Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

طرقات المحبة
طرقات المحبة
طرقات المحبة
Ebook91 pages38 minutes

طرقات المحبة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لا يزال الصغير نائمًا، أو هكذا بدا للآخرين وهم يتحلقون حوله، وابتسامة صافية تعلو وجهە الصغير، حاول الأب أن يقتحم حلم الصغير الذي شاهد ورأى ما لم يستطع أبوە أن يراە. رأى أمە جالسة بالقرب من نبع نهر وحولها خضرة كثيفة وطيور بيضاء تحط على كتفها مرة، ومرة تقف على يدها، وقد ازدانت وتزينت الأم وتطيبت بالمسك والعنبر قالت لە...!
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9781756015203
طرقات المحبة

Related to طرقات المحبة

Related ebooks

Reviews for طرقات المحبة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    طرقات المحبة - أميمة عز الدين

    LoveWays.png

    لوحة الغلاف: هشام رحمة

    إشراف عام: داليــا محمـــد إبراهيــم

    جميع الحقوق محفـوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يـحــظـــــر طـبـــع أو نشـــر أو تصـــويــــــر أو تــخـزيـــــن

    أي جـــزء مــن هـــــذا الكـتاب بأيـــة وسيلـــة إلكترونيــــة أو ميكانيكيــة

    أو بالتصويــر أو خـــلاف ذلـــك إلا بــإذن كـتابـي صريـح مـن النـاشـر.

    الترقيم الدولي: 2-4290-14-977

    رقم الإيداع: 2010/10320

    الطبعة الأولى: يناير 2011

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps

    21 شارع أحمـد عرابــي - المهنــدسيــن - الجـيــزة

    تليفــــون: 43466433 - 46827433 20

    فاكـــــس: 67526433 20

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    1. حقيبة السفر

    تكور أمامها وانثنى بجذعه إلى بطنه، غارسًا أصابعه فيه، كأنما يدخل روحه ويخرجها مع شهيقه وزفيره.. صيحات الألم المتقطعة والآهات الواهنة يتفاوت إيقاعها، وتردداتها تملأ الحجرة الضيقة.. تتأمله وهو يعوي وقد غرق في عرقه برائحته الكريهة والزبد يتجمع على شفتيه وشاربه الرفيع، تناثرت شعيراته وأصبح كفرشاة قديمة.. نقط الدم تشبه نجومها البعيدة منقطة على جلبابه القطني.. مازال يقبض خاصرته بكلتا يديه، يعصرها.. ينظر إليها، وحين تلاقت عيونهما طأطأت رأسها إلى الأرض حتى لا يلمح في عينيها طيف بهجة.. قال وهو يصر على أسنانه:

    أريد شربة ماء.

    وقفت مكانها حتى سقط من فوق سريره.. في كل مرة كانت تقفز بجواره لتهدهده ثم تسرع الخطى لتنادي على عطية التمورجي ليعطيه حقنة الأبيكوتيل في الوريد وتظل حتى تهدأ حدة المغص الكلوي بعد أن يدس عطية سنة أفيون على طرف لسانه وتتظاهر دائمًا بأنها لم تر شيئًا ويجتهد في رسم ابتسامة صفراء بلهاء تزيد من شكوكها وتوطن خيالاتها عن نفسها بأنها امرأة مخبولة.

    قالت له في هدوء وهو يضرب الحائط برأسه متوسلاً، متذللاً، راجيًا في انكسار تراه واضحًا:

    لم أعد أهفو إلى واحة الصبر، فشجرة الصبر أشواكها مدببة، لا أقوى على لمسها، لم أعد أحتمل وخزاتها، أريد التحرر.

    يصلها عواؤه وهو يتوعدها – كالعادة- بنظراته النارية، في خسة وضعف يقترب منها.. يتعلق بتلابيبها خاضعًا مراوغًا.. يقول:

    لما يزول الألم وأعود كما كنت سألوي عنقك للوراء.

    تركته يهذي وبحثت عن حقيبة السفر المتربة القديمة وجمعت حاجياتها الضرورية ونظرت له في إشفاق، استنكره وقالت وكأنها تستشرف غيبًا قريبًا:

    ستموت وحيدًا كما عشت وحيدًا وستضمك جدران البيت الباردة وتنزوي في ركن، تجتر ذكريات فحولتك الغابرة ومجدك الزائل وتنهش أصابع الندم وحدك؛ لأنك يومًا في ساعة كتلك ركلتني ببطني كعادتك وتلذذت بنهر الدم الذي كان يتغذى عليه جنيني!

    رغم مرور عشر سنوات على تلك الواقعة فإنَّ أحداثها ما زالت مطبوعة بوجدانها، ترتعش عندما ترى طفلاً يتطوح بيد أمه وينتفض قلبها حينما يتناهى لسمعها صراخ طفل من بعيد، تتكوم على نفسها، وتلف جسدها الضئيل بكلتا يديها، وتبكي وحدها دون أن يطَّلع عليها أحد.

    قال في استنكار:

    بطنك شؤم.

    لم تكن المرة الثالثة التي أجهضت فيها إلا القشة التي قصمت ظهر البعير، في المرة الأولى والثانية تعرضت لإجهاض منذر وحذرها الطبيب من الإجهاض أو حمل أشياء ثقيلة أو الوقوف لفترات طويلة في حملها الثالث والأخير، كانت قد أتمت شهرها الثالث وحمدت الله كثيرًا واشترت ملابس المولود لثالث مرة واعتنت بطعامها وشرابها لأجل جنينها، انصاعت لأوامر الطبيب أيضًا بأخذ هرمون البروجسترون على هيئة كبسولات.

    كانت تشعر بالإعياء الشـديد طيلة النهار، لكنها كانت تتحامل على نفسها لإعداد الغداء له، لأنه يثور ويملأ البيت صراخًا حينما يجدها مستلقية على ظهرها وتطالع أحد الأفلام العربية القديمة وبيدها منديل صغير، تقبض عليه في وجد وغرام.

    تهب من رقدتها على صوتها وترص الأطباق على المائدة إلا تلك المرة التي نعست فيها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1