Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

بدوية
بدوية
بدوية
Ebook139 pages1 hour

بدوية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

اضاء صوت صراخها اضواء البيت الرملى بكاملة ،ركضت الخادمات حيث سيدتهن ..جلست متكورة فى فراشها تحمى بنفسها بذراعيها ..اقتربوا منها لكنها لم تستمع..خرجت اليها اصغر الفتيات ..سكتت ..تركتها تحاوطها بذراعيها ..عادت للنوم من جديد ...
كانت اخبار صرخات السيدة متكررة ويومية تتبادل بها خادماتها الهمس مع بقية العبيد ،وعندما حل الصباح ،خرجت السيدة من غرفتها مثلما كانت كل يوم سيدتهم ..انحنت امامها رؤسهم من جديد وتوقف الهمس ماعدا احدى الخادمات كانت صرخاتها تصلهم بعد ان علم الجميع ان السيدة علمت بما حكى لسانها عنها ليلة امس ..نعم فلقد ضحكت وحكت عن هلوسات السيدة ..فعلت الممنوع فاستحقت العقاب ..لم يشفق احدا ولم تغفر لها السيدة ..اختفى صوت الخادمة واكملت السيدة طريقها فى ذلك الممشى الطويل من غرفتها حتى الغرفة الرئيسية .. حيث وجدت الاحدب ينتظرها فى مكانة المعتاد ..ركض حين راها ورفع مع خادمتها اطراف الثوب ريثما جلست على اركيتها المريحة منذ ان دخل المرض عظامها لم تعد تستريح على كرسيها المرتفع فاستبدلته بتلك الاريكة وكان جزاء من يسخر من اريكتها معلوم واضح ..قطع اللسان وكان ما حدث مع عبدها الاصهب كفيلا بذلك ....

Languageالعربية
Release dateApr 28, 2018
ISBN9780463012277
بدوية
Author

مارينا سوريال II

Marina Suriel I graduated from the University of Social Sciences and then joined a number of newspapers as an editor under training in Alexandria, Egypt She received the Horus Prize for the Arabic narrative of the Bibliotheca Alexandrina in her first drama on the novel "The Paths of God". Then she got a Bedouin novel about the Memphis Prize for the Arabic electronic novel

Read more from مارينا سوريال Ii

Related to بدوية

Related ebooks

Reviews for بدوية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    بدوية - مارينا سوريال II

    كانت تركض وامامها الصحراء الشاسعة،تجول بعينها عن اى ما كان ليساعدها ،كانت تصرخ ساعدونى ..ساعدونى ..استمر صراخها يتردد من بعيد ...عاد اليها صدى صوتها ،تقطعت انفاسها من كثرة اللهاث ..سقطت على وجهها ..شهقت فابتلعت الرمال ..لمحت ظلالهم يحاوطون جسدها الهزيل الساقط ..استجمعت اخر انفاسها ..اطلقت لصوتها العنان ..فذهب يتردد فى الارجاء البعيدة ..هناك حيث لااحد يسمعها..اقتربوا اكثر لمحت ضحكاتهم ..كان نصل السكين يلمع امامها ..حاولت الافلات المقاومة لكنها لم تستطع اقتربت منها السكين اكثر ..لمست عنقها فاستمرت بالصراخ .....

    اضاء صوت صراخها اضواء البيت الرملى بكاملة ،ركضت الخادمات حيث سيدتهن ..جلست متكورة فى فراشها تحمى بنفسها بذراعيها ..اقتربوا منها لكنها لم تستمع..خرجت اليها اصغر الفتيات ..سكتت ..تركتها تحاوطها بذراعيها ..عادت للنوم من جديد ...

    كانت اخبار صرخات السيدة متكررة ويومية تتبادل بها خادماتها الهمس مع بقية العبيد ،وعندما حل الصباح ،خرجت السيدة من غرفتها مثلما كانت كل يوم سيدتهم ..انحنت امامها رؤسهم من جديد وتوقف الهمس ماعدا احدى الخادمات كانت صرخاتها تصلهم بعد ان علم الجميع ان السيدة علمت بما حكى لسانها عنها ليلة امس ..نعم فلقد ضحكت وحكت عن هلوسات السيدة ..فعلت الممنوع فاستحقت العقاب ..لم يشفق احدا ولم تغفر لها السيدة ..اختفى صوت الخادمة واكملت السيدة طريقها فى ذلك الممشى الطويل من غرفتها حتى  الغرفة الرئيسية .. حيث وجدت الاحدب ينتظرها فى مكانة المعتاد ..ركض حين راها ورفع مع خادمتها اطراف الثوب ريثما جلست على اركيتها المريحة منذ ان دخل المرض عظامها لم تعد تستريح على كرسيها المرتفع فاستبدلته بتلك الاريكة وكان جزاء من يسخر من اريكتها معلوم واضح ..قطع اللسان وكان ما حدث مع عبدها الاصهب كفيلا بذلك ....

    لمحت طاووسها سعيدا بقدومها يتباهى امامها بالوانة الزاهية يفردها من امامها فتبتسم فيبتسم لها ..تنفست فى ارتياح بعدما عاد يبتسم .كانت اخبار مرضه مصدر شقاء لها الاسابيع الماضية زاد من الالام عظامها عندما رفض الدواء الذى ارسلت حكيمها ليعده له وارسلت من امامه رجالها ليحضروا له ما امرهم به من اعشاب وزهور طحنها برفق امامهم حتى ذابت واعطاهم ليضعوا منها على جسد طاووسها المريض الذابل ....

    ولكن ذلك الكابوس اللعين لم يتركها للحظة منذ سنوات وكانه مصرا على ان يبقى معها ابد الدهر ،يذكرها بسمراء طويلة تضرب قدميها داخل رمال الصحراء وحيدة بعد ان رحل من تبقى لها من اهل ،كانت تجوب مع قطيعها الصغير بحثا عن ماء وعشب لاتحمل سوى عصى صغيرة ،بدوية هكذا اطلقت عليها العجوز قبل ان ترحل فى ليلة هبطت فيها السيول ،خرجت المياة من مكمن معيشتها ليلتها استيقظت ولم تنم باكرا ،حدقت بها بدوية :مالك يا جدة ؟

    ابتسمت لها ولم تجب شردت فى السماء قالت لها انها قاتمة ..قاتمة الليلة ..جائعة ..جائعة يا صغيرة ..خذى اصغر قطيعك واخرجى عديها لى واطعمينى منها بيدك ..لم يكن هناك سوى باقى شمعة صغيرة يكاد فتيلها ان ينتهى ،كانت تحب قطعانها كنفسها لكنها لم تستطع ان تقول للجدة لا..سحبت حملها الصغير وابتعدت للمسافة التى طلبتها ،لما ابتسمت لها قالت اطهيها لى جيدا لم يعد لدى اسنان ..رائحة شواءه  الشهية التى ارتفعت للسماء لم تمنع عينيها من ان تبكى ..حزنا على فراق حملها الصغير..بكت وهى تقطع جزء منه وتاكله ..كانت تستلذة وتبكى تاكل اكثر وتزداد نحيبا ..كلما اكلت قطعة ازادت شهية ..صنعته بخلطة الجدة لم تخطىء فى شىء من قبل ...لم يلفت انتباهاصوت المياة التى خرجت من بعيد ..كانت قطرات فاكملت طعامها ..لم تكن تبالى بالمياه فهاهى تستحم وتاكل ما تشتهى ....

    ازادت المياه فركضت بعيدا عنها حاولت العودة لبيتها لكن المياة كانت تاتى من داخل قلبه ،صرخت الجدة وهى تركض بعيدا عن وجه المياه ..لا تعلم كم من الوقت مر وهى تهرب من وجه الطوفان الذى جرف كل البيوت وعندما سكن فى الصباح كانت هى غارقة فى ثبات عميق وعلى وجهها الطين .استيقظت ..ضحكت ..لقد رات الصبى هناك ملقى على وجه ..لكنه لم يستيقظ مثلها جلست بجانبه ..رات مثله كثيرين ..تعجبت لم تكن تعرف ان كل هؤلاء يعيشون هنا مثلها يمتلكون قطعة من تلك الصحراء ...غريب..لقد اعتقدت من قبل ان تلك الصحراء باتساعها هى لها وهى التى لم تستكشفها بعد ..كانت الجدة من تعطى امر المسافات لها وهى تطيع الامر فى صمت ..

    قال لها وجه يحمل الحزن لم تفهم اى حزن انها تركض وسط قطعانها كل يوما فلما تحزن ..ربما علم ان جدتها تمنعها الاستحمام واكل لحم القطيع ..كانت تدخر لها بعض الملح والخبز لاتعلم من اين تحمله لها كل مساء عندما تعود لها ....هاهو الان الفتى الوحيد الذى عرفته واخبرها بشىء لم تعلمه من قبل قد سكن الى الابد هكذا تقول لها الجدة انهم فقط يسكنون ينامون ولا يشعرون بشىء هذا فقط ما يحدث لهم ...لم تقتنع ابدا بهذا كيف ينتهى كل هذا فجاة من دون كلمة وداع كيف لا يعود هناك سماءولا صحراءولا قطعان اذا ماذا يفعلون يسكنون فقط ينامون هكذا الا يملون !!....

    كان نهار عودة الطاووس لصحته من جديد يوما ميمون على اهل بيت الرمال هكذا ستسعد السيدة وتبتهج ..وهاهو الاحدب رجلها الامين يركض حيث غرفة الطعام يامر لخادمات والطهاة رائحة الطعام ترتفع يطلب كل ما تشتهى السيدة ..يقف بنفسه ليطمئن من جودته وسلامته يتذوق كل قطعةمنه قبل ان ترتفع الى فم السيدة ...كانت الجاريات سرا يهمسن بانه عشيقها السرى الذى يقضى معها الليالى بداخل غرفتها فهو الوحيد الذى سمحت لان يتجاور مع غرفتها ..يتسالن لما لم تختر فارس من فرسانها وفضلت ذلك الاحدب على جميع رجال البيت وارض الرمال ...

    لم يكن معلوما لهم متى جاء ذلك الاحدب ولا كيف ارتفع شانه من طاهى صغير الى كبير الطهاه ثم ساعدها الايمن فى ذلك الوقت ..كانت الجاريات يتضاحكن فيما بينهن ..صاحبالوجه الدميم والجسد المشوه كيف تقبل به سيدتنا لديها فى المساء والصباح ..كان وجه ينعكس على نوافذهن فى المساء بعضهن قال يتلصص والاخريات يراقب القمر ..كان مثل سيدته يعشق الليل ولا يحب ضياء الشمس ..هى ايضا كان معلوما لدى الجميع انها ترتدى ملابس جواريها وتندس وسط انوف الساهدين ليلا ولا احد يعلم كيف تفعلها ولكنها تبحر بمفردها يدفعها الهواء.. يناديها فتركض من خلفه فى خفه ..يقولونان لسيدتهن جان تحدثه ليلا ويسمعن صوته ولكنه غاضبا منهاامرض طاووسها ليعذبها ..نعم لتتالم ولكن لماذا؟ تسالن فى حسرة رقاد السيدة طال وحالها من حال مدينتها ....

    راحت الجدة وذهب كل شىء ..كان تسير لم تعرف غير الترحال ..اكتشفت بعد الطوفان ان هناك وجوه اخرى غير الجدة..حتى وجه والديها لم تعلم ..كانت تخبرها ان القصة طويلة غدا ستعلمها كاملة لكنها رحلت ولم تعلم ولن تعلم ابدا ..لن تصادق سوى الرمال ..تعلمت كيف تشعر بوجود المياه ..تعلمتها من كثرة الترحال خلفها ..شربت من الينبوع الذى ظهر امامها ..كانت تعلم ان عليها السير والبحث عن الوجوه كانت الجدة تمنعها من البحث

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1