Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الماساى
الماساى
الماساى
Ebook149 pages1 hour

الماساى

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

بالإضافة للبدة الأسد يحرص محارب الماساي على انتزاع السنين الأماميتين من فكه الأسفل، ويقال إن هذا لمنع داء ( الكزاز ) ويقال إنها لتمييز جماجمهم حتى يعاملوها بالاحترام اللازم .. فإذا قابل محارب (الماساي ) جمجمة زميل له، كور بعض العشب وبصق ثم سد به تجاويف الجمجمة علامة على الاحترام ولك أن تتصور هؤلاء المحاربين فارعي القامة وقد ارتدى كل منهم لبدة سبع على رأسه ، وهو يركض فى حقول السافانا ملوحًا برمحه، كأنه أسد آدمي مخيف .. لقد كان مشهدًا يجمد الدمـاء في العروق، ومن حسن حظكم أنكم لم تروه .. أنا رأيته كثيرًا…
Languageالعربية
Release dateOct 1, 2023
ISBN9789778978780

Read more from د. أحمد خالد توفيق

Related to الماساى

Titles in the series (53)

View More

Related ebooks

Reviews for الماساى

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الماساى - د. أحمد خالد توفيق

    الماســــــاى

    Y001.xhtmlY001.xhtmlY001.xhtml

    مقدمـة

    اسمى ( علاء عبد العظيم ) ... طبيب مصرى شاب يجاهد ــ كما يقول الغلاف ــ كى يبقى حيًّا ويبقى طبيبًا ..

    ــ وحدة ( سافارى ) هى البطل الحقيقى لهذە القصص ، و ( سافارى ) مصطلح غربى معناە ( صيد الوحوش فى أدغال أفريقيا ) وهو محرف عن لفظة ( سفرية ) العربية ..

    لاحظت أن أكثر الأصدقاء يضيفون حرف ألف بين الراء والياء لتتحول الكلمة إلى ( سافاراى ) .. لا أعرف فى الحقيقة سبب هذا الخطأ ، لكنە خطأ شائع شبيە بتلك الألف الشيطانية التى يكتبها الجميع بعد ( واو ) ليست ( واو جماعة ) على غرار ( أرجوا الهدوء ) . ولو كنت ترغب فى معرفة النطق الغربى للفظة ( سافارى ) فلتتخيل أنها ( صَفَرى ) بفتح الصاد والفاء ..

    وحدة ( سافارى ) التى نتكلم عنها هنا لا تصطاد الوحوش ولكنها تصطاد المرض فى القارة السوداء ، وسط اضطرابات سياسية لا تنتهى وأهال متشككين وبيئة لا ترحم ..

    الوحدة دولية لكن بطلكم الفقير المعترف بالعجز والتقصير شاب مصرى عادى جدًّا ، فقط وجد كثيرًا من عوامل الطرد فى وطنە فانطلق يبحث عن فرصة فى القارة السوداء .. انطلق يبحث عن ذاتە ..

    هناك وجد التقدير .. وجد المغامرة .. وجد الحب..الطبيبة الكندية الرقيقة ( برنادت جونز ) التى صارت زوجتە .. ثم هناك الفيروسات القاتلة والقبائل المعادية والمرتزقة الذين لا يمزحون ، والعلماء المخابيل وسارقو الأعضاء ..

    هناك ــ كما قلنا ــ من العسير أن تجمع بين شيئين :

    أن تظل حيًّا وتظل طبيبًا .. لكنك تحاول .. فى كل يوم تحاول ..

    هذە المحاولات هى ما أجمعە لكم وأقصە لكم فى شكل قصص .. وقصصى هى خليط عجيب من الطب والميتافيزيقا والرعب والعواطف والسياسة ..! لا أعرف إن كان هناك مجنون آخر قد جرب أن يصب هذا الخليط فى كئوس ويقدمها لكم ، لكنى لم ألق هذا المجنون بعد إلا فى مرآتى ..

    تعالوا نبدأ وسنفهم كل شىء .....

    الليلة الأولى

    مرحبًا بكم ..

    أنا ( كوتانجا ) .. ليس هذا اسمى الذى أعرف بە هنا فى ( ممباسا ) .. إن هذە الأشياء للورق فقط ولا تعنى شيئًا ، أما بين أبناء جلدتى فأنا أدعى ( مزى ) .. (مزى) بالسواحيلية معناها (العجوز الحكيم) ، ويمكنكم أن تفهموا لماذا أفضل أن أكون (مزى) على أن أكون ( كوتانجا ) .. هناك من حولى ألف (كوتانجا) لكن هناك ( مزى ) واحد فقط هو أنا ..

    أنا عجوز .. وبالنسبة لقريتى ليس لى دور مهم .. فأنا لست قويًّا لأرمى بالرمح ، ولا أستطيع الصيد ، ولا أصلح للرعى أو الزراعة بأعوامى التى تجاوزت المائة ..

    لكن الجميع يحبوننى ويجلوننى ، وحين يذبحون ثورًا يقتطعون لى قطعة كبيرة طرية لألوكها بلذة ..

    وحين تجىء ليالى الشتاء الباردة ، تشعل لى النسوة النار ويقدمن لى الكاسافا ..

    لأنى أعرف ..

    لأنى أحكى لهم قصصًا تسحرهم كل ليلة ..

    لأن لسانى يتحرك كثعبان الماء ، ينزلق فى كل صوب ولا يكف عن الحركة أبدًا إلا يوم أموت ..

    وفى المساء يشعلون النار ، ويلتف الرجال المنهكون من حولى ، ويقدمون لى التبغ كى أمضغە ، ويجلسوننى على جذع هذە الشجرة المقطوعة الذى صار كمقعد شامخ ..

    ويهتفون بى : هلم ( مزى ) .. قص علينا قصة أخرى ..

    أرى النسوة جالسات عن بعد ، والصبية كفوا عن اللهو وجلسوا يترقبون قصتى التالية بعيون واسعة .. عيون تحجرت فيها الدموع بسبب السهر وبسبب وهج النار ..

    اليوم أراكم أيضًا تلتفون حولى ، فأرحب بكم وأدعوكم يا سادة إلى أن تدنو من النار قليلًا لتسمعوا أفضل وتروا أفضل .. تروا ؟ نعم ! إن تعبيرات وجهى تنقل لكم القصة كأنكم ترونها .. ترون وجە ومخالب وأنياب الأسد الثائر ، وهيام (موجانا ) برجلها ، وغضبة الملك الشرير ( موتيزا ) ..

    نعم .. إن مشاهدة ( مزى) يا سادة لا تقل سحرًا عن سماعە ..

    سأحكى لكم اليوم قصة ممتعة ، لكنها لا تتعلق بالأجداد .. إنها تتعلق بالحاضر وأبناء الحاضر .. ولسوف تجدون أنها لم تضيع سهركم سدى .. إن ( مزى ) يعرف متى وكيف عن السرد حين يشعر بأن مستمعيە غالبهم النعاس ..

    ضعوا المزيد من الحطب فى النار واصغوا إلىَّ ..

    ❋ ❋ ❋

    كانت هناك وحدة ( سافارى ) فى ( بورو ) على ضفاف بحيرة ( تانا ) ..

    وكان هناك طبيب مصرى شاب اسمە ( علاء عبد العظيم ) .. الطبيب متزوج ، وزوجتە الكندية الحسناء اسمها ( برنادت ) .. قد يراها البعض جميلة ــ وأنا أراها كذلك ــ وقد يراها البعض عادية ، لكن الجميع يجمع على رقة حاشيتها ولطفها ومرحها ..

    الطبيب لم ينجب بعد لأنە متزوج حديثًا ، ثم إنە يخشى الإنجاب لأنە لا بيت لە إلا تلك الغرفة الواسعة فى الوحدة . وإنجاب طفل فى مستشفى ليعيش هناك .. ليس بالضبط تجربة مريحة جدًّا ..

    إن ( علاء عبد العظيم ) يا سادة لم يعتد أن يكون هنا ..

    لقد جاء من بلاد لم أرها إلى بلاد لا أعرفها .. جاء من الشمال حيث يجرى النهر العظيم إلى البحر ، واتجە إلى الغرب حيث بلاد ( البانتو ) .. ثم جاء إلينا هنا ..

    يقال إنە متهور مندفع ، لكنە يحمل قلبًا طيبًا .. والمرء قد يطيش وقد يتهور لكنە يعود دومًا إلى ما يمليە عليە قلبە ..

    إنە سعيد يا سادة .. سعيد .. خاصة وهو قد خرج سالمًا من مآزق خطيرة وفاز بمحبوبة قلبە ، التى هام بها منذ جاء إلى ( سافارى ) .. وهو يمر الآن بفترة لا بأس بها من الهدوء .. لا جديد تحت الشمس .. يقوم بجولاتە المعتادة على قرى ( الكيكويو ) يكافح المرض الأسود الكريە .. ثم يعود ليستريح يومًا فى غرفتە ..

    إنە يفكر جديًّا فى العودة إلى وحدة ( سافارى ) القديمة ، خاصة والخطر الذى تكلموا عنە يبدو مبالغًا فيە .. جاء إلى هنا هربًا من انتقام عبدة الأفاعى ، لكن أحدًا لم يسمع عن هؤلاء

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1