Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الحياة المديدة لسمعان جاد الرب
الحياة المديدة لسمعان جاد الرب
الحياة المديدة لسمعان جاد الرب
Ebook176 pages1 hour

الحياة المديدة لسمعان جاد الرب

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتميز أسلوب مصطفى عوض في كتابة القصص بالوصف المفصل والغني بالتفاصيل، مما يساعد على خلق صور حية في أذهان القراء. يتقن عوض تجسيد الشخصيات وجعلها حقيقية وملموسة، مما يجذب القارئ ويجعله يشعر بالتعاطف والتواصل معها.

بالإضافة إلى ذلك، يتميز الكاتب بقدرته على استخدام اللغة بشكل فني وإبداعي. يعبر عن الأفكار والمشاعر بأسلوب جميل وعميق، مما يضفي على القصص طابعًا فنيًا راقيًا.

من خلال تنوع الموضوعات وعمق المعاني، تعد مجموعة "الحياة المديدة لسمعان جاد الرب" تحفة أدبية تستحق القراءة الجادة. تعكس هذه القصص مختلف جوانب الحياة والإنسانية، وتترك للقارئ الكثير من الأفكار والتأملات.

Languageالعربية
Release dateNov 28, 2023
ISBN9798224889655
الحياة المديدة لسمعان جاد الرب
Author

مصطفى عوض

Name: Mustafa Awad Nationality: Egyptian, residing in Tunisia Mustafa Awad is a highly talented and acclaimed writer known for his creative works in different genres. He has made a significant contribution to the literary world with his thought-provoking stories and captivating narratives. Born in Egypt and currently residing in Tunisia, Awad has successfully captured the hearts of readers across different countries and cultures. Some of his notable works include "Portrait" (a collection of short stories) published by Tanweer Publishing and Distribution, Egypt, and "The Long Life of Simon Jad El Rab" (a collection of short stories) published by Ajnaha Publishing and Distribution, Algeria. His novel "Alif Lam Ra" was published by Zaynab Publishing and Distribution, Tunisia, and gained wide acclaim for its engaging storytelling and unique perspective. In addition to his published works, Mustafa Awad has upcoming projects in the pipeline. His novel "The Elephant Cemetery" and his collection of short stories "I Will Surprise You with My Departure Tonight" are currently in the printing process. He is also working on a collection of very short Arabic stories titled "I am the Highest". With his exceptional storytelling abilities and diverse range of works, Mustafa Awad continues to leave a lasting impact on the literary scene. His writings explore various themes and offer insights into the human condition, captivating readers with his imaginative narratives and unique literary style.

Read more from مصطفى عوض

Related to الحياة المديدة لسمعان جاد الرب

Related ebooks

Reviews for الحياة المديدة لسمعان جاد الرب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الحياة المديدة لسمعان جاد الرب - مصطفى عوض

    الحياة المديدة

    لسمعان جاد الرب

    مجموعة قصصية

    مصطفى عوض

    2024

    ––––––––

    This is a work of fiction. Similarities to real people, places, or events are entirely coincidental.

    الحياة المديدة لسمعان جاد الرب

    First edition. November 28, 2023.

    Copyright © 2023 مصطفى عوض.

    Written by مصطفى عوض.

    توتة توتة

    في الفصل تجلس (مروى) ترسم في كراستها شمسا ًوأشجاراً وبحراً، بمرفقه الصغير يلكزها ها حمزة، ترمقه غاضبةً فيهمس:

    -  سيدي!

    تتلفت، يقترب الأستاذ بخطىً وئيدة..

    - مروى!

    تغلق كراستها مضطربةً وتقوم:

    - من خلق الإنسان؟

    تصمت متظاهرةً بالتفكير، يجذبها حمزة من تنورتها القصيرة، يضع يده قريباً من شفتيه، يهمس:

    - قولي له الله.

    تردد مروى:

    - الله.

    - ومن خلق الكون؟

    حائرةً مروى تنظر للمعلم

    - الله.

    يهمس حمزة

    تتنهد مروى

    - الله.

    - أحسنت.

    يقول الأستاذ، يشير بعصاه فتجلس، تهمس باسمةً:

    انقذتني يا حمزة من عصا المعلم.

    يضحك حمزة، تلمع أسنانه البيضاء كغيمةٍ يسكنها شعاع شمس:

    - بل أنقذك الله.

    تكتم ضحكتها، تمد يدها بقطعة حلوى من تحت الطاولة، يأخذها حمزة ممتناً، آخر اليوم يخرجان، كعادتهما يقطعان المسافة إلى بيتيهما سوياً، مد حمزة يده في جيبه، أخرجها باسطاً راحته أمام وجهها، حباتٌ صغير صفراء، وحمراء، وسوداء

    - ما هذا يا حمزة؟

    منبهرةً تهتف مروى

    - توت

    - وما التوت؟

    يقرب حمزة راحته من أنف مروى، تبهجه تلك اللمعة في عينيها.

    - وشهيٌ جداً.

    يقول بينما يضع في فمها حبة، تمضغها على مهل، تغلق عينيها تهز رأسها كمن يطرب لسماع نغمٍ أصيل..

    - ممممم لذيذ

    تتقافز السعادة في وجه حمزة يهتف بحماس:

    - هي لك، خذيها كلها.

    - وأنت؟

    بحبورٍ يجيب:

    - سأذهب لإحضار المزيد.

    - من أين؟

    - من الغابة.

    - الغابة؟!

    مندهشةً تهمس مروى، في نبرة صوتها خوفٌ مشوبٌ بالفضول

    - من شجرة توتٍ في مكانٍ سري، سأذهب الآن.

    يستدير مبتعداً، يتوقف فجأة، يلتفت لمروى:

    - تأتين معي؟

    - للغابة؟!

    مبتسماً:

    - للغابة.

    تتردد مروى، تتلعثم:

    - نعم..لا..نع..لا لا أمي...بابا، تعرف.

    - لابأس.

    يقول حمزة بينما يركل حصاةً صغيرة:

    - لا أحد يسأل عن حمزة.

    متصنعاً الضحك:

    - حمزة حر هههه غداً أحضر لك التوت، الكثير من التوت، سنأكل حتى ننتفخ هههه.

    يجري نحو الغابة، يخاطب نفسه :

    - حمزة حر.

    تسيل دمعة:

    - وحزين..

    في اليوم الثاني، لم يحضر حمزة.

    مر يومٌ آخر وحمزة لم يجيء.

    في اليوم الثالث-  وكان المعلم حزيناً-  سألت مروى:

    - حمزة لم يحضر يا سيدي!

    - لن يحضر حمزة بعد الآن.

    بصوتٍ خفيضٍ أجاب المعلم

    وطعم الدمع المالح في شفتيها تسأل:

    - لماذا؟

    - حمزة مات.

    - ما معنى مات؟

    - يعني ذهب إلى الله.

    لكن حمزة قال أنه ذاهبٌ ليحضر التوت، حمزة لا يكذب، طعم التوت حلو، مذاقه عذب، أفضل من طعم الدمع المالح، مساءً سألت أمها:

    - لماذا يذهب الناس إلى الله؟

    - كلنا سنذهب إلى الله.

    تقول الأم باسمة

    - هل يعود من يذهب إلى هناك؟

    - لا يا ابنتي.

    - لماذا؟

    - لأنه يحبنا، حين نذهب إليه يستبقينا، ولا يتركنا.

    - أمي، أين يسكن الله؟

    - في السماء.

    تجيب الأم بينما تمسح على شعرها في حنو.

    - خطأ.

    تصيح مروى.

    ترفع الأم حاجبيها، يطل الأب من وراء الجريدة.

    - الله يسكن في الغابة.

    - في الغابة؟!!

    تندهش الأم، يضحك الأب عائداً للجريدة

    - من قال لك هذا؟

    تضرب مروى الأرض بقدمها الصغيرة، تضع يديها حول خصرها:

    - ذهب حمزة ليحضر التوت، ولم يعد، قال المعلم أن الله استبقاه، حمزة لا يكذب.

    في ذهنها يقفز سؤال: ترى كان يذهب لو يعرف أن الله يسكن شجرة التوت؟

    يومين وغابت (مروى) ظلت طاولتها وحمزة شاغرةً كئيبة، يومٌ آخر والطاولة كشجرةٍ فاجأها الخريف، في اليوم الثالث دنس جمعٌ هائلٌ حرم الغابة، كسروا صمتها الخاشع الشفيف:

    - مرواااااا!!!

    صاح صوتٌ شاحبٌ ملتاع:

    - حمزاا!!!

    من أمام شجرة التوت الكبيرة مروا، دهسوا ثماراً ترقد على العشب في سلام

    - مروااااااا.. مروااااا!!!

    - حمزاا!!!

    توقفوا عند شجرة توتٍ كبيرة.. تلفتوا يميناً، ويساراً، دهسوا ثماراً طريةً ترقد على العشب في سلام.. بحثوا في كل مكان...حل الظلام، و هدهم التعب، فتحلقوا حول الشجرة ينتحبون، كان ثمة غلالة من حزنٍ تنسدل على المكان، و تعتصر القلوب، بينما حمزة ومروى يتوسدان سحابةٍ فوق الشجرة، كفاهما الصغيران على شفتيهما، يكتمان ضحكاتٍ تكاد تفلت من فمهما المحشو بالتوت، توتٌ أصفر، وأحمر...وأسود.

    شرفة

    ذاك البغل ذو الوجه المنتفخ، والكرش المندلق أمامه كجثة، ما زال متسمراً في شرفته بالبناية المقابلة، بلباسه الكتاني الأبيض ذي الحبلين المتدليين كمشنقتين، وصدره المشعر كغوريلا، أمرت زوجتي ألا تفتح الشباك المطل على الشارع الرئيسي، أو تفتح باب الشرفة.

    - لماذا؟

    تسأل مستغربة

    - هكذا!

    تمسح باطن كفيها في قميصها، وبظهر الكف الأيمن تمسح عرقاً وهمياً عن الجبين، تشير لل(بانيو) الممتلئ عن آخره بالملابس المبتلة:

    - وماذا عن هذه؟

    - انشريها في شرفة غرفة النوم.

    - الشمس لا تقربها، ستستغرق ملابسك وقتاً طويلاً حتى تجف.

    - لا بأس، يمكنني الانتظار.

    بغيظٍ، تحمل ال (بانيو) الثقيل، ترمقني بنظرةٍ لم أدر لم بدت لي مشفقة! زوجتي لم تعتد بعد على المسكن الجديد.

    ضيقٌ هو بعض الشيء-

    تقول و ابتسامة بلا معنى تكسو وجهها الأشقر الجميل

    مطبخنا في المسكن القديم أوسع، والصالة أيضاً، هنا لا تدخل الشمس إلا عبر الشباك المطل على الشارع الرئيسي، وشرفة الصالة

    تضرب على فخذي ضاحكةً

    كانت الشمس تسكن منزلنا، تذكر شجرة الكرز في الحديقة بجانب السور؟ وتلك الزيتونة المطلة على غرفة النوم؟

    بأناملها الرقيقة تمسح دمعةً علقت بأهدابها الطويلة

    أوصيت الملاك الجدد بحوض الزهور، رجوتهم أن يتركوه كما هو، لا أدري ما مصيره الآن، رأيت ابنتهم، تلك الطويلة السمراء، تقطف زهرة الجوري، بينما أجمع ما تبقى من أواني المطبخ، أتاني صراخها عبر الشباك؛ فانتفضت، لكنني لم أستطع أن أفعل شيئاً سوى البكاء بحرقة

    ألوك سيجارتي بينما أتابعها منثنية الجذع، تحمل الغسيل المبتل إلى غرفة النوم، صارت عجيزتها أكثر استدارةً عن ذي قبل، وأكبر قليلاً، لا أعلم تحديداً متى حدث هذا، لكنني لم أنتبه، منذ انتقلنا إلى تلك البناية الهادئة في أطراف المدينة، وأنا لا أهتم كثيراً بتلك التفاصيل

    - ما بك؟

    كنت ألهث، والعرق ينفجر من كل مليمتر في جسدي، لكأنما مسامي عيون ماءٍ لا تنضب، استوي جالساً، أمد يدي إلى المنضدة ألتقط علبة السجائر، أرمي واحدةً بين شفتي، أجاهد لأشعلها، ولا أفلح، أرتعش وكأني أقف في مركز زلزالٍ بقوة مائة ريختر، تقوم، تشعل الضوء، في عريها بدت شاهقةً كإلهةٍ أسطورية، تجلس على طرف السرير، تأخذ رأسي بين نهديها، نهدان منتصبان، شامخان كساري علم،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1