Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الأنثى والحب
الأنثى والحب
الأنثى والحب
Ebook116 pages49 minutes

الأنثى والحب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

في البيتِ المقابل أطالت أمينة الوقوف أمام المرآة، وأخذت تنظر إلى نفسها جيدًا وهي تقيس فستانًا مِن فساتينها الكثيرة المعلقة في دولاب الخزانة..كانت تبدو وكأنها ملكة تقول للشمس: هل ستشرقين أم أشرق أنا؟.. فهي التي تتميز بسحر جمالها ورشاقة أنوثتها بصفة دائمة متزايدة، وهي البنت المحبوبة والمدللة في البيت، وتكسو الابتسامة الهادئة وجهها الأبيض النحيل باستمرارٍ، وتملك عينين واسعتين تبرقان في ومضاتٍ مفاجئةٍ كالبرق الخاطف للقلوب، وشعرها أشقرُ طويلٌ كلون القمح حين يتحول مِن لونه الأخضر إلى الذهبي ليزين الحقول قبل موسم الحصاد، ومما يزين ملامحها بأنوثة طاغية أنها تملكُ شفتين رقيقتين حمراوين كلون العنب البري.. كانت وكأن الجمال قد زارها في طريقه لغيرها، فلما لامسها ثبت عندها                        ولم يغادر لتصير في كل يومٍ بجمال مختلف متميز

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateOct 4, 2022
ISBN9798215596579
الأنثى والحب

Related to الأنثى والحب

Related ebooks

Reviews for الأنثى والحب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الأنثى والحب - شاكر بو علاقي

    إهداء..

    - إلى كل أنثى أحبَّتْ بإخلاص ولم تخن، ولم تغرها السلطة أو الشهرة مهما كان الثمن.

    - إلى كل أنثى أحسَّتْ بالحب الحقيقي، وظلَّتْ صادقة المشاعر مِن البداية إلى النهاية.

    - إلى كل أنثى عرفتْ كيف تقفُ ضد التيار إلى آخر المطاف حتى يبقى حبها خالدًا.

    - إلى أمي وأبي ..... دوماً.

    شاكر بوعلاقي

    أغار من كتابي وهو بين يديك.

    أغار من حروفي حين تذوب بين شفتيك.

    أغار منها جميعا بل أحسدها فهي قريبة منك

    وأنا بعيداً عنك.

    شاكر بوعلاقي

    إني أحبك

    إذا مر طيفك أمامي ضاع مني الكلام

    وتوقفت عن كتابة الشعر ورميت

    الأوراق والأقلام

    ورحت سارحا في بحر عينيك

    أفتش عن كلمات في الحب

    للقولها لك

    إني أحبك وكل ليلة أذوب بين شفتيك كقطعة سكر

    إني أحبك وياليتني أشرب من نهر نهديك دون أن أسكر

    أقتربي مني أقتربي أكثر

    اليوم من الخدود سأثار

    حبيبتي هاذي يدي مدي يديك

    وعانقيني

    فمنذ عصور وأنا محتاج للمراة

    تحيني

    عينك بيتي

    واسمك عنواني

    وأنا في الحب هائم مقطوعة

    أخباري

    إني أحبك وكل ليلة اذوب بين شفتيك كقطعة سكر

    إني أحبك ويا ليتني أشرب من نهر نهديك دون أن أسكر.

    شاكر بوعلاقي

    لاتحزن على فراق أحد.

    ولا تنتظر رجوع أحد.

    أبتسم للحياة فالوقت يمر

    ولا ينتظر أحد.

    شاكر بوعلاقي

    الفصل الأول

    شتاء سنة 1997 حيدرة ... الجزائر ... السابعة والنصف مساءً..

    كانت الساعة في تمام السابعة والنصف مساءً عندما كان جالسًا في المنزلِ يتابعُ مسلسله التليفزيوني المفضل (ينابيع النهر) وقد ألغى كلَّ مواعيده في ذلك اليوم الذي يبثُّ فيه المسلسل، وهو الذي لم يتأخر يومًا عن مشاهدته، ورنَّ جرسُ الهاتف بعد عشر دقائق مِن بداية المسلسل، فلم ينهض مِن مكانه، ولم يرد على الهاتف، إنما ظلَّ يتابعُ الأحداثَ بكلِّ تفاصيلها وكأنه لم يسمع صوتَ هاتف.. كان يكره أن يزوره أو يتصل به أحدٌ من أصدقائه وغيرهم في هذا الوقت. وعاد صوت الهاتف يرنُّ لعدةِ مرات، فأثار ذلك أعصابه، فنهض مِن مكانه غاضبًا، واتجه مسرعًا نحو الهاتف في الغرفة المجاورة، ورفع السماعة قائلًا بصوتِ خَشِن متعجلٍ:

    -  مَن معي؟

    أجاب الطرف الآخر:

    - مساء الخير يا صديقي العزيز.

    قال وقد عرف صاحبَ الصوتِ بسهولة:

    - أهلًا وسهلًا يا جمال.

    - كيف حالك يا خالد؟

    - الحمد لله بخير، وكيف حالكَ أنت؟

    - بخير.. اتصلت بكَ عشرات المرات ولا أحد يرد.

    قال خالد:

    - كنت أتابع المسلسل ثم انتبهتُ أخيرًا لصوت الهاتف.

    قال جمال:

    - لا بأس.. أنتَ مدعو للحفلة عندنا غدًا في المساء.

    قال خالد:

    - حسنًا.. لكن ما المناسبة؟

    - لقد جددنا منزلنا بكامله، وأراد والدي أن نحتفل بهذه المناسبة.

    قال خالد وهو يبتسم متعجلًا ليعود لاستئناف مشاهدة المسلسل:

    - مبارك لكم.. حسنًا سأحضر

    ردَّ جمال:

    - الله يبارك فيك.. لا تتأخر

    - لن أتأخر

    في صباحِ اليوم التالي استيقظ خالد باكرًا، حتى يلتحق بالمحطة في الموعد المحدد لانطلاق القطار، أخذ يجمع ملابسه وكل ما يلزمه من أغراض ثم وضعها في حقيبته السوداء التي لطالما كانت رفيقته الدائمة في كل رحلاته وسفرياته وجولاته ومهماته وعند انتهائه غادر البيت متجها إلى المحطة، كانت الساعة الخامسة والنصف صباحاً لدى وصوله إلى المحطة قطع تذكرة السفر ثم صعد القطار وجلس قرب النافذة ومد بصره نحو الغرب حيث يمكنه رؤية البحر، ثم أشعل سيجارة، وأخذ نفسًا عميقًا، وراح ينفثُ الدخان كسحاباتٍ متقطعة في الهواء وهو يبتسمُ ابتسامةً واسعةً دافئةً لكلِّ مَن حوله كعادته.

    سنواتٌ عديدة مرَّت، غاب خلالها عن تلك الأماكن التي شهدتْ طفولته وصباه، كان منشغلًا بدراسته ثم عمله في مدن أخرى كبيرة بالداخل والخارج، ومرَّ شريطٌ مِن الذكرياتِ أمام عينيه سريعًا، فشرد كثيرًا مع أيام مرحه ولعبه ومزاحه عندما كان عمره لا يتجاوز الثانية عشرة، فتذكر وقتَ خروجه مِن المدرسة مع رفقائه ليتسابقوا إلي شارع العربي بن مهيدي بالعاصمة، حيث المقاهي الكبرى لالتقاط بقايا السجائر المرمية على طرف الطريق ليشعل كلُّ واحد منهم سيجارته، وفي طريقهم إلى بيوتهم كانوا يتنافسون بينهم مَن ينفث الدخانَ كحلقاتٍ في الهواء، والخاسر يركلُ الآخر بركلةٍ، وكان هو دائمًا الفائز في كلِّ جولة، وكان قد تعلَّم هذه الطريقة مِن قبل حتى لا يُهزَم؛ لأنه كان يكره الهزيمة، أية هزيمة، حتى في أبسط الأشياء التي لا تستحق منه كلَّ هذا الاهتمام.

    وتذكَّر أيضًا اليومَ الذي تشاجر فيه والده مع خمسةِ رجالٍ مِن أهلِ الحي، وانتصر عليهم جميعًا وحده.. منذ ذلك اليوم وأهالي الحي والأحياء المجاورة يخشونه ويعظمونه حتى فارق الحياة.. ربما ورث مِن والده تلك الشجاعة وهذا الإصرار على أن يكون الأقوى ليحيا هذا الشبل الحياة نفسها والعظمة التى عاشها والده الأسد.

    لقد كانت كلُّ حياته

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1