Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رواية إرث
رواية إرث
رواية إرث
Ebook275 pages1 hour

رواية إرث

Rating: 3 out of 5 stars

3/5

()

Read preview

About this ebook

.رواية سريالية لا تمتلك شخصياتها رفاهية الأسماء

في مطعم يجمع القدر النادل القادم للمدينة للتو , والسيدة الغريبة.

يحذر صاحب المطعم النادل الحديث العهد من الخوض معها, لكنهما يجتمعان أخيراً على طاولة فردية طويلة الساق حيث يبوحان بأسرارهما.

Languageالعربية
Publisherasma shahir
Release dateJun 22, 2017
ISBN9781386658719
رواية إرث

Related to رواية إرث

Related ebooks

Reviews for رواية إرث

Rating: 3 out of 5 stars
3/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رواية إرث - asma shahir

    أسماء شاهر

    اعتذار,

    للأعزّاء اللَّذين يجِدُون كتاباتي رماديّةً أكثرَ من اللازم:

    اعذروها فإنها لم تتخلَّقْ يوماً تحتَ زَخمِ الياسمينِ, ولا في اتساعِ الحدائقِ وإشراقها.

    إنّها إذْ تشكّلت فلأبوينِ من مرارةِ الأحداثِ, واليأسِ يتعمّقُ في الجدرانِ التي أوسعها الشتاءُ رطوبةً وتعفّناً.

    في ظروفٍ رديئةٍ وُلِدَتْ تلكـ الكلماتُ, فتشوّهتْ ألفَ مرّةٍ, وما استطعتُ اتهامها بالمظهرِ الجميلِ اللائق بعدَ ذلكـ.

    لا عطرَ يمكنهُ إخفاءُ البيئةِ التي نشأتْ فيها, ولا حُلّة, ولا زينة.

    اعذروها حينَ تتجمّلُ كلُّ الكلماتِ الأخرى, ولا تقدِرْ"

    ––––––––

    كاتبة الرّواية

    ––––––––

    ملاحظة قبل البدء:

    تم استبدال علامة التنصيص الّلاتينيّة(") بقوسي التنصيص(<<)؛ وذلكـ لمشكلةَ في برنامج التحرير لا غير.

    "لماذا نُضني أنفسنا بحثاً عن البداية, ونحفر الأرض الثابتة سعياً وراء مُنْطَلَقِ الجذر؟ البدايات غير مجدية, والركض خلفها ما هو إلّا هروبٌ من النهايات, وعمىً اختياريٌّ عما جلبته من عواقب ومغبّات.

    أم هي رؤى الغارق فيما يغشاه الموت؟ من أين أنطلقتُ لأنتهي هنا؟ وكيف تكوّنتُ لأصيرَعلى هذا الشكل؟, وماذا فعلت لتبتلعني كثبان الهلاكـِ سريعاً؟"

    و كانت السماء تزحفُ للشحوب. . .

    أيتها الفتاة البائسة المعتلة القلب. قد أرهقتِنِي من النظر تحديقاً في تجوالك السريع الدائم, فهلا أرحتني وأسدلتِ للسكن ساقيكِ! فما لكِ تذرعين الكون مداراً, وكأنما أنتِ واحدٌ من أقماره؟!

    أوتهربين؟ تبحثين عن مكانٍ للستر, ولا تجدين؟!

    و كالبوابات (الحِسيّةِ) الضخمةِ المعطلة, يتسع الكون ويضيق بجنون, وعليك اجتيازه وقت السّعة وإلّا سحقك. فبوابتان متلاحقتان تُخطئُ توقيتَ دخولِهما قد يشطران ظهرك, ويختمان بذلك آخر مشهدٍ من سفر حياتك المترقِّبَة.

    تُمطِرُ الغيوم السوداء العابرة المكانَ تشكيلاتٍ من العتمةِ والظلال, وتستقرُّ رائحة زهر التفاح -من شجرةِ سَدّت فروعُها الغليظة قصراً أحد النوافذ الكبيرة- في الأجواء حتى تنسينا رائحةَ الطين العالق على حذاءِ القادم الأخير.

    يا صغيري أخشى أنَّ الذي سألتَ عنه جبلٌ لا تطيق كتفاكـَ الغضّة ارتقاءَه عليهما, وأحاذرُ أن يكون هذا الحديث أرضاً قد لُعِنَتْ بالألغام. لا يجدي معها حرص حريص, ولا فطنة, ولا دهاء. فما إن تأمنْ خطوتين حتى تنفجر الثالثةُ في وجهك, فترديك أو تُعمِلُ فيك تشويهاً.

    يعيبون عليها عزلَتها, وينقدون التزامها بالمكان وبالصدفة التي تجعلُ تلكـَ الزاويةَ لها في كلِّ مرّة.

    مقيدةٌ هنا لأن الأماكن تتقيؤني, ولكأنني نوعٌ من السموم. ترفضني, وتَلفِظُني, ولا تسمحُ بمقيمي. تمقتني كلُّ الأماكن, ولا ألومها فأنا أمقت نفسي فيها.

    يَمتدُّ أريج زهر التفاح. . . يَمتدّ.

    ثلاثةُ أشياءٍ ما تمكنتُ من فهمها قط -و لا أردتُ ذلك-: الأمكنة, والأزمنة, وأولئكـ اللذين يحدثون فيهما صدوعاً وشروخاً ينفذون منها طواعية وإكراهاً, مثلي. أما الشيءُ الأخير ذاك فلا أحنق, ولا أسخط على كائنٍ بقدره, ولا أشفق!

    لِمَ  يُزهر التفاح الآن؟ ألا يلزمه شمسٌ قائظةٌ تشقُّ عن وريقاتِ زهره (الرَّهيفة) أكياسَ الخضرة؟ فما خطبه تعجّل أن يفتحَ عيونه على العمى؟!

    ثمةَ أصوات, ثمةَ روائح, وثمةَ صورٌ متدافعة, حتى أنَّ هنالك ملمساً على أطراف أصابعي وباطن قدميّ. إيهٍ يا حواسِّي معلّقةٌ إنتِ هناك, معطّلةٌ هنا!

    رائحتها كزهر التفاح, جميلة كزهر التفاح, باهتةٌ كزهرِ التفاح.

    هل يدركـ النَّاس خيبات الأمل في وجهكـِ حين ينظرون إليه؟ هل يعلمون أنَّ خلف كلِّ خطٍ فيه, كلّ بقعةٍ وكلِّ اعوجاج, وانحناءةٍ, واستقامة, وتغضّنٍ, وندبة مكسوّةٍ بالمساحيق, وأخرى عاريةٍ عنها مأتماً؟

    وجهكـِ كالأرض تنحتها الأعاصيرُ والنَّسماتُ على حدٍّ سواء. تفهمين الأرض جيداً, كلتاكما أنثى, كلتاكما تحتويان الحياة في جسمٍ شبهِ ميّت.

    تُرى كم تصمد أزهار التفاح يوماً؟! وهل تتوجّع حين تنسلخُ عن أغصانها؟

    و حينَ أدلُّ الذكرى على مَرْقَدِنا لا تشتكـِ, ولا تنسلَّ هارباً, ولا تبعد عينيكـ عن قبحها, فإنها موصومة بوجهٍ دميم.

    لا تشتكِـ... ولا تُبعدْ عيناكـ,

    و لا تفكر بالهرب.

    ~

    لإولئِكـّ الّلذينَ أصابتُهم شيخوخةُ الأحداث.

    عاركتْهم الحياةُ, وآثروا السلام معها,

    ثم ألبستهم وزراً (إرثها)

    كاتبة الرّواية

    الغريبة, والغريب

    الآن تعاودُ معتقداتُه عن الأثرياء مساورتَه من جديد.

    سيدتي, قهوتكـِ

    أشارت رويداً بسبابتها صوبَ مكانٍ قريب على الطاولةِ الفرديةِ عاليةِ الساق. مترفةُ تلكـ الطاولة بغطاءٍ وثيرٍ مطرّز, تشبهُ بعليائها وكسائها الثقيلِ السيدةَ التي جالستها.

    يبدو أن هذا ما يحصلُ حقاُ, تصبحُ كلُّ الأمور المُعجَزَةِ عاديّةً عند المنعَّمين. يطمحون لنعيمٍ أعظمَ على الأرض ولا يجدون, فيصنعون جحيماً صغيراً يتنعمون فيه, وكأنّما آخرُ مرحلةٍ تستوجب أن يجرّوا غيمةً من الكآبة معهم أينما حلّوا.

    تفضلي

    و هل هناكـَ معنىً لاعتناقهم العاداتِ الغريبة المريبة غير الملل؟!

    تجذبُ الكوبَ الخزفيّ الذي يُحدِثُ صريراً فوقَ طَبقه كشهقة المُختَنِق, وتسكبُ ما فيه في الطبق. يندلقُ السائلُ الكثيف بتوإدةِ مطرٍ على أرضٍ فاسقة. تأخذُ ملعقةَ السّكر الدقيقةِ كمبضع جرّاح, وتُحدِثُ في سطح السائل الثقيلِ شقاً بطيءَ الالتئامِ, وتموّجات. إنّها تعبثُ فيه كلوحةٍ ما آمنتْ بها اليدُ التي أنشأتْها, أو أملتْ أن تلطيخها قد يصنع منها لوحةً أصدق.

    تعبثُ كفتاةٍ صغيرة. تثيرُ الازعاجَ كفتاةٍ صغيرة.

    هذه الأطباقُ التي طلبتِ, سيدتي. هل من خدمة أخرى أقدمها؟. لا تجيبهُ, فيمضي.

    الجميعُ يخشعُ بانتظار الحركة التالية. لا ترقُّباً فقد حفظوها, ولا توقّعاً فإنها حتميّة. هو تكرارٌ يثيرُ التشويقَ بطريقة غريبة. مشهدٌ نودّ رؤيته دائماً كما هو. شراهةٌ لا ترقيها كلُّ أنواع الشبع.

    تبدأ عرضها الأبكمَ في مسرحِ الصمتِ ذاكـ. تقدّمه بإتقان حتى أنّهم ليكادون يقفون تصفيقاً. فقط لو لم يكن ذلكـ العرض أبعدَ مكاناً عن استحقاقه التصفيق.

    مُزعجةٌ كفتاة صغيرةٍ. . . وحيدةٍ.

    في الشارع الذي يقصده الأغنياء يمكن لأي مفهومٍ ثابتٍ أنْ ينقلب, ويُسمَحُ بتغَيُّر القوانين تتابعاً. ففوق إحدى الطاولات في المطعمِ الباذخِ يصبحُ الطعام لوناً تعبثُ به فرشاةٌ من أصابعَ متثاقلةٍ على لوحة الأطباق.

    مضحكةٌ لعبةُ التناقضِ والتباعد تلكـ. تلهو السيدة الموسرة بطعامٍ قد يسحبُ بثمنه أطفالاً من فاهِ الموتِ على بعدِ ثلاثةِ شوارع!

    مضحكةٌ لفرطِ ما تُوجِعُ.

    و حينَما تنتهي تمسحُ أناملها بتمهّلٍ لا يليقُ بجرمها. يسرعُ المجرمُ الضعيفُ لإخفاءِ إثمه, والمجرمُ القويُّ يتسلّى بتنظيفِ أصابعه بعده.

    لا يهمسُ أحد, ولا حتى لنفسه. لا تتغيرُ الوجوه ولا تسفرُ عن نفور. فقط ترحل العيون عن مكانها بجمود عائدةً نحوَ كلِّ الاتجاهات الأخرى. فالنظرُ لتلكـ الناحيةِ أكثر قد يجلبُ عاقبةً معتمة كثياب السيدةِ العابثة,

    لكن كلّهم يشجبون, إنّما بوجوهٍ جامدة!

    متيقنٌ هو من حتميّةِ جملةٍ من الأمور: مشرقِ الشمس ومغيبها, وصوتِ والدته تدعو له بعد انتهاءِ صلاتها, والموعدِ الذي يقبضُ فيهِ أجرته الضئيلة, والطريقِ التي يقطعها كلَّ يومٍ للطاولةِ الوحيدةِ في أقصى المطعمِ حاملاً للسيدةٍ ما تعبثُ به.

    بطريقةٍ أو بأخرى يشعرُ أنّه جزءٌ من هذه السَّخافة, وفكّر كيفَ يقولها.

    جلالتكـِ. أنتِ تثيرينَ القرف!, أو ربما يا رفيعةَ المقام. ما أشنعكـِ!, وحارَ كثيراً, فنسى.

    ~

    حينما كان صغيراً تعوّدَ أنْ يسمعَ أُمَّه تتحدّث عنه, فتقول: قلبُه أبيض. حزنَ, ولم يعرف السبب. وبعدما جرت عليه (السُّنّةُ المؤلمة) وكَبر, وقتها عرفَ سبب حزنه في كلِّ مرةٍ سَمِعَ فيها (مديحَ) أمّه. الأبيضُ لونٌ هزيل, بل أكثرُ الألوانِ ضعفاً, وكلّها يمكنها الاجهازَ عليه وتغيّيرَه. فإمَّا أن يصبحَ شبيهَ اللَّونِ الذي عبثَ به, أو مسخاً كريهاً عنه.

    كَرِهَ اللون الأبيضَ ولاحَقَهُ -اللون الأبيض- , فرأى كفنَ والده سريعاً, ووضع الزنابقَ على قبره كلَّ يوم بعدها, ثمَ اشتغلَ في صباغةِ بيوتِ الحيِّ الفقير بالكلس المذاب, فالحيُّ الفقيرُ لا يملكُ رفاهيةِ الألوان, وابيّضتُ أرضهُ, ولم تعدُ تُنبِتُ القوتَ من القمحِ والزيتون, والفاكهة. وجهُ أمّهِ حين غادرها للمدينةِ كانَ أبيضَ من شدةِ الفَرْق. ولوجعِ الصدفة كان عملهُ في خدمةِ روّادِ المطعم يحتّم عليه لبسَ البياض.

    و تساءل:

    كيف يكرهُ النّاس اللون الأسود؟!

    قَدِم منذ أيامٍ, وكانَ أوّل ما سمعه من حاديه في العمل:

    أترى كومةِ العتمة تلكـ؟ حذارِ أن تخوضَ معها. لا تنظر في عينيها ما استطعتْ, وأشار للطاولة الوحيدةِ في الركنِ الأقصى والأشدِّ إظلاماً من المطعمِ الفسيحِ حيثُ قطنتها الزائرةُ الدائمة.

    يغرقُ منتصفها في شيءٍ من حبر الدَّيجور, والآخر في ظلٍ كوشاحٍ أندلسيٍّ شفيف. اعتاد مرتادو المطعم رؤيتها لكأنها قطعةٌ من تصميم المكان وزينته. وبالرغم من أنّه يُجدد كلَّ بضعةِ أشهر -كلّ قطعةٍ فيه- غيرَ أنّها تبقى.

    إنّها خُزاعةٌ من الزَّمن لا يمكن تجديدها أو إزالتها. لا يمكنُ لشيءٍ أن يفعل هذا, لا دبابة ولا محلولٌ كيميائيٌّ قويّ.

    انحنى ليلتقطَ الأطباقَ حينَ باغته صوتٌ أشدُّ ثباتاً من أسطورة:

    ليسَ سيئاً لذاكـ المدى

    و حينَ التفتَ نحوها واجهته عينانِ خبيرتان بفنونِ التمحيصِ والمناورة, وسمعَ الصوت من جديد يرهبهُ ويفزعه:

    اللّونُ الأبيضَ... ليسَ سيئاً كما تظنّ

    غصنٌ غليظٌ من شجرةِ التفاح على ناصيةِ الشارع القريبِ كان مندفعاً يملئُ النافذةَ قربها ويفيض. وكانتْ تجلسُ عليهِ بارتياحٍ غريب.

    أزكمته رائحةُ التفاح لوهلةٍ حتى خشيَ أنّها ستسكره عن التفكيرِ بالابتعاد.

    الغريب, والغريبة

    أخبروه أنَّ المدينةَ تقطنها الوحوش. كانوا قد انتهوا من جنازة للتو, وتوجّهوا لقطافِ اللّوز. صاحبٌ له قال بعد أن هبطَ من الشجرةِ الكبيرة وألقى ما بين ذراعيه -الملطختين بالصمغ- من الحبّات الخضراء المكتنزة لا تضعْ أموالكـَ في نفسِ الجيب, ولا تدخلْ في الزِّحام حتى لا يسرقوكـ. إنّهم لصوص. ضحكـَ ساخراً, ثمَّ أكمل وكأنّما لا يكفيهم ما سرقوا من القرويينَ حتى الآن ليفتِّشوا جيوبهم بحثاً عن الفُتات المتبقيةِ معهم!

    و عبَّ كثيراً من رائحةِ اللوز, وأحاديثِ الفلاحين, فغداً سيرحلُ حيثُ (الوحوش) تسكن!

    "لم تفعلين هذا؟ ألا تعلمين أنَّ هنالكـ من يموتُ سَغَباً في الخارج؟!"

    خرجَ صوتُه الغاضبُ العالي, وكأنّما يسمعهُ من آخر, وشعرَ بقلبه ينصلُ من بينِ فواصلِ العظام حينَ ألقتْ إليه بنظرةٍ ما فهمَ لها مُراداً.

    ~

    أمّه بكتْ كثيراً حينَ عزمَ الرَّحيل. سمعها تبكي خلسةً وهي تعجن صباحاً في العتمةِ قبل شرارةِ الضياءِ الأولى. لطالما كان صوتُ عجلةِ الطاحونةِ الحجريّة يوقظه قبل الأوان. وما عَرِف متى كانت أمّه تنامُ.

    و سمعها تبكي حينما مرَّ على عجالة قربَ حفرة الطين -خلفَ مسكنهما- حيثُ تغسلُ الثياب. سمِعَ نشيجَها الخافت, ورآها تغمر وجهها بين كفيها المبتلتين بالماءِ والرغوة, وقد اختنقت بتنهداتها.

    يوماً فتَّش عنها, فلم يجدها, وظلَّ يبحثُ عنها حتى دلّه الغروبُ عليها مطروحةً على قبر والده تبكي, ولا دموعَ تنزل. أصابهما الجفاف سوّيةً: الأرضَ وعينيها. وبحضوره ابتسمتْ كثيراً حتى كادتْ روحه تزهقُ لشدةِ ما أوجعهُ تحاملُها الطويلُ ذاكـ.

    كان يعقدُ رقبةَ حقيبةِ القماش التي خاطتها له حينَ مدّت نحوهُ وريقاتٍ وسبائكَ معدنيّة ,

    خذها بنيّ

    أمّاه. لا, وحينَ حشرتها بينَ أصابعهِ قال متحشرجَ الصّوت: سأرسلِ لكـِ الكثيرَ من النقود, وسأشتري لكـِ داراً وثياباً وحصاناً بدل الذي بِعْتِه

    أوتظنّ أنني وافقتُ على رحيلكـَ لأجلِ (وسخِ الدنيا)؟!

    زفرتْ هواءً حاراً, وتابعتْ بمرارةٍ مثلَ التي اُجهشتْ بها على والده, سمحتُ لكـَ لأن الهواء هنا ما عاد نقيّاً, وكأننا نستنشقُ قطراناً ودماً

    و أفلتتْه من قبضةٍ دافئةٍ اخشوشنت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1