لأنني لأنك
()
About this ebook
*إذا أردتَ أن تبكي، أو أن تسمعَ الموسيقا فلتفعلْ، هل تشعرُ بالملل؟ الأمرُ عاديٌّ، كلُّ الأمور تعاكسُكَ حتى قناعاتُكَ! تأقلمْ. الجميعُ يخونوكَ! إذاً أين تظنُ نفسكَ! هل تريدُ إطفاءَ أنوارِ الكرةِ الأرضيةِ كلِّها؟ حاولْ. إن شئتَ أن تمشيَ، أن تغنيَ، أن تحلقَ، تطيرَ، تركضَ في الشوارع، تسبحَ في السماء، تسرقَ، تنهبَ، تحرقَ الغابات، أن تتزوجَ سراً، تشربَ الخمرَ، تلعبَ القمار، فلتفعل! تريدُ التخليَ عن أطفالك، عن عائلتكَ! أنتَ حرٌّ، لكن... إياكَ أن تغضب!
Related to لأنني لأنك
Related ebooks
أُناديكَ فَيَرْتَّدُ الصَوْت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوعطرك يبقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعبة الخيول الخشبية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعبق الياسمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنطولوجيا السرد التعبيري 2017: أنطولوجيا السرد التعبيري, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظل التفاحة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجبل هارون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصورٌ مغنّاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكلما كتبتُ قصيدةً Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخارج الإطار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيحدث أن أهلوس وأكتب هذا النص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام أحمد Rating: 5 out of 5 stars5/5رواية إرث Rating: 3 out of 5 stars3/5In Hatred of Borders arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلبيروت الورق الأصفر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظلمات وأشعة: مي زيادة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزويل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسلامة: جوهرة الساحل – صمت بأعلى صوت – سلامة – لا راحة في الموت – الصهيل النشاز – سلام من قندهار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرابطة الأدب الإسلامي: الكنتي: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيوميات جرح دمشقي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشواطئ الرحيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليل زوارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعربي الهوى: و اختصار كل شيئ هو أنا نحب Rating: 4 out of 5 stars4/5مِنْ أًجْلِكَ أَنْتَ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام مريم الوديعة: حكاية مصرع الساموراي الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحياه ليست دائما ورديه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحار مندى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجوسلين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأجنحة المتكسرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for لأنني لأنك
0 ratings0 reviews
Book preview
لأنني لأنك - Suzanne Ali Ibrahim
الإهــــداء
لأنّني
لأّنـك
كنّـا
لنبقى
بعد منتصف الحلم
––––––––
أحتاج للبكاء. كلما عابث وجهُهُ صمتي، وفاجأني متلبسةً بشرود، تنهمر تفاصيلُ كثيرةٌ بين يدي الوقت. لطالما افتقدتُ تلك الساعات الجميلة التي كنا نقضيها في الوقت المستقطع بين محاضرتين، وضحكته الجريئة المجلجلة في كافتيريا الجامعة. للمرة الثالثةِ قرأتُ الرسالة، وفي كل مرة ترعد الكلماتُ وتبرق في ذاكرتي، تومض بقوة، فتتفتحُ حكاياتُ الشقاوة التي كان يفتعلها، ليشدّ انتباه الزميلات، بل وإعجابهن أيضاً. أعدتُ الرسالةَ إلى مغلفِها الأنيق، همست: أيُّ مجنونٍ، بل أيُّ مغامرٍ هو هذا الرجلُ ليطلب مني القيام بمثل هذه الأشياء! لماذا أنا؟ لماذا الآن وقد مضى زمن طويل منذ استلامي آخر رسائله، أو برقيته-ربما-فما عدت أكيدة الآن؟ كانت بضع كلمات تواسيني بوفاة زوجي، مازلتُ أذكر حرارتَها التي أدفأتْ بعض زوايا القلب الباردةِ أنا معك دوماً، رغم كلِّ البحار التي تفصلني عن مرفأ عينيك
.
لم يكن الحب ما جمعني به، فسالم صديقٌ حميمٌ شاركني مقاعد الدراسة في الجامعة، والرحلات، وحفلاتِ التعارف، والكثير من الأوقات الصعبة.
في انتظار انطلاق الحافلةِ من حمصَ إلى اللاذقية، جلستُ على أحد المقاعد داخل البهوِ الزجاجي، أتفرسُ في وجوه المسافرين، و ثمة خاطرٌ يراودني، فكرتُ أن ذلك المغامرَ سيفاجئني بقامتِه الممشوقة، بانحناءةِ ظهرهِ الخفيفةِ، وبوحهه المبتسمِ ذي التعابيرِ التي توحي لمن يراه بأنه استيقظ للتّو.
لم أشعرْ بمرور الوقتِ إلا عندما أعلنَ المرافقُ عن استراحةٍ لمدة عشر دقائقَ في طرطوس. حبيبات المطر تنقرُ زجاجِ المكان الصغير. بدا وجهُهُ عائماً على سطح القهوة في فنجاني. رذاذُ البرد التشريني ينعشُ روحي، كأن الأوكسجينَ الباردَ المنسربَ عبر أنفاسي يُوقظ سباتَ الأيام، وروتينَها الذي أدمنتُه منذ ودّعتُ بيتَ الزوج الذي رحلَ فجأةً قبل سنوات ثلاثٍ، دون أن يتركَ في أحشائي أيَّ وديعةٍ طيلةَ السنواتِ الخمسِ التي عشناها معاً . صوتٌ ينبهني أن الحافلةَ على وشك التحرك. رشفتُ ما تبقى في قعر الفنجان وأسرعت بالصعود. قبل أن آخذَ مكاني رنّ الهاتفُ النقال. لم أستطعْ قراءةَ الرقم على شاشة الجهاز، فقد نسيت نظارتي في حقيبة السفر، لم أعرفْ صوتَ المتكلم إلا بعد عدة كلمات، فقلتُ:
- أهلاً منير، من أين تتكلم؟
- من اللاذقية، وصلتُ قبل قليل، أين أنتِ الآن؟
- سأكون هناك خلال ساعة ربما.
- سأنتظركِ في محطة الركاب إذاً..
- حسناً، اتفقنا.
لم ألتقِ منيرا منذ شهورٍ بعيدة، لكنه دهمَ وحدتي قبل يومين، ليحدثَني عن أمرٍ سنقومُ به سويةً في اللاذقية، تحقيقاً لرغبة سالم، إلاّ أنّه لم يفصحْ عنه، فخمَّنتُ أن سالماً قادمٌ إلى سورية.
في المحطة بادرني منير بالسؤال: هل أرافقك، أم تفضلين المضيَ بمفردك؟ خشيتُ أن تضايقَهُ رغبتي بالبقاء وحيدة، فأجبته بكثير من الهدوء: لن أغيبَ طويلاً، وسنبقى على اتصال.
مشيتُ صوب البحر، أمواجٌ تتدافع، ثم تنحسرُ تاركةً زبدَها الأبيض فوق الرمال. كم كان المشهدُ شبيهاً بكل ما مضى من العمر! لم أدرِ سبباً لكلِّ ما يجيش في قلبي، إذ ثمة إحساسٌ بالخوف يعششُ في الشغاف. هو ذا البحرُ الرحبُ الذي تقاسمنا عشقَه، والخوفَ منه أيضاً. هديرٌ يخلخلُ الراكدَ فيَّ. أمام الأفقِ المغسولِ بالمطر، لمحتُ وجهَهُ المتغلغلَ في أردانِ غيمةٍ! ترى أين هو الآن؟ في أيّ مرفأ؟ فوق أي موجٍ؟ وهل سيأتي كما وعدَ في الرسالة؟!
من مكاني المتطرفِ في المقهى نظرتُ متفحصة المكانَ، والوجوهَ الورديةَ الدافئةَ المبعثرةَ، أو المتهامسةَ قرب النوافذِ التي تتأمل البحرَ والمطر. موسيقا الأجراسِ الصغيرةِ