خارج الإطار
By روان رضوان
()
About this ebook
Related to خارج الإطار
Related ebooks
رواية إرث Rating: 3 out of 5 stars3/5في محطات القطار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأنثى والحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصهيل في غرفة ضيقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهاية القرن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوميات جرح دمشقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقد يُنبِت الصخر زهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنطولوجيا السرد التعبيري 2017: أنطولوجيا السرد التعبيري, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلأنني لأنك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايه رجل عجوز: كلما حلم بمدينة.. مات فيها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsIn Hatred of Borders arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيد الفقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالشعار الرجيم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات من كل العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsباب رزق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظبية الجواء: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام مريم الوديعة: حكاية مصرع الساموراي الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغيوم فرنسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفوق الحياة قليلا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأُناديكَ فَيَرْتَّدُ الصَوْت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعروس نفق الزهور: مقام فاضل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطرقات المحبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أعماق رحلة أخيرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsترنيمة زهرة: وحيد عبد الملاك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرثية النار الأولى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرواية المضطرب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأَثلجتْ خواطري لكِ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمتسول Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Bell and the Minaret Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعائد إلى الموت: مجموعة قصصیة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for خارج الإطار
0 ratings0 reviews
Book preview
خارج الإطار - روان رضوان
الإهداء
إليه
يتنفس الترابَ ويرسمُ أحلامي
إلى والدي
فـي غربَتهِ الأزليّة
مواسِم
«مساءُ عمّان أسطوري»، قالها فقط ليكسِرَ صمتاً حلَّ بينَهما وطالَ أكثر من اللازِم فتضيفُ مدركةً مداخِلهُ للبدءِ بحديثٍ تشعرُ بهِ يقطنُ جَوفَهُ منذ أيام: «عمّان بتجنّن».
- تُشبهكِ
فتبتسِمُ مقتربةً منه:
- أنظر إليها جيّدا، بل تُشبِه لوحةً تاريخيّة خطّها أحدُهم في لحظةِ جنونٍ شهيّ.
يضحَكُ بعمق، تبدو ضحكتُه تلكَ وكأنَّها قادمةٌ من هُناك، هناكَ حيث اللّاشيء فتَتذكّرُ هي أول لقاءٍ بينهما حيثُ أخبرتهُ بعفويةٍ أقربَ إلى السذاجة:
«عمره حدا حكالك ضحكتك أسطورية؟» وضحِكَ يومَها بعُمقٍ أكثر.
- اللوحاتُ تسيطِرُ على عقلِك، لا تَستطيعينَ الكلامَ بدونها، حتّى عندما أحدِّثُكِ عن عمّان وهي الأقربُ لقلبكِ تدخلُ اللوحاتُ تفاصيلهَا.
- هي شيءٌ واحدٌ لا يتجزَّأ عمّان واللوحات وأنت.
يَنظرُ في عينيها طويلاً ثم يعاودُ النَّظرَ في الأضواءِ المُتراصَّةِ بود.
عَمّان موسمٌ للحُبِّ ليسَ أكثر، تَفاصيلُها تَشي بذلك، صيفُها النَّزِق، كآبةُ شتائِها الّلذيذة، أحزانُها الّتي تأتي فجأةً بلا مُقدِّمات، طُقوسُ الفرَحِ فيها.
تقتربُ منه وتمسك بيده، تتساءل: «هل كانت بغداد بهذا الجمال؟»
قشعريرة خفيفة تسري في جسده فيبتلِعُ غصَّة سكنت القلب ويجيب متسائلاً: «بغداد؟!»
فتباغته: «نعم بغداد لا تنكر بأنَّها مازالت تسكنك، لوحاتكَ تشي بدواخلك، لا تخلو أيٌ منها من نخلةٍ هنا أو هناك» يتهرَّبُ دائماً من الحديثِ عن مدينته حتى أصبحت هي أيضاً تتجنب ذلك ولا تدري لماذا سألته هذا السؤال اليوم؟
يبتسم ويحتَضنُ يدها بين يديه: «بغداد ليسَ كمثلِها مدينةٌ لا في الدُّنيا ولا في الجنّة، نعم ما زالت تسكنني بل هيَ لم تُبارحني أبداً، تَحملُني الأحلامُ كل ليلةٍ لأقبَّلها نخلةً نخلة» ويَسترسِلُ في الحديثِ عن بَغداد، يصِفُ ألوانَها ومداخِلها، يتحدَّثُ كمن سكتَ طويلاً وآن الأوان لينطِق.
لبغدادَ في قلبِه نبضٌ وغصّة، يعود بذاكرتِه تاركاً قلبَهُ وجسدهُ معَها، يعودُ لشوارِعَ لا يذكُرُ منها اليوم سوى الدَّمار والدِّماء، لإخوةٍ كانوا يوماً زينةَ البيت ثم صاروا أشلاءً تملأ وجهَ المَدينة.
في بغداد تتنقلُ المواسِمُ تِبعاً لتلوِّنِ السَّماء، تساءلَ مرةً ببراءةِ طفل: «إذا كان مَوسِمُ الرَّبيع هو تَفتُّح الأزهار ووشوشة طائِر السَّنونو وبداياتِ الحب فهل للحربِ مواسِم؟؟».
في بغداد موسمٌ للحربِ أيضاً، يُصرُّ دائماً بأنَّه لم يُغادِرها خَشية الحرب بل هرباً من ألَمِ الذِّكريات غادَر كي لا تَتشوَّه شوارِعُها في قلبِه أكثر، تركها كفُتات شِعرٍ تناثرَ من متنِ قصيدةٍ رَعناء، فوجدَ في عمّان حُضناً قديمَ الدفء وكما يردِّدُ مِراراً بأنَّ الحُبَّ كالحرب يُغيِّـرُ الملامِحَ تماماً.
الحربُ لعنة والحب أيضا لعنةٌ أخرى.
تنظُر إلى يديه وكأنَّهما يَعتصِرانِ ألماً ما فتحاوِلُ تغييرَ الموضوع:
قل لي ماذا سَنسمّي معرِضنا القادم، لم يبقَ سوى أيام قليلة على الافتِتاح ونحنُ لم نَجد اسماً بعد يلتفتُ وكأنّه تذكَّر شيئا: صحيح، لقد نَسيتُ ذلك فكَّرتُ كثيراً ولكن لم أجد اسماً مُناسباً.
بدا وكأنّه تذكَّر فجأة أكوام اللوحاتِ التي تَنتظِرُ في غُرفتِه الصَّغيرة، تلك اللوحاتُ الّتي أمضى أشهراً في العملِ عليها لتُعرَضَ ضمن أكبر مهرجانٍ للثَّقافة والفنون في المدينة.
- لقد اقترحَ عليَّ بعض الًاصدقاء أكثرَ من اسم، وتُخرجُ ورقةً من حقيبتها لتبدأَ بسردِ قائِمةِ الأسماءِ المُقتَرَحة:
«تشرينيّات»
«حتّى لا ننسى»
«عزفٌ منفرد»
«مدينة ٌوحلم»
يَهزُّ رأسَه بالنَّفي بعد كلِّ اسم، تُغلق الورقةَ وتعيدُها إلى الحقيبة:
- أنا أيضاً لم يُعجبني أي اسمٍ مِنها، لا تقلقْ سأفكِّرُ بذلك اليوم، يجب أن نُجهِّزَ الإعلاناتِ غداً.
يُرخي رأسه فوق كتفها:
- كلُّ شيء سيكونُ على ما يرام.
أنْ تجد كتِفَ امرأة يتحمَّل قلقكَ، دموعكَ وفوضى رأسِك يعني أن تمتلك وطناً صغيراً في الغربة.
في الغربة تكتشفُ مهاراتِكَ في تجميع الأوطان الصغيرة، شارعٌ أحببته يصبح وطناً، غرفتك الضَّيقة، ذلك المقهى الذي تحفظُ