Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي: حاضنات الأعمال والواحات العلمية
حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي: حاضنات الأعمال والواحات العلمية
حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي: حاضنات الأعمال والواحات العلمية
Ebook584 pages3 hours

حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي: حاضنات الأعمال والواحات العلمية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

"هذا الكتاب يتضمن هذا الكتاب الحديث أبعاد إنشاء حاضنات الأعمال، والواحات العلمية وإدارتها في منظومة الاقتصاد المعرفي، ويوضح للدارسين والممارسين مفهوم حاضنات الأعمال وخدماتها وعملياتها، ومقومات نجاحها، وكيفية إدارتها، وتقويم أدائها وقياسه. ثم يستعرض موضوع الواحات العلمية، وتطورها ودورها وخدماتها وإدارتها وتقويم أثرها. وهو بمثابة الدليل الإرشادي المبدئي لإدارة الحاضنات والمسرعات وتشغليهما، وفهم دور واحات العلوم. وقد حرص المؤلفان على أن يقدماه بطريقة علمية واضحة للطالب الجامعي والشخص المتخصص والقارئ الشغوف. كما تم الاعتماد في العرض والتقديم على الاستشهاد بالأمثلة والصور المساندة؛ لإيضاح المفاهيم والخطوات. وتم وضع تمارين وتدريبات في آخر كل فصل، كي تكون متاحة للأساتذة الراغبين في الاستعانة بهذا الكتاب في تدريسهم ودوراتهم التدريبية. ويمكن للقارئ الاستعانة بالوسائل التعليمية الأخرى والإثراء لهذا الكتاب من خلال زيارة موقع الكتاب www.edarah.net "
Languageالعربية
PublisherObeikan
Release dateJan 1, 2020
ISBN9786035093057
حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي: حاضنات الأعمال والواحات العلمية

Related to حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي

Related ebooks

Reviews for حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    حاضنات الأعمال والواحات العلمية - المفاهيم والتطبيقات في الاقتصاد المعرفي - أحمد بن عبد الرحمن الشميمري

    شركة العبيكان للتعليم، 1441هـ

    فهرسة مكتبة الملك فهد الوطنية أثناء النشر

    الشميمري؛ أحمد عبدالرحمن

    حاضنات الأعمال والواحات العلمية./ أحمد عبدالرحمن الشميمري؛ سرور علي سرور؛ -الرياض، 1441هـ

    ردمك: 7-305-509-603-978

    1-إدارة الأعمال 2- حاضنات الأعمال

    أ. سرور؛ سرور علي (مؤلف مشارك)

    ب. العنوان

    ديوي 658 2938/ 1441

    حقوق الطباعة محفوظة للناشر

    الطـبعة الأولى

    1441هـ / 2020م

    نشر وتوزيع C:\Users\user\Desktop\New folder (5)\Untitled-1-web-resources\image\2.png

    المملكة العربية السعودية-الرياض

    طريق الملك فهد-مقابل برج المملكة

    هاتف: 4808654 11 966+، فاكس: 4808095 11 966+،

    ص.ب: 67622 الرياض 11517

    جميع الحقوق محفوظة. ولا يسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب أو نقله في أي شكل أو واسطة، سواء أكانت إلكترونية أو ميكانيكيـــة، بما في ذلك التصوير بالنسخ (فوتوكوبي)، أو التسجيل، أو التخزين والاسترجاع، دون إذن خطي من الناشر.

    مقدمة

    الطبعة الأولى

    تعتبر حاضنات ومسرعات الأعمال والواحات العلمية إحدى الوسائل المهمة لنمو الأعمال، وتسريع التطوير الناجح للأعمال المبتدئة، وإنشاء الشركات عن طريق توفير منظومة من الموارد والخدمات المستهدفة لرواد الأعمال. وقد تزايدت أهمية حاضنات الأعمال، كأدوات اقتصادية في آخر عقدين من الزمن، لتصبح إحدى الأدوات المعتبرة لتحفيز التنمية المحلية. إذ توفر الحاضنات تسهيلات وخدمات (مثال ذلك، تخطيط الأعمال، والدعم القانوني والإداري والمحاسبي والتسويقي)، لتسهيل نمو الأعمال الصغيرة. كما تتمتع الشركات المقيمة في الحضانة بمعدل أعلى كثيرًا للبقاء على قيد الحياة، مما تتمتع به الأعمال الصغيرة بصفة عامة. والهدف الرئيس لحاضنات الأعمال هو إنتاج شركات ناجحة تتخرج من البرنامج، وهي قادرة على الاستمرار ماليًّا، وقائمة بذاتها عمليًّا. كما يمكن أن يوفر خريجو الحاضنة فرصًا وظيفية جديدة، ويستخدموا التقنيات الجديدة، ويسهموا في اقتصادياتهم المحلية والوطنية.

    ويعتبر الاستعداد لتوجيه الإدارة، والمساعدة التقنية، والاستشارات التي تقدم للشركات اليافعة أمورًا حاسمة لتعريف الحاضنة. وعادة توفر الحاضنات للعاملين اتصالًا بمكان مناسب للإيجار، وإيجارات مرنة، وخدمات ومعدات أعمال أساسية مشتركة، وخدمات ومساعدة دعم تقنية للحصول على التمويل اللازم لنمو الشركة. وتختلف الحاضنات في طريقة تقديمها لخدماتها، وفي هيكلها التنظيمي، وفي أنواع العملاء الذين تخدمهم. إذ إن الحاضنات المرنة تكون ذات أهداف مختلفة، تناسب تنوع الاقتصاديات الحضرية، وتوفير العمالة وزيادة الثروة للمدن الأقل تطورًا، ونقل التقنية من الجامعات والمنشآت الكبيرة. وينتج عن ذلك منتجات وخدمات تحسن جودة حياتنا في المجتمعات حول العالم.

    وقد ركزت برامج الحضانة المبكرة على شركات التقنية المتنوعة، أو على خليط من شركات خدمات وتقنية وصناعة خفيفة، ويشار إليها في وقتنا الحالي بأنها حاضنات الاستخدام المختلط. وفي العصر الحديث، ظهرت حاضنات جديدة تستهدف صناعات أخرى مثل تشغيل الأغذية، والتقنيات الطبية، وتقنيات السيراميك، والفن والنحت، وتطوير نظم البرامج الحاسوبية والهواتف الذكية. كما استهدفت الحاضنات الجديدة برامج الذكاء الصناعي لدعم إنتاج المنشآت الصغيرة، واحتياجات النساء والأقليات، والمحاولات البيئية والاتصالات.

    ومن جانب آخر، تعتبر الواحات البحثية سوقًا ناميةً غنيةً بالمصادر القوية لريادة الأعمال، والموهبة، والقدرة التنافسية الاقتصادية للمناطق والدول. وقد أصبحت ركنًا أساسيًّا مفتاحيًّا في البنية التحتية الداعمة لنمو اقتصاد المعرفة اليوم. وذلك من خلال توفيرها لبيئة ملائمة يعمل فيها الباحثون والشركات بجانب بعضهم البعض، كما تعمل الواحات البحثية على إيجاد بيئة تعزّز فيها التعاون والابتكار، وتشجّع تطوير التكنولوجيا ونقلها وتسويقها.

    وتأصيلًا لهذا العلم في عالمنا العربي قمنا بتأليف هذا الكتاب، الذي يتضمن أبعاد إنشاء حاضنات الأعمال والواحات العلمية وإدارتها في منظومة الاقتصاد المعرفي، ويوضح للدارسين والممارسين مفهوم حاضنات الأعمال وخدماتها وعملياتها، ومقومات نجاحها، وكيفية إدارتها، وتقويم أدائها وقياسه. وبعد ذلك ستعرض موضوع الواحات العلمية وتطورها ودروها وخدماتها وإدارتها وتقويم أثرها. وهو بمثابة الدليل الإرشادي المبدئي لإدارة وتشغيل الحاضنات والمسرعات، وفهم دور واحات العلوم. وقد حرص المؤلفان على أن يقدما بطريقة علمية واضحة للطالب الجامعي والشخص المتخصص. كما تم الاعتماد بالعرض على الاستشهاد بالأمثلة والصور المساندة؛ لإيضاح المفاهيم والخطوات. وتم وضع تمارين وتدريبات في آخر كل فصل، كي تكون متاحة للأساتذة الراغبين في الاستعانة بهذا الكتاب في تدريسهم ودوراتهم التدريبية.

    وإنني أشكر فريق العمل العلمي الذي شارك في هذا العمل، وعلى رأسهم سعادة الأستاذ الدكتور سرور علي سرور، الذي شاركني تأليف هذ الكتاب، كما أشكر وزارة التعليم العالي وجمعية ريادة الأعمال، التي نشرت الكتاب، وكرسي تنمية الموارد البشرية وريادة الأعمال على دعمه للكتاب. كما أشكر سعادة الدكتورة وفاء المبيريك عميد كلية الإدارة والأعمال بجامعة الأميرة نورة على مراجعتها للكتاب، وإبداء الملاحظات القيمة لتطويره.

    آملين أن نتلقى الملاحظات والاقتراحات لتطوير الكتاب في طبعاته القادمة بإذن الله. والله ولي التوفيق.

    أ.د. أحمد بن عبدالرحمن الشميمري

    alshum@yahoo.com

    1/8/2014 المدينة المنورة

    الباب الأول

    المنظومة البيئية لريادة الأعمال

    Environmental System for Entrepreneurship

    الفصل الأول

    منظومة ريادة الأعمال

    Entrepreneurship Ecosystem

    • مقدمة

    • مكونات منظومة ريادة الأعمال

    • المنظومة الجزئية

    • المنظومة الكلية

    1-1 مقدمة Introduction

    يعتبر النظام البيئي الريادي أمرًا مهمًّا في توجيه التفكير نحو ريادة الأعمال. فلا تستطيع مسابقات خطة العمل والحاضنات والمسرعات وشبكات رأس المال الجريء والعلاقات الشبكية والمسرعات كل على حدة في توفير المناخ المناسب لنمو ريادة الأعمال، وربما أدت جهودها الفردية للفشل عندما تعمل في معزل عن نظام موحد. فهناك عناصر مختلفة تدفع كل منهما الآخر في تحقيق بناء منظومة ريادة الأعمال المفيدة. هذه المنظمومة من المتوقع أن تعمل في تناغم يساعد على تكوين دورة تعطي تدفقًا سلسًا للأنشطة من أجل بناء العقلية الريادية.

    يهدف هذا الفصل إلى إيضاح فكرة وجود منظومة من البنية الداعمة لريادة الأعمال، يمكن اعتبارها أساسًا لإنماء الريادية في المجتمع في إطار مؤسساتي. ويبين موقع حاضنات ومسرعات الأعمال ودورها في بناء البيئة الريادية وتمكينها في المجتمعات، كما يوضح دور الواحات العلمية في هذه المنظومة. ويستعرض هذا الفصل منظومة ريادة الأعمال، التي تم تقسيمها لمنظومة جزئية قريبة من رائد الأعمال، هي البحث العملي التطبيقي، والأسرة والأصدقاء، وحاضنات ومسرعات الأعمال، ورأس المال الجريء، والداعمون. ومنظومة كلية تحوط برائد الأعمال، تتضمن العوامل الثقافية، والعوامل القانونية والتشريعية، والعوامل السياسية، والعوامل الاقتصادية، والبنى التحتية.

    2-1 مكونات منظومة ريادة الأعمال

    Components of Entrepreneurship Ecosystem

    هناك عدد من العوامل المتداخلة والمتكاملة التي تسهم في نمو ريادة الأعمال ودعمها في المجتمعات، يمكن أن نطلق عليها منظومة ريادة الأعمال، وتسمى في بعض الدراسات المنظومة البيئية لريادة الأعمال. وقد أسهم عدد من الباحثين في وضع نماذج متنوعة لمنظومة ريادة الأعمال. ومن تلك النماذج التي وجدت قبولًا في أدبيات ريادة الأعمال ما قام به دانيال إيسينبرغ Daniel Isenberg 2011 من كلية بابسون، وذلك بتطوير مقاربة مميزة للمنظومة. وأكد إيسينبرغ أن هذا النموذج يشكل إستراتيجية جديدة وفعالة، من حيث التكلفة لتحفيز الازدهار الاقتصادي. وأن هذا النهج يحتمل أن يصبح (شرطًا مسبقًا) للتوجه الناجح نحو الابتكار واقتصاد المعرفة والسياسات التنافسية الوطنية. وقد حدد إيسينبرغ ستة عوامل تشكل منظومة ريادة الأعمال، هي: ثقافة مواتية، وسياسات ممكنة، وتوافر التمويل المناسب، ورأس المال البشري الجيد، والأسواق المتاحة، ومجموعة من المؤسسات الداعمة. وتضم هذه العوامل الرئيسة عشرات العناصر التي تتفاعل بطرق معقدة للغاية ومتكاملة. (Isenberg 2011).

    وقد عرف كيو وكيو 2011 Kew and Kew النظام البيئي لريادة الأعمال بأنه «المنشآت الريادية، والموارد، والناس، والمناخ الضروري للمساعدة في إنماء ريادة الأعمال». تتكون هذه المنظومة من عناصر وأفراد ومنظمات وجهات محيطة برائد الأعمال تعين توجه الفرد أو تعيقه نحو ريادة الأعمال. ويمكن تصنيف هذه العوامل المكونة لمنظومة ريادة الأعمال إلى قسمين هما:

    أولًا: المنظومة الجزئية (Micro-Ecosystem)، وهي المنظومة المتصلة مباشرة بريادة الأعمال، وتدخل مع مكونات الأعمال الريادية أو تتفاعل معها، بحيث يعتبر وجودها أساسيًّا لنمو ريادة الأعمال وازدهاره.

    وتشمل المنظومة الجزئية العوامل الآتية:

    1. البحث العلمي التطبيقي.

    2. الأسرة والاصدقاء.

    3. حاضنات الأعمال ومسرعاته.

    4. رأس المال الجريء، والمستثمرون الملاك.

    5. الداعمون.

    ثانيًا: المنظومة الكلية (Macro-Ecosystem)، وهي المنظومة المحيطة بريادة الأعمال، وتؤثر بطريقة غير مباشرة بنمو رواد الأعمال والأعمال الريادية. كما يعتبر توفرها أمرًا حاسمًا، لتوفير البيئة الصحية، التي يمكن من خلالها دعم التوجه العام نحو التميز فى الأعمال الريادية.

    وتشمل المنظومة الكلية العوامل الآتية:

    1. العوامل الثقافية.

    2. العوامل القانونية والتشريعية.

    3. العوامل السياسية.

    4. العوامل الاقتصادية.

    5. البنى التحتية

    رقم (1-1) المنظومة الكلية والجزئية لريادة الأعمال

    وفيما يلي يقدم الفصل شرحًا لهذه العوامل، وأثرها على إنماء ريادة الأعمال في المجتمعات والدول.

    3-1 أولًا: المنظومة الجزئية

    Micro-Ecosystem

    وتشمل المنظومة الجزئية لريادة الأعمال العوامل الآتية:

    1. البحث العلمي التطبيقي.

    2. الأسرة والأصدقاء.

    3. حاضنات ومسرعات الأعمال

    4. رأس المال الجريء والمستثمرون الملاك.

    5. الداعمون.

    ويبين الشكل الآتي عناصر هذه المنظومة.

    C:\Users\user\Desktop\New folder (5)\Untitled-1-web-resources\image\4.png

    الشكل رقم (2-1) المنظومة الجزئية لريادة الأعمال (Micro-Ecosystem)

    1. البحث العلمي التطبيقي Applied Research

    البحث العلمي التطبيقي هو منبع الأفكار الابتكارية، التي تعبر بالدول نحو التنافسية العالمية والتقدم العلمي. كما أن البحث التطبيقي يعتبر من المرافق الاستثمارية المهمة التي تؤدي إلى التحولات التكنولوجية بجميع أبعادها المادية والبشرية والنظرية والتطبيقية والمدنية والعسكرية. ويعتبر البحث العلمي كأي استثمار اقتصادي يعتمد على معايير تقييم الجدوى والكفاءة. فالبحث نشاط علمي تكنولوجي مؤسسي، يقوم على توجيه مخطط للإنفاق الاستثماري وفق معايير الجدوى الاقتصادية، وذلك لتعزيز المعرفة العلمية في المجالات كافة، وربطها بوسائل الاختبار والتطبيق والإنتاج، بما يضمن تطويرًا أو ابتكارًا أو اختراعًا لتوليد أجهزة أو مواد أو أساليب إنتاج أو منتجات جديدة أو محسنة أو لرفع الكفاءة الإنتاجية. وغالبًا ما تستخدم مؤشرات لربط البحث والتطوير بالأداء الاقتصادي، ومنها على سبيل المثال حجم الإنفاق الاستثماري الحقيقي، ونسبة هذا الإنفاق إلى مجموع الإنفاق في منشأة أو صناعة أو بلد ما، وعدد العلماء والتقنيين من المتخصصين في العلوم التطبيقية والهندسية العاملين في البحث والتطوير والخبراء ذوي المؤهلات العالية في مجالات تقييم المشروعات وتقييم كفاءة الأداء، وقيمة النواتج المباشرة لنشاطات البحث والتطوير: كالأجهزة الرأسمالية، والمواد المستخدمة، والمنتجات النهائية، والكوادر المدربة، والبحوث العلمية المتخصصة، وبراءات الاختراع، وقواعد المعلومات، وغيرها. (عبيدات 2008).

    وتعتبر الجامعات محاضن تنمية، وتطوير مخرجات البحث العلمي التطبيقي، وتستأثر البلدان الغربية بأفضل جامعات العالم وأكثرها تطورًا؛ فالجامعات المئة الأولى في العالم تستأثر بها ستة بلدان متقدمة. ومن أبرز مظاهر التقدم في دعم ريادة الأعمال التركيز على دعم ميزانيات الأبحاث العلمية، واستقطاب الكفاءات البحثية المتمكنة. ونشر البحوث والدراسات العلمية، التى تنفذها مراكز البحوث وأعضاء هيئة التدريس، بما فى ذلك مشاريع التخرج. وقد أنفقت الدول الغربية بسخاء، أدى ذلك إلى أكثر من 831,000 براءة اختراع خلال الفترة من 2003 - 2010م. كان نصيب الدول المتقدمة منها 797,000. كما أدى ذلك إلى أن يصل عدد الأوراق العلمية في المجلات العلمية المفهرسة لجامعة مثل جامعة هارفارد إلى أكثر من 797.000 ورقة علمية منشورة في عام واحد.

    ودعمًا لريادة الأعمال، فإن بعض الدول تضع أولويات للبحث العلمي الجامعي تتسق مع الخطة الوطنية للعلوم والتقنية، وتقوم بتوجيه الدراسات والبحوث المختلفة في الجامعات، ومراكز البحوث المختلفة مع حاجات القطاعات الإنتاجية، ومن هنا تبرز أهمية إنشاء مراكز متقدمة للبحث والتطوير على جميع المستويات، وجذب العلماء، وتقديم حوافز سخية لهم. إضافة إلى البرامج المتقدمة في التدريب والدراسات العليا داخليًّا وخارجيًّا، وزيادة الإنفاق على نشاطات البحث والتطوير، نسبة إلى الناتج المحلي الإجمالي، حيث تصل هذه النسبة في الدول المتقدمة إلى (5.72%)، فى حين أنها لا تتجاوز (0.2%) في الدول النامية.

    ويرتبط بذلك زيادة نسبة العاملين في البحث والتطوير إلى مجموع السكان، إذ تقدر بالدول النامية بحوالي (0.07%) بينما تصل في الدول المتقدمة إلى (0.31%) أي بنسبة تتجاوز أربع أضعاف الدول النامية، وهذا ينعكس على مساهمة الدول الصناعية المتقدمة في الابتكارات التطبيقية والاختراعات، حيث تجاوزت (80%) من مجموع براءات الاختراع المسجلة في العالم. (عبيدات 2008).

    ومن جانب آخر تقوم بعض الدول بالحرص على تنويع مصادر تمويل البحث العلمي، وتمويله بقوى بشرية، ودعمه خارج حدود المألوف؛ كاستحداث الكراسي البحثية، والأوقاف الجامعية للبحث والابتكار، وتقوم دول أخرى مثل أمريكا وبريطانيا على سبيل المثال على جذب الشركات العالمية، لدعم الأبحاث والتطوير، وذلك من خلال: خفض الضرائب على الشركات بمقدار نفقات البحث العلمي؛ أو تمويل الدولة لنفقات البحث العلمي للشركات الصناعية.

    C:\Users\user\Desktop\New folder (5)\Untitled-1-web-resources\image\5.png

    الشركات الكبرىداعم كبير للبحث العلمي في المغرب

    كما أن التوسع في الدراسات العليا يعتبر من أهم مكونات منظومات البحث العلمى، وبخاصة البحث العلمي الأساسي والتطبيقي، فهي أحد المصادر الأساسية لتوليد المعرفة، ولذلك فإن العناية بها ستكون سببًا في الوصول إلى مفتاح النجاح؛ لبناء اقتصاد يقوم على المعرفة، وكذلك بناء منظومة إبداع وطنية، فعلى سبيل المثال تصل نسبة عدد الدارسين لدرجة الدبلوم والماجستير والدكتوراه في الاختصاصات العلمية والتقنية في الولايات المتحدة إلى 14%، وفي بريطانيا إلى قرابة 13%. (المنتدى العالمي لريادة الأعمال 2008).

    2. الأسرة والأصدقاء Families and Friends

    أثبتت العديد من الدراسات العلمية تأثير مرحلة الطفولة والنشأة المبكرة على الشخصية، حيث تلعب الأسرة دورًا جوهريًّا فى تنمية سمات ريادة الأعمال لدى الأطفال، ويميل رواد الأعمال إلى أن يكونوا أبناء لآباء أو أمهات يمتلكون مشروعات خاصة، كما تلعب الأسرة دورًا مهمًّا في وجود الرغبة والمصداقية في مجال ريادة الأعمال كمستقبل مهني.

    فقد أشارت هذه الدراسات إلى أن من أهم العوامل التي تؤثر في نمو ريادة الأعمال هي الأسرة. فهي من أوائل العناصر الرئيسة التي تشجيع الأبناء على ممارسة السلوكيات الريادية، مما يؤكد أهمية دور الإرشاد الأسري في دعم سمات ريادة الأعمال وتنميتها. فعلى سبيل المثال يمكن للأسرة أن تشجع أبناءها على بيع بعض المنتجات البسيطة لدخول عالم العمل الحر، كما يعتاد الطفل في ظل الأسرة التي تمارس العمل الخاص على العديد من المصطلحات والعبارات المرتبطة بالاستثمار كمسار مهني. ومن ثم فإن الأطفال في هذه البيئة ينشئون ولديهم تطلع ودافعية لإنشاء أعمال خاصة بهم في المستقبل.

    3. حاضنات ومسرعات الأعمال (Business Incubators & Accelerators)

    تعتبر حاضنات الأعمال من أهم الأدوات لتنمية ممارسات ريادة الأعمال وتوسيع مفهومها. فهذه المؤسسات تهدف إلى توفير احتياجات المشروعات الصغيرة والمتوسطة في ظل تحيز بيئة الأعمال إلى المشروعات القائمة والكبيرة بشكل عام. ويتمثل الدور الرئيس لحاضنات الأعمال في تذليل المصاعب أمام مشروعات الشباب المتوسطة والصغيرة، عن طريق استضافة المشروع في مراحله التأسيسية إلى أن يصل المشروع إلى مرحلة النضج، والخروج من مظلة الحاضنة، كما تقوم حاضنات الأعمال بتوفير المعلومات اللازمة لإجراء دراسات الجدوى ودراسات السوق، التي تعدها خبرات متخصصة في المجالات المالية والمحاسبية والقانونية تحت سقف واحد. هذه الخدمات لا تتوفر عادة لهذه المشروعات الصغيرة لارتفاع تكلفتها، وعدم التفات أصحاب الاختصاص إلى هذه المشروعات لمحدودية العائد المادي من خدمتها. ولكن حاضنات الأعمال ومسرعاتها تتمكن من توفير هذه الاستشارات الضرورية والأساسية فى حياة كل مشروع، كونها تستعين بمواردها الداخلية من الخبرات المتوفرة لديها، التي تنخفض تكاليفها مع زيادة عدد المشروعات تحت الحاضنة. بالإضافة إلى ذلك، فإن المشروعات الصغيرة والمتوسطة تستفيد من خدمات الاستضافة الفعلية لمقر عمليات المشروع، وتوفير الخدمات اللوجستية من اتصالات وعلاقات عامة، وصولًا إلى تمكين المشروعات المحتضنة من الاستفادة من القوى العاملة لدى الحاضنة، هذه الخدمات تخفض من التكاليف الرأسمالية للمشروعات ما يحد من مخاطر الفشل، ويسهم في تسريع عملية نمو الأعمال.

    وقفز الاهتمام بالحاضنات في العقد الأخير بشكل متسارع، ففي عام 2017م، يقدر الباحثون، و(جمعية حضنات الأعمال العالمية) أن في العالم حوالي 10,000 حاضنة أعمال، اعتمادًا على التعريفات الشاملة، منها 3500 على الأقل في آسيا (حوالي نصفها في الصين)، وأكثر من 2000 في أمريكا الشمالية، و 1400 في أوروبا، وما يقرب من 800 في أمريكا اللاتينية وحوالي 200 حاضنة في الشرق الأوسط. ويبين الجدول التالي أفضل عشرة حاضنات أعمال جامعية في العالم.

    الجدول رقم (1-1) أفضل عشرة حاضنات أعمال جامعية في العالم 2017/2018

    المرجع : UBI GLOBAL 2018

    4. رأس المال الجريء (المخاطر) (Venture Capital)

    يعتبر رأس المال الجريء أحد الأنشطة التمويلية المهمة التي تدفع بريادة الأعمال إلى مزيد من التوسع وتنشيط الحركة الاقتصادية، ويسهم رأس المال الجريء بجدية في إيجاد فرص العمل وتوسيع دور المنشآت الصغيرة والناشئة. وكما أكد الباحثون فقد ازدهرت الثورات الصناعية: الإلكترونيات، والمعلومات الدقيقة، والتكنولوجيا الحديثة، وغيرها من الصناعات ازدهارًا مذهلًا بفضل التمويل برأس المال المخاطر، حيث أضحت تلك المشروعات بعد سنوات قليلة مشروعات متوسطة ناجحة، قفز أغلبها بعد ذلك إلى مصاف المشروعات الكبرى، التي تغزو منتجاتها وخدماتها أسواق العالم كافة. والأمثلة على ذلك كثيرة، فهوت ميل، وفيس بوك، وأمازون دوت كوم، وأيفون للتجميل، وشركة أبل الشهيرة، وكذلك شركة مايكروسوفت العملاقة، وغيرها كثير قامت على رأس المال الجريء.

    وبحسب تقرير لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية OECD، فإن رأس المال الجريء يسهم بما يزيد على 100 مليار دولار سنويًّا لتمويل المشروعات على مستوى العالم. وفي الولايات المتحدة ومنذ نشأته عام 1946م أصبح يتضاعف حتى بلغ ما يزيد على 50 في المائة من مجموع التمويل العالمي. وانتشر هذا الأسلوب بعد ذلك إلى دول أخرى أدركت الحاجة إلى دعم الأفكار الإبداعية والمشروعات الابتكارية، وفتح المجال للمشروعات الصغيرة والمتوسطة لبناء اقتصاد المعرفة. وكان من أبرز تلك الدول هونج كونج وفنلندا وتايوان، التي تأتي بعد أمريكا على التوالي. ففي تايوان وحدها هناك أكثر من 250 شركة تمويل برأس المال الجريء بمبالغ تمويلية تزيد على خمسة مليارات دولار سنويًّا. كما أشارت الدراسات إلى أن ماليزيا تخصص خلال خططها الخمسية قرابة 500 مليون دولار أمريكي لتمويل رأس المال المخاطر (المنتدى العالمي لريادة الأعمال 2010).

    وقد أدركت مؤخرًا الدول النامية أن وجود المستثمر الملاك أو رأس المال الجريء على وجه التحديد هو أحد المفاتيح المهمة لتحقيق عدة أهداف اقتصادية. فمن خلالهما يمكن استغلال الفرص الجديدة، وتبني دعم الابتكارات الحديثة، ونقل التقنية العالمية، وتوفير فرص العمل، واعتبار الشركات الناشئة فرصة نسبية للدول النامية لبناء شركات يمكن أن تكبر وتتوسع في المستقبل.

    وقد قامت الجمعية الأوربية EVCA بتعريف مشروعات رأس المال المخاطر على أنها عبارة عن «مشروعات خاصة ذات مخاطر مرتفعة، تتميز باحتمال نمو قوي، لكنها لا تضمن في الحال يقينًا بالحصول على دخل، أو التأكد من استرداد رأس المال في التاريخ المحدد، (وذلك هو مصدر المخاطر)، أملًا في الحصول على فائض قيمة مرتفع في المستقبل البعيد نسبيًّا حال بيع حصة هذه المؤسسات بعد عدة سنوات». (السعيد 2008).

    ويعتبر التمويل عن طريق رأس المال الجريء هو عبارة عن أسلوب أو تقنية لتمويل المشروعات الاستثمارية بواسطة شركات تدعى بشركات رأس المال المخاطر، وهذه التقنية لا تقوم على تقديم النقد فحسب، كما هو الحال في التمويل المصرفي، بل تقوم على أساس المشاركة؛ حيث يقوم المشارك بتمويل المشروع من دون ضمان العائد ولا مبلغه، وبذلك فهو يخاطر بأمواله، ولهذا نرى أنها تساعد أكثر المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الجديدة أو التوسعية، حيث إنإن النظام المصرفي يرفض منحها القروض، نظرًا التي تواجه صعوبات في هذا المجال، لعدم توفر الضمانات. يضاف إلى ذلك كله أن دور شركات رأس المال الجريء (المخاطر) لا يقتصر على تمويل مرحلة الإنشاء فحسب، بل يمتد أيضًا إلى مرحلة التجديد، وكذا تمويل التوسع والنمو. وفي هذه الطريقة يتحمل المخاطر (المستثمر) كليًّا أو جزئيًّا الخسارة في حالة فشل المشروع الممول. ومن أجل التخفيف من حدة المخاطر فإن المخاطر لا يكتفي بتقديم النقد فحسب، بل يسهم في إدارة المؤسسة بما يحقق تطورها ونجاحها.

    5. الداعمون Supporters

    نظرًا لأن ثقافة ريادة الأعمال لا تأتي من فراغ، ولكن تنبع من المجتمع الذي تنشأ فيه، فإن المؤسسات العامة والخاصة تلعب جميعًا دورًا مهمًّا في تنمية ثقافة ريادة الأعمال. فعلى سبيل المثال: البرامج الحكومية تمد رواد الأعمال بالدعم المادي، والتدريب، وتدعم الأنشطة الريادية التي يقومون بها، أيضًا يمكن أن تطوير برامج رعاية مهنية تسهم في تطوير سمات ريادة الأعمال مثل الابتكار والإبداع. إن صور الدعم التي يمكن أن تبذلها مؤسسات القطاع العام والخاص يمكن أن تأخذ شكل الدعم المادي والدعم المعنوي. وقد تم تصنيف هذا الدعم بالدعم التأهيلي والتدريبي، والدعم المالي، والدعم التنظيمي، والدعم الإرشادي، ولا يقل كل نوع أهمية عن النوع الآخر. إذ إن لكل مرحلة من المراحل التي تنشأ بها المنشأة حاجة ماسة ومختلفة من أنواع الدعم.

    ومن مظاهر الدعم التي يلقاه رائد الأعمال المساهمة في رأس المال الابتدائي (Seed Capital)، وهي المساندة الأنجع التي تسهم في

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1