النزول إلى القمة
By نوف الفرحان
()
About this ebook
لا تنخدع بالعنوان، فهو جمع صاخب للكلمات. لا تحبس أنفاسك، فهي لم تقدر على حبس خصلها الخرقاء. لا تنضج بسرعة، فملابس النضج لها مقاسات، قد لا تناسبك. لا تسكت كثيراً، فالأغنيات المجنونة لا تلائم مقاس السكوت. لا تسمح للقنابل أن تشطرك، فقط اسمح للأحداث أن تضيع بمتاهة عقلك، وأمطرها بسيل الأسئلة، لتنجو مثل كل مرة. اربط جأشك حتى السطر الأخير، وعش متماسكاً حتى المغيب.
Read more from نوف الفرحان
جريمة النجاة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسمراء ولكن Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to النزول إلى القمة
Related ebooks
قيد الفقد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى حد السيف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالسراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحب فوق هضبة الهرم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقصص مصرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسارة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرجال من ورق وعروس من حلوى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعمى أبيض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإبراهيم الثّاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5كان لي وطن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإبراهيم الثاني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهاية القرن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالأنتظار المر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغيوم فرنسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما آلت إليه الأمور: سلسلة الليبيدو, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5أرواح عالقة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوادي السري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسجينة الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsBriefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذو الشعر الأزرق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبين القصرين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالزمن الأخير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوابل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsذهب وزجاج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزجزاج Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsThe Bell and the Minaret Arabic Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطرقات المحبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for النزول إلى القمة
0 ratings0 reviews
Book preview
النزول إلى القمة - نوف الفرحان
النزول إلى القمة
وبعض النزول أحياناً صعود
رواية: النزول إلى القمة
تأليف: نوف الفرحان
نشر: الكويت: شركة نون حاء لنشر الكتب
الطبعة: الثانية - 2023
ISBN: 978-9921-793-00-0
جميع الحقوق محفوظة وأي اقتباس أو تقليد أو إعادة طبع أو نشر دون أخذ موافقة خطية يعرض صاحبه للمساءلة القانونية
إهداء
إلى أمي، وخبزها الذي خبزته على حطب التنور..
إلى أبي، الذي كنس الشارع ووزع التموين..
إلى نوف الصغيرة، التي كانت تُلَف بالوثائق والهويات العسكرية تحت ملابسها، ليتخطاها التفتيش..
إلى كل شخص لعب دوراً في تلك الأيام المظلمة، حتى لو لم يخلد التاريخ اسمه..
أنتم رائعون، ويكفي أنكم تعرفون..
- 1 -
النهاية
يقول لويس لامور سيأتي وقت تعتقد فيه أن كل شيء قد انتهى
، ها هو الوقت أعيشه الآن، حياتي انتهت، وأحاول عيش يومي، لكن لم يعد للأيام طعم، ولم يعد للحياة قيمة، بعد أن ضاع كل ما قدمت، وكل تضحياتي صارت هباءً منثورا.
كانت تجري حديثاً مع نفسها بعيد كل البعد عن الإيجابية بعد استيقاظها صباحاً، أزاحت غطاءها لكنها لم تقدر على إزاحة المشاعر الكاتمة على قلبها، ترغب بالنهوض عدا أن صخرة عملاقة سوداء تجثم على صدرها، تتنفس بعمق والدموع تتسابق خروجاً بدل الزفير، ترفع بصرها للأعلى كي لا تبكي، غير أن الخيبة تجبر روحها على النحيب.
تسير بخطوات الأموات الأحياء، موجودة بالحياة في حين أن حياتها باتت مقبرة، تتساقط فيها أيامها على رزنامة التاريخ، تهرب للنوم بعد أن تستيقظ منه، علها بيوم تصل للنوم الأكبر، ولا تستيقظ منه أبداً، وهي التي لم تكن هكذا يوماً.
العنود سيدة تؤمن بمعاني اسمها منذ طفولتها، عنيدة وشخصيتها قوية، استثنائية ولا مثيل لها، شجاعة وقادرة على اتخاذ أي قرار، دون تردد أو حيرة.
شدة بأسها أثناء صغرها عرضها للكثير من الحوادث، التحديات التي تدخلها بلا خوف خسّرتها الكثير من العلاقات، كما خسّرت أمها كذلك، فحين يبكي أحد أبناء صديقات أمها لدى أمه بسبب العنود، تضطر أمها إما أن تكسر خاطر ابنتها من أجلهم، أو أن تخسرهم من أجل ابنتها، لكن الموضوع كان على حسب مزاجها، فإن كانت صديقة غير محببة، أخبرتها أنه نزاع أطفال لا يمكنها أن تتدخل، فتتضايق الصديقة وترحل، وإن كانت تحبها، تنهض لتضرب ابنتها أمامها، وفي الحقيقة أنها لم تأكل الضرب كل مرة، فبعض الأحيان تهرب وتسلم، وأحيان أخرى تستطيع التملص بذكائها من الموضوع، وبمرات معدودة انتقمت من الفتى نظير عقاب والدتها.
لا تقبل خسارة، لا ترضى بظلم، لا تحب المتنمرين، المستأسدين، المتصفين بأي صفة حيوانية، الذين تخلوا عن بشريتهم، وفتكوا بإنسانيتهم، وقتلوا المشاعر النبيلة.
لكنها الآن مستسلمة، لا تقدر الخطو نحو المستقبل خطوة، خائرة وخائفة، تشعر بالضعف والعجز، نهضت اليوم بتكاسل لتتوجه لعملها.
ارتدت ملابساً بسيطة جداً وعملية، قميص أبيض وبنطال أزرق، انتبهت لأثر الجرح المخيط على طول ذراعها وهي ترتدي كم القميص.
كانت تراه وكأنه حصل للتو، تشعر بألمه، تشم الدم المتفجر من الأوردة والشرايين، كان الشق سيكمل طريقه على جسدها، لولا الرحمة المنزلة على هيئة سؤال جاء متأخراً، طلب ضائع بالوقت الصحيح.
رفعت شعرها الطويل المتشابك فوق رأسها على شكل كعكة، دون أن تمشطه.
ترى أدوات التجميل أمامها على الطاولة كعدة تصليح سيارة أو أدوات سمكري. لحظات تنظر لها محاولة تغيير الفكرة التي قفزت لذهنها، لأدوات تعذيب فرشت على طاولة الجلاد ليحين دورها، لترهيبها نفسياً قبل تعذيبها جسدياً.
حاولت نفي الفكرة إلى قاع سحيق، أو بعد آخر، أو عالم موازي، المهم أنها لا تشعر سوى باللا-اهتمام نحوها.
تطل بالمرآة، تحاول التعرف على الإنسانة التي تراها لأول مرة، لكن محاولتها باءت بالفشل، فأمامها امرأة تعيش بربع عمر أو نصفه، تعيش حياة باهتة لا كما تتمنى، شعرها خالطه البياض، صفحات وجهها تخللتها تجاعيد بسيطة هنا وهناك، كبرت بلا علاقة تجمعها بعمرها، وأصبح جزء كبير منها مقصوص من الصورة الكبيرة.
رسمت خطوطاً بأصابعها، تبدأ من جبهتها وتنزل لوجنتيها، توقفت عند ذقنها.
تذكرت أنه هو من كان يمرر أصابعه هكذا على وجهها، مثل كفيف يقرأ روحها من ملامحها البارزة.
كانت تشعر أنه لا يقرأ سواها، واكتشفت أنه أميّ مشاعر. ظنت أنه لها وحدها، وأقنعت نفسها بهذا الحديث، ونست أن الظن أكذب الحديث. اعتقدت أنه هدية نزلت لها من السماء، وتجاهلت أن الهدايا لا تنزل إلا بعربة سانتا الخيالية.
قررت أنها ستقدم له كل ما خبأت، وستضحي بكل ما جمعت، وأغفلت أنه سيأخذ الثلث ويتصدق بالثلثين، ولم يترك لها مخزوناً تعتمد عليه إذا ما أصابتها الفاقة.
ركبت سيارتها الفارهة، خاوية من المشاعر، كمنزلها البارد، وأثاثها الباهت، وحياتها الرمادية، أشعلت المحرك، وشعلة حياتها مدفونة تحت طبقات جليد، والكثير من الرماد، وبرادة التعذيب، وحطام المشاعر.
مضت بطريقها متجهة إلى مقر شركتها في العاصمة، أنزلت النوافذ لعل هواء مارس ينعش فؤادها، متأملة أن ربيع الكويت سيقضي على خريف روحها.
توقفت عند إشارة مرورية، تتقاطع بها أربع مناطق، تحدق بالفضاء، تفكر بلا شيء، ترى السيارات تمر أمامها، تارة على الوضع البطيء، وتارة أخرى يصبح الوضع رمادياً.
نفحة من الهواء داعبت خصلة هاربة من شعرها المربوط، فالشرائط لم تقدر على حبس خصلها الخرقاء، كما الأغنيات المجنونة التي لم تعد تلائم مقاس سكوتها، وفساتين النضج ما زالت واسعة عليها.
أحست بها، وأسرتها خلف أذنها اليسار، بأطراف أصابعها مسحت على شعرها لتتأكد من ثبوت الخصل بمكانها،