دفتر عاملة
()
About this ebook
لم تبالى كل ما كان يهمها هو توفير اكبر قدر من اللحم ذهبت باكرا واخذت حصتها لم تنتظر احدا او تسمع تعليقاتهن بل اسرعت ..كانت المقابر فى ذلك الوقت صامتة ولكن ليست مخيفة كان وضح النهار حينما لمحها ذلك الصغير ركض نحوها جثت على ركبتيها لتضمه ..كان الصغير ينمو اكثر من اخر مرة شاهدته فيها ..وضعت اللفة بين راعيه النحيلين فابتسم لها ..تذكرت "م" ترى اين ذهب صغيرها هى ايضا مر وقت طويل ولم يخطر على بالها هذا السؤال ربما لهذا لم تعد تاتى لرؤيتها فى الليل ....
كانت "م" فقط من تعلم بأمر ذلك الصغير ..اطلقت عليه اسم اخيها الذى رحل ..ارادته ان يعرف بامره تذكرت انه لم يفكر فى رؤيتها ورحل ..عادت لتضم الصغير سالته عن العجوز فتبعته ..كانت فى تلك الغرفة التى بنيت من الصفيح مظلمة بالكاد ينفذ اليها ضوء الشمس ..كانت على جانبها تتطلع الى الباب..رأتها قادمة حاولت ان تدير لها ظهرها لكنها لم تستطع جالت "س" بنظرها فى الغرفة تذكرت بدرومها الصغير لم يكن ينقصه شىء ..زفرت ردت العجوز :لما لا تاخذيه اذن اذا لم تعجبك غرفتنا ..جنية لم ارى منك منذ اشهر لاجله والان تاتى وتتأفى من غرفتنا ..تقدمت اليها "س" :ساخذه لن اتركه معك انت عجوز والخرف بدأ يأكلك قريبا سيرحل هو الاخر عن وجهك ..
ردت:وجهى هذا الذى حمى الصغير وحماك ..لما اتيت .
مارينا سوريال II
Marina Suriel I graduated from the University of Social Sciences and then joined a number of newspapers as an editor under training in Alexandria, Egypt She received the Horus Prize for the Arabic narrative of the Bibliotheca Alexandrina in her first drama on the novel "The Paths of God". Then she got a Bedouin novel about the Memphis Prize for the Arabic electronic novel
Read more from مارينا سوريال Ii
ارض السراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsداخل الاتون جدران المعبد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع القبط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدروب الالهة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحوا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبدوية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsثورة الصعاليك Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to دفتر عاملة
Related ebooks
سقوط التاج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوف أنساك قليلا: قصص قصيرة Rating: 3 out of 5 stars3/5عندما قالت أحِبّك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5متكسرتش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5الْقَرِين الرَّفِيق الدَّائِم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقطوعة الشتاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلُطْفَهُ وَسِدْرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings!لستَ وحدك: دليلي للتواصل مع طفلي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحب ابدي Rating: 4 out of 5 stars4/5سلامٌ على أُناس أوجعنا فُراقهم Rating: 5 out of 5 stars5/5بحوث في نهج البلاغة: جهاد الانسان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسرار القلعة: الخيال, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفَضَّةُ الصَّرْخَةِ ـ الجحيم نظرة عن كثب Rating: 5 out of 5 stars5/5الفصام: من الجنون الى التعافي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتُهمه عربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالخلاص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدرجة حرارة الجنة 49.71 درجة مئوية: فلسفة الوجود والعدم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsللحُب قوّة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوازنات الخمس Rating: 5 out of 5 stars5/5العالم من البداية - دنیا از اول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا الإنسان، أنا الوطن: قصةُُ حياة Rating: 5 out of 5 stars5/5طوق الحمامة في الألفة والألاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالاتجاه شرقاً Rating: 1 out of 5 stars1/5كسارة البندق: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعبة الخير والشر المستوى الاول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5زوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصوفي ابنة الحلاج عندما تكلمت Rating: 5 out of 5 stars5/5
Related categories
Reviews for دفتر عاملة
0 ratings0 reviews
Book preview
دفتر عاملة - مارينا سوريال II
دفتر عاملة
لم تعد تتحكم ...ولم يعد هناك اخر يتحكم ...ربما الهواء ..ذلك الفراغ لا تدرى ..الاستيقاظ اصبح مرادفا اخر للنوم ..ليست من تخاف الوجوه هى ايضا لم تعد تقبل وجوه..
تثأبت اغلقت دفترها السميك كان موعد النوم قد حل وساعة الكتابة قد نفذت وسوف يحل غدا عليها بيوم اخر انه اخر بالنسبه لها لقد اعتادت على ذلك ..الكلمات. منذ سنوات لم يعد هناك اخر لديهاانفصلت عمن تريد..هى لم تختر ان تكون جزءا من اخوة لم تختر ان تكون من قاطنى البدروم ولم تختر اصلها هناك فى الجنوب ...من قدم اولا؟..جدها ام ابيها لا تذكر ولا تهتم...كانت صغيرة لا تفهم لما عليها ان تتطىء رأسها عندما يتحدث اخواتها الصبيه الاصغر ..كرهت كونها فتاة فكانت صبيا ..صبيا يخشى منه اخوتها الصبيه وصبى شارعها....
لم اجد لعبه اتعلمها لم اجد عروسة لاحتضنها كان عليه ..عليها ..ان تتخيل تتخيل كل شىء قطار محل ..اتخيل كونى معلمة مدرستنا اتخيل نفسى بائعة سائقة قطار طبيبة ...لاشىء..لم اجد سوى الورقة للالعب معها فى البداية كانت شخبطة ثم رسمة ..رسمت نفسى ثم ورقة ثم شجرة ثم بحر وانا ألعب ..رسمت الطين والبحر والجاروف رسمت ملابس لى فى البحر تخيلت ملمس المياه المالحة بعدها تخيلت المياه تغمرنى تركت نفسى الى حيث تسبح الامواج ..
كت احب اقتناء مجلاتى المصورة حسنا لم احصل سوى على القليل ولكن احتفظت بها جميعا...
وانا لم اختر ان اتوقف عن قراءتها ..كانت المنزل ...ربما بسببها تمكنت فى البقاء فى المنزل كل تلك السنوات رغم تغير ملامحه وملامحى ..ومعالم من قطنوه وسكنوا حينا..
اصوات صاخبة تدخل من نوافذى الضيقة لا استطيع حجب الكلمات كلماتهم صراخ الاطفال فى منتصف الليل بينما انا وحدى تضمنى جدرانى لما اصبحت اصواتهم بتلك الوحشة قديما لم انعم بنوم هادىء الا على اصواتهم يضحكون وهم يتقاذفون الكرة الى الفجر ....اصبح الكل يمضى الان ...
اول يوم لها فى عملها كان منذ خمسة عشر عام انها تذكره كما هو الى الان ..رغم انها توقفت عن التسجيل فى دفترها الان وهى تغوص فى فراشها القديم متكورة تحاول ان تدفء جسدها من البرد الشديد لقد تذكرته الان ..ربما صوت المطر من حثها على الشعور بهذا ..
كان فى يوم ممطر استيقظت قبل امها وجلست تنتظر ..تذكرت ركضها محاولة السير خلف ابيها بقدمه الواسعة فكانت تلهث ..رات صورتها كتب بجوارها ..المهنة :عاملة ...
الان عادت لتنتبه لذلك الصياح اليومى انها تعرف بصوته جيدا انه يبدا مع الدخول الى العمل فى السابعة صباحا ولاينتهى قبل انتهاء وردية الصباح فى الساعة الثالثة ..انها س التى لا تحل فى المكان قبل ان يرتج باسمها ..قبل ان يستيقظ المبنى توقظه هى بصياحها المتذمر ..
تركض جيئة وذهابا تطوق المكان بشرشوبها تسمع صوت المياه وهىتندفع على الارض ..صوت ضربات يدها تملىء المكان صدى..هى الثانية التى تحضر الى هنا دائما منذ ان اتت الى هنا .جميعهن يحفظن المراكز ودائما ما تبدا المعارك بينهن على صاحبة المركز الاول حتى تهدا لتبدأ المعركة من جديد ..لكنها هى لم تحاول ان تستحوذ على الاولى بل اكتفت بالثانية لذلك كانت هى محبوبة من الجميع لانها ليست مصدر عراك من جديد...
هذا الثانى انه ..لالالا ربما الثالث ..لا تذكرت انه لهااذن انه الاول اه نسيت سأنزل بالدرج واحدا بعد ولكن ..مهلا لما عليه ان اهبط واحد لما عليه الهبوط دائما كانت تتمتم بصوت مرتفع تلفتت الاخرى تنصت اليها ضربت بيدها ألتوت شفتاها سخرية:مجنونة..عجوز
تتضرع ..تستيقظ ..مع التضرعات ..تحضر طعامها بهدوء تتسلل قبل ان يستيقظوا انها لا تتحمل رؤيتهم ...فى الصباح هكذا هى س
استيقظت زوجة اصغر ابنائها تثابت لها فى ضجر اكملت طريقها خفضت س
صوتها وهى تلعنها سرا تردد:اين كان عقلى ؟لم اختر له سوى تلك ..
تصعد سلالمها المعتادة لاحظت اليوم فقط الصوت ..صوت سعالها وصدرها الذى يعلو ويهبط تلتقط انفاسها بشق الانفس جلست على السلم لم يكن هناك احدا انها المرة الاولى تركت الظلام يغطى جدران المكان يترك بصمات النوم والصمت تغلف جدرانه ربما ذلك افضل جدا ..انها اول الواصلين تذكرت ال15 عاما السابقة لما تصل اولا دائما
انه منتصف الشهر لا يمر تطول الايام فكيف كانت تمر فى السابق ام انها تتناسها كى تمضى ..
تنتظر المساء انه لها ..اخر ما تبقى للعجوز سرا صغيرا تبتسم كطفلة ..انها تكتب عن هؤلاء العجائز رفيقاتها ..اه لو علمن بهذا ..انها محظوظة اكثر من العجوز م
التى تسكن فى الطابق الاول كما تعمل هل كتب عليها انه قدر كما تقول هى ان تكون اول الواصلين وفى الطابق الاول من كل شىء الا انه الاسفل فى كل شىء !!..
ذلك الصمت صوت زمجرة الصباح انه كما هو