Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

رحلة كفيف إلى أمريكا
رحلة كفيف إلى أمريكا
رحلة كفيف إلى أمريكا
Ebook265 pages2 hours

رحلة كفيف إلى أمريكا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتحدث هذا الكتاب عن واقع الكفيف العربي في مرحلة ابتعاثه لدراسة اللغة الإنجليزية في الولايات المتحدة الأمريكية ويتطرق الكتاب إلى المواقف التي تواجه الكفيف في مرحلة ابتعاثه سواء كانت ايجابية أم سلبية، و التي تواجهه في أمريكا وأيضا سيتطرق هذا الكتاب إلى نظرة تحليلية اجتماعية عن واقع الكفيف في حياته اليومية والمواقف التي يمر بها في هذه الحياة وأيضا سيتطرق هذا الكتاب إلى تجسيد واقع حياته في بلد الابتعاث وسوف تكون الكتابة عن طريق رواية لشخصية كفيف سعودي منح بعثة لدراسة اللغة الانجليزية في ولاية كاليفورنيا ويروي لنا الكاتب تجربة ابتعاثه كيف حصل على منحة الابتعاث مرورا إلى اصطحاب عائلته إلى الولايات المتحدة ومن ثم بدء الدراسة في الجامعة إلى حين عودته بعد انتهائه من الدراسة وفي الختام يضع الراوي تساؤلات  عن الفروق التي وجدها في أمريكا وفي عودته إلى بلده.

Languageالعربية
PublisherGreen Wave
Release dateJun 14, 2022
ISBN9798201043179
رحلة كفيف إلى أمريكا

Read more from Green Wave

Related to رحلة كفيف إلى أمريكا

Related ebooks

Reviews for رحلة كفيف إلى أمريكا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    رحلة كفيف إلى أمريكا - Green Wave

    1

    الفصل الأول

    البداية

    اسمي عبدالله وعمري ستة وثلاثون عاماً أعمل موظفاً حكومياً في إحدى الوزارات الخدمية موظف كول سنتر أُجيب على أسئلة المراجعين ومحاولة مساعدتهم وتوجيههم وخدمتهم، أنا كفيف جزئي وهي التي يعاني صاحبها من ضعف البصر الشديد  الذي يرى أشكال الأجسام ولا يستطيع تمييزها والتي تختلف عن الكفيف الكلي  الذي لا يرى إلا سوادا أمام عينيه ، فهذه حالتي كنت كفيف جزئيا لا استطيع قيادة السيارة وحينما أشاهد أشخاص يقودون السيارة أتألم في داخلي لماذا لا أقود السيارة و أعانى حينما أقرأ الكتب أو المجلات ولا استطيع تمييز الحروف فأستعين بأجهزة تعويضية في قراءة الكتب وممارسة حياتي اليومية الطبيعية كنت أستخدم البرامج الناطقة في الكمبيوتر لقراءة ما يحدث في شاشة الكمبيوتر فكانت هذه الأجهزة معينة لي  وهي بمثابة العين التي أعتمد عليها فلا استطيع ممارسة حياتي إلا عن طريقها جعلتني شخصاً مستقلا واستفدت منها الاستفادة الكاملة في إكمال دراستي العامة ودراستي العليا وأنا من هذا المنطلق حاصل على شهادة الماجستير في علم الاجتماع وأدرس حاليا الدكتوراه في نفس التخصص وأدرس بالتحديد في موضوع يتعلق بهذه الأجهزة التي تُعين المكفوفين على تمكينهم الاجتماعي وهذا هو موضوع دراستي لنيل الدكتوراه هو دور التقنيات التعويضية في التمكين الاجتماعي للمعاقين بصريا كنت أعمل مبادرات ومساهمات للمجتمع في خدمة المكفوفين والتي وجدت من خلالها فائدة  عظيمة لهذه الأجهزة التي استفدت منها الفائدة الكلية فأصبحت احاول أن أُساعد أخواني المكفوفين وضعاف البصر لتحقيق تطلعاتهم  وتمكينهم اجتماعيا، فعملت عدة مبادرات لمساعدة المكفوفين لتمكينهم تعليميا واجتماعيا, ولله الحمد كان لهذه المبادرات الأثر الكبير في المجتمع، وكُرمت بسبب بذلي لهذه المبادرات من قبل مؤسسة تعني بتمكين ذوي الإعاقة اجتماعياً واقتصادياً وقامت هذه المؤسسة بعمل جائزة لتحفيز أصحاب المبادرات المميزة التي تُقدم من قبل الأفراد وجائزة أخرى للمؤسسات والمنظمات المتميزة في خدمة المعاقين لتمكينهم اجتماعياً واقتصادياً وبعد إجراءات الترشيح للجائزة واجراء المقابلات وفحص المبادرات التي عملتها تم ترشيحي وحصولي على جائزة الأميرة صيته بنت عبدالعزيز في التمكين الاجتماعي والاقتصادي للمعاقين بصريا وهذه الجائزة من أكبر الجوائز الاجتماعية التي تُقدم في المملكة العربية السعودية وكانت لحظة التكريم برعاية خادم الحرمين الشريفين  وكان لها الأثر الكبير بأن أخذت على عاتقي بأن أبذل قصاري جهدي في رفع الروح المعنوية للمعاقين ومساعدتهم في تخطي هذه الإعاقة مع العلم انها ليست إعاقة لهم ولكنها مجرد تحدي يستطيعون تخطيه بكل سهولة حينما يقتنعون بأنها اعاقة لحد البصر فقط, ولكنها ليست إعاقة لمدى التفكير والإبداع للوصول وتحقيق غاياتهم وأهدافهم، بعد حصولي على هذه الجائزة طلب مني مدير القطاع الذي أعمل فيه مقابلتي وتشجيعي وتكريمي لحصولي على هذه الجائزة ومساهمة منه في تمكين ذوي الاعاقة لخدمة المعاقين وإبراز جهودهم فذهبت إلى مكتبه واستقبلنا حسن استقبال ,وكان لكلماته التشجيعية الأثر الكبير في نفسي حينما يتحدث إلى مديري الإدارات أنظروا لمبادرات هذا الشخص ويجب عليكم أن تحذوا حذوه فكان لها الأثر الكبير في نفسي وفي مكتبه قال لي لابد من تكريمك ولابد من تقديم جائزة لك فأنت من الموظفين المتميزين وتستحق التشجيع وذكر بأن لدينا دورات في تطوير الموظفين فسألني بأي دورة تريد أن تشترك، وفي هذه اللحظة ارتسم امامي الحلم  الذي طال انتظاره بالسفر خارج المملكة لدراسة اللغة الإنجليزية فلم اتردد بالموافقة على العرض المقدم لي , وعلى الفور ذكرت له بأنني اريد أن أُبتعث خارج المملكة لدراسة اللغة الانجليزية وعلى الفور وجه المدير المسؤول عن التدريب والتطوير بابتعاث الموظف لمدة سنة كامله لدراسة اللغة الانجليزية في الولايات المتحدة فكنت في تلك اللحظات لا أعلم ولم اشعر بنفسي ولم أُصدق بأني كنت قريباً من تحقيق الحلم الذي طال انتظاره ولم يفارق مخيلتي ولو للحظة واحدة.

    وكنت أسمع عن جل الخدمات التي تُقدم للمكفوفين في هذه الدولة وكنت أحلم بأن أرى هذه الخدمات والاستقلالية التي كان المكفوفين يمتازوا بها، و كانت ليّ الرغبة الكاملة أن أتلمس هذه الخدمات وأن أحصل عليها، ومن شدة الغبطة والفرح التي بداخلي تمنيت لو أن السفر في اليوم التالي ولكن كانت هنالك إجراءات  تأخذ وقتاً طويلاً، فأصبحت كل يوم انتظر اللحظة التي استطيع بها الذهاب  إلى أمريكا، وفي يوم اتصل بي مدير التطوير والتدريب فسألني أي نوع من الدراسة أرغب بدراستها، إذ يوجد في أمريكا نوعين من الدراسة: دراسة تجارية في معاهد تجارية تركز على المحادثات والتواصل الاجتماعي وكانت هذه المعاهد مستواها ليست بالقوية ولا تلبي الطموح الذي بداخلي، والنوع الآخر معاهد أكاديمية، وتستطيع من خلالها أن  تدرس اللغة في الجامعات، وليس في المعاهد التجارية، وهذه المعاهد تهيئ الطالب لأن يكون مستعدا للدخول إلى الجامعة وتكون الدراسة فيها دراسة قوية، دراسة اكاديمية، لا تعتمد على التواصل بين الاشخاص وتعلم المحادثات اليومية بل إلى كتابة المقالات، والدراسة الأكاديمية التي تسمح لك الدخول إلى صفوف الجامعة، وعلى الفور، وبدون تردد أجبته أُريد الدراسة الجامعية، وقال لي موضحاً أن الدراسة في تلك الجامعات ستكون صعبة وقوية ربما لا تقدر عليها وانا أفضل بأن تذهب إلى المعاهد التجارية فدراستها سهلة، وبما أنك شخصاً كفيفاً تُناسبك وبدون تردد وقلق  أجبته أُريد الدراسة الأكاديمية، فأنا أهلاً لها واستطيع ان اكملها وسترى ما أنا فاعل  بها  فحاول مرة أخرى لكي يغير رأيي ويشعرني بالقلق قال لي بأن كل المبتعثين ذهبوا إلى المعاهد التجارية إلا شخصيّن ذهبوا إلى الجامعات من باب بأن الدراسة في الجامعة صعبة، وبدون تردد قلت له : بأني أريد أن أدرس في المعاهد الجامعية فخيرني بين عدد من الجامعات، منها جامعة سان دييغو في ولاية كاليفورنيا، وجامعة في ولاية نيويورك وجامعة في مدينة بوستن، فذكرت له بأن يعطيني وقتا حتى اختار جامعة من الثلاث جامعات، وعلى الفور بحثت عن تلك الجامعات وطبيعة المدن التي توجد بها،  فكنت حريصا على اختيار المدينة المناسبة ومركزاً على الخدمات التي تقدم في هذه المدينة من مواصلات عامة تساعدني لأنني أحتاج تلك الخدمة، فأنا كشخص كفيف لا استطيع قيادة السيارة فأحتاج أن استخدم المواصلات العامة، وتكون بتلك المدينة المراكز التي تقدم الخدمات المتطورة للمكفوفين، وكنت لا أعلم أن أمريكا تقدم الخدمات للمكفوفين في جميع المدن وجميع القرى، فكان تفكيري بأن الخدمات سوف تكون موجودة في المدن الكبيرة كما في بلدي، حتى أن الخدمات في بلدي ليست الخدمات التي يطمح بها الكفيف.

    وبعد السؤال وأخذ رأي أصدقاء لي قد ذهبوا لأمريكا من قبل فشاروا علىّ بأجمل ولاية، حيث تمتاز بأن مناخها قريب من مناخ بلدي  وبالتحديد مدينة سان دييغو والتي توجد بها هذه الجامعة، وهي من الجامعات الكبيرة في سان دييغو وهي (سان دييغو استيتان فريستي)، فجلست أبحث عن موقع الجامعة والخدمات القريبة منها من حيث السكن والمواصلات فكان جل همي أن أجد المكان المناسب للسكن والمواصلات المريحة لي، فكنت في تلك الفترة أبحث وأتخيل نفسي متواجدا هناك، وباستخدامي للتقنية الناطقة التي ساعدتني بشكل كبير في عملية البحث كنت أبحث باللغة العربية وأحيانا أبحث باللغة الانجليزية، وأحاول أن أتمرس على اللغة الإنجليزية مع العلم أن لغتي ليست باللغة القوية لغة بسيطة جدا تعلمتها في دراستي في المرحلة الثانوية وفي الجامعة، ولكن لشغفي وحبي لهذه اللغة كنت أُشاهد الأفلام الامريكية واستمع  للبرامج الإذاعية باللغة الإنجليزية لتعلم اللغة، فجلست أبحث وأُترجم أيام وليالي وساعات طوال في البحث، ولم أكن أعلم بأن إجراءاتي لم تنتهي بعد فخفت أن يحدث أي شيء يعرقل  أوراقي وبأي سبب يلغى ذلك الابتعاث، لكنني أعيش الحلم لحظة بلحظة بأن أذهب إلي أمريكا وأُحقق هدفي المرسوم أمامي بفارغ الصبر.

    وبعد هذا البحث المطول والنتائج التي وصلت لها وجدت السكن المناسب لي في مدينة سان دييغو من خلال برنامج الخرائط قوقل ماب هذا البرنامج يوضح لك المسافات بين الأماكن، مثل المسافة بين السكن والجامعة والأسواق والجامعة، فكان التعامل مع البرنامج صعب جداً لي لأن برنامجي الناطق لا يقرأ إلا بعض المعلومات، ولكن الشخص المبصر يستطيع أن يرى الأماكن على الخريطة بكل سهولة ويحدد الاماكن التي يرغب فيها من سكن أو موقع مناسب له قريب من الجامعة، فكنت أعاني في هذه العملية وأخذ الوقت الطويل لأني كنت أقرأ فقط المسافة بالكيلومتر من السكن إلى الجامعة فأحاول أن أجد سكنا قريباً من الجامعة من خلال الكيلومترات فكانت عملية صعبة جداً، لكنها علمتني أشياء كثيرة وأماكن كثيرة، وجعلتني أعرف عن سان دييغو أكثر من المدينة التي أعيش فيها في المملكة العربية السعودية لدرجة أنى واجهت اشخاصاً في أمريكا انبهروا بأنني أعرف أماكن كثيرة في سان ديغو لا يعرفونها وهم مبصرين.

    ولدرجة شغفي في الذهاب للعلم والدراسة وتعلم اللغة الإنجليزية كنت كل يومأ قوم بالاتصال على إدارة التدريب والتطوير للسؤال عن قرار ابتعاثي، يجيبونني بأنهم ينتظرون القبول من الجامعة، فإدارتي سوف تأتي بالقبول فقط  فهي لن تقوم بالسؤال عن إمكانية  قبول طالب كفيف لديكم متاحة أم لا؟ فكان هذا الموضوع يؤرقني لدرجة كبيرة، فكنت أتشاور مع صديق لي اسمه صقر وكان له نصيب من اسمه، كنت اعتمد عليه في اموري كلها واثق برأيه، فقلت له بأنني في حيرة من أمري بشأن ابتعاثي إلي أمريكا ودراستي ما بين الجامعة والمعهد التجاري، هل الخدمات المقدمة من المعهد التجاري أفضل أم الخدمات المقدمة من الجامعات؟ فجلس يمازحني وقال ما رأيك بالذهاب لمدة اسبوع إلي أمريكا وترى بنفسك  المعاهد، وكان لديه شقيق يدرس في أمريكا فيستطيع زيارته للاطمئنان عليه فأجبته بأنني  ليس لدي مانع بأن أسافر معه، وأريد أن أرى بعيني المعهد الذي استطيع الدراسة به وأستفيد منه الفائدة الكلية التامة التي أرغب وأحلم بها.

    فقال لي :سوف أُخطط لتلك الرحلة لكي أرى المعاهد في أمريكا هل تقدم الخدمات للكفيف أم لا؟ وكانت هذه من الأمور التي توضح مدى شغفي وحبي للعلم فإن سألت أي كفيف سيكون لديه نفس الشعور والخوف والقلق لكي يعرف ما هو المجهول المقدم عليه، فالكفيف يريد أن يعرف ما يدور حوله ويكون مطمئنا للأماكن التي سوف يذهب إليها، فهذه تعتبر من سمات شخصيته، لكن لا أحد يفهم هذه النقطة، فكان صديقي صقر من الأشخاص النادرين الذين يفهمون ماذا يريد الكفيف، فكان يبادرني مازحا ولكنه يريد ان أذهب معه في تلك الرحلة .

    وبدأت بجمع الأوراق المطلوبة لاستخراج الفيزا للسفر وهي فيزا سياحية تمكنني من الدخول إلي أمريكا بصفتي سائحا، فذهبت إلى السفارة الامريكية لأجري المقابلة الشخصية، و أتممت جميع الإجراءات وكنت على أحر من الجمر للحصول على الفيزا الأمريكية لكي يتحقق حلمي بالذهاب إلي أمريكا، بعد انتظار عشرة ايام من تقديمي على إجراءات الفيزا حصلت على الفيزا الأمريكية وفي الحال  قمت بإجراء ترتيبات السفر أنا وصديقي صقر، طبعاً لا أحد يعلم عن هذه الرحلة لا إدارتي ولا عملي ولا حتى مدير التطوير والتدريب يعلم بأني ذاهب للاستطلاع عن المعاهد الأمريكية وما مدى توفر الخدمات الخاصة بالمكفوفين وتمكينهم في التعليم، وهذا جعلني مُصراً لأذهب لأمريكا لأني بالسابق حينما كنت أتحدث مع مسؤول  التدريب والتطوير في عملي وكان يقول لي لا أعلم عن المعاهد ومدى إمكانية توفر الخدمات للمكفوفين، فكان يقول مطمئنا لي في الغالب سوف تجد ما تريد ولكنني كنت حريصاً بأن أعلم بنفسي ما هي البيئة التعليمية المناسبة وأخوض التجربة لكي أستفيد وأتعلم وأعرف مدى إمكانيات المعاهد في تعليم المعاقين بصريا والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة.

    ذهبنا أنا وصديقي صقر وحجزنا الطائرة فكان يوما جميلاً بالنسبة لي، فعندما كنت أُسافر وحدي أجد مكاتب خاصة لذوي الاحتياجات الخاصة والتي تقوم بمساعدتي في انهاء اجراءات السفر، ولكن في هذه الرحلة لم أكن محتاج إلى تلك المكاتب لأن صديقي برفقتي ، وعندما ركبت الطائرة كان شعوراً جميلاً بأن أرى الولايات المتحدة، وبعد ستة عشرة ساعة من السفر المتواصل، وفي آخر ساعة كنت أحلق في سماء الولايات المتحدة الأمريكية، كنت أشعر بالأجواء الأمريكية وأنا في السماء وكان صديقي ينظر من نافذة الطائرة فيرى مدينة لوس انجلوس، ويصف لي المباني الشاهقة ويقول لي بأنها

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1