الماضي يعيش
By أنيس منصور
()
About this ebook
Read more from أنيس منصور
تولد النجوم وتموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجبني هؤلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى الفل أو أحزان هذا الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأظافرها الطويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجب الرحلات في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن أولاد الغجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع التنهدات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا اخترت القراءة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآه لو رأيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعذبون في كل أرض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحيوانات ألطف كثيرًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفي صالون العقاد كانت لنا أيام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذين عادوا إلى السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوالله زمان يا حب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاتنين.. اتنين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكيف لا أبكى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتاريخ أنياب وأظافر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأنت عنيف وأنا أيضًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللعب غريزة منظمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالناي السحري (موتسارت) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلبك يوجعنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذين هبطو من السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذا الجيل ضاع Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقالوا - الجزء الثانى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلمنا الجميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريب في بلاد غريبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذى خرج ولم يعد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرصاص لا يقتل العصافير Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الماضي يعيش
Related ebooks
NDE Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع التنهدات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنهم يعودون أحيانا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقشعريرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة المحركين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة ملك الذباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحريق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالموت الأصفر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الطفيل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقالوا - الجزء الثانى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة معرض الرعب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهواء فاسد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتفاءل حواديت بألوان الحياة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوباء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الجنرال العائد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتجربة محرمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمرض الأسود Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة حكايات التاروت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsإنها كرة الندم Rating: 0 out of 5 stars0 ratings؟؟؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهُم ! Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلماذا جَّنت الأبقار؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة آخر الليل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخاطفو الأجساد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرقصة الموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الأساطير 1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة الرجال الذين لم يعودوا كذلك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة لعنة الفرعون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتوعية نفسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذا الجيل ضاع Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الماضي يعيش
0 ratings0 reviews
Book preview
الماضي يعيش - أنيس منصور
الماضي يعيش
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظــة © لدار نهضة مصر للنشر
يحظـــــر طـبع أو نشر أو تصوير أو تخزين أى جزء من هــذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابى صريح من الناشر.
الترقيم الدولى: 9789771425803
رقم الإيداع: 2004/1664
الطبعة السادسة: يوليو 2009
Section0001.xhtmlأسسها أحمد محمد إبراهيم سنة 1938
21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفون : 33466434 - 33472864 02
فاكس : 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
الماضي يعيش
ونحن طلبة كنا ننظر في ساعاتنا في محاضرة اللغة اللاتينية.. ولكن كنا نفاجأ بنهاية محاضرة (علم الاجتماع).. مع أن الزمن المحدد لكل من المحاضرتين واحد.. وهذا معناه: أن هناك زمنين.. الزمن الميكانيكي الذي تسجله عقارب الساعة أو تدقه ساعة الجامعة.. والزمن النفسي.. أي شعورك أنت بالزمن أو باستغراقك في شيء آخر يشغلك عن الشعور بمرور الوقت.. وما من حبيب جلس إلى حبيبته إلا وقد اندهش لمرور الوقت بسرعة..
ولكن الذي مضى من الزمن لا يمضي.. يبقى هناك في مكان ما من العقل.. ويمكن استدعاؤه والنظر إليه بنشوة أو بقرف.. وكل ما مضى.. يمضي من ناحية ولا يمضي من ناحية أخرى.
فالماضي يمضي ويعود.. بل دائمًا يعود.. الذكريات الحلوة.. والذكريات الأليمة كلها أفلام يديرها العقل من أولها ومن آخرها.. وتتدخل في إخفائها وتعديلها.. ويكون التعديل نوعًا من الندم على ما حدث.. أو الندم على أنه لم يحدث بالصورة التي بدت لنا بعد ذلك أنها صحيحة. ولكن الماضي لا يمكن تغييره. ما حدث لنا فقد حدث. ويجمد وانتهى.
والمجانين فقط هم الذين انسحبوا من حاضرهم وأداروا وجوههم إلى ماضيهم واستقروا هناك.. أي أطبقوا عيونهم عن الذي أمامهم وفتحوها على ما كان وصاروا سجناء..
وهناك الحالمون السلبيون.. والحالمون المبدعون.. فأحلام اليقظة هي نوع من البحث في زمن سوف يجيء.. والأحلام السلبية هي التي تستغرقنا فنظل هكذا نهيم في الذي لم يقع بعد.. دون أن نضيف أو نخرج من ذلك بشيء إلا الهرب من الواقع ورفضه والاحتجاج عليه.. أما المبدعون فهم الذين يعيشون في الزمان المتجدد.. ولذلك يلقون بشباكهم في المستقبل ويصيدون ما يرونه نافعًا لفكرتهم أو فلسفتهم أو مخلوقاتهم الفنية الجديدة.. والعثور على شيء جديد كان الإنسان يبحث عنه عشرات السنين ولم يهتد إليه.. ولكن واحدًا استطاع أن يهتدي إليه، ثم جعله حقيقة واقعة، هذا هو الاختراع العلمي والإبداع الفني..
وفي حالة أحلام اليقظة السالبة وأحلام اليقظة الموجبة، هناك عنصر الزمن.. الزمن المقبل وقوفًا على رأس الزمن الحاضر الذي يقف على كتفي الزمن الماضي.. ففي كل الحالات هناك زمن.. وحدات من الزمن.. بالساعات والأيام والسنوات..
وألف ليلة وليلة ليست إلا أحلام طفولة الإنسان العربي والفارسي والهندي.. يحلم بأن يكون قادرًا على تحقيق كل ما يتمنى.. مستخدمًا بذلك العفاريت والجن والسحر أي مستعينًا بقوى أكبر وأعظم.. وهذه القوى ليست هي الأخرى سلبية تمامًا. فهي تطاوع خيال الإنسان واحتياجاته أو تقاوم فتتسلط عليه وتنتقم منه كأن الإنسان لم يعاقب نفسه ويعذبها أيضًا. وأنه يجد لذة في ذلك العذاب..
وكذلك الإلياذة والأوديسه عند الإغريق.. فهي نموذج لخيال الإنسان وإبداعه وعظمته في مواجهة الآلهة.. بل إن الآلهة تحاربه وهو ينتصر عليها. وتعاقبه الآلهة ولكنه يستطيع أن يتغلب عليها.. بأن يرفض إطاعة أوامرها.. مثلًا: الفتى سيزيف.. حكمت عليه الآلهة بأن يحمل حجرًا ويرفعه إلى أعلى الجبل فيسقط منه الحجر ثم يعود يرفعه هكذا إلى الأبد.. عقاب أبدي.. ولكن هذا المعذب أبدًا لا يشكو ولا يتململ ولا يركع! وهو حين يرفض الذل ويرفض العذاب لا يشكو ولا يتوسل ولا يتباكى، وهو بذلك يغيظ الذين حكموا عليه، فيؤكد لهم أنه أقوى من العذاب وأكبر من الألم، وأنه ليس كما توقعوا سوف يخرُّ ساجدًا طالبًا الرحمة، ولم يفعل، فأغاظ الآلهة!
ولم تعرف البشرية بطولات ومغامرات وخرافات لها معنى فلسفي عميق عاشت عليه الحضارة الإنسانية كما وجد في الملاحم الإغريقية: ملل الآلهة، وعظمة الإنسان، ضيق الآلهة بحياتهم الكاملة الأزلية الأبدية والإنسان الذي يعيش يومًا بيوم ويجد لذة في الفقر أو لا يجد.. المهم أنه يشعر وأنه يشكو وأنه يتحدى وأنه ينتصر أو ينكسر، بينما الآلهة حياتهم لا لون لها ولا طعم ولا أول ولا آخر.. ولذلك يحسدون الإنسان على كل ما يطرأ عليه.. يحسدونه على أنه كائن زمني: ماضٍ وحاضر ومستقبل.. ثم عدم بعد ذلك!
وفي تاريخ الأدب صورة لهذا التحدي الإنساني للزمن.. للزمن الذي وقف بين جدران السجن.. أو جدران غرف الموت.. ففي قصة لأديب النمسا أشتيفان تسفايج أن واحدًا سجنوه، ولم يجد شيئًا يفعله فراح يروي كل ما حفظ من الشعر، حتى فرغ منه فراح يعيد الكلمات مقلوبة حتى فرغ منها.. وبعد ذلك راح يقول كلامًا آخر من عنده.. إنه يرفض أن يكون حبيس الجدران؛ حبيس اللحظة الراهنة، حبيس الزمن الراكد الآسن.. الذي له رائحة العرق وعفونة الزنزانة وبرودة العزلة..
وقصة أخرى يبدعها الأديب السويسري ديرنمات عن مجموعة من القضاة اختاروا لهم مكانًا في أحد الفنادق النائية على سفح جبل. وفي هذا الفندق كانوا يعيدون قضاياهم التي حكموا فيها.. ويقسمون أنفسهم محامين ومستشارين ومتهمين ومشاهدين.. ويندمجون في هذه القضايا سعداء بما فعلوا وبما اجتهدوا وبما عدلوه من أحكام ظالمة في ذلك الوقت.. أو أحكام مخففة فغلظوا العقوبة.. وفي يوم فوجئ القضاة بمن يدق الباب. إنه صاحب سيارة نفد منها الوقود يريد مساعدتهم. فاستضافوه، ووجدوه فريسة لاستطلاعهم وذكائهم ومهنتهم، وأقاموا له محاكمة، وظل المستشارون يستدرجونه حتى حصلوا منه على اعتراف بأنه ارتكب جريمة، ثم هرب من العدالة، وأمام هذا الاعتراف الخطير حاكموه وأدانوه ونفذوا فيه حكم الإعدام!
فهم إما أن يعدمهم الزمن أو يعدموا الزمن.. فاختاروا ألا يموتوا وأن يبعثوا الزمن.. أن يبعثوا الماضي وينعشوه ويعيشوه مرة أخرى.. ويستمتعوا مرتين.. مرة بما كان ومرة بالذي أعادوه ونسقوه.. وبذلك عاشوا الزمن مرتين.. مرة كما كان ويستحيل تغييره ومرة أخرى بعد تعديله والإضافة إليه، والذي أسعدهم هو أنهم أفلتوا من الملل.. وحطموا سلاسل الماضي وأقاموه بصورة جديدة هي إبداع لما قد حدث.. صورة محسنة من صنعهم، وليسوا هم من صنعها. وقد أتاح لهم الرجل الضحية هذه المناسبة السعيدة!
ويعيش الماضي يعيش مسلسل.. فيه شيء من ذلك. وأسهل. إنها حكاية طبيب يعالج المعذبين نفسيًّا. وقد جمع مشاكلهم في ملفات منظمة. وبعد أن اعتزل هذه المهنة. وجد فراغًا هائلًا.. ولكنه قاوم هذا الفراغ.. فعاد إلى عيادته وراح يقلب في الملفات القديمة.. وجلس وحده يدير شريط ذكريات الماضي.. يديرها برفق وبعطف وبدلًا من أن يتفرج على مرضاه راح يعايشهم وينصحهم ويدفعهم. وكأنه يعترض على نفسه.. كأنه يعترض على الطبيب القديم ويفسح المجال أمام الطبيب الجديد الذي صار فنانًا رحيمًا لطيفًا بمرضاه.. حكاية وراء حكاية،