Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية
Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية
Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية
Ebook190 pages1 hour

Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

Es gibt "Gedanken Herrscher", die die Macht über die Welt haben durch die Gedanken.
Der Hauptdarsteller Darius Castilla begegnet die Gedanken Herrscher. Die alte Frau Carol verleiht ihm eine außergewöhnliche Stärke.
Mit dieser Stärke baut er eine Gedanken-Brücke, wo er überall wandern kann.
Diese Roman wird erste Ausgabe in Arabisch veröffentlicht, und es folgt in Englisch und Deutsch.
Languageالعربية
Publisherepubli
Release dateAug 2, 2016
ISBN9783741835438
Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam): Roman - رواية

Related to Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam)

Related ebooks

Reviews for Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam)

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    Briefe an Nichts (Rasael ila Aladam) - Majed Alezzo

    رسائل إلى العدم

    مجد العزو

    جميع الحقوق محفوظة

    © 2016 Majed Alezzo

    All rights reserved

    majed_alezzo@hotmail.com

    إهــداء

    تلك الحرب اللعينة، جعلتني أنهي فصول هذه الرواية، دون أن أرتشف من قهوتكِ، أو من عينيكِ...

    أمّي... إليكِ، إلى أسراب الغيوم المُتظلّلة براحتيك..

    مجد العزو

    الطبعة الأولى

    ٢٠١٦

    متابعة وإشراف المهندسة لجين الجبر.

    شكر

    أمل..

    كم كنت مخطئاً حينما اعتقدت أنّ الآلهة وحدها من يهب الحياة..

    الفصل الأول

    تلاشى الوجود من حولي فجأة، تبدّد وجهه، وزالت ملامحه. إنّني أغرق في جوف كتلة مظلمة شديدة الجاذبية، ما انفكّت تمسك بأجزائي، وتشدّني إلى نواتها بسرعة عبر الفراغ. وما يُرعبني في هذا المحيط القاتم، والبارد جداً، أنّه ما من شيء هنا يُطابق في تكوينه العالم، الذي خبرته سابقاً؛ فليس ثمّة سماء تتلقّف صراخي لتنجدني، ولا أرض تستقبلني بصلابتها، فهكذا اعتدت أن ينتهي كلّ سقوط.

    لَحظتُ إلى المكان من حولي؛ لعلّي أجد تفصيلاً ما يساعدني على معرفة موقعي في هذا الاندثار، لكنّي لم أفز بطائل؛ فالظّلام يحاصرني من كلّ صوب، ويمنع عقلي من رصد أيّة معلومة، تساعده على استبيان،

    أو استيعاب المكان المقيت، الذي أغرق فيه. وما زاد من قلقي، وضاعف توجّسي، أنّني أسقط دون أن أشعر بمقاومة الهواء لجسدي. ربما الهواء كالظّلال، لا يحيا إلّا في النور، وربما روحي قد جُرّدت من جسدها؛ لأنّه ما من إشارة واضحة تؤكّد بقائي في عالم الأحياء.

    أوشكت على الاعتقاد، بأنّ سقوطي هذا لن ينتهي يوماً، إلّا أنّني رأيت وميضاً أبيضَ على مسافة كبيرة مني، حملني العدم إليه مباشرة؛ حتى خِلت أنّه يتهيّأ لابتلاعي. أخذ الوميض يزداد حجمه، وتتوضّح ملامحه، كلّما دنوت منه. إنّه سرداب حلزوني، يجذبني إليه بسرعة فائقة؛ حتى أصبحت بداخله، وهناك احتضنني النور مجدداً. إنّ المكان دافئ، وتفوح عبر تعرجاته رائحة تشبه، إلى حدّ بعيد، تلك التي تتميّز بها حقول اللافندر الحقيقي. إنّه أجمل درب أُرغمتُ على عبوره، والفكرة الأهمّ التي سيطرت على عقلي، وأحيت فيه الطمأنينة، أنّني تخلّصت من ذلك الفراغ المظلم؛ لذا لم أنهك نفسي بالتفكير فيما ينتظرني خارجا.

    واصلت الانزلاق عبر السرداب الأبيض؛ حتى بلغت نهايته. سقطت على أرض رملية لشاطئ دافئ، تحسّست الرمال بيدي، غرزت أصابعي بين ذراتها، ثمّ رفعت رأسي إلى السماء، وتنشّقت ما استطعت من هواء نقيّ، فأرسلت الشمس أشعتها لتلامس وجهي. لقد مضى وقت طويل دون أن أشعر بقيمة الدفء، فلم يكن جسدي من يقاسي البرد هذه المرّة بل روحي. نهضتُ، وأخذتُ أتلفّتُ من حولي، بحثاً عمّن يستطيع انتشالي من دوّامة الغموض، التي علقتُ بها منذ بدأ سقوطي في هذا العدم.

    تابعت السير على الشاطئ؛ إلى أن لمحت امرأة تقف على صخرة مرتفعة، واضعة يدها فوق حاجبيها؛ لتقلّل من تدفّق الضوء إلى عينيها، بينما هي تراقب البحر، وكأنّها تنتظر عودة غريقٍ ما، أو تودّع الأحبّة الراحلين على باخرة متجهة نحو المجهول.

    دنوت منها شيئاً فشيئاً، وحينما أصبحت على مقربةٍ من الصخرة، التي تحمل جسدها الصغير، تبدّدت من رأسي كلّ الأفكار، والأسباب التي حرضتني على السير باتجاهها، فوقفت أتأمّل على مهل هاتين العينين المسالمتين، وهذا الوجه النحيل، وتلك الشّامة على خدّها. لم أصدق عينيّ!! إنّها أمّي!! التي لم يتسنَ لي لقاؤها من قبل، والتي احتفظت بصورتها لأكثر من ثلاثين عاماً؛ فمنحتني السكينة في أردأ ليالي العمر، وأشدّها وحشة. خرج صوتي على الرغم مني، فصرخت: « مارغوت!... مارغوت!». لم أقوَ على مناداتها بأميّ؛ فلم يعتد لساني على لفظ هذه الحروف مجتمعة بهذا الترتيب، بل كنت أتحاشى استخدام هذه الكلمة طوال فترة طفولتي؛ إلى أن أصبحت عقدة لازمتني؛ حتى الكبر.

    التفتتْ إليّ، واستغرقت لحظات وهي تتأمّلني، ظننت حينها أنّني الغارق، الذي تنتظر قدومه إلى عالم الأموات، لكنّ شفتيها لم تتحركا، ولم تركض نحوي؛ لتمنحني أول عناق كما اعتقدت، بل شاحت بوجهها عني، وعاودت النظر إلى البحر دون أن تكترث لأمري. سرت نحوها وأنا أصرخ: «مارغوت! هذا أنا داريوس... ابنك!». لم تثر كلماتي أيّاً من عواطفها، ولم توجّه نظرها إليّ مجدداً، واكتفت بتحريك أصابعها؛ لتأمرني بالابتعاد، والرحيل. تجاهلت ما أومأت لي به، وشرعت أعدو نحوها بأقصى سرعة، لكن مع كلّ خطوة، كانت ملامحها تغيب، والمسافة تزداد فيما بيننا، وكأنّني أركض بشكل عكسي. سقطت على ركبتي منهكاً، بينما بقيت عيناي تتعقبان وشاحها القرمزي، وتلتقطان خيوطه المنسدلة؛ كي لا أفقدها مجدداً، لكنّ أمّي اختفت بين تضاريس هذه الوهم، الذي نُفيت إليه، دون أن أدري كم من الوقت استغرق غيابها، فعلى الأرجح أنّ سهم الزمن لا يعبر من هنا.

    سرعان ما عاد الظلام ليهيمن على المكان، فاحتشدت سحبه؛ لتحجب السماء عنّي، واختفى البحر، وخلفه المدى، وذابت الرمال التي انغمست أقدامي فيها؛ فعدت مجدداً إلى الفراغ الذي أرهقني السقوط فيه، لكني هذه المرّة لم أغرق بل كان جسدي يطوف عبره؛ فأدركت أنّني لا أحتاج لبوصلة في رحلتي الأبدية هذه؛ فالعدم يحملني على كفّه دون وجهة، أو اتجاه. أصبحت على يقين تامّ من أمري، إنّني هالك، وميت، لكن خذلني حقاً عالم الأموات هذا؛ فأسوأ أفكاري عنه، كانت أفضل من حقيقته المُملّة بمرّات.

    بدأت الصور بالعودة إلى ذهني، و مع كلّ منها، كنت أشفق على نفسي أكثر. يا لتعاستي!! لقد أمضيت حياتي وأنا أتخيّل أمّي، كلّما آلمتني الوحدة، أو مزقني إحساسي بالضعف. علّقت صورتها بجانب سريري العلوي، حينما كنت في دار الأيتام، فكان وجهها آخر شيء تراه عيناي، قبل أن أغلقهما؛ لأحلم، و أوّل ما يحمله الصباح لي. أتلفتُ عدداً لا يُحصى من خلايا دماغي، وأنا أستحضر روحها الغائبة؛ لأوهم نفسي أنّها تعانقني، وتشّدني بين ذراعيها، كحلم ضائع. وكلّما أقبلت الأعياد، كنت أنتظر لحظة موتي، وربما أتمناها أن تكون قريبة وشيكة؛ لكي أحظى بعناقها، ولو لمرّة واحدة، وها أنا الآن ميّت، لكنّ شيئاً ممّا تمنيّته لم يحدث.

    خلال الأعوام التي أمضيتها في دار الأيتام، أقمت وصديقي الوحيد لينون، في غرفة واحدة، وفي كلّ عيّد يُقبل، كنّا نتظاهر بالتعب، أو ندّعي المرض؛ لكي نتحاشى ذلك الاحتفال الكئيب، حيث تأتي المشرفة على الميتم ببعض الحلوى، ويجتمع الأطفال الأيتام في إحدى الغرف؛ ليحتفلوا بالتهام الأطعمة، وبالإسراف في الحلم، بينما كنت اصطحب لينون خلسةً، إلى الشرفة المطلّة على المدينة الصاخبة، نراقب احتفالاتها، ننصت لضجيجها، ونشاهد سماءها الملبّدة بالألعاب الناريّة، دون أن يتفوّه أحدُنا بكلمة، إلى أن ينال منّا النعاس، فنرضخ لحاجة جسدينا الصغيرين إلى النوم.

    مرّ أحد عشر عاماً على تلك الأيام، والآن أصبح لينون صحافياً هاماً، تُنشر مقالاته في واحدة من أكبر الصّحف. كما حظي بعائلة رائعة، كالتي تمنّاها دوماً؛ فقد ظفر بحبّ امرأة هادئة، وذكية، ورُزق بابن بدأ عامه الدراسي الأول. يرُيحني حقاً أنّني لم أجده في هذا السراب المظلم، فهذا يؤكّد لي – على الأقلّ- أنّه ما زال حيّاً، فلو اخترقت إحدى تلك الرصاصات جسده، وقُتل بسببي؛ ما كنت لأغفر ذلك لنفسي.

    كنت على علم بوجود أعداء كثر يتربصون بي، ولن يفوّت أحدهم فرصة التخلّص منّي، والإجهاز عليّ أثناء تسكّعي في شوارع المدينة نهارا. ولطالما عرفت أن نهايتي لن تكون إلّا على هذا النحو؛ لأنّني لم أكن صائباً في رصد خياراتي وانتقائها؛ فتسبّبت لنفسي بخسارات لا طاقة لي على احتمالها، فما يزال رحيل إيزابيل يؤلمني. أذكر ذلك اليوم جيداً، حينما جاءتني صباحاً، والدموع تنهمر من مقلتيها، فبدأت تلومني، وتصرخ في وجهي؛ لأنّني أخفيت عنها حقيقة عملي. ما الذي كان بوسعي أن أقوله لها؟ وكيف تراني أخبرها بأنّني رجل خارج عن القانون؟ بكلّ تأكيد، ما كانت لتبقى معي لحظة واحدة، لكنّ ما لم تعلمه أبداً، أنّني توقفت عن هذا العمل، حينما أحببتها، فأنا لم أدافع عن نفسي ذلك الصباح، ولم أخبرها أنّني وجدت وظيفة بسيطة، وتخليت عن تلك الأعمال غير القانونية؛ لأنّ الأمر كان بغاية الوضوح، لقد قررت هجري، وفعلتها. ربما اعتبرت أنّ خسارتي لها أقلّ صعوبة، من أن تستخفّ بما فعلته من أجلها، إذا ما أطلعتها عليه، فنحن الأيتام نكبر،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1