Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

تفاءل حواديت بألوان الحياة
تفاءل حواديت بألوان الحياة
تفاءل حواديت بألوان الحياة
Ebook366 pages2 hours

تفاءل حواديت بألوان الحياة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

49حياة.. 49 موقف.. 49 حدوتة بألوان الحياة.. بالألوان الطبيعية..
فيها الألم والأمل.. الحزن والسعادة.. الإحباط والنجاح.. والانكسار اللي
بعده الانتصارات الكبيرة.. والرضا العظيم.. قصص كثيرة مؤثرة في
هذا الكتاب، يقدمها د. خالد حبيب بقلمه الرشيق الذي يعرف كيف
يمزج الحكمة بالسخرية، والمعلومة بالضحكة، والخبرة بالبساطة، قصص
تشترك جميعها في النهايات السعيدة التي تختلط فيها البسمة بدموع
الفرح والأمل فتقول لك بأعلى صوتها: تفاااااااءل!!..
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2021
ISBN9789771460107
تفاءل حواديت بألوان الحياة

Read more from خالد حبيب

Related to تفاءل حواديت بألوان الحياة

Related ebooks

Reviews for تفاءل حواديت بألوان الحياة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    تفاءل حواديت بألوان الحياة - خالد حبيب

    #تفــاءل

    حواديت بألوان الحياة

    د. خالد حبيب

    #تفـاءل

    حواديت بألوان الحياة

    خالد حبيب

    إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميــع الحقــوق محفـوظــة لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 7-6010-14-977-978

    رقـــم الإيــــداع: 14683 / 2021

    الطبعــة الأولى: يونيو 2021

    Section_2.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إهداء..

    أصحاب العمر..

    رفقاء الطريق..

    السند وقت الضعف..

    الدعم وقت الشك..

    كل يوم اتنين..

    شلة الحلاقين..

    حاتم وروقة وعلي وعلاء وعمرو..

    إخواتي..

    هتقفل..

    وانت هتزعل..

    وبعدين هتضحك....

    وهتحمد ربك..

    وهترضى..

    وهتسعى..

    وتدعي من كل قلبك..

    وهتفتح..

    بإذن اللـه..

    ظني بربي جميل..

    7 فبراير 2020..

    هيروشيما الجديدة.

    أنا بقى الدنيا عندنا كانت سهلة قوي، كان عندي حاجات تشغلني قوي أكتر من الكورونا.. قبل رمضان بشهر فوجئنا بورم كبير قوي لبنتي.. فحوص وأشعة، وبعدين صدمة جلطة، والبنوتة لسّه في العشرينيات، ورياضية جدًّا، وداخلة على جواز.. الدنيا ضلَّمت فجأة، مش عارفين إيه السبب، بنجري بجنون في كل اتجاه عشان نعرف السبب، وفي نفس الوقت عشان الجلطة تدوب.. كل الخطط والسفر والحوار دخلت نفق مظلم، بس ماشي، الدنيا كده. في نفس الوقت تيجي رسالة من الابن.. في آخر سنة في تعليمه برَّه، جامعة صعبة قوي، وظروف الحظر برَّه أصعب ميت مرة مع الوحدة والعزلة. تعب شوية، راح المستشفى ووقع في إيد دكتور عالجه غلط، تعب أضعاف مضاعفة.. الأجانب عندهم النظام والأجهزة، بس مش دايمًا عندهم المهارة ولا النزاهة كمان.. طب ليه ما قلتش يا ابني، ما كنتش عايز أزعجكم في وسط القلق اللي عايشينه، الوضع أصعب بكتير من بعيد.. مش قادر أسافر ولا هو قادر يرجع، والتعب والوجع رهيب في قلب أصعب امتحانات نهائية. يعني يزيد على قلق الصحة خوف النتيجة، وكمان سنة زيادة محتملة تهدّ الحيل وتستنزف حساب تقريبًا فاضي.. بس عادي.. الدنيا كده.. النجاح أو السقوط في التعليم مش نهاية الكون، المهم الصحة والفلوس تتعوّض، الحمد لله عندنا شغل وعقود وإن شاء الله تجيب فلوس كويسة قريّب.

    مش بالضرورة.. الأزمة أثَّرت على كل حاجة.. وشركات كتيرة قررت تلغي عقود والتزامات. في أسبوعين ٨٠ في الميّة من العقود اتلغت.. ومفيش في الأفق فرص جديدة.. خبطة تقيلة على شركة لسّه صغيَّرة. والجميل إننا في وسط الدوشة دي كلها تحت الضوء جدًّا، والناس بتبص علينا وتقول ورُّونا بقى التفاؤل، هتقولوا إيه على دي بقى.. وانا عايز أقول لهم انا عندي بلاوي تهد جبال، زيّكم بالظبط.. بس بحاول أشكر وأرضى، وأسعى وأدعي.. الظروف عصيبة، وحساب البنك فاضي، بس احنا قدّ كلمتنا، بنوفي بالتزاماتنا، محدش هيمشي من الفريق، وفلوسهم في معادها حتى لو قطعنا من اللحم الحي، ومقابل كده أخدنا قرار مؤلم وقفلنا المكتب، قلنا هنشتغل من البيت، مش وقت منظرة، فلوس الإيجار تدفع مرتب واتنين.. قفلنا واتوجعنا، واتحملنا هزّة الصورة والثقة، وقلنا يا رب قصّر علينا الليل.

    الجميل بقى إن الضربات كانت بتلعب معانا، مش بتيجي مع بعض، كل ضربة بتسيب أسبوع أو اكتر لأختها عشان توجع تمام، وأول ما ناخد نفسنا شوية، تيجي كمان ضربة. وساعات كمان تلاعبنا قوي، تلاقي عقد عظيم يغطينا ست شهور، ونتحرك على أساسه ونقرر نفتح المكتب تاني، ونمضي عقود ونبدأ نشتغل من غير فلوس، عشان الناس كبيرة قوي، وبعدين الراجل يموت، بدون سابق إنذار. طبعًا، وهو فيه إنذار في الموت، يدرككم أينما تكونوا.. وفي لحظة نلاقي نفسنا غرقانين تاني، والشغل كله مالوش تمن، والورثة اختلفوا والحالة المادية عندهم اتلخبطت رغم الملايين والمليارات، واحنا خلاص نحتسب الشغل والمجهود عند الرزاق الكريم.. لكن ماشي.. الدنيا كده.. قاسية حبّتين وضاغطة شويّتين، بس دنيا.. هي بس المرة دي جت تقيلة ومكثفة وضاغطة وموجعة.. وماكانش فيه أي حلول.

    بقيت استنّى العيلة كلها تنام، واقعد أصلّي بالساعات.. في الأوقات الصعبة بنعمل إيه بقى.. نلجأ لرب الكون.. لا ملجأ من الله إلّا إليه.. قل ما يعبأ بكم ربي لولا دعاؤكم.. ادعوني أستجب لكم.. إن مع العسر يسرًا.. لا يكلّف الله نفسًا إلّا وسعها.. بااااس.. هي دي.. ربنا مش هيدّينا إلّا اللي نقدر عليه.. هنستحمل.. ونتقبل.. وراضيين بأي نتيجة.. نحمد ربنا على النِّعم اللي في إيدينا.. ونسعى بكل ما عندنا.. وندعي من كل قلبنا.. وقد كان.. والدنيا بدأت تنوّر.. بالراحة قوي، وعلى مهلها.. مفيش المعجزات السريعة بتاعت الأفلام.. زي ما الليل بيطوّل، الفجر بياخد وقته لغاية الشروق.. والرحلة حلوة برضه، بنستمتع بكل لحظة من ولادة الأمل لغاية ما شمسه تغمرنا بالدفا.. بندعي واحنا أكثر يقينًا بالانتصار.. بناخد قوة دفع إضافية كل يوم، تسندنا قبل المعركة.. في الأول عرفنا سبب الجلطة، جينات، صحيح مالهاش علاج قاطع، وهتحتاج أسلوب حياة، بس الحمد لله، عرفنا.. اختبار طويل ونعمة من رب الخير، الدعاء هيبقى مضاعف وهنتعلم ننظم كل ثانية في حياتنا.. وبعدين النتيجة بتاعة ابني طلعت والحمد لله بالنجاح.. يااااه.. خمس سنين عدّت كأنها خمسين.. لسّه قدامنا مشوار البحث عن وظيفة، من غير وسايط، في عالم مقفول، بس ماشي، كلنا عدّينا بنفس الطريق، على بال ما اشتغلنا كنا استوينا. والشغل بتاع الاستشارات تدريجيًّا فتح.. حاجات صغيّرة، جابت بعدها حاجات أكبر شوية.. خير جميل، على الأقل نشتغل ليل نهار ونبطَّل قلق وتفكير.. في النصّ كان حد معانا شغّال وقع مننا.. وقت الأزمات الفالصو بيبان من الدهب.. برضه خير.. أسوأ الأحمال هي اللي بنشيلها من غير ما تكون بتاعتنا.. الحركة أخف من غير أحمال الآخرين.. كنت أتمنى أقولك نهاية سعيدة زي الأفلام، كل حاجة زي الفل وتمام. بس الواقع مش كده.. مفيش نهاية سعيدة للأبد.. الحياة مستمرة.. والاختبارات ما بتنتهيش.. والأحباب بيغيبوا.. والأصحاب بيفارقوا.. والتحديات لا تتوقف.. واحنا متقبلين.. وحامدين شاكرين.. واللي يجيلنا هنقدر عليه.. احكيلي بقى عن الكورونا.. مالها بقى؟

    18 سبتمبر 2017..

    كانت فترة عصيبة.. مشاكل حواليّا في كل مكان. في البيت وفي الشغل وفي الفلوس وفي الحياة.. الشغل كان واخدني من بيتي، باوْصِل الليل بالنهار، رغم إني ماكنتش مبسوط فيه.. وإغراءات الشهرة والنجومية كانت واخداني من نفسي، دلع ومكالمات ورسايل معجبين ومعجبات، حاجات تخلّيك فاكر نفسك إله، وتبقى عايز تسمع زيادة، وتلخبط حياتك زيادة. قبلها بيومين كنت مسافر في رحلة عمل لنابولي في إيطاليا، يا دوب ٣ أيام بس هدية من السما، الشغل هناك ساعتين كل يوم، والباقي مني للسما.. فرصة أراجع نفسي في كل حياتي.. واعيد صياغة علاقاتي.. واخفف من اندفاعاتي، بس ازاي.. محتاج صدمة كبيرة عشان أعكس مسار الحياة.. عشان أبدأ صفحة جديدة.. أصْلي لقيت نفسي غرست جامد، اتعوّدت اعمل حاجات كتير لوحدي، والحاجات دي محتاجة اتنين. وشلت حواجز كتير مع أغراب، وعشان الحواجز ترجع محتاجة لحظات سخيفة.

    وانا في نابولي أخدت مركب لفّيت بيه في البحر ساعتين، والموج والهوا غسلوني، وافتكرت جملة تاريخية بتقول: «شاهد نابولي ومت see Napoli and die».. ضحكت وقلت يمكن ده الحل للخروج من مأزق التغيير، الموت راحة، وانا لسّه شايف نابولي أهو.. مش لازم الموت، بس ممكن أتولد من جديد.

    أول يوم بعد الرجوع ماكانش يوم خفيف، بدأت الصبح بالراديو وعملت حلقة قوية، كلها كلام عن مراجعة النفس وضبط البوصلة والاتجاه. وبعدها بعتّ استقالتي من شغلي على الإيميل.. كان بقالي مدة بحاول والناس متمسكين بيّا. بس كانت أيام قاتلة ومهلكة للأعصاب. كل أسبوع أدخل باندفاع مكتب رئيس مجلس الإدارة، وبكل قوة أرمي الاستقالة على المكتب. والراجل يهدّيني ويقنعني ويوعدنا بالتغيير.. وانا أقبل وأقول يمكن يتغير. بس انا عارف إن محدش بيتغيّر، والراجل بيلبّخ ويرفد ناس وياكل فلوس.. لازم أحسمها وابدأ صفحة جديدة.. بعدها كان فيه أكتر من ندوة واجتماع في أقصى القاهرة.. محاضرات وخطب تحفيزية.. باعملها وانا باسأل نفسي الجري ده كله ليه، قرش على قرش على قرش، وكلهم بيروحوا في دقيقة.. أكيد فيه طريقة تانية للحياة، كفاية بقى، بعدها كان آخر المطاف اجتماع ودي مع مسئولين في جهة عالية المقام.. الحوار كان على وظيفة مرموقة ممكن أتولّاها.. الإغراء حلو، خصوصًا وانا في الشارع بعد الاستقالة. استقرار وفلوس مضمونة، وحماية بقى من تقلبات الشارع والسوق.. بس الخوف أكبر من الإغراء.. مش عايز اكون أسير مال أو سلطة أو نفوذ.. ومش عايز أي حاجة تاخدني بعيد عن بيتي وأهلي، عايز أعوّض اللي فات.

    قمت وانا باوعد بالتفكير.. ركبت عربيتي وكتبت بوست على الفيس بوك، باقول فيه: هو انا قلت الحمد لله النهارده؟ ولو ما قلتش أديني باقولها أهو.. من غير أسباب.. أصله هو رب الأسباب، واحنا غرقانين منح ونعم، محتاج أحمده، كنت بحمد عشان كل حاجة، وعشان نعمة التفكير في التغيير، وعشان نعمة السعي وطلب الخير، وعشان يزيدني قوة في مسار الرجوع.. رجعت على الدائري، مش بحبه خالص، باسوق عليه زي التلامذة، سرعة تمانين وعيني على المؤشر بتاع السرعة.. قبل ما اطلع الطريق كتبت رسالة حمد على «الفيس بوك»، مش عارف ليه، هو انا حمدت ربي النهارده؟ انطلقت على مهلي، بفكر في بكره، وقراراتي المصيرية، وبقول يا رب القوة والإرادة والستر.. فقت لقيتني في العناية المركزة، حكولي بعد كده، تريلّا بمقطورة قرر سائقها يقطع الطريق عليّا عشان يلحق منزل المريوطية، وبعد ما قطع الطريق، وقف فجأة قدّامي.. لبست فيه واتشبكت فيه كمان.. العربية اتدمرت تمامًا، وفضل يرقص بيّا لغاية ما تخلص مني في الحاجز الإسمنتي، وبعدين هرب.. احكيلي عن الضمير، ومعاه الخوف من الحساب.

    بكل المقاييس كان لازم أموت.. بس ربك حساباته مختلفة.. وتدابيره مالهاش مثيل، عشان يقولّك بقاءك في الحياة برحمته وإرادته، كن فيكون، وانا بين الحياة والموت كان ورايا معاذ، راجل هندي محترم قوي، كان ملاك في صورة إنسان، شاف الحادثة من بعيد، وتوقع النتيجة ووقف وطلعني من العربية، وصبر عليّا خمستاشر دقيقة، وحبايبي أهل بلدي بيقولوله سيبه لحسن ده مات خلاص، بلاش تستنّى أو تبلغ الإسعاف لحسن يعتبروك مجرم، كلّمني عن الشهامة اللي ماتت، بس معاذ أصر، وفكر يوصل لأهلي ازاي، ملامحي كانت مش باينة من آثار الحادث والجروح، بس الساعة كان عليها صورة واضحة ليّا، التكنولوجيا بتفرق برضه، معاذ بالراحة سألني اسمي إيه، ودخل يدوَّر عليا بالاسم والصورة على «الفيس بوك»، وبدأ يكتب في كل مكان وسط اصحابي إني مصاب في حادث وبين الحياة والموت.. وانتظر كأنه أخويا.. قالولي إنه كان قاعد بيدعي.. وربنا استجاب لدعائه.. الأصحاب والأهل شافوا التعليق بتاعه.. والناس الحلوة جت وساعدت.. والإسعاف كانوا كمان صورة حلوة ومعاهم مستشفى الهرم الحكومي، إمكانيات محدودة، وضغوط أهالي مرضى مش شايفين في الدنيا غير الحالة بتاعتهم، لكن البشر فوق الخيال، دكاترة وممرضين، بعطاء وجدية ودقة لا نهائية، معايا ومع غيري.

    الإصابات عنيفة والنزيف قوي، وفي نفس الدراع بتاعت الحادثة القديمة.. ونفس دكتوري الجميل اللي أنقذ حياتي في الحادثة الأولى جنبي ومعايا وبينقذ حياتي تاني.. وانا في عز الألم والصراخ بحمد ربي بلا انقطاع.. فرحان.. حاسس إن ربي استجاب لدعائي في السفر.. طلبت بداية جديدة وأنعم عليَّ بيها.. وطلبت تغيير مسار، والتسهيل كان من عنده.. وطلبت براح مع أحبابي، والبراح بقى حقيقة واقعة بمزاجي وغصب عني.. وحلمت بمسافة بيني وبين كل إغراء وخطر في حياتي، والمسافة أصبحت بحر واسع، كأني اتولدت من جديد.. وربي بيقوللي لسّه عليك حساب تقيل.. مشوار طويل لسه لازم امشيه.. علاج وصحة وتأهيل.. وسعي وحمد وشكر واستغفار.. وتعويض لكل غالي عن أوقات الغياب.. في لحظات الموت بتلاقي جنبك ناس كتير، اللي بيتفرج واللي خايف واللي مرتبط بيك محتاجلك.. بس في الطريق الطويل مش بتلاقي جنبك إلّا اللي بيحبوك بجد.. زوجة وأسرة وولاد.. وأصحاب عمر ورفقاء طريق.. محدش بيقدر على الصبر إلّا اللي ساكنين القلوب، واللي بيحبوك من غير مصلحة، لله في لله، وربك رب قلوب، ورسايل ربي كتير، أولها رسالة حب.. اللي يشوف العربية والخمستاشر دقيقة موت يسمع صوت ربنا.. لسه ليك عمر ورسالة.. عشان حسابي ما يكونش تقيل قوي.. وبيقوللي كمان باب النجار مخلّع. بتتكلم دايمًا عن الرضا والرزق، بس بتنتحر مليون مرة كل ثانية عشان التزامات عمرها ما هتخلص.. أدِيك هتدفع تمن مادي غالي.. بس ما يساويش حاجة جنب القيمة والرسالة والنعم اللي لا تحصى.. درس عمري.. لازم نتعلم نسيبها على ربنا بجد.. مش ناوي أرجع تاني.. محتاج أعيش صح.. عشان لمّا أضيف قيمة ما اخسرش نفسي في المقابل.. وربنا يقدّرني.. الحمد لله.. نبدأ المشوار الطويل.. التقبّل والرضا.. والسعي والدعاء.

    16 مايو 2019..

    موقف محرج جدًّا.. ورشة عمل مع سيدات أعمال شابات من صناعات مختلفة، كلهم ناجحات وطموحات وعايزين يحققوا نجاحات أكبر وانتشار أوسع.. المحاضرة كانت عن أخلاقيات العمل، والنزاهة والمصداقية، كلهم بيشتغلوا في سوق صعب، والناس معاملتها المالية مش دايمًا كويسة. بياخدوا البضاعة وما يدفعوش، بيوعدوا بتسليم شغل وياخدوا مقدمات، وما يسلموش.. والسيدات والفتيات مش عايزين يمشوا غلط، وبرضه مش عايزين يستمروا في الشغل.. الكلام أخدنا ولقينا نفسنا بنتكلم عن الأخلاق والمبادئ بصفة عامة.. الحوار كان ممتع وغني، خصوصًا لمّا لعبت معاهم لعبة صغيّرة. طلبت من كل واحدة تكتب في ورقة أكتر ٣ مبادئ أو قيم هي عايشة بيها في حياتها.. عنوان شخصيتها.. كلهم كتبوا كلام زي الفل؛ المصداقية والنزاهة والعمل الجاد، وحب الوطن والأسرة والتدين، والعدل والمساواة والاحترام. وبعدين طلبت منهم يكتبوا أكتر ٣ قيم أو مبادئ سائدة في المجتمع النهارده.. مش هأقولّك على حجم الصدمات.. مفيش ولا قيمة كويسة.. الكذب والنفاق والفهلوة والبلطجة، والاستهتار والواسطة والاستغلال، والنصب والتواكل والنميمة والغش والخداع.

    وقفت لهم احترامًا وقلتلهم انا مش مصدق نفسي إني وسطكم النهارده.. إنتم أكيد ملايكة، كلكم أخلاقكم ومبادئكم زي الفل، بينما كل الناس اللي حواليكم أكيد شياطين.. مش عارف ازاي أساسًا عايشين وسطهم من غير ما يقتلوكم.. ولّا يمكن إنتم زيّهم بس مش واخدين بالكم.. ولّا يمكن زيّهم بس بتبرروه لنفسكم.. يعني مثلًا انا ممكن أقولّك الله على كلامك الجميل بتاع الفيس بوك إمبارح، حقيقي لمستي قلبي.. وبعدين لمّا اسيبك أقول لنفسي والله كلامها عادي بس انا كويس وبجبر بخاطرها.. بينما حد تاني واقف سامع الكلام يقول يا ابن الإيه، دي كانت كاتبة كلام فارغ وانت منافق مالكش حل.. النفاق عندهم لكن عندكم جبر خاطر. التطبيل عندهم لكن عندكم مجاملة.

    طبعًا الناس كلها حاولت تدافع وتوضح، والحوار كان ضحك وهزار، لغاية ما واحدة فيهم احتدت في الحوار.. قالت لي حضرتك بتقول كلام فارغ (عجبني الاحترام مع التلبيخ). يعني معلش يعني، لو بنتك كانت محتاجة واسطة مش هتعملها عشان خاطرها؟ قلتلها طبعًا لأ. مش عايزها تاخد حاجة مش حقها.. قالت لي طب لو حقها ومالوش حل غير الواسطة، قلتلها برضه لأ.. عايزها تعتمد على الله وعلى نفسها.. ومش عايزها في يوم تندم على غلط عملته، أو حد يعايرها بواسطة أو استغلال نفوذ، أو حد يطالبها بمقابل عشان خدمة، والمقابل يبقى غالي عليها.. سيدة الأعمال ردت بسخرية شديدة.. وانا فوّت الموضوع، بس روّحت قلقان وبراجع نفسي، خايف اكون ظلمت بنتي. كانت في آخر سنة في كلية مرموقة.. وكل سنة بتاخد امتياز.. وآخر سنة هي اللي بتحدد الترتيب والتعيين.. كانت خايفة من النتيجة. بتذاكر بكل إخلاص، ولمّا بتعمل عمليات في الفم لأي مريض في قصر العيني بيحلفوا بيها. بس بنتي عارفة إن المعيار النهائي هيكون الواسطة والتوصيات.. مرة سألتني لو أعرف كبار الكلية.. قلت لها العميد أساسًا صاحبي، عِشْرة عمر وزميل مدرسة.. بس انا عمري ما هاقول له أي حاجة.. عايزك تنجحي لوحدك.. ولو ظلموكي ربنا هينصرك.

    رجعت من المحاضرة عليها، كنت عارف إنها في انتظار النتيجة.. والنتيجة كانت باينة في دموعها.. مفيش امتياز على درجتين، ومفيش ترتيب.. واللي نقصت فيه كان الشفوي، اللي هو عبارة عن واسطة وتظبيط. حاجة سخيفة وتمثيلية قميئة بنضحك بيها على روحنا، ونقول إننا بتوع نظام وتكافؤ وعدل.. وعلى فكرة أي دكتور وأي مسئول في مجال ممكن يبررها لنفسه عند العلاقات والتوريث.. ده حقي، انا ياما خدمت في المكان ده.. انا اديت أكتر بكتير من اللي

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1