Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

معنى الكلام
معنى الكلام
معنى الكلام
Ebook659 pages4 hours

معنى الكلام

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أعوذ بالله من يوم لا أقول فيه : أنا وأنا .. وأنا قرأت وأنا فكرت أنا تأملت .. أنا صليت أنا شكرت الله على ما أعطانى أنا استغفرت أنا أذنبت أنا كذبت .. فكيف لا أقول: أنا .. والأدب والفن كله ليس إلا كلمة أنا .. أنا رأيت أنا انفعلت أنا غضبت أنا سعدت .. ولكن أحب الذى يقول: أنا مختلف لست نسخة أخرى لأحد .. أو ظلاً لأحد .. أو فى عباءة أحد .. أنا كما أنا .. وأذكر أن الرئيس مبارك فى أول زيارة له فى لندن وفى مؤتمر صحفى سألوه: ما الفرق بينك وبين عبدالناصر والسادات؟ فقال: إن اسمى حسنى مبارك! برافوا يا ريس.. وعندما سأل الرئيس الكندى طفلاً صغيرًا ماذا تريد أن تكون فى المستقبل فقال: أكون رئيسًا لأمريكا! ولما ذهب الرئيس كيندى إلى روسيا ورأى طفلاً صغيرًا اقترب منه وسأله: ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟ قل إنك تريد أن تكون رئيسًا لروسيا . ولكن الطفل قال: بل مهندس صواريخ موجهة إلى أمريكا. وكان الطفل بعد ذلك وزيرًا للصناعات الحربية ! ولما سألوا الكاتب الساخر الكبير أوسكار وايلد: من أنت؟ فقال: أنا لست أمريكيًا ولا أحب .. وسئل: وماذا معك من الممنوعات؟ قال: عبقريتى!
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9780601337729
معنى الكلام

Read more from أنيس منصور

Related to معنى الكلام

Related ebooks

Reviews for معنى الكلام

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    معنى الكلام - أنيس منصور

    الغلافAness.pngMa3naElkalamTitle

    الغــــــــــلاف: عمــــــــرو فهمـــــــــي

    إشــراف عـــــام: داليــــا محمــــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 977-14-2670-2

    رقـــم الإيـــــداع: 7051 / 2010

    الطبعـة الأولى: يناير 2011

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــــــون : 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــــــس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    «اللامنتمي» كلمة من العراق

    وانتقلت من الفلسفة الوجودية الخشنة عند الفيلسوف الألماني هيدجر إلى الوجودية الأدبية والنفسية عند سارتر والوجودية الدينية عند مارسيل الفرنسي وبرديائف الروسي والوجودية الملحدة عند أدنامونو الإسباني وأنيانو الإيطالي..

    واخترت من الأدباء والشعراء الذين لا ينتمون وكان في مقدمتهم المفكر العربي الكبير أبو حيان التوحيدي والشاعر كامل الشناوي والعالم الجغرافي جمال حمدان والأديب إبراهيم عبد القادر المازني وخمسة غيرهم.

    وحاولت أن أعثر على الأديب العراقي أنيس زكي حسن لكي أسأله كيف اهتدى إلى هذا التعبير البليغ. فقد صادفت في اللغات التي أعرفها كلمات قريبة من هذا المعنى ولم أجد لها مرادفًا. وكان أملي أن أعرف منه كيف يترجمها. ولكن أحدًا لا يعرف أين، والقليلون الذين يعرفونه يقولون: ربما انتحر.. وليس هذا المعنى غريبًا على كل من لا ينتمي.. وكان في نيتي أن أضع الأستاذ العقاد بين هؤلاء أو بيننا لولا أن له مواقف محددة واضحة تمامًا في الدين والمذاهب الدينية والمدارس الفلسفية. وإن كان أحيانًا يضيق بالدنيا ويؤكد أنه ليس منتميًا. ولكنها لحظات من الغضب والسخط.

    و«اللامنتمي» هو أهم كتب الأديب كولن ولسن الذي تزعم وهو شاب صغير مدرسة «الأدباء الغاضبين» أو «الأدباء الساخطين»، وكان العقاد يسميهم «الأدباء الغضاب».. ولم يُكِنَّ لهم احترامًا كافيًا. فالعقاد يرى أن الإنسان يجب أن يكون له موقف أو رأي. والهروب من المواقف ليس موقفًا. تمامًا كاللاعب الذي كلما جاءته الكرة قذفها إلى خارج الملعب. فليس لاعبًا وإنما هو عابث وغالبًا يلعنه الجمهور ويطرده الحكم!

    نحن الذين لا ننتمي

    وكان لابد أن أختار المفكر العربي الكبير «أبو حيان التوحيدي (922-1023)» ومعظم حياته مجهولة عند الناس والمؤرخين لولا مؤلفاته البديعة التي فيها سجع وإسراف في المحسنات البديعية - وهي موضة العصر الذي عاش فيه «أبو حيان». وسمى التوحيدي لأن والده كان يبيع نوعًا من البلح اسمه التوحيد. ومن الغريب أن باعة البلح في مصر ينادون عليه: يا حياني يا بلح ولا يقولون يا توحيدي!

    ومن المؤكد أن «أبو حيان» كان متفلسفًا وكان متمكنًا من لغته ومتفقهًا في الدين ومتعمقًا في المذاهب والطرق الصوفية. وكان يرى أنه أحسن الناس.. وكان يحب أن يكون أقربهم إلى الوزير والأمير. ومثل هذه المعاني قد أغضبت كل العلماء الأقرب إلى الأمير والوزير وحاشيته من أصحاب الفكر والرأي. وكرهوه أيضًا وسدوا عليه أبواب الرزق وكل الطرق التي تفضي إلى الأمير. وحاول الأمير والوزير أن يجعلا «أبو حيان» قريبًا.. ولم يسعده ذلك لأنه يحتاج إلى جهد بدني وفكري كبير لكي يكون الأقرب والأفضل.. ولم يستطع. وحتى عندما استطاع كره أن يكون قريبًا بالإكراه.. ولكنه أبدع في مؤلفاته التي وصلت إلينا. ويقال إنه كتب كثيرًا وطويلًا وضاعت كتبه أو هو أضاعها وأحرقها. وكان يتمنى لو أحرق كل الناس. فمن أجمل كتبه: «الإمتاع والمؤانسة» و«المقابسات»، و«الهوامل والشوامل»، و«الإشارات الإلهية».

    وأظن أنني قرأت «الإمتاع والمؤانسة» عدة مرات.. وأمتعني وأوجعني. فقد دفعه الفقر إلى التسول. وإلى أن يطلب من الوزير أن يذله، يمسح به الأرض بشرط أن يعطيه قوت يومه.. لأنه لا يجده. ولن يجده! ومازلت أحلم وأتمنى أن أجلس لأكتب «نحن اللاننتمي».

    الخرقة عند الصوفية..

    من الكلمات التي ترددت في مسلسلات رمضان كلمة (خرقة) أي المزقة.. أي قطعة من القماش.. أو ثوب مرقع.. وهي من المصطلحات الصوفية. فالصوفية من معانيها أنها جاءت من الصوف الخشن الذي يرتديه المتصوف. فهم يرتدون الخرقة الصوفية الخشنة.. لأنهم لا يُنَعَّمون وإنما هم زاهدون في الحياة الدنيا.. يرتدون أخشن الملابس ويأكلون أخشن الطعام سعداء بذلك..

    ويقال إن للنبي عليه الصلاة والسلام (خرقة) في إسطنبول ويسمونها (خرقة شريفة) أي البردة الشريفة. وهذه الخرقة عبارة عن بردة ذات أكمام واسعة. وهي تلقى عظيمَ الاحترامِ. لها طقوسٌ لكي يراها الناس أو يلمسوها بجباههم. وكان السلاطينُ يحتفلون بذلك احتفالًا عسكريًّا.. له مقدمات طويلة من الطوابير والتزاحم على رؤية الخرقة أو لمسها بالجباه.. وهي درجة عالية رفيعة.

    والخرقة في صندوق من الذهب الخالص، وفي مكان من الذهب أيضًا. ولا يراها ولا يلمسها إلا المقربون من السلاطين..

    وفي عام 1849، نقلت (الخرقة الشريفة) إلى مسجد السلطانة الوالدة أم السلطان عبد المجيد. وأصبح المسجد يسمى (خرقة شريفة جامع) أي (جامع البردة الشريفة) في إسطنبول.. وليس صحيحًا أن أجزاء من هذه البردة توزعت على مساجد في البلاد الإسلامية..

    ولدى الصوفية خرقتان: خرقة للمريدين أي التلاميذ يتميزون بها، وخرقة للتبريك لغير المريدين يتبركون بها - والله أعلم!

    وتهون الأرض إلا موضعا!

    ومن الكلمات التي تحيرت بين المؤلفين في رمضان: جبل التوباد وأين مقره ومستقره. ومن المؤكد أنه في السعودية. في صحاريها. وأن على هذا الجبل أو بالقرب منه كان قيس وليلى يلتقيان - إن كانا قد التقيا وتباكيا - وكان ما كان مما امتلأت به كتب التاريخ وكتاب الأغاني للأصفهاني..

    ولا يزال بعض المؤرخين والمستشرقيــن يؤكدون أن «قيس وليلى» من خيال الشعراء، وأنه شعر فولكلوري مثل (ألف ليلة). وأن التاريخ لم يعرف لهما وجودًا. وإن كان في تاريخ الأدب العالمي عشاق مجانين وعاشقات قاسيات.. وقيس وليلى ولبنى وعشرات الأسماء التي تغنى بها الشعراء لا وجود لها. وأن هذه الأسماء معظمها للغواني والراقصات.. وكان من بين الغواني من يقرضن الشعر ويغنينه ويطرب الملـوك والأمـراء والـوزراء والخلفــاء والشعراء..

    ولم يشغل الشعراء أنفسهم بمواقع اللقاء.. ولكنهم مشغولون بالصحارى الواسعة والأسود والضباع وعيون الرقباء. وقسوة ليلى ثم بكائها على الشاعر المجنون - أو الذي يكون مجنونًا. وأن تكون المحبوبة مجنونة بواحد غيره ليتضاعف عذابه وتنكســر قلوبنا عليه.

    وربما كان أمير الشعراء شوقي هو الذي ذكر جبل (التوباد) في مسرحية (مجنون ليلى) فقد قال وتغنى محمد عبد الوهاب:

    ويقول شوقي عن هذا الحب البديع:

    مسرحية للحكيم لا ينشرها أحد!

    فاوست شخصية خرافية. ويقال لها أساس من الواقع. وهو يعمل بالسحر الأسود.. وعلى وفاق مع الشيطان. ويقال إن فاوست هذا أراد أن يعرف أكثر فأعطى الشيطان سنوات من عمره لكي يعرف ويفهم. وتم الاتفاق وانتهى بدخول فاوست جهنم.

    هذه الأسطورة بهرت الشعراء فكان الشاعر الإنجليزي كريستوفر مارلو أول من كتب عن فاوست وسجل هذه الأسطورة.

    ولكنه لم يبلغ من العظمة والحكمة والجمال ما بلغه الشاعر الألماني جيته، عندما ألف مسرحية فاوست سنة 1808.. وهي من جزءين.. الجزء الثاني الذي كتبه مع صديقه الشاعر شيلر غير مفهوم تمامًا. ولذلك فإن أحدًا لا يذكر الجزء الثاني بسبب ما فيه من غموض وتهاويم وتهاويل أيضًا.

    ثم تناول الأسطورة الأديب الألماني توماس مان والشاعر الفرنسي فاليري. ولكن فاوست الذي قدمه لي توفيق الحكيم وهو على فراش الموت شيء آخر.. فقد أخرج من تحت المخدة نسختين واحدة لي وواحدة لزوج ابنته وهو ناشر شاب. يرحمه الله ولم يقل توفيق الحكيم شيئًا عن هذه المسرحية الصغيرة.

    وقرأت المقدمة فإذا هي بقلم واحد يدعي أنه حفيد غير شرعي للشاعر الألماني جيته. وأنه مصري صعيدي قبطي من الفيوم..

    وكان في نيتي أن أترجمها لولا أنني وجدت الإلحاد فيها صارخًا من أول سطر حتى نقطة النهاية. وبعد سنوات من وفاة توفيق الحكيم جاءت تفسيرات من فرنسا تقول إن هذه المسرحية من تأليف توفيق الحكيم. وأنهم في فرنسا أيضًا لا يرون نشرها!

    المسيخ الدجال إلى النار!

    من الأسماء التي ترددت في مسلسلات رمضان «المسيخ الدجال» أو الكذاب أو النصاب. ويقال إنه شخص غريب الأطوار ويقال إنه جاء من جزيرة في إندونيسيا. ويقال إنه من جزيرة جاوة.

    ويحكي البحارة الذين يمرون بالقرب منها أنهم يسمعون أصواتًا في الأسواق وموسيقى وطبلا وزمرا ولكن لا يرون أحدا .. ويقال أيضًا - كأنها إحدى ليالي ألف ليلة - إن البضائع قد انتشرت على الشاطئ.

    وإن الناس تهبط إلى الجزيرة وتختار ما يعجبها ثم تترك ثمنها إلى جوارها ولا يرون أحدا! ويقال إن أهم ما يبيعون هو القرنفل الذي اشتهرت به جزيرة مدغشقر وإندونيسيا أيضًا.

    وسوف يظهر المسيخ الدجال هذا في آخر الزمان. ويقال إنه يهودي. وسوف يطير إلى الكوفة في العراق ويحكم الدنيا أربعين يوما وسوف يفسدها تمامًا .. وكأنه يمهد لإصلاح أو تطهير شامل. بعد ذلك عندما يظهر (المهدي المنتظر) أو المسيح عيسى ابن مريم .. أو المسيح عند اليهود. الذي سوف يملأ الدنيا عدلا بعد أن امتلأت ظلما وقهرا .. وهذه نهاية المسيخ الدجال!

    ولا أظن أني قد أتيت بجديد. ولكن أردت أن أصحح بعض المعلومات الخاطئة عن هذه الشخصية الشريرة التي اتخذت معانيها من ألف ليلة أو التي انحشرت معانيها ودلالتها في ألف ليلة - والله أعلم!

    ولكني رأيت وسمعت!

    تلقيت من السيد أرشاد هورموزلو مستشار رئيس الجمهورية التركية لشئون الشرق الأوسط: أنني أتابع باهتمام مقالاتكم القيمة في جريدة الشرق الأوسط والتي تعلمنا منها. ومن تجاربكم الشيء الكثير.. ولكني أصارحكم بأنني تألمت لدى قراءة مقالكم الموسوم «حتى يفرغ الرفيق الحاج من الصلاة» وقطعًا لكم كل الحق في تسجيل مشاهداتكم الممتعة فيها والمؤلمة، ولكن تعميمكم الذي ورد بشأن تركيا آلمني فأنت قلت: ولأن تركيا دولة علمانية فهم لا يعرفون الإسلام ولا مبادئ الإسلام ويعاقبون من يدعو إلى أي دين بما في ذلك الإسلام، أي أن الأتراك «كلهم» بعيدون عن الإسلام وكذلك الدولة، ولكن العلمانية هي سياسة الدولة فالدول تكون علمانية وليس الأفراد. وعلمانية تركيا لا تعاقب من يدعو إلى أي دين بل بكل بساطة لا تسمح بتغليب الدين على الفرد وتمنحه حرية الاعتقاد، بل تعمل في بلد يكون المسلمون ٪99 من شعبه بالإضافة إلى تنظيم الأمور الدينية والجوامع والمساجد في هيئة عامة للشئون الدينية. هل تعلم أن في إسطنبول وحدها عشرة آلاف مسجد، وأن تدريس الدين الإسلامي إلزامي في المدارس الابتدائية التركية، وأن هناك ستين ألف مدرسة لتحفيظ القرآن في تركيا؟! وقد كنت أنا في قبرص التركية مع الدكتور أحمد النجار أحد مؤسسي البنوك الإسلامية. ذهبنا لنشهد افتتاح بنك جديد. وسألوه إن كانت البنات المحجبات في البنك قد تحجبن بعد تعيينهن أو كن محجبات قبل ذلك. فلو كان الحجاب قبل التعيين فلا إثم على البنك وإن كان بعد التعيين فمعنى ذلك أنهن فعلن ذلك تحت ضغط من البنك. وهذا ممنوع. وكان السؤال والتحقيق أمامي!

    وربما كانت هذه حادثة فردية. وشكرًا لسيادة المستشار على تصويبه لما قلت عمومًا وأكرر شكري..

    لا حل للقضية الفلسطينية.. وإنما تحلل

    الفلسطينيون مزقوا أنفسهم. أحزابًا وشيعًا ليواجهوا إسرائيل ضعافًا فلا تعرف إلى من تتكلم ومع من تتفاوض. فبين الفلسطينيين من يرفض التفاوض.. ومنهم من يريد أن يبدأ بالقضايا الصعبة ثم السهلة بعد ذلك. يريدون أن يتفاوضوا على القدس عاصمة لهم..

    وفي إسرائيل انقسامات، فيها أربعون حزبًا. ولكنهم اعتادوا على الحكومات الائتلافية. وبرعوا في تنسيق الأحزاب وانسجامها. ففي إسرائيل حزب ديني قوي يرفض التفاوض على القدس. وقد لا تستطيع السيدة ليفني أن تشكل حكومة. إذن فالانتخابات في العام القادم..

    وأمريكا تنتظر رئيسًا جديدًا يحتاج إلى ترتيب البيت ووضع الأولويات.. وأمامه مشاكل لا أول لها ولا آخر..

    ومنظمة التحرير سوف تختار لها رئيسًا وهو أيضًا عنده كلام. وقد لا يلتزم بما فعله سلفه الكبير. وقد لا يفلح في توحيد الصفوف.. وقد لا نفلح نحن أيضًا. وقد تقع لنا مشاكل عند رفح وفي أماكن أخرى..

    وإسرائيل عندها مشاكل. فالرئيسة الجديدة عندها مشاكل في داخل الحزب الذي ترأسه ومع الأحزاب الأخرى. ولا بد من التوافق والتوفيق والتلفيق أيضًا. وهي ليست على وفاق مع أولمرت الرئيس السابق. وإنما لها رأي.. وهي متشددة. أو سوف تكون أمام اتهامها بأنها بلا تجارب..

    ولما قالوا لها: أنت جولدا مائير الثانية قالت بل أنا تسيبي ليفني الأولى!

    وسوف نرى أن كل شيء سوف يتأجل عامًا آخر أو عامين!

    وكان فاروق أتعسهم جميعًا!

    وفي كتاب الأغاني نرى عشيقات الشعراء والأمراء والخلفاء لا حرج في ذكر أسمائهن. ومن أين أتوا بهن وبكم باعوا واشتروا هذا الطراز من الفتيات الجميلات الراقصات في ليالي بغداد ودمشق. وهن يختلفن عن حريم السلطان الذي يضم المئات من النساء فلا فن ولا غناء ولا رقص ولا شعر..

    وكان للزعماء والرؤساء غراميات. ولكن أحدًا لا يدري بها فلا بد أن يكون الزعيم أتاتورك كثير العلاقات لأنه مات مريضًا بالزهري.

    ولا عرفنا ماذا فعل الكثير من العرب. اللهم إلا الملك فاروق الذي نسبت إليه الصحافة الكثير من الغراميات.. وقد كنت قريبًا جدًّا من الملكة فريدة ومن الملكة ناريمان ومن الفنانة كاميليا ومن الراقصة سامية جمال ومن تحية كاريوكا وسألت وأيقنت أنها مبالغات.

    فمثلا سامية جمال سألتها: فأقسمت على المصحف أنه لم يكن لها علاقة بالملك. وسألت الفنانة كاميليا فأنكرت. وأكد لي طبيب قريبي كان يعالج كاميليا أنها كانت غير قادرة على أية علاقة جنسية ومن سنوات طويلة لأسباب طبية.

    وكانت الملكتان فريدة وناريمان يدافعان عن فاروق بشدة. وأذكر أن الملكة ناريمان كانت مدعوة لتناول الشاي عندنا وتصادف أن نشرت أنا في مجلة «أكتوبر» التي كنت أرأس تحريرها عن إحدى عشيقات فاروق فاعتـذرت عن عـدم الحضـور غاضبـة منا حتى ماتت!

    وغضبت أيضًا الملكة فريدة وعاتبتني بشدة. ولما ذهبت إلى روما لأقابل آخر صديقات الملك فاروق قالت لي إنه مات من كثرة الأكل، وكانت المخابرات المصرية قد ادعت أنها هي التي قتلته، ولا خوف منه على مصر فقد كان وحيدًا حيًّا وميتًا.

    واللاتي تحت السرير!

    .. إلا في فرنسا، فقل ولا تخف!

    إنها بلد الحب.. وقبل أن أرى فرنسا كان توفيق الحكيم وطه حسين والصاوي محمد والتابعي قد جننونا بكلامهم عن الشانزليزيه ومقهى كافيه دلابي والسوربون ونابليون والتماثيل، وعشيقات نابليون، وعشيقات الشعراء. فكل شيء عاشق ومعشوق!

    وحتى الآن ظهرت كتب في باريس عن العشيقات - ولا أعرف ما المعلومات الجديدة التي وجدوها. لقد ظهرت عشرات الكتب عن العشيقات. وكيف يتوقعون أن يقبل عليها الناس. فليس فيها شيء يجذب أو يستهوي، فكل الفرنسيين عشاق. ولذلك لم يندهش أحد عندما أعلن الرئيس ميتران عن عشيقته وابنته منها وقدمها للناس وأورثها كل ما يملك من كتب وأشياء أخرى.

    وبعد وفاة ميتران ظهرت له عاشقات سياسيات ومطربات وكوافيرات وقارئات الكف.. والمسكينة داليدا.. التي كانت تربطني بها صداقة طويلة وذكريات من كل لون!

    والرئيس ساركوزي ليس استثناء في قاعدة الفرنسيين، فقد صدرت عنه أربعة كتب جديدة لها موضوع واحد: حريم الرئيس بالصور والتفاصيل.

    وليس هذا مما يشين الرئيس، وإنما طبيعي، أليس فرنسيًّا وهن فرنسيات، فهو حر كما أنهن كذلك.

    حتى زوجته الفنانة الإيطالية كارلا بروني، وحتى وزيرة العدل المغربية الفرنسية حامل, هي التي قالت ولا أحد يرى في ذلك خروجا عن الأدب. إنها حرة.

    ولا غضب الرئيس ساركوزي عندما نشروا أن كل الذين عشقتهم زوجته لا يزيدون على خمسة عشر عشيقًا، وأنه هو لم يتجاوز عدد معشوقاته خمسين.

    ولما طلبت زوجة الرئيس الأرجنتيني كارلوس منعم، السوري الأصل، الطلاق، كان السبب: ليس الفتيات اللاتي على سريره ولكن اللاتي تحت السرير؟!

    إنها القاعدة الذهبية الأبدية: الجنس والفلوس والسلطة!

    قل لي من أنت أولاً!

    تعلمت بعض الحشرات والحيوانات بمرور آلاف وملايين السنين أن تحمي نفسها. فالحرباء تتلون - أي تخفي نفسها بأن تتخذ لون البيئة حولها: خضراء كأوراق الشجر.. بنية مثل جذور الشجر.. سوداء كالأرض. فإذا جاءها عدو لها لم يتبين مكانها.. وكذلك بعض الفراشات أيضًا.

    وبعض الطيور تتصنع أنها سقطت على الأرض كسيرة الجناح فإذا اقترب منها العدو طارت كأن شيئًا لم يصبها. وبعض الحيوانات تتصنع الموت، وتوقف قلبها وتطلق روائح كريهة كأنها ماتت وصارت جيفة فتبتعد عنها الحيوانات المفترسة..

    إن هذه الحيوانات تعلمت بمرور ملايين السنين أن تمارس ظاهرة (التلون الوقائي) - أي تتلون للوقاية. وكما نفعل أثناء الحروب فإننا نطفئ الأنوار ونقوم بطلاء النوافذ باللون الأزرق الذي لا تراه الطائرات المعادية..

    ونتلون في حياتنا العادية: نغير رأينا ومواقفنا وننافق، أي نتلون مع الظروف خوفا منها.. ومن المألوف أن نجد أناسا يتحولون من حزب إلى حزب، ومن رأي إلى رأي.. والسبب: هو التلون من أجل البقاء، أي أن البقاء أهم من الثبات على الرأي والنظرية. ونلوم الناس بدون أن نعرف ظروف الناس. ما الذي دعاه إلى ذلك: مرض. ضعف. طمع. أو هي الحكمة: دارهم ما دمت في دارهم.. أو انحن حتى تمر العاصفة.. أو هي شعرة معاوية.. أو لا تكن جافا فتكسر ولا لينا فتعصر..

    ويقال إن الفيلسوف الإفريقي ديوجانس اللاثرسي سئل يومًا: صباح الخير. كيف حالك؟ فقال: من أنت؟ فقال: رئيس الإدارة. فقال: أحسن حال. فقال له: ولماذا تسألني من أنا قبل أن تجيب؟!

    قال ديوجانس: فإن كنت واحدًا مثلي فالحالة زي الزفت وإن كنت واحدًا منهم فالحياة هي النعيم المقيم!

    وتحققت النبوءة بعد 40 عامًا!

    مات واحد إسرائيلي جريء مخلص أراد السلام. وكان يعلن عن رغبته بطريقته الخاصة. وهى أن له طائرة صغيرة لا يدركها الرادار فإذا به يهبط في أي مكان في مصر. ويتساءل المسئولون: ما الذي يمكن عمله معه..

    فيكون الرد: أطلقوا سراحه!

    وتكتب الصحف بسخرية هناك وهنا عن هذا الإسرائيلي المجنون. ولم يكن مجنونًا.. وإنما كان شابًّا مخلصًا حريصًا على أن يلفت الأنظار والأسماع بأنه داعية للسلام بيننا. وأننا جميعًا ولدنا لنعيش.. ونعيش في سلام هكذا قالت الكتب السماوية. وبس!

    حدث ذلك في عهد الرئيس عبد الناصر، وفي عهد الرئيس السادات..

    إنه أيب ناتان. طلب مني أن يرى الرئيس السادات. ورآه وجلس إليه واستحلفه بأن يسعى مادام حيًّا إلى أن يحقق السلام. والى أن يلتفت إلى أن هناك جماعات يهودية تكره الحرب والعذاب وتريد أن تعيش في هدوء لم تعرفه وبسلام قد حرمت منه.

    ولم يتعب أيب ناتان أن يركب طائرته ويهبط بها في مصر. ولكنه دعاني وأقام عشاء على شرفي. وسألني من تحب أن ترى هنا. وذكرت له بعض الأسماء صارت من الوزراء فيما بعد. وكان عشاء وفرفشة وجلس كل واحد كما يحب ويتكلم مع من يريد. ويرى في ذلك خطوة نحو الصداقة وطريقًا إلى التعايش في سلام..

    وفي نفس الوقت كان من رجال الأعمال الناجحين.. وكل إسرائيلي لابد أن يكون له عمل. أو حرفة.. إن الفيلسوف اليهودي العظيم ابنسوزا كانت له حرفة أن يجلـو عدسـات النظـارات. فالأول أن يعرف كيف يعيش وبعـد ذلك كيـف يفكـر - هـذا إن كان فيلسوفًا أو شاعرًا أو أديبًا..

    وكان ناتان يقول: سوف أعيش حتى يكون السلام بيننا بين مصر وإسرائيل والعرب..

    وتحققت نبوءته بعد أربعين عامًا!

    رهبانية إلا قليلاً!

    منتهى أمل أي كاتب أو شاعر أو فنان أن تتوفر لهم العزلة الإبداعية.. أي العزلة التي تساعده في الإبداع بهدوء.. ولكن بعض المبدعين يفضلون الضوضاء. فالفيلسوف سارتر كتب روائعه في أحد المقاهي. وكان شاعرنا كامل الشناوي حريصًا على أن يجمعنا حوله ويتفرغ هو ليكتب كأن لا أحد هناك.

    وربما كان أهم الأحداث التاريخية أن الخليفة المأمون طلب من عالـم النحـو «أبـو زكريــا الفـراء» (761 - 822) أن يتفــرغ تمامًا لتأليــف كتاب عن النحو. وترك له الطعام وأكوامًا من الورق وأعطاه حريته.

    وابن خلدون أملى مقدمته في إحدى القلاع.. والرحالة الإيطالي ماركو بولو أملى رحلته في السحب. والأديب أوسكار وايلد كتب كتابه «من الأعماق» في السجن. وهتلر ألف كتابه «كفاحي» في السجن.

    والرهبان يعيشون في ما يشبه السجن. ولكنه سجن اختياري.. ومن أشهر مدارس الرهبان الفرنسيين مدرسة «بور رويال».. وهي أحد الأديرة التي يتفرغ فيها الرهبان للصلاة والتفكير. لم أرها.. ولكن رأيت وتعلمت في الدير «الدومنيكى» في القاهرة. وكان أستاذي هو الأب قنواتي. وكان نموذجًا للصفاء والرواء في الوجه والفكر والسماحة والأستاذية في شرح دقائق الفلسفة المسيحية.

    ولذلك قامت الدول في العصر الحديث بتوفير جو الرهبنة للفنانين فأنشأت لهم قصور الثقافة.. والفنان ينفرد بغرفة رسم ويكتب ويعيش فيها بعيدًا عن كل ما يشغله عن التأمل والإبداع.

    وأنا في البيت منذ شهور لا أخرج، ولكن أعاني من ألم في إحدى ساقي ولولا هذا الألم الذي يلاحقني جالسًا وواقفًا.. ولا أستطيع أن أنام طول الوقت.. فوجدت الحيلة الوحيدة هي أن أفكر بوضوح في كل شيء وأكتب..

    فهي رهبانية إلا قليلاً.. وهذا القليل كثير جدًّا لو تعرف.. وقاك الله من مثل هذا الألم!

    وكان أول صحفي سعودي عرفته!

    قرأت النعي البليغ الذي كتبه الأستاذ حسين شبكشي، صديقي وابن صديقي عن الأديب عبد الله الجفري. وعلاقتى بالجفري قديمة جدًّا. ربما منذ بدايته الصحفية، ففي الستينات كانت لي أول عمرة وفوجئت باثنين من الشبان الصغار أول صحفيين سعوديين: عبد الله جفري وعبد الله باجبير. ورأيت في حماسهما وكثرة الأسئلة والحرص على أن يعرفا وأن يلما بكل شيء ولأنهما صحفيان سوف يكون لهما شأن..

    وكان لهما شأن. وكانت صداقة قوية مع عبد الله جفري. فأنا أول من كتب له مقدمة كتابه الأول. ثم قدمته للقارئ المصري واستكتبته في معظم المجلات التي رأست تحريرها. وإذا ذهبت إلى السعودية فلا بد من لقائه. وكان يلقى عظيم الاحترام من مواطنيه ومن قرائه أيضًا.

    وكانت بيننا فجوة وغضبة. وأدهشني أن يبدأ بالهجوم عليّّ وكان أسلوبه في الهجوم أقرب إلى الشتيمة وأذهلني ذلك. فأنا أكتب عن مصر وأدافع عن قراراتها. هذا واجبي. ولم أكن صحفيا ولا كاتبا يقرأ ويسمع ويكتب، وإنما كنت طرفا هاما في عملية السلام.

    وعندما ذهب وفد برلماني إلى إسرائيل والتقوا بالرئيس إسحاق نافون سأل ولماذا لم أحضر. فقالوا إنه في اليابان. وقال: يوم يكتب التاريخ سوف تعرفون كم هو خطير الدور الذي لعبه لبلاده في عملية السلام!

    وقد جمعنا الشاعر الأمير خالد الفيصل وقال: من أجل الخلاف بينكما. وضحكنا. ولم أسأله ماذا يقصد. ولكن انتهى. ورأيت أن هذا هو أقصى ما عندي وما عنده وشغلتنا الدنيا.

    وكان عبد الله جفري يحب المدرسة اللبنانية في التعبير. فله تعبيرات وتراكيب مبتكرة. وبقدر ما هي مبتكرة هي غامضة. ولكنه ضحى بالوضوح من أجل هذه التعبيرات. فكانت له تهاويم جعلته غامضًا ضبابيًّا واستراح إلى هذا النوع من التعبير وكان يوقع باسم: عبد الله جفري... ولما صار مشهورًا كان يوقع عبد الله الجفري. فقلت: يا عبد الله أنت تعمل العكس.. عندما لا يعرفك الناس تقول: جفري وعندما يعرفونك تقول (الجفري)!

    وهذه صورة من قلق يساوره دائمًا. واختار عبد الله أن يموت قبل الأوان فانزوى وانطوى وانفرد به المرض وثقل عليه - يرحمه الله!

    ولكنهم لا يضحكون!

    .. بل كان العرب يضحكون أيضًا. وكانت لهم كتب بديعة. يمكن أن تكون بين يديك في أي وقت..

    فكتاب «الأغاني» للأصفهاني مليء بالنكت الأدبية والحكايات المضحكة.. والجاحظ عنده كتاب «البخلاء».. وابن الجوزي عنده «أخبار المغفلين».. والخطيب البغدادي عنده «حكايات عن التطفل والطفيليين»..

    ويدهشك هؤلاء العلماء كيف جمعوا ورتبوا وصنفوا هذا الكم الهائل من النوادر الموثقة. ومن الغريب أنهم جميعًا لم يكونوا قادرين على خلق مواقف مضحكة..

    فالخطيب البغدادي مثلاً سأله أحد الشعراء: وأنت تضحك أيضًا؟ فقال: لا أستطيع أن أضحك.. أنا مهموم بجمع هذه الحكايات التاريخية.. إنها مسألة جادة.

    وأنا أصدقه فقد كان عندنا في «أخبار اليوم» المصرية مجلس للنكت. أي نجتمع لنضع صورًا كاريكاتورية للسخرية من الأوضاع السياسية. ومن يفتح الباب ويرانا يخيل إليه أننا في حالة حزن. وأنه من الواجب أن يسألنا: من هو الفقيد.. ولكن التفكير هو نوع من الألم. والروح الجادة هي حالة للبحث عن صور تضحك وعبارات مضحكة أيضًا.. وهي مسألة جادة إلى أن نجدها ونفرغ منها!

    حتى كاتبنا العظيم الجاحظ كان بارعًا سليط اللسان قوي الذاكرة. جمع الكثير مما أضحك الناس في كل العصور. لم يكن هو شخصية ظريفة لطيفة.. بل كان سليطًا خشنًا. وكانت خشونته تفسد المتعة والحفاوة به. ويندهش الناس كيف يجمع كل هذه الفكاهات ولا يكون هو نفسه فكاهيًّا.

    قيل له: ما دمت قد جمعت هذا العدد من البخلاء، فلا بد أنهم أثروا فيك، فهل أنت بخيل؟

    فسأله الجاحظ: هل ورد ذلك في كتبي. فقيل له: لا. فقال الجاحظ: إذن لست بخيلاً. ورأى في ذلك إجابة مضحكة.. مع أنها ليست كذلك!

    مشغول بالفكر السياسي!

    أنا لا أكتب في السياسة. ولا أحب ساس يسوس فهو سائس أو سياسي. ولكن أستاذنا العظيم أرسطو يقول: الإنسان حيوان سياسي. أي تشغله الشئون العامة له وللناس..

    وأستاذنا على العين والرأس ولكن لا أحب أن أكون سياسيًّا. رغم أنني عضو في الحزب الوطني وعضو في مجلس الشورى من 25 عامًا وكنت رئيس تحرير «مايو» - وهي جريدة الحزب. ولكني لست سياسيًّا. واعتذرت عن قبول أن أكون وزيرًا للثقافة سنة 1973..

    ولكن أنا مشغول بالفكر السياسي.. بالنظريات السياسية.. بالفلسفة السياسية. أقرأ وأكتب. وبس..

    وتقع أحيانًا أحداث تحتم أن أقول. فأقول. وأعود إلى المكان الفسيح الذي اخترته مجالاً للتفكير

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1