Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

خارج الإطار
خارج الإطار
خارج الإطار
Ebook122 pages38 minutes

خارج الإطار

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

"خارج الإطار" مجموعة قصصية للكاتبة الأردنية روان رضوان ،صدرت عام 2015 عن وزارة الثقافة ضمن سلسلتها الشهرية "إبداعات". تحتوي المجموعة على عدد من القصص القصيرة والقصيرة جداً، تطرح فيها الكاتبة بعض القضايا الاجتماعية والقضايا التي تخصّ المرأة. أغلب عناوين القصص كانت عبارة عن كلمة واحدة ترتبط ارتباطاً غير مباشر بالنص : مواسِم ،إكسسوار ،نبض،ضباب ،الترياق ،موعد ، ندبة ،صور ،شهد. عن المؤلّف: روان عبدالله رضوان كاتبة أردنية ، مواليد 1988 ، درست الهندسة المدنية وتكتب القصة القصيرة. لها عدّة قصص منشورة في الصحف الرسميّة و"خارج الإطار" هي مجموعتها الأولى . حصلت على المركز الثالث في جائزة الإبداع الشبابي التي تقيمها وزارة الثقافة 2012، عن قصتها "نورٌ دامس". مقطع من المجموعة : قلبها ينبض بشدة كلما تذكرته ،تضع يدها اتجاه القلب فتحس بنبضه يملأ كيانها…". تضحك ممن قال بأنَّ القلب في الجهة اليسرى من الجسد ،ربَّما لم يجرب مرة أن تكون روحه نبضا فيتخذ جسده شكل القلب. تبتسم للمارة ،تحييهم كما لو كانت تعرفهم منذ زمن،تشعر بأنَّ الحياة تبتسم لها أخيراً. لون السماء مختلف ، الشمس تصبح ألطف ،لون الضحكات أشهى ،يا إالهي كيف تنقلب أحوالنا هكذا بنظرة حب؟!. ينساب صوت فيروز من مذياع السيارة : "بعدك على بالي يا قمر الحلوين...". تضحك لفكرة أن تكون فيروز عاشت نفس حالتها هذه حتّى انسابت حروفها بهذه القدسية."
Languageالعربية
PublisherRufoof
Release dateJan 1, 2017
ISBN9786768895003
خارج الإطار

Related to خارج الإطار

Related ebooks

Reviews for خارج الإطار

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    خارج الإطار - روان رضوان

    الإهداء

    إليه

    يتنفس الترابَ ويرسمُ أحلامي

    إلى والدي

    فـي غربَتهِ الأزليّة

    مواسِم

    «مساءُ عمّان أسطوري»، قالها فقط ليكسِرَ صمتاً حلَّ بينَهما وطالَ أكثر من اللازِم فتضيفُ مدركةً مداخِلهُ للبدءِ بحديثٍ تشعرُ بهِ يقطنُ جَوفَهُ منذ أيام: «عمّان بتجنّن».

    - تُشبهكِ

    فتبتسِمُ مقتربةً منه:

    - أنظر إليها جيّدا، بل تُشبِه لوحةً تاريخيّة خطّها أحدُهم في لحظةِ جنونٍ شهيّ.

    يضحَكُ بعمق، تبدو ضحكتُه تلكَ وكأنَّها قادمةٌ من هُناك، هناكَ حيث اللّاشيء فتَتذكّرُ هي أول لقاءٍ بينهما حيثُ أخبرتهُ بعفويةٍ أقربَ إلى السذاجة:

    «عمره حدا حكالك ضحكتك أسطورية؟» وضحِكَ يومَها بعُمقٍ أكثر.

    - اللوحاتُ تسيطِرُ على عقلِك، لا تَستطيعينَ الكلامَ بدونها، حتّى عندما أحدِّثُكِ عن عمّان وهي الأقربُ لقلبكِ تدخلُ اللوحاتُ تفاصيلهَا.

    - هي شيءٌ واحدٌ لا يتجزَّأ عمّان واللوحات وأنت.

    يَنظرُ في عينيها طويلاً ثم يعاودُ النَّظرَ في الأضواءِ المُتراصَّةِ بود.

    عَمّان موسمٌ للحُبِّ ليسَ أكثر، تَفاصيلُها تَشي بذلك، صيفُها النَّزِق، كآبةُ شتائِها الّلذيذة، أحزانُها الّتي تأتي فجأةً بلا مُقدِّمات، طُقوسُ الفرَحِ فيها.

    تقتربُ منه وتمسك بيده، تتساءل: «هل كانت بغداد بهذا الجمال؟»

    قشعريرة خفيفة تسري في جسده فيبتلِعُ غصَّة سكنت القلب ويجيب متسائلاً: «بغداد؟!»

    فتباغته: «نعم بغداد لا تنكر بأنَّها مازالت تسكنك، لوحاتكَ تشي بدواخلك، لا تخلو أيٌ منها من نخلةٍ هنا أو هناك» يتهرَّبُ دائماً من الحديثِ عن مدينته حتى أصبحت هي أيضاً تتجنب ذلك ولا تدري لماذا سألته هذا السؤال اليوم؟

    يبتسم ويحتَضنُ يدها بين يديه: «بغداد ليسَ كمثلِها مدينةٌ لا في الدُّنيا ولا في الجنّة، نعم ما زالت تسكنني بل هيَ لم تُبارحني أبداً، تَحملُني الأحلامُ كل ليلةٍ لأقبَّلها نخلةً نخلة» ويَسترسِلُ في الحديثِ عن بَغداد، يصِفُ ألوانَها ومداخِلها، يتحدَّثُ كمن سكتَ طويلاً وآن الأوان لينطِق.

    لبغدادَ في قلبِه نبضٌ وغصّة، يعود بذاكرتِه تاركاً قلبَهُ وجسدهُ معَها، يعودُ لشوارِعَ لا يذكُرُ منها اليوم سوى الدَّمار والدِّماء، لإخوةٍ كانوا يوماً زينةَ البيت ثم صاروا أشلاءً تملأ وجهَ المَدينة.

    في بغداد تتنقلُ المواسِمُ تِبعاً لتلوِّنِ السَّماء، تساءلَ مرةً ببراءةِ طفل: «إذا كان مَوسِمُ الرَّبيع هو تَفتُّح الأزهار ووشوشة طائِر السَّنونو وبداياتِ الحب فهل للحربِ مواسِم؟؟».

    في بغداد موسمٌ للحربِ أيضاً، يُصرُّ دائماً بأنَّه لم يُغادِرها خَشية الحرب بل هرباً من ألَمِ الذِّكريات غادَر كي لا تَتشوَّه شوارِعُها في قلبِه أكثر، تركها كفُتات شِعرٍ تناثرَ من متنِ قصيدةٍ رَعناء، فوجدَ في عمّان حُضناً قديمَ الدفء وكما يردِّدُ مِراراً بأنَّ الحُبَّ كالحرب يُغيِّـرُ الملامِحَ تماماً.

    الحربُ لعنة والحب أيضا لعنةٌ أخرى.

    تنظُر إلى يديه وكأنَّهما يَعتصِرانِ ألماً ما فتحاوِلُ تغييرَ الموضوع:

    قل لي ماذا سَنسمّي معرِضنا القادم، لم يبقَ سوى أيام قليلة على الافتِتاح ونحنُ لم نَجد اسماً بعد يلتفتُ وكأنّه تذكَّر شيئا: صحيح، لقد نَسيتُ ذلك فكَّرتُ كثيراً ولكن لم أجد اسماً مُناسباً.

    بدا وكأنّه تذكَّر فجأة أكوام اللوحاتِ التي تَنتظِرُ في غُرفتِه الصَّغيرة، تلك اللوحاتُ الّتي أمضى أشهراً في العملِ عليها لتُعرَضَ ضمن أكبر مهرجانٍ للثَّقافة والفنون في المدينة.

    - لقد اقترحَ عليَّ بعض الًاصدقاء أكثرَ من اسم، وتُخرجُ ورقةً من حقيبتها لتبدأَ بسردِ قائِمةِ الأسماءِ المُقتَرَحة:

    «تشرينيّات»

    «حتّى لا ننسى»

    «عزفٌ منفرد»

    «مدينة ٌوحلم»

    يَهزُّ رأسَه بالنَّفي بعد كلِّ اسم، تُغلق الورقةَ وتعيدُها إلى الحقيبة:

    - أنا أيضاً لم يُعجبني أي اسمٍ مِنها، لا تقلقْ سأفكِّرُ بذلك اليوم، يجب أن نُجهِّزَ الإعلاناتِ غداً.

    يُرخي رأسه فوق كتفها:

    - كلُّ شيء سيكونُ على ما يرام.

    أنْ تجد كتِفَ امرأة يتحمَّل قلقكَ، دموعكَ وفوضى رأسِك يعني أن تمتلك وطناً صغيراً في الغربة.

    في الغربة تكتشفُ مهاراتِكَ في تجميع الأوطان الصغيرة، شارعٌ أحببته يصبح وطناً، غرفتك الضَّيقة، ذلك المقهى الذي تحفظُ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1