حواديت بنت النظرة
By داليا بزان
()
About this ebook
Related to حواديت بنت النظرة
Related ebooks
قصة لا تنتهي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب: عباس حافظ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام أحمد Rating: 5 out of 5 stars5/5طرقات المحبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنا و أنا الأخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما يُعشق الزيتون Rating: 5 out of 5 stars5/5البقية في حياتي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي: لوحات تذكارية على جدران الطفولة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزمن الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsظبية الجواء: رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقيودٌ وأجنحةٌ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرواية إرث Rating: 3 out of 5 stars3/5عمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsجريمة النجاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة النصف الآخر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة البيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلسه الحياة ممكنة.. أيوه ممكنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوابل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدوزنة تدعو للرقص: خواطر بين النثر والشعر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسرمد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوعطرك يبقى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلص يطرق الأبواب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة النداهة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة بيت الأشباح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرسائل لن تصل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحكايات حارتنا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حسناء المقبرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for حواديت بنت النظرة
0 ratings0 reviews
Book preview
حواديت بنت النظرة - داليا بزان
حواديت بنت النظرة
بقلم : داليــــــــا بــــــــزان
الغلاف بريشة : أ / أيمن القاضى
●
مصنَّف مصـرى مائـة فــى المائـــة لا تشوبــــــه شبهـــــــة التـــرجمـــــة أو الاقتبــــــاس أو النقـــل عــن أيـــــة روايات أجنبية .
●
Y1-__1-144_-1.xhtmlمصنــــف مـن ابتـكــــــار
الأستاذ / حمدى مصطفى
●
جميع الحقوق محفوظة للناشر وكل اقتباس أو تقليـد أو تزييف أو إعـادة طبــع بالتزويــر يعــرِّض المرتكــب للمساءلة القانونية .
العربية الحديثة .. منافذ البيع :
فروع (الفجالة ): ١٠ .. ١٦ شارع كامل صدقى (الفجالة) ــــ القاهرة :
★ الرئيســـــــى ت : ٢٥٨٨٢٠٤٦ (٠٢) / ٢٥٩٠٨٤٥٥ (٠٢) .. فاكس : ٢٥٨٩٠٤٠١ (٢٠٢) +
★ الفرعــــــــــى ت : ٢٥٩٢٨٢٠٢ (٠٢) / ٢٥٩٣٢٤٠٣ (٠٢)
فرع ( مصر الجديدة ) : ٤ شارع الإسحاقى منشية البكرى روكسى مصر الجديدة ـــ القاهرة .
ت : ٢٢٥٨٦١٩٧ (٠٢) / ٢٤٥٥٠٤٩٩ (٠٢) .. فاكس : ٢٢٥٩٦٦٥٠ (٢٠٢) +
إهداء ..
لمن كان روحى وليس توءمها .. حضورك فى الغياب أقوى .. وتفاصيلك بعد الرحيل أوضح .
كان وجودك كالحلم .. ولكن غيابك واقع .. أما لقاؤك مع شدة حنينى غاية أتمنى أن أدركها ولكن فى مكان أجمل بإذن الله ..
ولك فى الأحلام حياة يا قلبى فلا تحزن
❋ ❋ ❋
( 1 )
تملكتموا عقلى وطرفِى ومسمَعى …وَرُوحِى وأحشائِى وَكلى بأجمَعى …
رنت أبيات تلك القصيدة فى فضاء هدوء الغرفة معلنةً ميلاد يوم جديد من الأيام المتشابهة الرتيبة التى علينا فى بعض الأحيان أن ندفع الدقائق والساعات فيها ولو بالنوم والمزيد من النوم فقط .. ومع ذلك لا تمر .. تشعر أن الثوانى منها بعمر .
أحان وقت الاستيقاظ فعلًا ؟!!
ولكن لا أريد النهوض حتى أسمع القصيدة للنهاية على الأقل .
هكذا حدثت نفسها فى ملل وضيق وعناد طفولى لم تفقده بعد خلال سنواتها التى قاربت الثلاثين ..
حلم جميل .. لماذا عليه أن ينتهى بواقع بائس مؤلم مكرر ورتيب ؟
زفرة حـارة عبـرت من داخلها تحمل بعضًا من تـوتـرهـا وشحنــات ضيقها للخارج .
وأذكرك أن لك فى الأحلام حياة يا قلبى فلا تحزن ولا تبتئس .. إنه يوم آخر من عمر الزمن سرعان ما يرحل .. على أى حال آمَلُ فقط ألا يترك فى أرواحنا وقلوبنا المزيد من ندبات لا تزول ..
ومـن عجــبٍ أنِّــى أحَــن إِليِهـم ...وأسألُ شوقـًا عنهـم وهـمُ معـى
وتبكيهم عينِى وهـم فِى سوادِها ...وأشكو البعـادَ وهم بيـن أضلعِى
حاولت فتح أجفانها المتثاقلة بعد انتهاء الموبايل من رنة المنبه المضبوط على القصيدة .. تحاول إزالة ما فى نفسها من عدم رغبة فى ترك رفقاء حلمها الأثير كأنها تتشبث ببقاياه وتتمرد جفونها عليها كالعادة إلى أن تستسلم فى النهاية لحقيقة أن الحلم قد انتهى بانتهاء رنة المنبه .. تلك التى تحرص على تغييرها كل فترة فهى تكره الاستيقاظ على رنته العادية .. شىء فيها يفزع روحها وتكره أن يوقظها أحد أيضًا .. ومن سيوقظها أصلًا ؟ لا أحد .
ذكرياتها منذ فقدت إحساس الأمان الليلى عند النوم تطاردها دائمًا .. فلم تعد تنام سوى قرب شروق الشمس واختفاء آخر ضوء للقمر .. تطمئن فقط عند سماع زقزقة أول عصفور يشدو وحيدًا بصوت مميز فقد أصبحا أصدقاء منذ زمن .
تحرص على تغيير الكثير من روتين يومها فى تفاصيله البسيطة حتى لا تترك نفسها عرضة لجاذبية مغناطيس الذكريات .. ومع ذلك كثيرًا ما تفشل وتسقط فى مجال موجاتها القوية بكل ما فيها من دموع وآلام وابتسامات سواء .
فتحت نافذة الغرفة ليدخل نسيم صباح يوم جديد ممزوج برائحة البحر .. وصوت أمواجه فى سمفونية من البهجة تطرد أى كآبة عالقة على جدار الروح والقلب ولو مؤقتًا .
نفس عميق من هذا المزيج يجعل ابتسامة لا إرادية تملأ وجهها .
« إسكندرية .!! »
وما أدراك ما الإسكندرية وكورنيشها وبحرها وسحره وتأثيره على النفس .
تركيبة غريبة من المتناقضات .. يحتار من يقترب منها كيف أنها تجتمع فى روح وجسد واحد .. ولكنها تصاريف الأقدار .. والمِنَح بعد المِحَن هى التى ترسم التفاصيل .. وليس فى ذلك فضل منا هو رزق من عند الله .
هى بنت الناظرة كما كانت تردد تلميذات المدرسة من باب إغاظتها ودفعها للتفاعل والاندماج معهن ، فأمها كانت مديرة المدرسة ومع ذلك دائمًا ما كانت « ذات الكتاب » متلحفة بصمتها .. هى ألقاب طالما كرهتها .. ولكن أين هى منها الآن .
تبًّا للخواطر والذكريات التى تتصارع موجات جاذبيتها بشدة فى الذهن صباحًا .. تشدها لدوامات الماضى .
ــ « نظــرة » .. ياااا « نظــرة » !! يالا اتأخرتــى على المدرسة .. ميعاد الأتوبيس .. قومى وصحِّى أختك لو سمحتى .
كان ذلك صوت أمها من داخل حجرتها .. ومع ذلك كان من العلو بأن يفزع عصافير الشجر فى أقصى الشارع .. فقد طبعت طبيعة عملها كناظرة لمدرسة البنات على شخصيتها الرقيقة وساهمت بطمس معالمها .
قالت نظرة فى غيظ :
ــ حااااااضررر .. حااااااااضرررر .. بس لو ناديتينى بـ « نظرة » دى تانى مش هارد .!! ناناا اسمى ناناا بلييييز .
أبدت أمها امتعاضها وغمغمت فى صوت أقرب للهمس :
ــ بكرة تعرفى نعمة « نظرة » ومعناها ومددها !!
تلت الأم عبارتها بنظـرة حــزن ممزوجــة بالإحبــاط تملأ عينها .. لم تفهم « نظرة » معناها قط كلما قالت لها هذه العبارة فى طفولتها .
آه يا ذكريات الطفولة ليتك تعودين بمن كانوا يلوِّنونك بألوان بهجة قوس قزح بعد المطر .
أما للندمِ من طاقة تمحو الحنين أو تصحح أخطاء السنين ؟
أما من اختراع كبسولات لعلاج ألم فقدان الأمان والقدرة على الأحلام ؟!
❋ ❋ ❋
سامية شخصية قوية جدًّا وحازمة مع قلب ممتلئ بالمحبة والرحمة والإيثار تحاول إخفاءه بجدار ثلجى من الأوامر المستمرة لمن حولها كبيرًا كان أم صغيرًا .. مزيج مثالى لمديرة مدرسة بنات أدى إلى سمعة مدرسة ممتازة وأجيال صالحة تخرجت تحت إدارتها .
إلا أنها تغيرت كثيرًا فقد ازدادت خوفًا وحزمًا .. وزاد غلاف جليد قلبها سمكًا بعد صدمة رحيل زوجها فلم يكن شخصًا عاديًّا قط .. ولم يمر مرورًا عابرًا فقد ترك بصمة جميلة فى حياة كل من عرفوه .. فهو أب وأخ وابن وصديق وسند دائم لكل من حوله .. معطاء لأقصى حد .. روح طليقة تضيف لمسة سكينة واطمئنان على كل من وما تمر به وقد ورثت « نسمة » عنه ذلك .
قد كان وما يزال لها السند والسكن .. فلقاء الأجساد زائل أمَّا لقاء الأرواح فباقٍ لا يزول .. حب العمر ومضرب الأمثال .. عِشْرة السنين على قلة عددها إلا أنه ترك فوق عُمرهِ أعمارًا من الذكريات ورحل سريعًا تاركًا لها البنتين فى عمر ورِقَّة وريقات زهرات الياسمين .
مع انشغال الأم الدائم ببنات المدرسة بكل تفاصيلهن كانت مساحة « نظرة » و« نسمة » فى حياتها غير متوازنة بالنسبة لـ « نظرة » على الأقل فقد كانت الأخت الكبيرة .. ومع أن « نسمة » تصغرها بعام واحد فقط وجميع