Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك
Ebook263 pages1 hour

تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

إن منطقة الراحة ليست في الحقيقة منطقة راحة حقيقية. إنما هي مساحة استسلام لكل ما هو مألوف ومعروف وسهل.. منطقة خالية من اكتساب الخبرات والتعلم والتطور والانتصار على المعوقات لبلوغ النجاح، وتحقيق أعلى إنجاز ممكن.
Languageالعربية
Release dateJan 3, 2024
ISBN9789778063615
تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك

Related to تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك

Related ebooks

Reviews for تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك - لبني الحو

    تبدأ الحياة

    خارج منطقة راحتك

    لبنى الحو: تبدأ الحياة خارج منطقة راحتك، كتاب

    الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٣

    رقم الإيداع: 29111 /2022 - الترقيم الدولي: 5 - 361 - 806 - 977 - 978

    جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب

    لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة

    وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    لبنى الحو

    تبدأ الحياة

    خارج منطقة راحتك

    إهداء

    إلى زوجي الحبيب الذي يدفعني دومًا خارج منطقة راحتي

    أحمدُ الله على نعمتك كل يوم

    زوجتك المحبة لك دومًا

    شكر خاص

    إن دراستي كمهندسة جعلتني أنظر للأمور دومًا على أنها مثل المعادلات، أريد دومًا قاعدة أو قانونًا أستطيع أن أطبّقه على المعادلة حتى تكون النتيجة قاطعة وسليمة؛ إلا أن النفس البشرية لا يمكن التعامل معها بنفس المنطق؛ فإنها شديدة التعقيد، المخ البشري ليس كالآلة التي يمكن أن أُبرمجها حتى تُنتج لي بدقة ما أريد، فقد تمتلك النظرياتِ النفسيةَ كلها، ولكن في النهاية تفاجئك النتيجة؛ لذلك أخطأ من اختزل السلوك البشري في صورة مواد كيميائية؛ لأن العقل البشري معقد إلى أقصى درجة؛ لذلك أود أن أتقدم بجزيل الشكر للدكتور عصام الخواجة استشاري الطب النفسي بولاية أوهايو الأمريكية والمدير الطبي للمركز النفسي والاجتماعي بمدينة دايتون وأستاذ الطب النفسي بجامعة رايت ستيت، والذي تَكرم بمراجعة الجانب العلمي والنفسي من الكتاب ولم يبخل عليّ بالمصادر والاستشارة.. له مني كل الشكر والتقدير.

    هل تخيلتَ نفسك يومًا واقفًا على المسرح تُلقي محاضرة على بضعة آلاف من المستمعين، يحدقون فيك ويُنصتون لكل ما تقول؟

    هل قابلتَ شخصًا ما وأبهرك ببعض العادات التي يواظب على أدائها؟

    هل رأيت ذلك الرجل الذي يستيقظ من نومه كل يوم وينزل للتريض لمدة ساعة يوميًّا ويؤدي الأمر بسهولة وبدون مقاومة داخلية؟

    هل انبهرتِ بتلك المرأة ذات البشرة الصافية والتي حين سألتِها عن سر إشراقتها قالت إنها تشرب ثلاثة لترات من الماء وتواظب على كريم العينين قبل النوم يوميًّا؟

    هل يفعل هؤلاء الأشخاص أعمالًا خارقة؟

    ولماذا يواظبون كل يوم على تلك العادات دون تراخٍ أو كسل؟ ماذا أفعلُ لأكون مثلهم وأواظب على عادات مفيدة ولا أتراخى عنها؟

    إنها أعمال جديدة عليّ لم أعتد فعلها، فهل يمكنني أن أقوم بكسر دائرة راحتي والإتيان ببعض تلك الأفعال المجنونة التي لم أتخيل نفسي يومًا أني أفعلها؟

    في الحقيقة يعتقد البعض أن قوة الإرادة هي هبة من المولى عز وجل، وأن ذلك الذي يُقدِم على تحقيق أهدافه أو الالتزام بعادات يومية ثابتة هو إنسان موهوب، وتلك هي سمة شخصيته؛ ولكن في الواقع لم يفعل هذا المرءُ غير أنه عَمِل على تقوية عضلة إرادته؛ فالإرادة الحرة للإنسان مثل عضلات الجسد، تحتاج إلى التدريب والتمرين لتقويتها، ومع مرور الوقت والمواظبة على التمارين تقوى تلك العضلة، ولا يجد صاحبها المقاومة التي كان يلاقيها من قبل إذا همّ بفعل نفس الشيء.

    لا شك أن الكثير من سمات الشخصية يتحكم بها عدة عوامل، بعضها عوامل جينية ووراثية، وبعضها عوامل بيئية، والباقي عوامل سمات شخصية؛ ولكن قطعًا يستطيع الإنسان أن يقوي إرادته فيصبح أكثر إنتاجية، فيستطيع تطوير حياته إلى نسخة أفضل مما كانت. تراه بعد أن كان كسولًا أصبح أكثر نشاطًا، لم يحدث هذا التطور بين ليلة وضحاها، ربما استغرق الأمر أعوامًا طويلة لكي يتغير وتتغير عقليته ويصبح عنده الإدراك الكافي لكي يطور نفسه وحياته.

    الكثير من الأشخاص يعيشون ويموتون وهم لا يطمحون إلى التغيير، هم قابعون بداخل قوقعتهم لا يريدون تغيير أي من أنماط حياتهم، يرتادون نفس الأماكن، يتعاملون مع نفس الأشخاص، حتى الطعام، يذهبون إلى نفس المطاعم ويطلبون نفس الأطباق التي سَبَق أن طلبوها مئات المرات من قبل، يفكرون: ماذا لو غيرتُ طبقي المفضل لأجرب جديدًا فأجده أسوأ؟ ماذا لو تعرفتُ على أشخاص مختلفين فتَبَيّن لي سوؤهم؟ أليس المثل المصري القائل «اللي تعرفه أحسن من اللي متعرفهوش» هو ذاك المثل الذي يجري على ألسنة الكثير ممن حولنا؟ تراه إن أخذ يومًا القرار وطلب طبقًا غير الذي قام بطلبه ولم يرُق له، يلوم نفسه بأنه حاول التغيير؛ فيزداد تمسكًا بدائرة راحته، بعد أن تَبين له أن لا أمان إلا بها فقد برهن له هذا الطبق الذي قام باختياره؛ أن خروجه لم يكن موفقًا، وأن قراره بالتغيير كان أهوجَ وغير موفق؛ فتتثاقل نفسه أكثر عن محاولة تغيير عادات التزم بها لسنوات طويلة.

    ولكن لننظر نظرة أعم.. بين المئات من الأشخاص الذين يجنحون للراحة، تجد القليل جدًّا ممن يهوى الخروج عن السرب، لا يرتاح له بال حتى يستكشف ما حوله من دوائر أخرى لا يعلم عنها شيئًا.

    يبدأ الأمر بالطفل الصغير الذي ما إن يحبو حتى يحاول الخروج من دائرة راحته ليستكشف المزيد من العالم الغامض حوله، تجده يقذف يديه الصغيرتين في أي حساء ليتذوقه، يلمس أي جماد أمامه ويضعه في فمه، يخرج مهرولًا ما إن ينفتح الباب.. ولكن ما إن يفعل ذلك حتى يجد كل من حوله من كبار يوبخونه على ذلك، ينهرونه ويطالبونه بالبقاء في دائرة راحته لأنها هي ذاتها دائرة راحتهم! فلا يريدون أن يتخطوها إلى المجهول.

    يبدو أن فطرة المرء هي استكشاف ما حوله والخروج عن المألوف؛ ولكن مع التقدم في العمر يصبح الارتباط بالأرض التي نعرفها هو الشائع والأكثر راحة.

    ولكن لماذا أفكر في الخروج من منطقة راحتي وهي الملاذ الآمن لي؟

    لماذا أرهق نفسي وطاقتي بالمجهول؟

    نحن نجلس أمام وسائل التواصل نتعرف على الكثيرين ممن حققوا نتائج مبهرة في عدة مجالات مختلفة، ونُشيد بهم وبأعمالهم وما حققوه، ونتمنى لو أمكننا تحقيق أمرٍ ما مثلهم، ونعتقد أن الأمر يسير؛ إذ أننا لا نرى إلا النتيجة النهائية، فلا نرى تلك السنوات الطويلة والجهد الذي بذله أصحاب الرحلة للوصول لتلك النتيجة البراقة.

    في الحقيقة رحلة الخروج من منطقة الراحة تكون ممتعة في بدايتها، شديدة الإثارة في نهايتها، وما بين البداية والنهاية هناك الكثير من المجهود والمتاعب والإحباطات مخلوطة ببعض الاستمتاع؛ لذلك لا يُقْدِم عليها إلّا قويّو الإرادة وذوو الهمم الذين يتصبّرون على طول الرحلة وتعبها؛ لأنهم يرون من بعيد النتائج الجلية وينتظرونها على جمر ساخن، تتقاذف مخيلتهم صور النجاح الذي ينتظرونه، فيصبح بمثابة دافع للاستمرار أمامهم.

    في واقع الأمر، الأشخاص المنتجون وذوو الهمم العالية كانوا الأقدر على الخروج من منطقة راحتهم، وفِعلِ أشياء خارج روتين يومهم المعتاد.. ليست أية أفكار مجنونة؛ وإنما هي أفعال إما تكون مرتبطة بشيء يحبون العمل به، شيء هم شغوفون به، أو بعض العادات التي قد لا يشعرون بارتياح كبير أثناء القيام بها ولكنهم يحبون النتائج المترتبة على المواظبة على تلك العادات لفترة طويلة.

    كيف يمكنني فعل ذلك؟ أحيانًا أشعر بالتيه وعدم معرفة نفسي وعدم معرفة ما أحب تحقيقه لنفسي؛ فأحبس نفسي داخل دائرة راحتي، أفعل الأشياء نفسها كل يوم، أحدّث نفسي عن عظمة الأدوار التقليدية الروتينية التي أقوم بفعلها لأقنع نفسي أن البقاء في دائرتي المنغلقة هو الأفضل لصحتي النفسية والجسدية.

    من السهل أن أصف لك الطريق إلى تقوية الإرادة والعزم بأن أعطيك بعض النصائح لإجبار نفسك على فعلٍ ما لفترة طويلة، مثل: (أغلق هاتفك خلال القيام بما تحب أن تفعل)، ألسنا جميعًا نشتكي من كثرة عكوفنا على وسائل التواصل وتضييع عدة ساعات دون جدوى؟

    ولكن هل ستنجح في الالتزام بمثل تلك النصائح؟ إغلاق الهاتف قطعًا سيساعدك على التركيز على تلك المهمة التي تُسوّف دومًا وتتراخى عن أدائها؛ ولكن ما الذي سيدفعني حقًّا للضغط على زر إغلاق الهاتف؟ فلربما أستيقظ من النوم أود تسلية نفسي ببعض الأمور التافهة! ما الدافع الذي سيدفعني لأخذ خطوة جادة في إغلاق الهاتف؟ ربما قوة الدافع؟ ربما قوة الإرادة؟

    لذلك نحن بحاجة أولًا إلى أن نفهم كيف يعمل مخ الإنسان، وماذا يدور في باطنه يُثنيني عن القيام ببعض الأعمال التي يتوجب عليّ القيام به؟

    يجب أن أفهم كيف يعمل عقلي أولًا.. إن فهمتُ ربما تتغير عقليتي ونظرتي للأمور من حولي، حينها فقط يكون قرار ضغطي على زر الإغلاق مَهمة سهلة!

    عندما تتغير تلك العقلية المستقرة على أفكار قديمة منذ عشرات السنوات، حينها يصبح التغيير سهلًا، تصبح مهمة الخروج من دائرة الراحة تلقائية. لن تخرج فجأة لعالم مبهم غير معلوم، ستتدرج عملية الخروج لدوائر أكثر اتساعًا من دائرتك، دائرة أكبر فأكبر فأكبر، عالم مختلف إلى عالم أقرب لك، إلى عالم قد يُخطؤك، إلى تعديل المسار لعالم أكثر اتفاقًا مع أهدافك..

    نعم لا تقلق سوف يتغير مسارك مع تطور تفكيرك، سوف تصبح بوصلتك أكثر ذكاءً، خلال الرحلة ستتعرف على أناس أكثر اتفاقًا معك، يشاطرونك نفس الشغف، رؤيتهم تُذكّرك بما تحب أن تكون فيما بعد عليه، يجددون الأمل بداخلك ويُهوّنون عليك طول الرحلة..

    وفجأة.. تجد نفسك وصلت إلى نتائج لم تكن تتصور أنك قد تصل إليها.. تجد النجاح الذي كنت ترجوه.. جميع من حولك يهنئون ويباركون.. تقفز فرحًا «لقد فعلتها! لقد فعلتها!»، تحتفل بنجاحك الذي حققته.. وبعد فترة تتفاجأ بنفسك مرة أخرى داخل منطقة راحتك!

    ثم تعاود المحاولة للخروج منها مرة أخرى، ربما يكون الطريق هذه المرة أكثر يُسرًا؛ إلا أنه ما زال بحاجة للمجهود والعمل، [لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ] (البلد:٤) فلا بد من العمل، لن تهبط عليك جوائز السماء دون عمل!

    دعونا نخوض رحلة جديدة خارج منطقة الراحة، نستكشف أشياء جديدة، نستكشف أنفسنا.. قد تعجبنا الرحلة والأشخاص الذين نقابلهم في الرحلة الجديدة، قد نعرف نقاط قوتنا ونرى ذواتنا الحقيقية دون أن تعكسها مرآة لأعين أناس حولنا، قد يكونون غير صادقين في محبتنا أو صادقين ولكنهم لا يرون أنفسنا على حقيقتها.

    تلك الرحلة هي رحلتك أنت، لا تنتظر من غيرك أن يدفعك لاستكشاف نفسك والعمل على تطوير حياتك، لا تنتظر ممن حولك أن يلقي لك بطوق النجاة لينتشلك من البحر الذي تغرق فيه، فقط اسبح ضد التيار بنفسك! الرحلة قد تكون صعبة في بدايتها، إلا أنك ستتفاجأ فيما بعد أن الأمر لم يكن سيئًا كما تخيلت، وأن الصعوبات التي دارت برأسك ما هي إلا أوهام كانت تُعرقلك لتنعم بالراحة في دائرة ضيقة مغلقة؛ في حين أن الكون حولك مليء بالدوائر الأكثر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1