Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مفاهيم: في الحياة.. ومن الحياة
مفاهيم: في الحياة.. ومن الحياة
مفاهيم: في الحياة.. ومن الحياة
Ebook181 pages1 hour

مفاهيم: في الحياة.. ومن الحياة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

سنعرف قيمة البَسمة ومعنى جبر الخاطر، سندرك الكنز المتجدد في أثر الامتنان، والسحر الخاص في القدرة على التغافل، سنفهم الدور الاستثنائي الذي يلعبه الأقربون في حياتنا، والأثر الذي يتركه التعثر فينا، وكيف أنه في الحقيقة يدفعنا نحو النجاح، مع قليلٍ من الصبر وكثيرٍ من الفهم.
Languageالعربية
Release dateApr 5, 2024
ISBN9789778063776
مفاهيم: في الحياة.. ومن الحياة

Related to مفاهيم

Related ebooks

Reviews for مفاهيم

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مفاهيم - محمد الجابري

    مفاهيم

    في الحياة، ومن الحياة

    محمد الجابري: مفاهيم، كتاب

    الطبعة العربية الأولى: سبتمبر ٢٠٢٣

    رقم الإيداع: ١٩٧٠٠/ ٢٠٢٣ - الترقيم الدولي: ٦ - ٣٧٧ - ٨٠٦ - ٩٧٧ - ٩٧٨

    جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ

    لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة

    بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.

    إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب

    لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة

    وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.

    © دار دَوِّنْ

    عضو اتحاد الناشرين المصريين.

    عضو اتحاد الناشرين العرب.

    القاهرة - مصر

    Mob +2 - 01020220053

    info@dardawen.com

    www.Dardawen.com

    محمد الجابري

    مفاهيم

    في الحياة، ومن الحياة

    قبل أن تقرأ

    في حياة كل منّا مفاهيم وثوابت ترتكز عليها أفكاره، وتسترشد بها توجهاته، ويتخذ منها بداياته للانطلاق نحو تحقيق خططه وأهدافه وغاياته عند خوضه للتجارب وسبره لأغوار الحياة في سعيه المقصود وطريقه المرسوم نحو بلوغ نجاحه المنشود بحول الله.

    تلك المفاهيم تكون مؤثرة في حياتنا بشكل أو بآخر، ومنها ما هو أساسي لاستمرار الحياة، ومنها ما يحتاج لإعادة صياغته عند التطبيق، وبعضها واضح وبعضها الآخر غامض، ومنها ما يحتاج للإيضاح، ومنها ما هو جلي مباشر لا يحتاج لأكثر من التذكير به.

    ما قصدناه في هذا الكتاب الذي نضعه بين أيديكم- أعزائي- هو وجه الله تعالى قبل اجتهادنا في التعريف والإيضاح والتذكير بما هو جيد وثابت من بعض تلك المفاهيم التي لها عظيم الأثر في حياتنا ووجداننا الإنساني، لعلنا ومن خلال كلماتنا المتواضعة البسيطة التي نسردها خلال هذه الصفحات نكونُ قد أسهمنا ولو بلبنة صغيرة في حفاظنا على بنيان الكيان الإنساني، أو قدمنا معلومة تفيد في تنمية بعض المهارات والقدرات التي نراها من الضرورة بمكان أن تختلط بالمكون الشخصي لحضراتكم بشكل خاص وللإنسانية بشكل عام حالما تمضون قدمًا وأنتم في طريقكم لبلوغ النجاح المنشود.. طابت أوقاتكم.

    القسم الأول

    كلمة السر: أن تبدأ بنفسك

    (١)

    جبر الخاطر

    بسمةٌ عابرة وأجرٌ عظيم

    إننا نغفل الكثير من المعاني في طريقنا نحو السعي وراء الأهداف اليومية، التي لا تنتهي أبدًا، وإنما تتزايد، وتتزايد معها الضغوطات وتثقل كاهلنا؛ فنعجز عن التمسك بجانب مهم مُلهم من مبادئنا ونتخلى عن جزء من نظرتنا الإيجابية في الحياة.. لكن بعض المفاهيم لا يمكن أن تسقط من سلة الرحلة؛ لأن بوجودها فقط يمكننا بلوغ خط النهاية شاعرين بلذة الوصول.. ومن ضمن هذه المعاني، المعنى الكامن في جبر خاطر الغير والتبسم في وجهٍ غريب عنك، لا تربطك به سوى رغبتك في احتضان المحبة واختيار السلام النفسي والثواب العائد عليك من فعل كل ذلك..

    وإني لأنظر إليك، ولضعفك، وقلة حيلتك

    ليس هناك ما هو أقسى حالًا وأصعب موقفًا وأضيق نزلًا من قلبٍ منكسر أو يد مغلولة نال منها سيف المذلة وباتت مهمومة بسبب الديون المتراكمة عليها، أو اضطرارها إلى الانحناء والتضحية بجانب من الكرامة وعزة النفس في سبيل هدف مصيري أصبح بعيد المنال، ليس هناك ما هو أسوأ من الانحياد عن الطريق بعدما اهتدينا إليه عن قناعة ورضا، من إنسان مغلوب على أمره بعدما أرهقته الحيَل وصار يتجرع مرارة الوحدة كسيرًا حزينًا لا يعلم بحاله سوى خالقه، فلا يداوي همه شخص قريب أو يجبر بخاطره إنسان مثله تمامًا.

    إن جبر الخواطر من أسمى المعاني الإنسانية والعطايا التي يمكن أن تمنحها نفس لأخرى، فمن أعظم الصفات التي تعكس الرحمة والخير في قلوب البشر أن ينتشل إنسان أخاه الإنسان من سيل الأفكار البائسة الذي يسقطه في دوامات العوز والحاجة، وأن ينتشله من غيابات همومه قبل أن تموج في وحشتها وتغرقه في بحور أحزانها لتتركه مكبلًا بأغلال الهموم وسوء الظن.

    اعبد الله من بوابة الرحمة بخلقه

    قد لا يعلم أغلبنا أن هناك العديد من العبادات الخفية التي نتغافل عنها أو بالأحرى لا نتوقف أمامها كثيرًا كعبادات الذكر، والدعاء، والاستغفار.. ألا وهي عبادة جبر خاطر إنسان في أزمة، فعندما يتطرق بنا الحديث حول كلمة «عبادات» يكون مبلغ تصورنا أن المقصود بها أركان ديننا الحنيف التي حفظناها عن ظهر قلب، كالشهادة أو الصلاة أو الصيام أو الزكاة أو الحج، فلا نتجه بأذهاننا غالبًا صوب العبادات الأخرى والتي لا تقل رقيًّا ونفعًا عما نعرفه من عباداتنا المعتادة؛ إذ إن ممارسة بعضنا لتلك العبادات الخفية تنم عن نفس أصيلة وقلب سليم وسريرة نقية.

    إلا أنه وبرغم عظم شأن هذه العبادات وفضلها غير المتناهي على كل من الفرد والمجتمع، فإن بعضنا قد يتغافل عنها أو يهمل شأنها- إلا من رحم ربي- وقد يتمثل هذا التغافل أو الإهمال في التقصير في أدائها أو انعدام المبادرة حيالها؛ مما يفقدنا أجرًا سخيًّا وثوابًا عظيمًا كان من الممكن أن نناله نظير أداء هذه العبادات البسيطة والتي نحن بلا شك في حاجة ملحة إلى نفعها وجزائها؛ نظرًا لبساطتها ويسر أدائها من ناحية، وعظيم أجرها وبالغ ثوابها من ناحية أخرى.

    لذا فإنني أتصور أنه إذا أُعطيت هذه العبادة حقها في الوقت والمكان المناسبين لفاز الكثير منا بلذة بلوغ هذا الأجر ونيل عظيم هذا الثواب جنبًا إلى جنب بما يستوجب أداءنا له من طاعات وعبادات أخرى، وأولى تلك العبادات عظيمة الفائدة التي أود الحديث عنها هي عبادة «جبر الخواطر».

    إن جبر خواطر الناس لهو خُلق عظيم يدل على نفس سامية وقلب سليم وحسن ظن في الخالق سبحانه وتعالى؛ وذلك لأن المرء يُظهر فيها تأدبًا مع الله، وتمسكًا بفطرةِ دينه الحنيف في حُسن التعامل مع الناس بشكل خاص، ومخلوقات الله جميعًا بشكلٍ عام، حين يمكن جبر قلبٍ كسره الحزن أو نفس حطمها فقدان عزيز أو يدٍ مغلولة أرهقتها الديون، سواء لفقدها المال أو لخسارتها في تجارة ما، وربما تتمثل تلك العبادة السامية في مناسبات وصور أخرى كأن يؤديها الإنسان في حق آخر مريض أو جائع أو مشرد أعجزته الشكوى، فيكون له منجيًا من مصير قاسٍ.

    كلمةٌ تحمل اللطف في طياتها

    وإذا أردنا الحديث عن مفهوم الكلمة نفسها، نجد أن كلمة (جبر) مشتقة عن اسم جميل رائع من أسماء الله الحسنى، وهو اسم «الجبار»، ففي هذا الاسم البديع المطمئن للقلب المريح للنفس موسيقى خفية اختلفَت التفاسير فيها تأويلًا، فسلكت عدة وجوه، وكان أغلب ما ورد في تفاسير السلف الصالح من الصحابة والتابعين عن اسم الله تعالى (الجبار) هو المعنى الغالب المشتق من الفعل (جَبَرَ) بمعنى تطييب قلوب ونفوس العباد، يقول علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- عن اسمه تعالى الجبار: «جبّار القلوب على فطرتها شقيها وسعيدها»، ويقول فخر الدين الرازي عنه: هو اسم له عدة وجوه أحدها «صيغة مبالغة (فعّال) من جَبَرَ إذا أغنى الفقير، وأصلح الكسير»، ويقول الأزهري فيه: «هو لعمري جابر كل كسير وفقير، وهو جابر دينه الذي ارتضاه»، ويقول ابن جرير عنه: «الجبار المصلح لأمور خلقه، المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم»، وذكر «أبو إسحاق الزجاج» في كتاب أسماء الله في معنى الجبار أنه: «الذي يجبر الفقر بالغنى، والمرَض بالصحة، والخيبة والفشل بالتوفيق والأمل، والخوف والحزن بالأمن والاطمئنان، فهو جبار متصفٌ بكثرة جبره حوائج الخلائق».

    الشاهد- أعزائي- أنه لا يوجد أحد منا لا يحتاج إلى من يجبر بخاطره يومًا ما، فالمريض يحتاج جبرًا- من فينا لم يمرض؟!– والمسكين يحتاج جبرًا والمظلوم والمعسر والخائف والحزين يتمنون ولو لحظة جبر، والمتعثر يحتاج جبرًا؛ لكي يتماسك وينهض من عثرته، ولتلك الأسباب لنا جميعًا في عبادة جبر الخواطر أجر كبير.. ويمكننا من

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1