Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

عجائز قاعدون على الدكك
عجائز قاعدون على الدكك
عجائز قاعدون على الدكك
Ebook84 pages29 minutes

عجائز قاعدون على الدكك

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في هذە المجموعة يواصل الطاهر شرقاوي تقديم رؤيتە للموت: كل الظروف تهيأت ليكون موتە كما يريد، في أبهى صورة، خلت السماء من الغيوم الداكنة التي غطتها لمدة يومين كاملين، وبدت جميلة بزرقتها الخفيفة، وقليل من النتف البيضاء "عالقة" بها، والشمس الطالعة تلامس الأرض المشبعة "بسقعة" طوبة.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9788453675389
عجائز قاعدون على الدكك

Related to عجائز قاعدون على الدكك

Related ebooks

Reviews for عجائز قاعدون على الدكك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    عجائز قاعدون على الدكك - الطاهر شرقاوي

    عجائز قاعدون على الدكك

    تأليف:

    الطاهر شرقاوي

    إشراف عام:

    داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 3-4281-14-977

    رقم الإيداع: 13841 / 2009

    الطبعة الثانية: يناير 2011

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour.eps

    أسسها أحمد محمد إبراهيم سنة 1938

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفون: 33466434 - 33472864  02

    فاكس: 33462576  02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    سمكة على الجدار

    وباخرة في طريقها للحجاز

    بينما هدهد جاف

    يتدلى مشنوقا من الباب

    فوقه يبرك جمل

    يراقب المارة.

    سأضع سريري في المقابل

    منتظرًا صافرة طويلة

    تتبعها رفرفة جناحين في الهواء.

    هي دائمًا هكذا

    بمرور الوقت تقبلوا وجودها بينهم..

    حتى الشاب السوهاجي، الواقف على فرشة الفواكه، كف عن نعتها ب «المرة المجنونة» كلما جاءت سيرتها. وأخذ يرسل لها كل يوم - بعد الظهر- مع البنت الصغيرة بائعة المناديل، بعض البرتقالات.

    هي دائما هكذا..

    بثوبها الأسود الحايب، الطويل حتى قدميها، وشال قطيفة يغطي رأسها، يمتلئ بثقوب واضحة، وحذاء بلاستيكي. قابضة على رأس مكنسة، من ليف النخيل. منحنية فوق السلم العلوي للمزلقان. وبتأن تأخذ سلالمه الرخامية، من أعلى إلى أسفل.. سلمة.. سلمة..

    غير آبهة بالأحذية المختلفة، صعودًا وهبوطًا، ولا بتأفف بنات المدارس، الذي يتخلل حوارهن الضاحك عن الأولاد المزوغين، المنتظرين خروجهن، فيضعن أيديهن على أنوفهن، أو يحركنها أمام وجوههن في ضيق.

    فقط، عندما تحس بالوجع أسفل ظهرها تقعد على المكنسة، بجوار السور الحديدي، في الظل القليل المتبقي، تمسح العمص اللاصق حول عينيها، فتسيل خيوط من الدموع، على وجهها المتغضن المنكمش الإفريقي، بائع المحافظ الجلدية، قال بلهجته المكسرة: إنها تكلمت معه قليلًا، وإنها ليست من هنا.

    أما المرأة التي تعمل الشاي، ذات الأرداف الهائلة، والتي يتندر عليها سائقو الميكروباصات، كانت تقول دائمًا: إنها ليست مجنونة ولا حاجة، هي فقط لا تحب الكلام.

    ما إن تنتهي من الكنس.. حتى يكون السلم، قد امتلأ بالتراب الناعم، الذي تناقلته الأقدام الكثيفة من أسفل.

    بعد العصر بقليل، تترك ما بيدها..

    تلتصق بالسور الحديدي..

    تنتظر القطار الحربي، الذاهب إلى الصعيد.

    عند وصوله، كان يتمهل قليلًا، فتبص على العساكر الصغار، بأفرولات الإجازة الزيتية، ووجوههم متزاحمة في الشبابيك المفتوحة، وعلى أبواب العربات. عندما يلمحونها، يكفون عن الهرج، ويحدقون في وجهها - الوحيد - الباصص عليهم. أحيانًا كثيرة، كان القطار يقف لفترة، قبل أن يواصل انطلاقه، مختفيًا في البعيد.

    This page contains the following errors:

    error on line 20 at column 183: Unexpected ''.

    Below is a rendering of the page up to the first

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1