتى كادت الدماء تتجمد في عروقي ذعرا وهلعا، و سارت قشعريرة في جسدي، فقفزت من سريري مفزوعة مخطوفة اللون، و سالت دموعي بغزارة كطفل يتيم، ثم تناولت قلما، و دفترا قلت سأكتب رواية، و سأسميها قد ينبت الصخر زهرة

    شامة  الراضي

    ––––––––

    كانت البلدة تكتسي الثوب الأبيض طيلة فصل الشتاء، كأرملة تعلن الحداد على رفيق دربها. لو أتيحت لك أيها القارئ اللبيب فرصة تسلق قمم الأطلس لتراءت لك من بعيد قرية معلقة في أعالي جباله، و في تلك البلدة بيت متواضع البنيان  تسكنه أسرة شامة و بجانبه بيت أخر متلاصقان كأنهما بنيان مرصوص فيه يسكن والدا أم شامة: {السيّد أحمد، و عقيلتهُ}.

    ذات ليلة بينما شامة نائمة في حجر جدها أحمد وجدت نفسها أمام حلم مخيف يحبس الأنفاس، قد رأت مخلوقا عجيبا لم تستطلع ملامحه يطاردها في خلاء قامت، و العرق يتصبب من جبينها، والخوف يعصر قلبها فاستيقنت أن مكروها يتوعدها في المستقبل.

    وفي أحد الأيام بينما كانت تلعب في بهو المنزل سمعت جدتها تتحدث عن الرحيل.

    لقد حدث ما كانت تتوقعه، و منذ ذلك اليوم، وقلبها حزين، فكيف لها أن تبتعد عن قريتها، و تنسى أصدقاءها؟ و كيف ستندمج في مكان غريب عنها لا تعرف فيه أحدا؟أسئلة كثيرة تنهش عقل الفتاة الصغيرة ذات السبع سنوات.

    ها قد حل اليوم الموعود الذي عارضه أفراد الأسرة جميعهم سوى الجد محمد، و هو رجل قصير القامة أسمر البشرة تحيط بوجهه هالة من الوقار أدرك بفطنته حكمة هذا القرار، ودعت العائلة بقية الأفراد بالدموع أما شامة، فقد اتخذت مكانا لها داخل الشاحنة  قبل الجميع، هروبا من لحظة الوداع التي تخشاها دوما كلما فكرت في الأمر،لم توافق أبدا على هذا القرار لكن ما  بيدها حيلة فآخر شيء يفكر فيه بعض الآباء إعطاء الطفل فرصة للتعبير عن رأيه.

    كتمت أحزانها داخل قلبها الصغير مذ أن علمت بأمر  الرحيل، و لما لا تحزن فقد كانت كفراشة تتحلق بأجنحتها في ربوع القرية بين الوديان والعيون تتسلق أشجار الجوز الباسقة، و تقطف الثمار اللذيذة من أشجار التين، و في أحيان أخرى تتسلل خلسة إلى حظيرة بيت أعمامها تختار من بيض الدجاج أكبرها حجما،  فتهرول به إلى جدتها والدة أمها التي تارة توبخها على صنيعها، و تارة تحجب عن الأمر، و تطبخه لها مسلوقا أو مقليا.

    كانت دوما تحت حماية جدها أحمد يتميز الرجل بطول قامته واعتدال سمنته، و اسمرار بشرته كان يذيقها كل أنواع الحب، و الحنان، ليعوضها ما فقدته من عطف والدها الذي يطول غيابه عن المنزل لأشهر بحكم عمله، فكان رحمه الله يسأل عنها كلما حضر، و يناديها ما إن تطأ قدميه مدخل الباب، و يوصي بها كلما خرج،  ويطلبها حينما يجلس، و يتستر عنها إن ارتكبت زلة في دار أعمامها، و كانت زوجته لالة محجوبة كثيرا ما تنهره عن دلاله  المبالغ لها، و هو أمر قد يفسدها.

    عند دنو الفجر بقليل استيقظ الأهل، و معهم الجد ما إن رأى المسكين حفيدته شامة داخل الشاحنة حتى انفجر بالبكاء بصوت خافت انحنى يطبع قبلة فوق جبينها، وغمغم لها بكلام، تبعته زوجته في محاولة منها لتخفف عنه حزته. 

    انتهت مراسيم الوداع، وأخذ كل واحد مكانه بداخل العربة، و الحزن يخيم على محياهم.

    ساد صمت رهيب بين الجميع لا يسمع همسا سوى ضجيج محرك العربة قاطع هذا الصمت الموحش صوت شخير الجدة أم العيد اتخذت من الأمتعة متكئا لها، فأسندت رأسها على إحدى الحقائب الجلدية تاركة العنان لوجهها تداعبه نسمات الهواء العليل، فأرسلت ما بقي من الوقت للوصول شخيرا عاليا رتيبا.

    أما شامة ووالدتها، و أخوها صابر،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1