حقائب ابى
By مي يحيى جلال
()
About this ebook
Related to حقائب ابى
Related ebooks
قيود طينية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالترجمان - من يكتب السيناريو؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا و أنا الأخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبدوية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاشجار لا تظلل العاشقين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحواديت بنت النظرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمساخيط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذات مرة في الغرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدفتر عاملة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيودٌ وأجنحةٌ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام رمادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي مملكة الأخوين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاحزان ملونة Rating: 5 out of 5 stars5/5أسطورة دماء دراكيولا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحريم فى الأمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبُوتقَة Rating: 5 out of 5 stars5/5الأنثى والحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأعمال الكاملة.. القصص القصيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن قتل الإمبراطور Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمتكسرتش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيحدث أن أهلوس وأكتب هذا النص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقالوا ج ١ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا في انتظارك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقاطع من لحن عنيد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعوة للابتسام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوطواط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوف أنساك قليلا: قصص قصيرة Rating: 3 out of 5 stars3/5الخروج من الأرض السودا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسر القرية المهجورة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for حقائب ابى
0 ratings0 reviews
Book preview
حقائب ابى - مي يحيى جلال
مي يحيى جلال
حقائب أبي
حقوق النشر و التأليف
العنوان: حــقـــائـــب أبــــــــي
تأليف: مي يحيى جلال
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.epsتليفـــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــس: 33462576 02
الترقيم الدولي: 9789771446583
رقـــم الإيــــداع: 21685 / 2013
الطبعة الأولــى: ينـــايـــــــر 2014
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
إهــداء
إلى رجلي الصغير... أدهم
يا من تعطيني نظرة عينيك القوة لمواجهة العالم
يا من تمنحني ابتسامتك الأمل أن غدًا أفضل..
أحبك...
قرية لا تشرق عليها الشمس
هذه قصة... ولكنها ليست من تأليفي... قصة من تأليف الحياة... قصة أنا واثقة أنك تعرفها... لست تعرفها فقط، ولكنك ربما عشتها وعرفت أبطالها... تعرفهم جيدًا جدًّا...عشت معهم وتفاعلت وأحببت واختلفت... ولذلك لن أسميهم... لن أفرض علىك أسماء قد تعني لي الكثير وقد لا تعني لك أي شيء.
في بقعة ما.. في مكان ما.. في بلدة ما... كانت هناك قرية تتشح بالسواد... قرية القبح والسواد... قرية كل بيوتها مطلية باللون الأسود.. كل أهلها يلبسون اللون الأسود... كل طرقاتها مرصوفة باللون الأسود... لا أحد يعلم لماذا أو متى أو كيف بدأ هذا. ولكن الكل يعلم أن القرية هكذا هي منذ عرفوها...
لما كانت الشمس تشعر بالحزن كل صباح ويصيبها الاكتئاب من الإطلال على هذه القرية كل يوم، فقد قررت الشمس ألا تشرق على هذه القرية من جديد. بماذا يفيد شعاعها وسط كل هذا السواد والقبح؟ لعل الظلام يفيدهم ويروق لهم ويستر قبحهم ويأسهم.
أهل القرية، هؤلاء الأشخاص دميمو الملامح... غامقو الوجوه، تشبه نساؤهم رجالهم ويشبه أطفالهم شيوخهم.. ربما يكون ذلك من كثرة ارتداء السواد وكأنه انعكس على وجوههم... كثيرو التجاعيد والخطوط من كثرة العبوس وكأنهم لم يعرفوا الضحك دهرًا من الزمن... فبالفعل عبسوا سنين طوالًا حتى تغيرت ملامحهم ونسوا ما هو الضحك وكيف يكون وماهيته. واضحون لا يبكون ولا يبتسمون... وجهوهم متجهمة على نفس الشكل واللون في كل الأيام وكل المواسم وكل الظروف والأحوال. هؤلاء العاملون بالمناجم يعملون عملًا شاقًّا وسط الجبال والتراب. وسط الفحم والصخور والنيران. حتى اخشنَّت جلودهم وتعطلت حواسهم. أصبحوا لا يشتكون الحرارة ولا يشعرون بالبرد. لا يشعرون بالحب ولا يأكل قلبهم الحقد ولا الغيرة ولا الكراهية.
كم هي راكدة... كم هي راكدة.. قرية لا تشرق علىها شمس ولا قمر... لا تعصف بها الرياح ولا تتحرك في بحارها أمواج. لا يبكي فيها الصغار ولا يتألم فيها مجروح. لا شيء يتغير... لا شيء يتحرك... هكذا الحال من سنين ومنذ عرفها أهلها حتى نسوا، حتى يئسوا، حتى استسلموا، حتى لم يعد أحد يفكر في الشمس، في الضحك، في الألوان.
و في ليلة، ليلة عيد، ولدت هي، بطلة هذه القصة واسمها (...). ولدت ولكن ليس كما يولد كل أطفال القرية في صمت، في عبوس وفي ركود، كأنهم ورثوه في جينات آبائهم وأمهاتهم. ولدت وهي تصرخ، ولكن صرخة سعادة بالمجيء إلى الحياة. صرخة أمل واشتياق وحماس لما ينتظرها في هذه الدنيا الجديدة. ولدت وهي ترتدي ثيابًا بيضاء. نعم بيضاء... وكيف هذا؟ لا أحد يدري ولماذا؟ لا أحد يجيب... وكم كانت ثيابها بيضاء حتى إن أباها وأمها أغمضا أعينهما من نصاعته وكيف لهما أن يتحملا البياض وقد عاشا عمرهما كله في السواد.. في بلاد السواد؟
أغمض أبوها وأمها أعينهما لحظة وكان بودِّهما أن يغلقا آذانهما عن صوت الفرح أيضًا؛ ولكنهما لم يستطيعا أن يغلقا قلبيهما عن حب هذه الفتاة.. هذه المولودة الغريبة المختلفة.. التي ليست مثل بنات القرية.. التي تصرخ وتصدر الأصوات.. التي ترتدي البياض وتحب الحياة...
أحباها... وكيف لا! ووجهها مثل البدر المنير... يحده شعرها الأسود الطويل وكأنه بحر يحيط بخديها المثمرين، وشفتان من حمرتهما تخجل الورود؛ كيف لا وجلدها ناعم كالحرير ووجهها مشرق كصباح فجر لم يشرق أبدًا على قرية السواد والظلام الشديد؟
أحباها ولكن! كيف يقبلها أهل القرية؟ كيف يبرران لأهل القرية أنها مختلفة؟ كيف يشرحان جمالها وحسنها وضحكها وبياض ملبسها؟ ماذا سوف يكون رد فعل الأهل والجيران والأقارب؟ أيشكون أنها من الجن... أيتقبلونها..أيقتلونها.. أيخافونها... أيحبونها؟
لا أحد يعلم ولا أحد يجيب ولا أحد قادر على التنبؤ.. فهي ظاهرة.. ظاهرة هي الأولى من نوعها في بلاد السواد!! والبشر لا يجيدون التعامل مع ما لم يعتادوا.. لا يقبلون الجديد، وغالبًا ما يصبحون أعداء ما يجهلون.
و في حالة الفتاة (...) فقد انقسم أهل القرية: بعضهم رفضوها وخافوها وأبعدوا أطفالهم عنها، ومنهم من تجاهلوها كما لو كانت تفضح جهلهم وحيرتهم من أمرهم، ومنهم من عطفوا على أهلها.. مساكين هؤلاء الذين -بدون أي ذنب- رزقوا بطفلة جميلة تضحك طول الوقت... كان يمكن أن تصيب هذه المصيبة أيًّا منا... فالمصائب لا تختار ولا تعرف الوجوه والعناوين. ولكن على الرغم من اختلاف الآراء... اتفق جميع أهل القرية على شيء واحد.. البعد عن (...). فلا أحد يريد -حتى إذا كان متعاطفًا مع أهلها -أن تنتقل العدوى إلى أولاده ومن يعلم؟ فلربما هذا الجمال عدوى التقطتها أم الفتاة وهي تحملها في بطنها؟
وكبرت (...) في بلاد السواد... كبرت وهي تزداد جمالًا كل يوم... ثيابها تزداد بياضًا كل يوم... صوت ضحكها وابتسامتها