Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل
في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل
في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل
Ebook392 pages2 hours

في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يتحدث الكتاب بالأساس عن أساسيات التعليم الطبي بهدف بناء القدرات وتطوير المهارات للملاكات التدريسية في كليات ومعاهد المجموعة الطبية والصحية. يمثل التعليم الطبي الأساس الصلد الذي تستند عليه الخدمات الصحية التي تقدمها الحكومات لمواطنيها. التعليم الطبي يرفد المجتمع بالأطباء الذين يجب أن يتحلوا بمواصفات عالية. الكتاب يمكن أن ينفع العديد من التخصصات من التدريسيين العاملين في مجال التعليم العالي، حيث هناك العديد من المشتركات، وبالتحديد في العراق والوطن العربي، كونه كتب بلغة الضاد؛ ليكون مساهمة في رفد المكتبة العربية بمؤلَّفٍ علمي تخصصي قد يكون الأول من نوعه. أتمنى أن يكون هذا الكتاب في خدمة الأستاذ والطالب والمثقفين والمواطنين المهتمين بهذا الشأن، وأصحاب القرار في مجال الخدمات التعليمية والصحية، وبالنتيجة خدمة الإنسان عامَّةً؛ من خلال اكتساب المعارف التي تؤهل أفراد المجتمع لفهم عملية إعداد مقدمي الخدمات الطبية والصحية، وممارسة الرقابة المجتمعية على الخدمات الطبية والصحية.
Languageالعربية
Release dateOct 28, 2021
ISBN9789948834984
في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

Related to في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

Related ebooks

Reviews for في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل - د. آمال سويدان

    في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

    د. آمال سويدان

    Austin Macauley Publishers

    في التعليم الطبي الغايات تحدد الوسائل

    الإهداء

    حقوق النشر ©

    تقديم

    مقدمة عن الكتاب

    مقدمة عن التعليم العاليوالتعليم الطبي

    ما التدريس أو التعليم؟

    التدريس

    طرائق التدريس

    أنواع طرائق التدريس

    المحاضرة

    محتويات المحاضرة

    المناقشة (Seminars)

    العصف الذهني (Brain storming)

    المشاريع Projects))

    الزيارات الميدانية (Field visits)

    التبيان العملي (Practical or Laboratory Sessions)

    التدريس السريري (Clinical teaching)

    التعلُّم (Learning)

    كيف نساعد طلبتنا على التعلُّم بشكل أفضل؟

    نظريات التعلُّم

    نماذج مِن السلوكيات التي تساعد الطلبة على التعلُّم

    أبواب التعلُّم

    المعارف

    المهارات

    طرائق تعليم المهارات

    لعب الأدوار (Role play)

    المحاكاة (Simulation)

    دراسة حالات (Case studies)

    التجارب والخبرات المهنية (Job experience)

    التوجُّهات (Attitudes)

    كيفية تعليم التوجُّهات

    طرائق تعليم التوجُّهات للطلبة

    الأهداف التعليمية

    ما الأهداف التعليمية؟

    طريقة صياغة الأهداف التعليمية

    الأهداف التعليمية المعرفية

    مستوى التقويم (Evaluation)

    الأهداف المهارية

    ملاحظة:

    الأهداف الوجدانية

    المنهج Curriculum

    تخطيط المناهج وإدارتها

    الخطوات العشر في تخطيط المناهج

    تحديد الاحتياجات

    وضع وكتابة الأهداف التعليمية

    تحديد محتويات المنهج وإقرارها

    ترتيب المحتويات

    إقرار الاستراتيجيات التعليمية

    اختيار طرائق التدريس وإقرارها

    تخطيط الامتحانات والتقييم

    إعلام الطلبة والتواصل معهم حول المنهج

    تعزيز بيئة ملائمة للتعلُّم

    إدارة المناهج

    المقررات الدراسية الاختيارية

    التقييم والامتحانات

    تصنيفات امتحانية

    طرق الامتحان وأدوات الامتحان

    الامتحانات الموضوعية Objective Testing

    أسئلة يبني أجوبتها الطالب

    Constructed Response Question

    الامتحانات السريرية

    (Objective Structured Clinical Examination)

    اختيار الأدوات الامتحانية

    ضمان جودة الامتحانات

    الصلاحية

    الموثوقية

    الاستراتيجيات التعليمية

    التعلُّم الذاتي

    لمحات مِن الواقع للتعلُّم الذاتي

    مفاهيم مختلفة للتعلُّم الذاتي

    التعلُّم الذاتي أم التعلُّم المفتوح؟

    التعلُّم الذاتي حلٌّ لمشكلات واقعية

    اتَّجاهات التعلُّم الذاتي

    التعلُّم باعتماد المشكلات (Problem Based learning PBL)

    الممارسة الفعليَّة

    مميزات المجموعة الجيدة والفاعلة

    تأهيل الملاكات التدريسية للعب دور الميَسِّر

    صفات الميَسِّر الجيد

    كيف نقوم بإعداد المشكلات الدراسية؟

    طرائق التقييم والامتحانات في التعلُّم باعتماد المشكلة

    التعلُّم التكاملي

    المجموعات الصغيرة

    مميزات التعليم والتعلُّم في المجموعات الصغيرة

    دور التدريسي في إدارة المجموعات الصغيرة

    إدارة المجموعات الصغيرة وأساليب التدريس

    ورش العمل

    التنفيذ الناجح لورشة العمل

    التعليم الإلكتروني

    التقنيات التي تُستخدَم في التعليم الإلكتروني

    تطوير الملاكات

    التعليم الطبي المستمر

    المصادر

    الإهداء

    أهدي كتابي هذا إلى كلِّ مَن درَّس لي وعلَّمَني مِن المعلمات والمدرسات في المدارس، والأساتذة والأستاذات في كليات الطب، فلهم جزيل الشكر والتبجيل.

    كما أهديه لكل مَن عمل في مهنة التدريس، ومنهم الأطباء؛ لأنَّ العطاء في التدريس والتعليم والطب هو السموُّ والرفعة والسعادة في الحياة.

    مَن يستحق الشكر أيضًا هم طلبة كليات الطب، هؤلاء الأبطال مِن بنين وبنات الذين يبذلون الجهود الكبيرة ولساعات طويلة يوميًّا لا لشيء إلا ليفهموا العلوم الطبية، ويتقنوا المهارات اللازمة لهم ليكونوا أطباء أكْفاء.

    فلكلِّ طالب وطالبة كانوا وما زالوا وسيكونون في إحدى كليات الطب العراقية أهدي كتابي مع محبتي وتقديري لما يتحمَّلونه مِن جهد، وأمنياتي لهم بالنجاح والرضا عن الذَّات.

    حقوق النشر ©

    د. آمال سويدان 2021

    تمتلك د. آمال سويدان الحق كمؤلفة لهذا العمل، وفقًا للقانون الاتحادي رقم (7) لدولة الإمارات العربية المتحدة، لسنة 2002 م، في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

    جميع الحقوق محفوظة

    لا يحق إعادة إنتاج أي جزء من هذا الكتاب، أو تخزينه، أو نقله، أو نسخه بأي وسيلة ممكنة؛ سواء كانت إلكترونية، أو ميكانيكية، أو نسخة تصويرية، أو تسجيلية، أو غير ذلك دون الحصول على إذن مسبق من الناشرين.

    أي شخص يرتكب أي فعل غير مصرح به في سياق المذكور أعلاه، قد يكون عرضة للمقاضاة القانونية والمطالبات المدنية بالتعويض عن الأضرار.

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948834977 (غلاف ورقي)

    الرقم الدولي الموحد للكتاب 9789948834984 (كتاب إلكتروني)

    رقم الطلب:MC-10-01-2346649

    التصنيف العمري: E

    تم تصنيف وتحديد الفئة العمرية التي تلائم محتوى الكتب وفقًا لنظام التصنيف العمري الصادر عن المجلس الوطني للإعلام.

    الطبعة الأولى 2021

    أوستن ماكولي للنشر م. م. ح

    مدينة الشارقة للنشر

    صندوق بريد [519201]

    الشارقة، الإمارات العربية المتحدة

    www.austinmacauley.ae

    202 95 655 971+

    تقديم

    الأكارم مؤسسة أوستن مكاولي الموقرون،

    تحية وبعــد،

    فقد نجحَ مسعايَ في تشجيع الدكتورة آمال سويدان على التأليف. فلقد خبِرتُ قدرتَها على إيصال أفكارِها لما يربو على عقد من الزمن. شاهدتُها تبهر المؤتمِرين خارج العراق وداخله، واستمعت إليها تدرِّب رفاقها. أمّا مرجِع اقتناعي بها: مؤلفة ومدربة وتدريسية؛ فهو كونها زاملتني في جامعة النهرين حين كنت في رئاستها، وكذلك كوني شاركتها في اجتماعات مهنية، وقرأتُ لها، وتابعتُ جهودها في تطوير الذات.

    اسمحوا لي أن أتقدّمَ لكم بالتقدير، وأتوسّمَ منها ما يزيدني فخرًا..

    وتقبلوا فائق الإحترام..

    الأستاذ الدكتور محمد جـــابر

    رئيس جامعة النهرين الأسبق - العراق

    مقدمة عن الكتاب

    يتحدَّث الكتاب بالأساس عن التعليم الطبي الذي أصبح علمًا وتخصُّصًا دقيقًا تُمنح فيه إجازات وشهادات عليا، مثل الدبلوم والماجستير والدكتوراه مِن قِبَل مراكز علمية عالمية رصينة محدودة تتوزع على عدد مِن الدول المتقدمة.

    والهدف مِن هذا بناء القدرات، وتطوير المهارات للملاكات التدريسية في كليات ومعاهد المجموعة الطبية والصحية.

    ومع ذلك فالكتاب يمكن أن ينفع في العديد مِن التخصصات التدريسية للعاملين في مجال التعليم العالي؛ إذ إنَّ هناك العديد مِن المشتركات، وبالتحديد في العراق والوطن العربي، كونه كُتِبَ بلغة الضاد.

    جاء تأليف هذا الكتاب عن التعليم الطبي وباللغة العربية ليكون مساهمة في رفد المكتبة العربية بمؤلَّف علمي تخصُّصي يقرؤه التدريسي في كليات المجموعة الطبية، وكليات التقنيات الصحية والمعاهد الصحية بسهولة ويسر ووضوح، وبوقت أقصر ممَّا تتطلَّبه دراسة المصادر الأجنبية.

    الخدمات الطبية والصحية ضرورة أساسية مِن ضرورات الحياة، وحقٌّ مِن حقوق المواطن على الحكومة التي يتوجَّب عليها ضمانه بما يرضي الجميع.

    أهم عناصر هذا النشاط الخدمي هو الإنسان مقدِّم الرعاية والخدمة الصحية لمستحقِّيها.

    يتمُّ إعداد مقدِّمي الخدمات الصحية والطبية مِن خلال برامج أكاديمية تخصصية تشمل دراسة نظرية وتدريبًا عمليًّا.

    هذه العناصر البشرية يجب أن تتحلَّى بمستوًى معين مِن الكفاءة العلمية والأداء المتميز، واليوم نرى العالم يضع معايير لضمان جودة البرامج الأكاديمية ومطابقة خريجيها لمواصفات محدَّدة مِن قِبَل أعلى الهيئات الطبية العالمية، وذلك لإرضاء الإنسان المستفيد مِن الخدمة، وكذلك للاستغلال الأمثل للموارد وتقليل الهدر، واحتواء النفقات الصحية التي تستنزف ميزانيات الدول عمومًا، فالاقتصاد هو شريان الحياة النابض.

    مِن هنا جاء مفهوم الرقابة المجتمعية؛ إذ يكون على أنظمة الإدارة والحكم التي تتمتع بالنزاهة والشفافية كما ينبغي أن تتيح للمجتمع الاطِّلاع على كثير مِن الأمور التي تخصُّه، ومنها الخدمات التي تقدِّمها الدولة عامةً، وعلى سبيل المثال لا الحصر التعليم الطبي، والخدمات الطبية والصحية.

    ولكي تكون رقابة المجتمع على الخدمات مثمرة وإيجابية، يجب أن يفهم الناس جيدًا ماهية هذه الموضوعات، ومنهم المثقفون والإعلاميون، بحيث يتعرفون على تفاصيل تساعدهم في فهم مهنة الطب، وتقدير مصاعب إعداد الطبيب، وطول طريق المهنة الطبية، ما يعزِّز العلاقات الصحيحة بين أفراد المجتمع، ومنها علاقة الطبيب بالمريض وبالمجتمع.

    كذلك تتيح لهم هذه المعرفة مناقشة أفضل، وأن يلعبوا دورًا فاعلًا في ضمان جودة البرامج التعليمية، وجودة الخدمات الطبية والصحية، والوصول إلى نتائج إيجابية لحلِّ مشكلات الممارسات الطبية التي تحدث أحيانًا مِن خلال لغة متبادَلة بين الجميع.

    أتمنَّى أن يكون هذا الكتاب في خدمة الطالب والأستاذ والمثقفين والمواطنين المهتمِّين بهذا الشأن، وأصحاب القرار في مجال الخدمات التعليمية والصحية، وبالنتيجة خدمة الإنسان أينما كان.

    مقدمة عن التعليم العالي والتعليم الطبي

    هناك حقيقة معروفة منذ زمن بعيد، هي استمتاع الأطباء بتعليم طلبة كليات الطب والأطباء المقيمين، والتعليم هنا يمثل جزءًا مهمًّا مِن سلوكيات مهنة الطب وأخلاقياتها، وفي ثقافتنا نحن نؤمن بأن زكاة العلم نشره.

    لكن الوضع ولأسباب محدَّدة لَم يبقَ ممتعًا بنفس الدرجة كما كان بسبب ما حدث مِن تغييرات متسارعة في مجال الممارسة الطبية وفي مجال التعليم الطبي، ما جعل الأطباء يعانون مِن تعدُّد الأدوار التي يجب أن يلعبوها في مجال عملهم، فالطبيب لديه التزامات متنوعة ومتشعبة مع المرضى، وهي الأهم بين جميع الالتزامات، وهو المدرس، وهذا دور آخر شديد الأهمية والصعوبة، إن لَم نقل إن التدريس هو مهنة شاقة تستنفد الكثير مِن طاقة المدرس ووقته.

    وهو الإداري الذي يدير فعالية معينة، ويتحمَّل أعباء الإدارة، وهو الباحث العلمي، وهو المشرف النفسي والتربوي والأكاديمي لطلبته، وهو المدرب العملي والسريري للطلبة وللأطباء المقيمين ولطلبة الدراسات العليا، إلى غير ذلك مِن الأدوار الحالية والمستقبلية ربما.

    وكنتيجةً لذلك يتولَّد الشعور بالضغوط العملية الكثيرة، وأولها ضيق الوقت، وبالتالي لَم يعد تدريس الطلبة والأطباء ممتعًا كما كان.

    ونحن نعرف أنَّه لَم يتمَّ إعداد الأطباء لمهمة التدريس، ولَم يتمَّ تدريبهم على أي مِن المهارات المطلوبة لهم كتدريسيين، شأنهم في هذا شأن المهندس والمحامي والإحصائي والمحاسب وجميع الخريجين مِن كافة الاختصاصات، عدا خريجي كليات التربية الذين تعدُّهم كلياتهم لمهنة التدريس.

    لكن الطموح ونَيل شهادات عليا كالماجستير والدكتوراه يضع هؤلاء الأطباء والمهندسين والمحامين وغيرهم أمام طلبة ليقوموا بالتدريس لهم!

    نعم تدريس طلبة الجامعات، وهذه مهنة حساسة وشاقة، وهي علم وفن وأخلاق، وعليهم أداؤها بنجاح، لكنهم وخلال مراحل دراساتهم لَم يتلقَّوا أي دروس تؤهلهم للعمل كمدرسين، فقد تمَّ إعدادهم للعمل في حقول الهندسة والطب والمحاماة وما إلى ذلك، ما قد يضعهم كمدرسين في مواقف صعبة عليهم وعلى طلبتهم، بل ربما يؤثر على حماس الطلبة واهتمامهم بدراستهم، وقد يؤثر هذا على نِسَب النجاح، وعلى مواصفات الخريج، وانسجام هذه المواصفات مع متطلبات سوق العمل؛ لذلك تقوم الجامعات بإدخال هؤلاء في برامج مهنيَّة خاصة بالتدريس والتعليم لغرض تمكينهم مِن القيام بمهمة التدريس والتعليم بكفاءة ونجاح، فاليوم لَم يعد مقبولًا اعتبار التدريس مهمة بسيطة يمكن لأي طبيب القيام بها بنجاح؛ إذ إن أشياء كثيرة قد تغيَّرَت وازدادت تعقيدًا، ومنها مبادئ طرائق التدريس الفاعلة، وأساليب التدريس، وفحوى المناهج الدراسية، وموثوقية التقييم والامتحانات، ونوعية الخريج، كلها أصبحَت خاضعة للمراقبة والتقييم والتقويم على أساس معايير محدَّدة، ويُنظَر لها الآن كأحد متطلبات عمل الطبيب الاختصاصي حسب المواصفات التي أصدرَتها مؤسسات علمية عالمية تُعنَى بشؤون الطب والتعليم الطبي، ومِن أمثلتها: منظمة الصحة العالمية، والاتحاد العالمي للتعليم الطبي، والمجلس الطبي البريطاني، وكذلك اعتبرتها مهارة يتمُّ تعلُّمها وإتقانها بواسطة التعليم والتدريب كأي مِن المهارات الطبية المتعددة.

    اليوم نتوقع ونحتاج مِن كل طبيب اختصاصي أن يمارس نشاطات تدريسية، سواء بتدريس طلبة كليات الطب، أو الأطباء المقيمين، أو طلبة الدراسات الطبية العليا، وكذلك العاملين في الرعاية الصحية مِن غير الأطباء، وعليه نتمنَّى أن يحصل الأطباء على تدريب منهجي ورسمي في حقل التعليم الطبي، مثل طرائق التدريس، وإعداد المناهج والامتحانات، والتخطيط لها، ولا يمكن في هذه الحقبة الزمنية أن نترك مصير الطالب معلَّقًا باجتهادات شخصية لملاكات ليست تدريسية أصلًا.

    يجب أن نتذكر أنَّ معظم الأطباء لا يبدؤون حياتهم كتدريسيين، ولا يعلمون القدر الكافي مِن مهارة التعليم، وأنَّ زيادة الكفاءة التدريسية تحتاج إلى تطوير وصقل مستمِرَّين.

    تشهد المجتمعات المعاصرة تغييرات مهمة في أنماط الرعاية الصحية التي تقدِّمها السلطات الصحية إلى مختلف شرائح المجتمع، إضافةً إلى تغييرات مماثلة في السياقات والطرائق المعتمدة في تدريس طلاب الكليات الطبية وتدريبهم، ويعكس لنا الواقع تراجعًا ملحوظًا في مستوى بعض الخريجين لعدد مِن الكليات التي لَم تطوِّر مناهجها الدراسية ولا طرائق التعليم والتدريب، ولا طرائق الامتحانات فيها.

    شكَّلَت هذه التغييرات تحدِّيًا كبيرًا لكلِّ العاملين في مجال التعليم والتدريب الطبي، ضيق الوقت، وكثرة الواجبات، وتعدُّد الأدوار المطلوبة مِن الطبيب التدريسي، وتطوُّر علوم التعليم الطبي وفنونه هو الجانب الأهم مِن هذه التحديات.

    على الساحات الطبية اليوم معايير لبرامج التعليم الطبي، على مستوى الدراسات الأولية وعلى مستوى البرامج التعليمية التخصصية أو العليا، إضافةً إلى برامج التعليم الطبي المستمر وبرامج تطوير الملاكات وضعَتها منظمات علمية عالمية تضمُّ خبراء مِن مختلف أنحاء العالم.

    كما تمَّ تحديد مواصفات لخريجي كليات الطب تحدِّد الخطوط الأساسية لما يجب أن يتمتع به مَن يسعى ليكون طبيبًا مِن المعارف العلمية، والمهارات الفكرية واليدوية، وكذلك السلوكيات المهنية، أو آداب مهنة الطب.

    النمو المتواصل والمتسارع في المعارف والعلوم الطبية، الرقابة المجتمعية والمسؤولية القانونية التي تحكم الممارسة الطبية، نوعية المرضى ومتطلباتهم التشخيصية والعلاجية الحديثة، إضافة إلى نوعية الطلبة، وتغيُّر نوعية تقنيات التعلم؛ كلها عوامل مهمة يجب الاستجابة لها إذا أردنا النجاح لعملنا، والنجاح لطلبتنا في عملهم في المستقبل.

    ممَّا تقدَّمَ نرى بوضوح أهمية التعليم والتدريب الطبي كعلم معاصر هدفه مواجهة التحديات آنفة الذِّكر لغرض الارتقاء بنوعية الخريج، وزيادة كفاءته ومهاراته، واحتواء العديد مِن المصاعب والمعاناة التي يعيشها الطالب على مدى ست سنوات أو أكثر.

    أمَّا النتيجة النهائية التي تهمُّنا جميعًا فهي سلامة المريض، والارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، والوقاية مِن الأمراض والمشكلات الصحية، وتعزيز صحة الإنسان.

    ما التدريس أو التعليم؟

    التدريس

    هو عملية تفاعلية بين المعلم والمتعلمين هدفها مساعدة المتعلم على اكتساب المعارف والمهارات والتوجُّهات المحددة مسبقًا التي تُحدِث تغييرًا في سلوكه وشخصيته، أو تمكِّنه مستقبلًا مِن أداء عمل معيَّن مخطَّط له ضمن مخرجات البرامج التعليمية المختلفة، وهذا يظهر بوضوح في دراسة الطب، والهندسة، والقانون، والإعلام، والتربية، ومعظم التخصصات الأخرى التي تهيّئ المتعلِّم لأداء وظائف محدَّدة يحتاجها المجتمع، ومنها التعليم والتدريس، ومنها الطب على سبيل المثال لا الحصر.

    وبالإمكان استخدام تعريف آخر للتدريس لا يختلف عن الأول في جوهره، لكنه سهل الفهم والحفظ، ويلخِّص

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1