Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة
الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة
الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة
Ebook699 pages5 hours

الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

نبذة تعريفية بالكتاب: تشير الدراسات الحديثه الى ان اغلب مشكلات الاطفال والمراهقين بسبب سوء فهمنا لطبيعة النمو وحاجاته ومطالبه التي تتغير بتغير المرحله العمرية التي يمر بها الطفل ، وان فهم هذه المتطلبات والحاجات من قبل المربين والمرشدين وكذلك الاباء والامهات انما يسهل تربيتهم ويضعها على الطريق الصحيح، وبذلك تختفي الكثير من المشاكل التي يعانون منها الان والتي هي بسبب سوء فهمنا لطبيعة هذا النمو ومايحتاجه الطفل والمراهق على وفق مرحلته العمرية التي لها الاثر الاهم في كل جوانب نموه ، وعلى الرغم من هذه الاهمية فان المؤلفات العربية نادرة جدا في هذا الاتجاه ونظرا لما لدينا من خبرة في هذا المجال على مدى اربعين عاما وجدت لزاما علي ان اضعها بين ايدي المهتمين بالتربية والارشاد ، فقد كان الفصل الاول في اهداف الارشاد ومهام المرشد اما الفصل الثاني فهو في الارشاد وانواعه ومناهجه واستراتيجياته اما اساليب الارشاد التي يحتاجها المرشد فهي الفصل الثالث من هذا الكتاب والفصل الرابع في الطبيعة الانسانية والنمو فيما يتعلق بمرحلتي الطفولة والمراهقة، والفصل الخامس عن مطالب النمو والحاجات الارشادية للاطفال والمراهقين بما يعادل السنوات التسع الاولى من الدراسة اما الفصلين الاخيرين فهما في مشكلات الاطفال والمراهقين ذات العلاقة بمطالب النمو والتطبيقات الارشادية لمعالجة هذه المشكلات.

Languageالعربية
Publishertevoi
Release dateJan 17, 2024
الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة

Related to الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة

Related ebooks

Reviews for الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الارشاد النفسي ومطالب النمو تطبيقات في الطفولة والمراهقة - ليث كريم حمد السامرائي

    الإرشاد النفسي ومطالب النمو

    تطبيقات في الطفولة والمراهقة

    الدكتور ليث كريم حمد

    استاذ متمرس في الارشاد النفسي والتربوي

      كلية التربية الاساسية / جامعة ديالى

    1444هـ                                      2023 م

    الاهداء

          الى كل من يهمه امر الاطفال والطفولة في التربية والتعليم والارشاد

          والى كل من ساندني وشد ازري في مسيرتي العلمية ..والديَ رحمهما الله

          والى اساتذتي الافاضل لاول من علمني الحرف الى مرحلة الدكتوراه

          وشريكتي في مسيرة الحياة حلوها ومرها ....ام وفاء

                                                              وهمام

                                                              وشيماء

                                                              وعبدالله

                                                              وعبد الرحمن

    اهديهم جميعا جهدي المتواضع هذا

    المقدمة:

    أيها القارئ الكريم: بعد خمسين عاماً من الدراسة والتدريس وممارسة الإرشاد النفسي والتربوي ومن خلال ذلك كله وجدت أن أغلب الحاجات الإرشادية للأطفال والمراهقين أنما تتعلق بالنمو ومطالبه بالدرجة الأولى . وان مشكلاتهم التي تسبب لهم التهديد والتخويف والعقاب بأنواعه النفسي والجسدي أنما هي أيضاً ذات علاقة أكيدة بمسيرة نموهم من لحظة الولادة وحتى سن الشباب وأن مطالب النموهذهلايتفهمها حتى بعض المختصين بالتربية والتعليم هذا فضلاً عن الآباء والأمهات الأكثر معايشة للأطفال والمراهقين ولهم المسؤولية الأولى عن رعايتهم وتنشأتهم فكان لزاما علي أن أقدم خبرتي في هذا المجال المهم والحساس لأضعها بين ايدي المهتمين بالتربية والتعليم والإرشاد من الآباء والآمهات والمعلمين والمرشدين وأرجو من المرشدين في المدارس وطلبة الدراسات العليا في هذا الإختصاص إجراء المزيد من الدراسات والبحوث حول النمو ومطالبه وحاجاته الإرشادية ومشكلاته بخاصة لدى الأطفال والمراهقين، وأني على ثقة بأنهم سيتوصلون الى نتائج مبهرة في هذا الميدان وسيزدادون خبرة في النمو ومطالبه ومشكلاته ويزودون المهتمين بالتربية والتعليم على أختلاف مستوياتهم بخبرات ومعارف جديدة نتيجة لأبحاثهم وممارستهم للإرشاد من خلال بوابة النمو وما يعدونه من برامج واستراتيجيات إرشادية للأطفال والمراهقين .

    فقد كان الفصل الأول من هذا الكتاب والذي عنوانه الإرشاد والمرشد: أهداف ومهمات أنما يسعى الى إيضاح أهداف الإرشاد ومهمات المرشد من خلال علاقة المرشد بذوي الأطفال والمراهقين ومن يهتم بهم وبتعليمهم ومهنته وما تتطلبه من قواعد وضوابط ومايواجهه المرشد من صعوبات ومعوقات في أثناء أدائه لمهامه الإرشادية وكيفية انجازها

    أما الفصل الثاني فهو في الإرشاد وأنواعه ومناهجه وأستراتيجياته وقد تطرقنا الى أربعة عشر موضوعاً وجدنا من خلال خبرتنا حاجة المرشد الماسة الى الإطلاع عليها وفهمها ومعرفة وظائفها كمنهج يتخذه المرشد في أدائه لمهامه أو طريقة يتبناها لأجل تحقيق اهداف أو أستراتيجيات يستخدمها ليعزز برامجه الإرشادية. أن محتوى هذا الفصل يعطي للمرشد المختص ولطالب الإرشاد وضوحاً كافياً عن كيفية ممارسة الإرشاد وبطرق علمية وبمسعى مهني يحقق له أهدافه في الإرشاد النفسي والتربوي. والفصل الثالث في أساليب الإرشاد بوصفها الأدوات التي يتحرك من خلالها المرشد في خطواته الإرشادية والتي من نتائجها توجه حركة المسترشد وتفعيل نشاطه لتجاوز مشكلاته وتحقيق مطالبه وقد توخينا أختيار أساليب هي الأكثر ملائمة لعمل المرشدين التربويين في أهدافهم النفسية والتربوية مع الأطفال والمراهقين وقد حاولنا توضيحها وتنسيقها قدر الإمكان ومع ذلك من يريد الزيادة يمكن أن يرجع الى مصادر ومراجع مختصة بأساليب الإرشاد علماً أننا تطرقنا الى أساليب مستمدة من أكثر النظريات شيوعاً في مجال الإرشاد النفسي. ويأتي الفصل الرابع ليكون جهداً نظرياً في النمو والطبيعية الإنسانية في بعض النظريات الأكثر شيوعاً في مجال النمو والإرشاد وكذلك الذي أهتمت بشكل خاص بمرحلة الطفولة ومرحلة المراهقة وكذلك تطرقنا الى التطبيقات الإرشادية لهذه النظريات وأن من أهداف هذا الكتاب تعزيز الا طر النظرية بتطبيقاتها الارشادية وهذا ما لم تهتم به المؤلفات في الإرشاد الأ نادراً لذلك نعتبر التطبيقات في هذا الفصل وفي فصول أخرى ميزة مهمة من خبرات هذا الكتاب، ذلك أنه مما يعاب على مناهج العلوم التربوية والنفسية في الكليات أنها دائماَ تتوسع كثيرا في الجانب النظري ولا تعطي الجانب العملي حقه وهذا من أسباب ضعف مهارات خريجي أقسام العلوم التربوية والنفسية وتفرعاتها . والفصل الخامس عن مطالب النمو والحاجات الإرشادية في الطفولة المتوسطة والمراهقة اي ما يعادل المرحلة الإبتدائية والمرحلة المتوسطة من الدراسة الثانوية اي صفوفها الثلاث الأولى والتي هي الأكثر أهتماماً من قبل المختصين في الإرشاد النفسي والتربوي في المدارس بل وحتى من قبل أجهزة التربية والتعليم في وزارات التربية عموماً وقد تطرقنا في هذا الفصل الى جوانب النمو الأساسية من عمر (6-12) سنة مع بعض التطبيقات الإرشادية أيضاً وما يتعلق بمتطلبات النمو في مجالاته كافة.          وأخيرا الفصلين السادس والسابع مشكلات في الطفولة والمراهقة مع تطبيقات إرشادية لكل مشكلة من هذه المشكلات التي توخينا أنها أكثر شيوعاً وحدة عند الأطفال بشكل خاص وعند المراهقين ايضاً بدرجة أو بأخرى وقد تطرقنا الى هذه المشكلات بأسلوب تستفيد منه الأسرة مثلما يستفيد منه المرشد والمعلم أو من يقوم بالتربية في اي مكان ولأي جهة وقد كانت (19) مشكلة منها ماهي ذات علاقة مباشرة بالمدرسة والتعليم ومنها ماهي ذات علاقة بالأسرة الا أنها جميعاً موضع أهتمام الأسرة والمدرسة في وقت واحد.

    وقد أعتمدنا في تاليف هذا الكتاب على خبرتنا الشخصية في ميدان الإرشاد النفسي والتربوي وكذلك الإستعانة بمصادر الإرشاد النفسي المعتبرة والتي نثق بها. ووجدنا فيها خبرات ومعارف نظرية وعملية ذات قيمة علمية عليا وكذلك مصادر في الطفولة والمراهقة ونموها ومشكلاتها هي ايضاً نثق بها وبما ورد فيها من خبرات ومعارف ولهذا جاء هذا الكتاب ليكون من بين الكتب القليلة والنادرة التي توظف النمو الإنساني ونظرياته ومشكلاته في الإرشاد النفسي ومما تجدر الاشارة اليه اننا لم نستخدم المصطلح الاجنبي في كتابنا هذا لقناعتنا بعدم الحاجة اليه لانه لم نعرض مفاهيم غير متعارف عليها لدى المختصين بالعلوم التربوية والنفسية والكمال لله وحده جل في علاه ومنه السداد والتوفيق.

    الفصل الأول

    الإرشاد والمرشد: أهداف ومهمات

    الارشاد والمرشد : اهداف ومهمات

    لم يعد الإرشاد كما كان قبل عقدين من الزمن فاليوم هناك الكثير من النظريات والتصورات والمقاربات التي أسهمت في تطوير مفهوم الإرشاد وتطوير أساليبه وطرائقه وهي تضع للإرشاد أهدافاً طموحه لعل من أبرزها أن الإرشاد هو عملية مشاركة بين المرشد والمسترشد مهما كان عمره وفي اي مرحلة من مراحل النمو والتطور. وحتى إذا كان المرشد يتحمل المسؤولية الأساسية بخاصة مع الأطفال فأنه لابد أن يكون للطفل شيئ من المسؤولية في تغيير حاله نحو الأحسن ذلك أن من أهداف الإرشاد الأساسية جعل الفرد يتحمل المسؤولية عن أفعاله وتصرفاته بما يناسب فئته العمرية. أن الطفل وهو يشارك في الجلسة الإرشادية وحتى المراهق يجب أن يكون واعياً للهدف من الجلسة وأنه هو المعني بالإهتمام والرعاية والإرشاد وأنه قادر على مساعدة نفسه لتغيير حاله وحل مشاكله من خلال ما يعطيهالمرشد له من دفعه إيجابية لتبني سلوكيات معينة من خلالها يكون أكثر تقبلاً لذاته وأكثر قبولاَ من المجتمع الذي يتعايش معه سواء اكان في المدرسة او في مكان آخر. ومما يجب أن يؤكد عليه المرشد هو أن يقوم الطفل أو المراهق بممارسة ما تدرب عليه في أثناء الجلسة الإرشادية ويساعد نفسه لأداء ذلك السلوك المطلوب والتفاعل مع توجيهات المرشد لتنفيذ ما تعلموه في اثناء الحياة العامة في المجتمع بعناصرهكافة.

    أن رؤية المستقبل والدخول اليه بقوة أنما يأتي من خلال تحمل أفراد المجتمع لمسؤولياتهم وثقتهم بأنفسهم وفهمهم لذواتهم وأن هذه منمهمام العملية التربوية والتعليميةبرمتها والإرشاد ليس بعيداً عنها أنما عنصر فاعل فيها وله أثره البالغ اذا أحسن المرشدون أدائهم وبخاصة مرشدي الأطفال والمراهقين.

    أن زيادة الوعي والمعرفة لدى الأطفال والمراهقين والشباب أنما يفجر طاقاتهم وأبداعاتهم وتحسين سلوكهم من أجل مواجهة أي اعاقات أو أشكالات تعيق المجتمع من الدخول الى المستقبل بقوة وفاعلية ونشاط ذلك أن هذه الفئة الفاعلة في حياة ومسيرة المجتمع سوف تتعلم كيف تواجه القوى الظالمة التي تعيق تقدم المجتمع وتطوره نحو الأفضل.

    أن الإرشاد اليوم لايستهدف فقط ذوي المشكلات والمتاعب السلوكية والنفسية بهدف مساعدتهم لوضعهم في حال أفضل من حالهم وتخليصهم ممايعانون من ضغوط والآم أنما يمتد نشاط الإرشاد وأهدافه ومهامه الى كل الفئات العمرية بهدف تنمية شخصياتهم وتعزيز فهمهم لذواتهم وتحسين واقعهم الصحي نفسيا وجسديا، والإرشاد في كل ذلك يعتمد أسلوب التفاعل والمشاركة بين المرشد والفئات المستهدفة أفراداً وجماعات ويبقى المرشد هو الشخص المهم جداً في هذه العملية البناءة وتوجيه من هو قائم لخدمتهم نفسياً وتربوياً وإجتماعياً  بما يمتلكه من معرفة واسعة وأطلاع كبير وخبرة راقية في العمل الإرشادي الذي ينفع كل فئات المجتمع بشكل عام والفئة المستهدفة بشكل خاص . أما فيما يتعلق بالتقنيات والوسائل الإرشادية فأن نتائج الأبحاث الحديثة تقول أن المرشد نفسه هو الوسيلة والتقنية الأفضل من حيث ردود أفعاله أتجاه المسترشدين ومشاركتهم بكل مشاعره بمايؤدي الى فاعليةوأستمرار علاقته معهم ذلك أن اي تقنية أو وسيلة لايمكن فصلها عن شخصية المرشد أو عن العلاقة التي تربطه مع من يقوم بإرشادهم ذلك أن استخدام التقنيات مع الفئات المستهدفة من أطفال أو مراهقين أو غيرهم أنما يرتبط مباشرة بعلاقته معهم و نوع هذه العلاقة ومدى تأثيرها في المسترشد. لذلك لابد من علاقة بناءة أو فاعلة مع مسترشدين صغاراً أو كباراً ومهما كان المرشد ماهراً في أستخدام تقنيات الإرشاد يبقى بحاجة ماسة الى هذه العلاقة الوطيدة التي تعزز دور هذه التقنيات وتعطيها معنى يتفق مع حاجات المسترشدين النفسية والإجتماعية ذلك أن المعرفة بهذه التقنيات شيئ وكيفية أستخدامها شيء آخر.

    أن العلاقة الإرشادية الإيجابية والبناءة مع المسترشدين تجعل المرشد يتعاطف أكثر معهم ومع مشكلاتهم ويبذل المرشد من الجهد والوقت من أجلهم ومن أجل مشاركتهم في تحمل أعباء ضغوطهم وحاجاتهم النفسية لذلك على المرشد أن لايفرط بالخبرة العملية في الإرشاد في مقابل المعرفة النظرية وعليه أن يتدرب ويسارع الى اي دوره تدريبية تزيد من خبرته العملية دون تأجيل أو تردد مثلما أنه يهتم بالمعرفة النظرية ومتابعة كل جديد في مؤلفات وأبحاث المختصين بالإرشاد والعلوم الأخرى التي تساعده في فهم مشكلات الأطفال والمراهقين . والمرشد الماهر هو الذي يكون معلومات دقيقة عن الفرد أو الجماعة الإرشادية، أما بخصوص الفرد فأن معلومات كافية عنة توضح طبائعةوخصائصة ثم يهتدي المرشد الى الأسلوب الذي يدخل منه عليه والتقنية الذي يستخدمها معه ذلك لأن لكل مسترشد فرديته وخصوصياته التي تختلف عن الآخر وتجعل هذا المدخل أفضل من غيره في مساعدته وتطوير كفاءته لحل مشكلاته ولذلك على العاملين في الإرشاد أن يكتسبوا المعرفة بقاعدة عريضة من الفنيات والتقنيات والأساليب الإرشادية التي تصلح لكل المسترشدين وليس معاملة الجميع بالأسلوب نفسه أو بالتقنية ذاتها . والمرشد الذي يعي معنى الإرشاد وأهدافه وفلسفتةلايفرض شيئاً على المسترشد بالإكراه لان هذا ليس إرشاداً وأن المرشد الذي يفرض على من يقوم برعايتهم ما يريد هو فإن هذا المرشد تنقصه المهارة والخبرة في مجال إرشاد الأطفال والمراهقين وهذا لايصح الا في حالة أن يشعر المرشد أن هذا الشخص في خطر وأن الوقت لايسمح بغير هذا الأجراء وهذا مانتناوله في الأخلاقيات. ومما تجدر الإشارة اليه أن مرشد الأطفال والمراهقين يجب أن يكون خبير بلغتهم وطريقة تعبيرهم عن حاجاتهم ومشاعرهم لأن اللغة هذه هي وسيلة الأتصال والتواصل ومفرداتها لها معنى عند من يستخدمها قد يفهمها أكثر من أي شيئ آخر لذلك على المرشد أن يتفهم لغة الأطفال والمراهقين وتعبيراتهم الجسدية بمعنى لغة الجسد أيضاً لأنها مهمة في فهم الطفل والمراهق.ومرشد الأطفال والمراهقين يجب أن يكون حذر جداً في تصرفاته وأقواله وأفعاله أمام الأطفال والمراهقين . لأنهم يعتبرونه قدوة و نموذج أجتماعي أمامهم . ولأنهم بـعمر يهتم بالنماذج ويحاكيها ها لذلك على المرشد أن يتصرف دائماً كنموذج وأن يحرص على ذلك وينتبه اليه . وأن يتحلى بالسمات والصفات المرغوب فيها . ولأجل ذلك على المرشد أن يكون واعياً تماماً لثقافة المجتمع الذي يعمل فيه لأن الأبناء يحملون ثقافة مجتمعهم ويتبنون صفات وسلوكيات المجتمع .ومن بين أهداف الإرشاد ومهام المرشد أن يتمكن الأطفال والمراهقين من تحمل مسؤولياتهم عن سلوكهم وعن أنشطتهم المختلفة وعمل ماهو صواب و مرغوب أجتماعياً بمعنى آخر أن تكون لهم القدرة على توجيه أنفسهم بأنفسهم وأن يبتعدوا عن الفوضى والعشوائية . أما فيما يتعلق بالتفاعل والعلاقات مع الآخرين فأنه منبين أهداف الإرشاد ومهام المرشد أن يجعلهم يتعاملون مع الآخرين وفق قواعد سلوكية إجتماعية مرغوبة وأن يتصرفوا بمودة وتفاهم مع غيرهم ويتبنون أخلاقيات و قيم جيدة للعلاقات والتفاعل مع الآخرين ومما يستهدفه الإرشاد ايضاً هو شعور الأطفال والمراهقين بالأمن والراحة والرضا من خلال أنشطتهم ومايقدمونه من فعاليات في الوسط الإجتماعي بمعنى أن الإرشاد يحقق لهم بأهدافه هذه مهارات مهمة للحياة تجعلهم يمارسون حياتهم بإيجابية ويتمتعون برضا ومقبولية من المجتمع .

    المرشد : صفات وخصائص :

    ليس بوسع المرشد الناجح الا أن يؤسس علاقة إرشادية نموذجية مع الأطفال والمراهقينوأن هذه العلاقة تكون أكثر قوة وأكثر فاعلية إذ  يتمتع المرشد بـصفات وخصائص إيجابية مرغوبة تعطي هذه العلاقة الحيوية والفاعلية وتكون ذات تأثير واضح في الإرشاد ونتائجه أن شخصية المرشد لها أرتباط قوي وأكيد بنتائج الإرشاد فضلاً عن الطرائق والأساليب الفعالة غير النمطية التي يستخدمها المرشد هي ايضاً لها أثر مهم جداً في نتائج الإرشاد وعليه لايمكن التفريط بأحدهما من أجل إرشاد فعال ناجح في مهماته كافة . ولايستطيع المرشد أن يعمل في اوساط الأطفال والمراهقين وحتى الكبار البالغين الا ان يتحلى ببعض الصفات والخصائص الشخصية . ويرى علماء الإرشاد أن هذه الصفات والخصائص او بعضها لابد أن يتحلى بها المرشد الناجح في عمله والذي ينتظر نتائج إيجابية لنشاطاته الإرشادية :

    1. أن يتفهم ويتقبل التطور والتغيير وأن الحياة لاتتوقف وأن أنماط الحياة ليست ثابتة وأن حركة المجتمع ليس لأحد ايقافها وأن هذه الحركة ناتجة عن متغيرات فاعلة ولها نتائج لابد من رصدها والتعامل معها بإيجابية .

    2. أن يكون مهنياً يعتز بهويته ومهنته الإرشادية يعرف قدراته ويعي أمكاناته وما يستطيع فعله والتفاعل معه وأن قدراته هذه ليست نهائية قابلة للزيادة والتطوير كلما أراد ذلك .

    3. المرشد الفعال إيجابي دائماً يميل الى البشاشة والفرح وأنه يرى أحداث الحياة بعين متفائلة وأن يستذكر دائماً نقاط ضعفه ويحاول التغلب عليها في المرات القادمة .

    4. أن يثق بكفاءته ويحترم قدراته ويشعر بأهميته بين الآخرين وفي نفس الوقت يحترم قدرات غيره ويتعامل مع نظراءة بالمحبة والتقدير .

    5. أن يكون صادقاً وأميناً بعيداً عن المظاهر الكاذبة والصفات المفتعلة وأن يتحلى بأدوار إيجابية دائماً في الأوساط التي يتفاعل معها .

    6. أن يكون محباً للحياة ويعمل دائماً على أثراء حياته بخبرات سارة ومهارات مفيدة واعياً لدوره تجاه مجتمعه ومسترشديه دائم النشاط والحيوية .

    7. أن يعترف بأخطائه أمام نفسه ويحاول ترصين معرفته ومهاراته ليتخلص من أخطاءه ويعيش حاضره بكفاءة وجدية ويخوض تجارب الحياة بثقة عالية بالنفس .

    8. أن يحافظ على صحته ويبدو قوياً نشيطاً دائماً ونموذج لغيره في الحيوية والنشاط وأن لايعيش تعاسة الآخرين ومشاكلهم .

    9. أن يمتلك مهارات تفاعلية عالية ويشارك الآخرين صنع أهدافهم بمقدرة عالية بوصفه يحب الخير للآخرين ويسعى لاجلهم .

    10. أن يتحلى بثقافة تقبل الأختلاف وأن الآخرين لهم قيمهم وثقافتهم ومن أصول وأعراق مختلفة وهو يقدم خبرته للجميع دون تمييز .

    هذا ما يجب أن يكون عليه المرشد او على الأقل المرشد الناجح يتحلى ببعض من هذه الخصائص وأن لاينظر اليها أنها ملزمة له أنما يحاول دائماً أن يتحلى بالصفة التي يعتقد أنها ضرورية لعمله في أوساط الاطفال والمراهقين أو الكبار البالغين أواية فئة عمرية أخرى .

    أن الأرشاد والتفاعل بين شخص وآخر أو بين شخص وجماعة انما يعطي خبرة مناسبة لأنضاج الأثنين المرشد وجماعة الأرشادولايصح للمرشد أن يبقى في انماط سلوكية أو تقنيات أو تفاعلات جامدة ونمطية وأنما يسعى دائماً الى تجديد هذه الفعالياتليواكب عملية التغيير المتسارعة في حياة المجتمع ومع هذا لايصح من المرشد أن يهمل ذاته وقيمه بدواعي مواكبة التغيير وأنما يبقى أصيلاً وحقيقياً وعلى درجة عالية من النباهة والفطنة لما مطلوب منه . ولكي يكون المرشد قريب من المسترشدين أطفال ومراهقين عليه أن يتمتع بالحيوية والنشاط وأن لايبدولهم ذلك الشخص النمطي القديم الذي يحمل صورة الماضي بعيد عن الحاضر في مظهره وملبسه وأدواته وأنه ميال الى التغيير والتطورومواكبة حركة الحياة .

    أما إذا كان المرشد جاحداً خائفاً من كل جديد رافضاً للتغير ولا يتعاطف مع الوسط الذي يعمل فيه فأنه بالتأكيد لايصلح ان يكون نموذجاً يقتدي به ، كما أنه لابد أن يتمتع بالصحة النفسية والجسدية لكي يكون مؤثراً في وسطه الإرشادي وأن يهتم بالعلاقة الإرشادية وأساليب الإرشاد أهتماماً بالغاً وبعيداً عن الفلسفة والمثالية في ما نطلبه من المرشد لعدم التميز ومعاملة المسترشد معاملة موضوعية فأننا نقول أن المرشد له قيمه الشخصية والدينية والإجتماعية وغيرها .مثل أي فرد آخر في المجتمع كأنسان يعتز بشخصيته وتراثه الا أن هذه القيم لايصح أبداً أن تجعل منه منحازاً الى قيمه في أثناء الإرشاد وأنه يحب أن يمارس الإرشاد وبموضوعية تامة بعيداً عن قيمه الخاصة وأن يراعي شخصية المسترشد ومصلحته ومستقبله أكثر من أي شيئ آخر . والمرشد يجب أن يكون وسطياً معتدلاً في أفكاره بعيداً عن الغلو والتطرف وليس من أخلاقة أن يكون داعية لقيمه هو دون أعتبار للمسترشد وشخصية وقيمة مستقبله وأن مايحمله المرشد من قيم و مبادئ أنما يجب أن يوظفها للإخلاص والصدق في عمله والتجرد من الأنا المثالية بعيداًعن الأنانية وتفضيل ذاته على ذات المسترشد . ولذلك فأن دور المرشد في عمله الإرشادي ليس وضع المسترشد في طريق يختاره له هو وأنما يساعد المسترشد في أختبار الطريق المناسب له ويساعدة لأن يختار من بدائل ويتعلم كيفية تمييز البديل الأفضل المناسب له في هذا الوقت وهذه الأزمة عند ذلك فأن المرشد يكون قد أحترم خصوصية المسترشد وساعده في أختيار القيم التي يتبناها هو دون فرض من الخارج وبهذا يصبح الأرشاد عمل أنساني هدفه بناء الأنسان لجعله قادر على الأختيار في أصعب المواقف .وأهداف الأرشاد ذات علاقة أكيدة بالقيم التي تبناها المرشد وتبناها المسترشد والمرشد من حيث أهداف الإرشاد العامة فأنها بلا شك نابعة من قيم أصيلة يتبناها المرشد كأنسان به ومن خلال أختصاصه في سنوات الدراسة وما بعدها في الإرشاد والتوجيه أما المسترشد فأنه هو أيضاً أنسان يتبنى قيم ورثها عن اسرته ومجتمعه أن كان طفلاً أو مراهقاً فأنه يميز الأشياء بمعايير يتبناها وهذه هي قيمه ومبادئه. لذلك فأن الإرشاد يجب أن يبداً من المسترشد وقيمه وأهدافه حتى إذا كانت أفكاره مشوشة  أو لا زالت بدائية وغير ناضجة أو واضحة حول ما يتوقعه من الإرشاد والمرشد وأن كان طفلاً لايميزمايريده فعلاً فأن دور المرشد أن يوضح له الرؤيا ويبصره بحالة وخطورة موقفة عند ذاك يستجيب له بدرجة ما يبدأ منها المرشد بمهمته الإرشادية . لذلك فأن المرشد يبدأ وفي أول عمل له مع المسترشد يجب أن يتعرف أن كانت أهداف محددة أو توقعات أو حتى فكرة عن طبيعة الإرشاد كعملية تتم بين شخصين أحدهما يمتلك الخبرة والإختصاص وهو المرشد والثاني لديه أزمة أو مشكله أو أنه يمر بحالة معينة وهو يحتاج الى خبرته وأختصاصه مثلما يشعر المريض بالحاجة الى خبرة وأختصاص الطبيب وبذلك فأن المسترشد سيكتشف الفائدة من هذه العلاقة الإرشادية وضرورة العمل معاً للتوصل الى أهداف محددة ، وهي قدرة المسترشد على أتخاذ القرار الصحيح بشأن مشكلاته التي يعاني منها .

    والأرشاد التزام اخلاقي وعمل أنساني لذلك على المرشد أن يكون حساس جداً للفروق الثقافية بين المسترشدين سواء أكان فرد أم جماعة وأن لهم قيمهم ولايصح دمجهم في قيم المرشد وثقافته أنما يجب أن تساعد المسترشد على أتخاذ القرار المناسب لخصوصيته وأن المرشد حتماً يحمل موروث ثقافي يجعله بشكل أو آخر يختيار أساليب تفاعلاته التي تتلائم مع نظرته ومع ذلك فأن هذه الأساليب تبقى وسيلة للإرشاد وليس غاية وهدفاً له ولذلك فأن المرشد يجب أن يكون مستقلاً معتدلاً في التعبير عن موروثه الثقافي وأن يعطي الفرصة للمسترشد للتعبير عن ثقافته بكل حرية ووضوح وقد يجد فيها أسباب مشكلته الذي يعاني منها وذلك عندما يأخذ المرشد الأثر الثقافي في سلوك المسترشد ومدى تاثره بثقافة معينة أو ثقافات أخرى .

    وفي الأغلب فأن المجتمع الواحد يكون عادة متعدد الثقافات وأن النظم الإجتماعيةلها أصول ثقافية وقيم واتجاهات وأعتقادات تختلف فيها الجماعات داخل المجتمع الواحد لذلك فأن المرشد الكفوء الواعي لمهامه الإرشادية لايعمم ثقافة جماعة واحدة على ثقافة المجتمع بأسره وهذا لايجوز أبداً لأنه يعد مصادره لحقوق الآخرين وأن المرشد يجب أن يوطن نفسه ويضع في حسابه دائماً من خلال خبرته وممارستة في أوساط إجتماعية مختلفة أن الثقافة طابع إجتماعي يتميز به سلوك جماعة دون جماعة أخرى . والسؤال الذي يثير أشكالاً في هذا الموضوع أنه قد يكون سبب الأزمة التي يعيشها المسترشد هي موروثة الثقافي ، فاذا أكتشف المرشد هذه الحقيقة كيف يتعامل معها ؟ أبتداءاً نقول أن المرشد لايستطيع أن يغير ثقافة مجتمع أو موروثه الثقافي وهذا ليس من أهدافه وهو غير معني بذلك فالمرشد معني بالفرد الذي لم يعد يتلائم مع بعض موروث المجتمع ولكن في المقابل هل تقول للمرشد ان يجعل من المسترشد يخضع لهذا الموروث ويستجيب له على حساب مستقبله مثلاً أو خياراته في الحياة ؟

    المرشد الكفوء هو الذي يعلم المسترشد المرونهوالأختيار من بدائل والأيجابية في التعامل مع مفردات الحياة وعناصرها وفي مثل هذه الحال على المسترشد أن لا يكون صلباً متطرفاً في مقاومة مالا يحترمه من الموروث الثقافي وأن يحاول التخلص من تبعاته بأقل التضحيات وأن يكون البديل الذي يختاره لايتناقض تماماً مع  ما يريده الموروث وأن يجعل خلاصه على خطوات وليس في خطوة واحدة ، هذا ما يجب أن يسعى له المرشد والمسترشد في مثل هذه العملية الإرشادية ذلك لأن الموروث الثقافي يحمل من القدسية والهيمنة ما يجعل الكثيرين من أبناء المجتمع ينظرون الى من يقاومه شخص متمرد لايصلح للحياة في أوساط المجتمع ويتمتع بأمكاناته . ومن هنا نقول أن الإرشاد عمل خطير ومهام جسيمة تتعلق بانسانية الأنسان وحريته و ممارسته للحياة في أمن وسلام مع المحافظة على مستقبله. وفي أطار تعدد ثقافات المجتمع لابد أن يكون المرشد على علاقة وثيقة بأسر الأطفال والمراهقين وتفهم ثقافاتهم ومعتقداتهم وتقاليدهم وأن كانت تخالف ثقافته ومعتقداته وأن يتوافق مع هذه الثقافات على أساس أنه يعمل من أجل مصلحة من هم في رعايته من الأطفال والمراهقين وأنه يتولى عملية مساعدتهم بغض النظر على الأعتبارات الأخرى والعامل المشترك بين الأسرة والمرشد هو أن كل منهما يسعى الى مصلحة الطفل والمراهق فالأسرة يهمها امر أبنائها ومستعدة لبناء شراكة وطيدة مع المرشد والمرشد يهمه أمر المسترشد ويسعى الى مساعدته بكل الطرق وهكذا وأمام هذا الهدف تصبح العلاقة مع الأسرة علاقة شراكه هدفها مستقبل أبنائهم . ومع ان المجتمعات تتغير على نحو كبير في ظل متغيرات الحياة و عوامل حركتها الا أن هذا لا يعني أن أحداً له الحجة في التخلف عن حركة الحياة وخصوصاً المرشد بوصفه يتبنى فلسفة و رؤى وأهداف أنسانية غايتها سعادة الأنسان و وضعه في المكان المناسب في الوقت المناسب وأن تقبل الأفكار الجديدة لايعني أيضاً عدم أحترام القديم والأستخفاف به أنما هو نتاج العقل البشري في مرحلة معينة وفي معطيات ومتغيرات محددة لم تعد موجودة الآن أو لم يعد لها ذلك الأثر الواضح مما يجعل الجديد والذي هو أيضاً نتاج العقل الأنساني بديلاً عنه لمصلحة اغلبية أبناء المجتمع وأن الأطفال والمراهقين أولى من غيرهم . وبما أن الأطفال قادمون من أسر مختلفة الثقافات وأن المدرسة لها نظام واحد وتعليمات نافذه فأن المشكلة التي يواجهها الإرشاد وكيفية التوفيق بين تعدد الثقافات في المدرسة الواحدة ليس فقط فيما يخص نظام المدرسة وأنما أيضاً  في تقبل كل ثقافة للثقافات الاخرى مما يجعلنا نتوقع حدوث نزاعات وصدامات بين الأطفال بسبب ما أعتادوا عليه في أسرهم من عادات والفاظ ومزحات قد يشتركون في بعضها ويختلفون في البعض الآخر وهنا يكون المرشد بيقظته و ذكاءه يستطيع ان يضيق الفجوة بين الأطفال من خلال إشاعة بعض المفاهيم والألفاظ والسلوكيات التي يتقبلها الجميع من خلال الإرشاد الجمعي في أوقات الفراغ أو في حصص الإرشاد والتوجيه .أن علاقة المرشد القوية بأسر الأطفال يجعله على إطلاع واسع عن حياة هذه الأسر و عاداتهم وتقاليدهم و مستوياتهم الأقتصادية التي قد تكون سبباً أحياناً في نظرة بعض الأطفال الى زملائهم نظرة أستعلاء وتكبر لما تعلمه في الأسر من سلوكيات المجاملة أو المحادثة التي لايتقبلها الآخر. ويجدر بالمرشد أن يسعى الى عقد جلسات وندوات لأسر الأطفال لكي يتعارفوا ويطلع بعضهم على ثقافة البعض الآخر وكيف يفكرون وماذا يريدون من المدرسة والإرشاد ثم أن المرشد نفسه يستطيع إيصال مايريده من أفكار عن العلاقات بين أبنائهم و دور ثقافاتهم في هذه العلاقات و مدى تأثيرها وتأثرها بالأجواء الإجتماعية في المدرسة .

    المرشد والأسرة :

    الأطفال والمراهقون هم أكثر تعلقاً وأعتماداً على الأسرة من الكبار في مراحل دراسية أخرى ومن فئات عمرية أخرى أيضاً والاسرة كذلك أكثر تعاطفاً مع الأطفال لأنهم لازالوا ضعفاء غير قادرين على الإعتماد على أنفسهم تماماً والأسرة عادة تعرف الشيئ الكثير عن الطفل ، والعلاقة بين المرشد والأسرة هي في صالح الطفل والمراهق و ترصين للعمل الإرشادي فضلاً عن أنها تحقق للمرشد مايأتي :

    1. أن الطفل يشعر بالراحة والأمان للمرشد حين يرى أن له علاقة مهنية بأسرته وأنه معروف من قبل الاسرة و مرحب به .

    2. الطفل والمراهق يكون أكثر أنفتاحاً على المرشد حين يفهم طبيعة و هدف العلاقة فيندفع للأستفادة من خدمات الإرشاد دون تردد او خوف .

    3. تعد الأسرة مصدر مهم جداً للمعلومات عن الطفل والمراهق يستفيد منها المرشد كونها معلومات صادقة و دقيقة  صادرة من جهة تراقب وتلاحظ أبنائها وتجمع عنهم المعلومات وتصف سلوكياتهم ومشكلاتهم وأحوالهم بدقة عالية .

    4. بحكم علاقة المرشد بالأسرة فأنها سوف تساعده في ملئ الأستمارات بمعلومات حقيقية عن الطفل وتخبره بأيه تغيرات تحصل للطفل من حيث وضعه الصحي أو نشاطه او أحواله الأخرى .

    5. يجب أن تشترك الأسر مع المرشد في وضع برامج الإرشاد الجمعي خصوصاً بناءً على حاجات الأطفال والمراهقين وأن الأسر لها دور كبير في معرفة وتحديد حاجات الأطفال والمراهقين الإرشادية .

    6. معرفة واقع الأسرة من حيث وضعها الإجتماعي والثقافي والإقتصادي مهم جداً للمرشد في فهم واقع الطفل أو المراهق وخلفيته الأسرية .

    7. زيارة الأسرة للمدرسة والأطلاع على واقع الخدمات والنشاطات التي تقدمها لأبنائهم يعطيهم فكرة واضحة عن طبيعة و أهمية العلاقة مع المدرسة بشكل عام والمرشد بشكل خاص .

    8. تشعر الأسرة بالأمان والأرتياح من جهة أبنائهم ووجودهم في المدرسة لهذه الساعات الطوال حين تتأكد من جدية وأخلاص القائمين على المدرسة من إدارة ومعلمين و مرشدين وخدمات ونشاطات أخرى .

    9. علاقة المرشد بالأسرة يتيح له فرصة تبادل المعلومات عن الأطفال مع أسرهم والدخول في حوارات وتشاورات بشأن مستقبل أبنائهم الدراسي .

    10. علاقة المرشد بأسر التلاميذ تصب في خدمة العلاقة بين المدرسة وأولياء أمور التلاميذ ومؤتمراتهم وإجتماعاتهم الفصلية والسنوية ومدى فائدة وجدية هذه اللقاءات التربوية

    أن هذه العلاقة يمكن أن تثمر عن نشاطات أخرى تخدم المجتمع المحلي من الجانب الثقافي والترفيهي لأسر التلاميذ عندما تتعزز الأواصر واللقاءات بين المدرسة والمجتمع .

    وأن الأسر حين تجد أبنائها مرتاحين وسعداء بالبرنامج الذي يقدمه المرشد فأنهم يشعرون بالراحة أيضاً ويكونون أكثر أنفتاحاً وتعاوناً معه من أجل أبنائهم . ومن خلال الزيارات واللقاءات فأن أسر التلاميذ ستقدم بعض الأفكار والمقترحات على المرشد لصالح ابنائهم وعلى المرشد أن يتقبل مقترحاتهم ويدرسها وقد يجد فيها فائدة فعلاً يمكن أن تغني برنامجه الإرشادي الفصلي أو السنوي ومن خلال الأسرة يستطيع المرشد التعرف على نوع التعزيزات التي تنفع مع أبنائهم ويستجيبون لها ذلك أن كل طفل أو مراهق يستجيب بطريقة تختلف عن غيره للتعزيزات اللفظية أو المكافأت أو التشجيع أو التقييم وغير ذلك . والعلاقة مع الأسرة تكون أكثر فائدة مع الأطفال في المراحل الأنتقالية مثلاً في السنة الأولى للمدرسة الأبتدائية في المراحل يحتاج الاطفال الى تشجيع الأسرة أو حتى مرافقة الطفل من قبل أحد أفراد الأسرة للمدرسة حتى يعتاد على الأستقلالية ويتوافق مع البيئة الجديدة وفي الوقت ذاته فأن الأسر يطلعون على بيئة المدرسة ونظافتها وبرامجها وتوقيتاتها وغير ذلك مما يهم طفلهم وكيفيةأدماجه في مجتمع المدرسة الجديد.

    أن طبيعة نمو الطفل وحاجاته ومتطلباته تحدد الكثير من الخطوات التي يمكن يتبعها المرشد مع الأطفال وهم ينتظمون في صفوف دراسية لأول مرة لها شروطها وتعليماتها وضوابطها في مقابل أن للأطفال حاجاتهم وأحوالهم ومظاهر نموهم التي تدفعهم الى مقاومة هذه الضوابط أو الإحتجاج عليها. أن بعض الأطفال يتعرضون للأهمال من قبل أسرهم والبعض الآخر يتعرضون للإيذاء وسوء المعاملة لأسباب مختلفة وهذا الإيذاء الجسدي والنفسي الذي يتعرض له الأطفال هؤلاء وبشكل مستمر يصبح لديهم شيئ عادي ينتج عنه فشل في الدراسة وأضطرابات نفسيه وسلوكية قد تصل أحياناً الى أرتكاب الجريمة فضلاً عن أنه تصدر عنهم سلوكيات عدوانية تجعلهم منبوذين من اقرانهم وفي أحدى دراساتي للعدوانية بين أطفال المدراس وجدت ان أغلب الأطفال العدوانيين هم من عوائل وأسر

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1