Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سمراء ولكن
سمراء ولكن
سمراء ولكن
Ebook154 pages1 hour

سمراء ولكن

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

فخورةٌ بأنّي سمراءٌ ومعها الكثيرُ منَ الصفاتِ التي يحملُها حرفُ العطفِ المبني على سكونِ الرُّوحِ وجمالِها، وعلى قوته حين يتصلُ بمدٍ أو امتداد

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateMar 1, 2023
سمراء ولكن

Read more from نوف الفرحان

Related to سمراء ولكن

Related ebooks

Reviews for سمراء ولكن

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سمراء ولكن - نوف الفرحان

    سمراء ، ولكن...

    بين السكون والوجع

    رواية: سمراء ولكن.. بين السكون والوجع

    تأليف: نوف الفرحان

    نشر: الكويت- شركة نون حاء

    الطبعة: الثانية - 2023

    ISBN: 978-9921-732-34-4

    جميع الحقوق محفوظة، وأي اقتباس أو إعادة طبع أو نشر، دون أخذ موافقة خطية يعرض صاحبه للمساءلة القانونية.

    رواية

    سمراء ، ولكن  .....

    بين السكون والوجع

    اعتذار

    لكل طفلة جاءت تبكي لأمها، بسبب سخرية من تجعيدات شعرها،،

    لكل أسود، أسمر، حنطي، ملون، اعتذر لك عن فظاظتهم، نظراتهم، أسلوبهم، وكلماتهم،،

    قلوبكم بيضاء،،

    وهذا يكفي..

    إهداء

    إلى كل الأرواح التي تجرعت طعم العنصرية،،

    إلى كل القلوب التي ذاقت طعم الفراق،،

    إلى أبي الذي أكسبني لون بشرتي، والعقل الكبير،،

    إلى أمي التي علمتني التقبل والرضا، وولدتني بقلب كبير،،

    إلى ذاك البعيد بعبوره الشامخ، حين تعثرت أقدامنا، وفقدت ذاكرتها، ورحلت دون أن تجمعنا أقدارنا..

    كل اللحظات ستنقضي

    حياتنا كتاب ضخم، تربع بوسط مكتبة الوقت، طرف غلافه الأول شهادة ولادة، وطرف غلافه الثاني شهادة وفاة، وصفحاته هي أيام حياتنا.

    نحن الكتّاب والمؤلفون والناشرون، نحن المحررون والخطاطون والمدونون، الرسامون، المزخرفون، المسجلون، المصنفون، المقيدون، المنظمون، والمسطرون.

    نعبئ العناوين الرئيسية بأحداث فرعية، ونحشو أفكارنا، ونحشرها بين طيات الورق.

    كل مسؤول عن كتابه وإن كانت هناك أحداث قد خطت قبل ولادته، إلا أن ردود أفعاله وقراراته هي مسؤوليته، إما أن يصنع رواية جميلة، أو يكتب قصة حزينة، إما أن يكتبها بنفسه، أو يسمح لغيره أن يكتبها كيفما يشاء.

    نتلقى المساعدات في بعض الأحيان، وأحيان نعتمد على قدراتنا وإن كانت ناقصة وتحتاج لمزيد من التدريب.

    يمر بنا أشخاص يحاولون ترك علامة تعني مرورهم فقط، أشخاص يحاولون الكتابة معنا ومزاحمة أوراقنا بحياتهم، أشخاص يشدون على أيدينا حين نشعر بالتعب، ويدفعونا لبذل المزيد من الجهد لتظهر كلماتنا الرائعة وصفاتنا الجميلة، كما يمر بنا أشخاص لا نعرفهم، قد يكون لهم دور خفي بقصصنا، وقد يكونوا موجودين فقط لشغل حيز من الفراغ.

    مشاعرنا تقودنا بمتاهة الورق، وأحاسيسنا تدلنا لمفاتيح الكلمات، نلهم الفرقة لتعزف لحناً جميلاً، يتسلق السلم الموسيقي صعوداً وهبوطاً، بسبعة نغمات تتساءل، فتجيبها النغمة الثامنة.

    سلم كروماتي، سلم كبير، أو سلم صغير، هي مجرد تكرارات لنسق معين من المفاتيح تم اختياره، ليتكون لحناً يطرب أسماعنا، ويمتع حواسنا، ينتقل بين السلالم والمقامات، أو يبقى بسلم واحد، لتنتهي كل موسيقى بنغمة القرار.

    سبعة نغمات نعيش بها، دو، ري، حب، تفاؤل، شجاعة، تسامح، قرار، وجواب النغمات هو نغمة السعادة.

    بعض القرارات تخرب اللحن، وبعضها تصنع لحناً جديداً، وبكل الأحوال نحن صانعي القرار.

    نرحل أم نبقى،

    نحب أم نكره،

    نسعد أو نشقى،

    نتفاءل أو نتطير.... كلها مجموعة من القرارات، نحن أصحابها ونحن الأقدر على معرفة الظروف وفهمها.

    قد يراها البعض خاطئة، وقد يرانا البعض أصبنا بقرارنا، لكن في واقع الأمر نحن من يعيش بهذا الوضع، ونحن من يتخذ هذا القرار، وبالتأكيد نحن من يرى بأن هذا القرار هو الأفضل.

    فرنسا / مدينة ليل

    ها أنا أخطو خطواتي بثبات بعامي الأول، أرتحل الدروب وأستكشف المحطات في مدينة ليل الفرنسية الساحرة، التي تقع في أقصى الشمال من خارطة أحلامي، عاصمتها هي طموح، وهو عنواني وهدفي الأسمى، أن أكمل دراستي، وأستكمل ما فاتني من عمري، هو ما يشغل فكري وبالي حالياً.

    ليل هي ملتقى الطرق الأوروبية الكبرى، وهمزة الوصل بين ستة أماكن، مركز للصناعة والإنتاج، مقر للإبداع الفني، وعلامة للجمال. عشت بها وشعرت أنها تعيش بي، حتى تمنيت لو أني أكون مثلها ملتقى طرق، لا طريق باتجاه واحد، اتجاه قسري، يبدأ بأسرتي وينتهي بالمجتمع. تمنيت أن تصلني بأحلامي كما تصل الدول والمناطق ببعض، كما تمنيت أن تتباني لأكون الابنة الروحية لها، آية من آيات الجمال، أو حتى لوحة لروبنز أو جوبا.

    كان يوماً حافلاً، قررت أن أعيشه بكل تفاصيله، أن أعود لقيد الحياة، بعد أن كنت مقيدة بالدراسة، أن أستشعر الفرح وأتلمس دروبه، حتى وإن كنت وحيدة بهذا المكان، ليل تناديني منذ الصباح، فلبيت نداءها.

    بساحة شارل ديغول الراقية، محور الحياة في المدينة، ومحطة تقدير للأب الروحي للجمهورية الفرنسية الخامسة، الشمس متعلقة بالأفق، تكاد تسقط في حضن الغروب، أخجلت السماء فاحمرت زرقتها، لترسل نسمات تداعب كل من يجلس بالساحة، كنت أتمشى وأراقب الناس، أغبط العشاق، وأنمي ذائقتي وذوقي بالمتاحف، أشارك السكان بلعبة الشطرنج كلما مررت بأحدهم، وأصافح الأطفال كلما مر بجانبي طفل صغير، أستدرك حياتي الماضية، وأعيش اللحظة الآنية، غير آسفة على ما فات، فلا أريد تضييع المزيد، حتى قررت أن أتوقف لأحتسي القهوة بأحد المقاهي المختصة بإعداد القهوة.

    كان المقهى ضيقاً، مساحته صغيرة، إلا أنه يمتاز بقهوته اللذيذة، وإطلالته الرائعة. كنت كل مرة أزوره فيستقبلني صانع القهوة صديقي، يهديني كوباً من فرح، ويرسم عليه قلباً صغيراً يرتدي نظارة، ويكتب عليه دكتورة الابتسامة، أما حين أطلبه بكوب من السيراميك، فإنه يلصق عليه ورقة صغيره صفراء، مرسوم عليها مثل الأكواب الورقية.

    دخلت وقد كان جالساً أمامي، شعرت وكأن نظراته تداعب حواسي، بل قد اخترقتني وتمكنت من كل ذرة بجسدي، حتى تصاعدت درجة حرارتي، وشعرت بأني أعرفه، ربما من حياة أخرى، أو عالم آخر، أو حتى بذاكرتي التي رأيتها وأنا برحم أمي.

    نظراته أربكتني، وصارت حقيبتي تتعلق بطرف المقاعد وأنا أسير بكل ثقة، أحاول أن أبرر ارتباكي وأضيعه بخيلاء وغرور، لا أعلم أنجحت بذلك أم لا، فجل ما أعلمه أنه ما زال يحدق بي.

    كان أبيض البشرة، عينين لوزيتين ناعستين، برموش كثيفة، وحواجب عريضة، وذقن كثيف مع شوارب متناسقة معه، مثل ملامحه المتناسقة مع بعضها. يغطي رأسه بقبعة بيضاء، متناسقة مع ملابسه الرياضية، ذات اللونين الكحلي والأبيض.

    تخطيته وجلست خلفه، فلا أريد شيئاَ سوى كوب قهوة وبضع لحظات من السكينة، فقد كان المقهى خالياً من الزبائن على غير العادة، وكأن القدر قد خطط ورتب لنا مصادفة من دون إزعاج الآخرين أو تطفلهم. كما أنني اعتدت على نظرات الإعجاب التي أنالها هنا وهناك خلال فترة إقامتي، وهو شيء لم أعتده في بلادي.

    نهض من مقعده وتقدم لي، يبدو واثقاً بنفسه ونفسي تكاد تغرق بخجلي، أمثل القوة وأرتدي عباءتها، أنا بزمن يهزم الضعيف، وبمكان يحب القوي.

    بونجور

    ألقى عليّ التحية بالفرنسية، لربما ظن بأني فرنسية، أو أنها مفتاح لبداية حوار، تداركت الوضع فرددت عليه بالعربية.

    أهلاً

    أنتِ عربية؟ لقد اعتقدت أنكِ فرنسية.

    اختلط خجلي بمقدار من الضحك، فلا أعلم هل أنا جميلة ليظن أني فرنسية، أم أنه أبله لدرجة لا يستطيع التمييز. لا أعلم أهو إطراء لي أني فرنسية، أم هي إهانة لأني لا أشبه العربيات.

    ابتلعت ضحكاتي، وعدت

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1