Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

بتاجونيا
بتاجونيا
بتاجونيا
Ebook631 pages3 hours

بتاجونيا

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

الكتاب مأخوذ عن البرنامج الشهير «بتاجونيا » والمستمر لأكثر من موسم على التلفزيون والإذاعة، ويتضمن اسكتشات درامية ساخرة عن مختلف القضايا، عن النفاق، والإهمال والأخاق وغيرها وما نعيشه يوميًّا في مجتمعنا، مع محاولة تقديم الحلول وتغيير طريقة النظر للمشكلة والتفكير في البدائل.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2019
ISBN9789771456872
بتاجونيا

Read more from خالد حبيب

Related to بتاجونيا

Related ebooks

Reviews for بتاجونيا

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    بتاجونيا - خالد حبيب

    الغلاف

    بتاجونيا

    عـــن حــالــنـــــــا..

    خالد حبيب

    إشـراف عام: داليا محمد إبراهيم

    حبيب، خالد

    بتاجونيا! عن حالنا / خالد حبيب

    الجيزة: دار نهضة مصر للنشر، 2018

    448 ص، 14 سم

    تدمك: 9789771456872

    1 - القصص العربية

    أ - العنوان

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظــر طـبــع أو نـشـر أو تصـويـر أو تخـزيـن

    أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 978-977-14-5687-2

    رقـــم الإيــــداع: 22913 / 2018

    الطبعــة الأولى: ينايــر 2019

    Y9789771456872-1.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إلى والدتي العظيمة فوزية المولّد..

    معلِّمة الأجيال، وغزيرة العطاء للوطن..

    وإلى الرائع أحمد رجب..

    الساخر بلا نهاية..

    أصل إحنا جامدين قوي..

    الحلوة دي من بتاجونيا

    1- أين درجاتي؟!

    ثم إن حياة ولادنا وحياتنا كلها متوقفة على الثانوية العامة. لو جبت أقل من %105 تبقى ضعت خلاص.. بغض النظر عن إنك مش بتتعلم حاجة.. بغض النظر عن إنك بتتخرَّج وما بتشتغلش في مجال دراستك.. المهم الدرجات.

    1

    (المكان: مكتب المفتش سلطان لمعي، أُمسية هادئة مخصصة لمشاهدة الفيديوهات بتاعت اِلحقْ وشيَّر قبل الحذف، يدخل وليّ أمر طالبة في الثانوية العامة، باين عليه طبعًا)

    - مساء الخير.

    - مساء النور.

    - بعد إذنك كنت عايز قسم الشرطة.

    - حضرتك شفت اليافطة اللي بره؟

    - طبعًا طبعًا.

    - مكتوب عليها قسم الشرطة؟

    - أيوه.

    - وبرضه بتسأل.. بداية ممتازة.. يا رب الموضوع ميكونش له علاقة بالتعليم.

    - واو. إنت عرفت ازَّاي؟

    - باين. اتفضل حضرتك.

    - لأ بعد إذنك، محتاج أتكلم مع ضابط كبير.. مش أقل من مفتش.

    - سامحه يا رب، أنا مفتش يا ابني.

    - واو.. ماتدّيش خالص.

    - بادِّي على فكرة.. سلطان.. المفتش سلطان لمعي.. عايز تبلّغ عن إيه؟

    - النمَر اتسرقت.

    - النمَر؟ عربيتك موديل كام؟ وبيزيك ولا أوبشن؟

    - عربية إيه؟ النمَر بتاعت بنتي في ثانوية عامة.

    - إزّاي؟

    - أبدًا. البنت اتسرقت. كانت عاملة حسابها تدخل طب.. فرقت معاها على عشر نِمَر.

    - هيَّ جابت مجموع كام؟

    - %117.

    - خيبة.. على قدها قوي.. وطبعًا طب أعلى بكتير.. سمعت إنها %130.

    - تمام، بس أنا كنت عامل حسابي على لفّة تحويلات.

    - إزَّاي؟

    - بيطري بتاخد %120. كانت هتدخل بيطري وبعديها تحويل عائلي تروح طب السودان، وبعديها تحويل اجتماعي تروح طب أسوان، وبعديها تحويل جغرافي تروح تمريض طنطا، وبعديها تحويل مالي تروح طب بشري طنطا، وبعدين تحويل ودّي توصل طب القصر العيني.

    - الله عليك. يعني إحنا بندوَّر على %3 ضايعين؟

    - واو. إنت ذكي قوي.

    - ما هي واضحة.. الفرق بين 130 و117 يساوي 14، وبعدين نخصم التحويلات تبقى %3. أوكي.. هنلاقي النمَر.

    2

    (المكان: كنترول الثانوية العامة، أجهزة حاسبات آلية عملاقة لا تعمل إطلاقًا، وآلاف الأوراق المبعثرة في المكان، مع كميات كبيرة من ساندوتشات الفول والطعمية بدون سلطة أو طحينة)

    - مساء الخير.. هنا الكنترول مش كده؟

    - صفر.

    - نعم؟

    - سعادتك تاخد صفر.. من أولها.. اليافطة متعلّقة 4 متر وانت بتسأل!

    - أنا آسف. يمكن بس أنا خانِّي التعبير.

    - الخيانة دي في البيت يا كوتش.. والتعبير ده مادة لوحده.. يعني هتدفع مرتين علشان النظام.

    - ثانية واحدة.. أولًا أنا مش كوتش.. أنا المفتش سلطان لمعي.

    - أهلًا بيك يا فندم. وإيه اللي خلّاك تعيد ثانوية عامة كل السنين دي؟ إنت كشفت قبل كده؟

    - أرجوك، أنا كشفت ومش هاقولّك النتايج.. أنا باحقّق في سرقة نمر الطالبة سعاد وجدي. والدها مُصرّ إنها اتسرقت في %3.

    - طب مبدئيًّا سعادتك دفعت الرسوم؟

    - اللي هيَّ؟

    - شوف يا سيدي، عندك رسوم الاحتجاج ورسوم التظلّم.

    - دي غير دي؟

    - طبعًا. الاحتجاج كلام، التظلم فيه شكوى لربنا.

    - ونِعم بالله! بس كده؟

    - لأ.. في رسوم كشف أوراق، ورسوم انتظار، ورسوم فتح ملفات، ورسوم نقل مدرسين، ورسوم إعادة رصد، ورسوم إعادة تصحيح، ورسوم حالة نفسية.

    - بتاعت الطالب؟

    - لأ.. بتاعت المدرس، إحساسه إيه وانت بتشكّ فيه؟!

    - صح والله.. مؤلمة.. بس الحاجات دي تاخد وقت كتير؟

    - إنت وشطارتك، أول ما تلمّ الفلوس نبدأ. وانت شكلك هتلمّها في سنتين.. مع السلامة.

    - لأ.. أنا معايا الفلوس.. كنت باحوِّش من ابتدائي.. أنا باسأل بعد ما أدفع الرسوم.

    - مش كتير قوي.. يعني إحنا في صيف 2018، النتيجة تطلع نوفمبر 2022.

    - ممتاز.. البنت تخُش دور تالت بعد سنتين.

    - تقريبًا، وبتكون نفس النتيجة طبعًا.

    - ممم.. يعني انت عارف من الأول؟

    - أمَّال، كنترول يابني.

    - طب ممكن أعرف البنت ناقصة قوي في إيه؟

    - آسف.. أنا عمري ما بتدخّل في الحاجات الشخصية والعلاقات. ربنا أمر بالستر.

    - أرجوك.

    - ممكن.. الفيزياء والتفوق الرياضي.

    - والدين؟

    - مش داخل في المجموع.

    - بالنسبة ليها بالذات؟

    - لينا كلنا. إحنا شعب متديِّن بطبعه.

    - اللهم قوي إيمانك. أستودعكم الله.

    - باي.

    3

    (المكان: المدرسة، فصل تالتة تاني، المكان مهجور ومدرس الفصل يقضي وقته في محاولة قتل الذباب، بلا جدوى)

    - مساء الخير.

    - أُسّ س تربيع.

    - نعم.

    - هندسة الفراغ مع الحركة.

    - طبعًا طبعًا.. بعد إذنك كفاية لعب بالكلام.. حضرتك متهم بإضاعة نمَر من الطالبة سعاد وجدي.

    - إنت دفعت؟

    - نعم؟ دفعت إيه حضرتك؟

    - دفعت تمن الاتهام؟

    - تمن إيه سعادتك؟ أنا المفتش سلطان لمعي، أنا بآجي ومعايا الاتهام بتاعي.

    - كلام فارغ، ده بيتعارض مع نظرية الكتلة والوزن النسبي. مادام دخلت أوضة المدرسين يبقى تدفع، لأن أنا اللي هاشرحلك موضوع الاتهام ده.

    - اتفضل اشرح.

    - سعاد كانت من أحسن الطالبات اللي عندي.. دايمًا لابسة كويس، ألوان زاهية.

    - هو مش كل البنات بيلبسوا نفس اللبس؟

    - طبعًا لأ، دي مدرسة يا ابني، يعني كل واحد براحته.

    - هايل، وإيه كمان؟

    - عمرها ماعملت دوشة في الفصل، هادية جدًّا، طول الوقت بتلعب في الموبايل أو بترسم قلوب.. ممتازة.

    - أُمّال تفتكر ليه ضاعت منها النمَر؟

    - بصراحة؟ خلّينا بقى نفتح الملفات، أو نكشف المستور، أو نقلب الترابيزات، أو نعرّي الأوراق.

    - خلاص! إيه بقى؟

    - كانت بتاخد درس؟

    - خصوصي؟

    - لأ.. مش هقدر كده.. لازم أشوف الكارنيه بتاعك.. مستوى الذكاء مُنهار!

    - آسف بس أنا مكنتش مصدق.. كنت فاكر الدروس انتهت خلاص.

    - ليك حق. لازم تنتهي.. حرام يضحكوا على الولاد كده.

    - طب والدرس فرق معاها؟

    - طبعًا.. تاهت ما بين كلام الدرس وكلام المدرسة، اتلخبطت. حسّت بالضياع.. ضاعت.

    - لا حول ولا قوة إلا بالله! طب سؤال ساذج: ليه حضرتك كمُربّي فاضل ماعملتش زي الأفلام ورحت للمدرس الخصوصي ده وحاولت تقنعه وبعديها هو يطردك عادي؟

    - كان مستحيل أعمل كده.

    - ليه، خُفت؟

    - لأ. ماقدرتش.. لأني أنا المدرس الخصوصي.

    - فهمت.. ياه على القسوة.. كان مستحيل تكلّم نفسك في مكان الدرس.. يعني كان لازم تمشي الأول من الدرس علشان تروح الدرس، أو تحاول تفضل في الدرس وتيجي على نفسك هناك، أو انت تبقى في الدرس وفي المدرسة في نفس الوقت وتكلموا بعض.. أو..

    - خلاص! أظن واضحة الصورة.

    - واضحة جدًّا.. كده س أُسّ 14 تكعيب.. النمَر مش عندك.

    4

    ( المكان: قاعة الألعاب الرياضية في المدرسة، المكان خالي إلّا من البلاي ستيشن ومجلات أجنبية قديمة. مش كويسة)

    - مساء الخير.

    - هوب 4321 هوب.

    - أكيد حضرتك بتاع الحافز الرياضي.

    - لأ.. بتاع الفيزيا.

    - يا رااجل! أنا لسه مخلّص معاه من شوية.

    - حضرتك معاك بطاقة؟

    - آه إنت بتتّريق.. احترم نفسك.. مش علشان بتقول هوب 4321 تبقى رياضي. ما شاء الله الكرش عندك 2 متر قدّام.

    - أرجوك بلاش الكلام الجارح.. ده عزوة!

    - آسف. واضح إنك حسّاس قوي. قولّي، فيه طالبة اسمها سعاد وجدي اتسرق منها النمَر في امتحان ثانوية عامة. هي فين؟

    - مستحيل.. مفيش حد بتروح منه النمَر. خلّيني أدوّر كده. (يفتح ملف أوراقه ويبحث فيها) فين؟ فين؟ أهه.

    - الحمد لله.. قلبي كان حاسس.. فين بقى؟

    - لأ للأسف. دول خدتهم سميرة عوني. 10 نمَر. بطلة مصر في التفكير في المشي.

    - مش المشي نفسه؟

    - لأ المشي نفسه على الأقل 15 درجة.. استنّى كده.. فين؟ فين؟ أهه!

    - الله أكبر! الحق ما بيضعش! فين بقى؟

    - لأ للأسف برضه.. دول أخدتهم إعتدال شهدي بطلة التدريب على عبور الكوبري.

    - بس عبور الكوبري أساسًا غلط.

    - وهيَّ عبرت؟ دي يادوب اتدربت.. فين يا سيدي؟ فين؟ أهه!

    - ما شاء الله! فيها شيء لله.

    - لأ للأسف برضه.. دول بقى يا سيدي راحوا لفريدة حمدي. دي بقى كانت قوية تتدرب على مشاهدة بطولة العالم في الجمباز.

    - ممم. لأ واضح الأعمال بالنيات.

    - ندوّر آخر حاجة بقى.. فين؟ فين؟ أهه!

    - حسبي الله ونعم الوكيل.

    - إنت عرفت؟

    - هاتقولّي للأسف برضه.. النمَر مش عندك.. شكرًا يا كوتش.

    5

    (المكان: منزل الطالبة سعاد وجدي، البنت يا عيني في قمة الحزن، الوزن مضاعف والشعر عشوائي والعيون منتفخة من البكاء خلف نظارة النظر الثقيلة)

    - سعاد. عايزك تركّزي معايا.

    - حاضر يا أنكل.

    - سلطان.. المفتش سلطان لمعي.. إنتي كان معاكي النمَر أصلًا؟

    - (تفكر بعمق) طب هو فيه اختيارات؟

    - لأ يا بنتي ده لسه أول سؤال. كان معاكي النمر ولّا لأ؟

    - أيوه كان معايا.. بابا قالّي إنها معايا.

    - طب راحوا منك فين؟

    - في النادي؟

    - إنتي بتسأليني؟ أنا اللي باسألك يا بنتي. ركّزي كويس.. راحوا فين؟ في العربي؟

    - ممكن. أصلي أنا في الامتحان ماجاوبتش سؤال التعبير وسؤال النحو وسؤال البلاغة. بس بابا قالّي هآخد الفول مارك.

    - بابا؟ منطقي برضه. طب بالنسبة للكيمياء؟

    - والله احتمال. أصل أنا جبت النتيجة النهائية في كل التجارب غلط. بس بابا قالّي المهم الخطوات.

    - بابا. احتمال. طب نبُص على الحساب؟

    - لأ الحساب ده حكاية. أصلي من كتر التوتر دخلت الامتحان لقيت معايا الريموت بتاع التليفزيون بدل الآلة الحاسبة.. قمت حلّيت كله من غير أرقام.

    - عارف. بالإحساس.. وطبعًا بابا قالّك مش هتنقصي أي نمَر. طب إيه، في أي حتّة تانية ممكن تكوني ضيّعتي النمَر فيها؟

    - يوه فيه كتير، فيه الأدب والفلسفة والتاريخ.

    - ثانية واحدة! ده كله أدبي، هو انتي مش علمي؟

    - لأ هو أنا أصلًا أدبي، بس بابا قالّي إن العلمي أحسن ليّا، ولو امتحنت فيه مش هانقص ولا نمرة.

    - يعني انتي ذاكرتي علمي وامتحنتي علمي وانتي أساسًا أدبي؟ وانتي عادي كده؟

    - ماهو أصل بابا قالّي.. مالك يا أنكل؟

    - هييييه.

    - أنكل سلطان.. أنكل سلطان.. يعني احنا مش هنلاقى النمَر؟

    - لقيتها خلاص.

    - فين؟

    - عند بابا.. أهم حاجة النمر.. وكلام بابا وماما.. والدروس اللي بالساعات.. وملازم الامتحانات والإجابات.. بغض النظر إننا مش بنتعلّم أي حاجة.. هييييه.. ما علينا..

    ******

    2- أين برستيجي؟!

    وهو البني آدم إيه غير منظر وقيمة وبرستيج. بيفرق معانا قوي صورتنا قدّام الناس، والناس بتحب قوي تبهدلنا بالحق والباطل. اللي قوته في سلطته ضعيف.

    1

    (المكان: منزل المفتش سلطان لمعي، ساعة عصاري هادئة، صوت جرس الباب)

    - كومو.

    - نعم يا روحي.

    - قومي افتحي الباب.

    - إنت قد الكلمة دي؟

    - لأ طبعًا.

    - متعملش كده تاني.

    - حاضر يا تيزه. (بكل شياكة يقوم ويفتح الباب ليجد رجل شيك قوي بس خايف) مين حضرتك؟

    - حضرتك المفتش سلطان لمعي؟

    - بنفسه!

    - محتاجلك قوي.

    - حضرتك فاهم غلط.

    - لأ.. أنا اتسرقت.

    - لو كده ماشي. إتفضل اقعد.

    - ممكن كافيه لاتيه سكيمد ميلك هيزل نت شوجر بيبي؟

    - طبعًا طبعًا.. كومودينو 2 قهوة سادة لو سمحتي.

    - إنت قد الكلمة دي؟

    - لأ طبعًا، مش لازم يشرب. إيه اللي اتسرق منك يا كابتن؟

    - برستيجي.

    - نعم؟

    - حضرتك عارف يعني إيه برستيجي؟

    - طبعًا طبعًا. شوف، مفيش راجل يقدر يعيش من غير برستيج. يعني أنا عندي اتنين برستيج، واحد جانجان والتاني سيكلمان. بس صيفي بقى.

    - ممكن أشوف البطاقة؟

    - قوي قوي. كومو.. البطاقة من جوه يا روحي.

    - عارف يا سلاطينو، ودِيني لو طلبت حاجة تانية هاذنّبك طول الليل في الأوضة الصغيرة.

    - خلاص يا روحي باهزر. اتفضل يا أستاذ. ازّاي يعني برستيجك اتسرق؟

    - مش عارف. فجأة لقيت نفسي مهزوز كده. خايف من كل حد وكل حاجة. حاسس إني مليش كلمة.

    - أيوه فين المشكلة بقى؟

    - ما هي دي المشكلة. أنا ماكنتش كده. كان عندي برستيج. أنا عايز برستيجي. أين برستيجي (بكاء)؟!

    - وجعتني.. ماتخافش.. هاجيبهولك. كومودينو، طلّعيلي البدلة الزرقا على بال ما آخد دُش. أنا نازل أجيب البرستيج بتاعه.

    - كده خلصت.. سلطان.. ادخل الأوضة الصغيّرة لغاية بكرة.

    - لازم؟ أوكي.. ( يعود للضيف)، بُص حضرتك، بكرة الصبح، نبدأ ندوّر.

    - نبدأ من فين؟

    - مراتك.

    - بس دي كويّسة معايا خالص.

    - صدقني أنا مجرّب.. برستيجك عند مراتك.

    2

    (المكان: منزل حسن بيه، مراته، ملكة جمال الساحل الشمالي، تستقبل المفتش ببرود واستهتار)

    - أهلًا بيكي يا مدام.

    - أهلًا بحضرتك. ده شرف كبير ليا.

    - عايز أعترف لك إني أول مرة أغلط في توقعاتي.. كنت متأكد إن إنتي اللي خدتي البرستيج بتاع حسن بيه.

    - حررتك pas de probleme، أنا كل حاجة في حياتي فدا البيه جوزي البيه بتاعي.

    - الله.. البيه جوزي البيه بتاعي.. ده أكيد حضرتك اللي جبتيله البرستيج.. أمّال تفتكرى المشكلة فين؟

    - والله ما أعرف.. يمكن حسن شوية خجول.

    - وده بيفرق؟

    - جدًّا. عشان كده بيقعد بالليل في البيت وأنا باخرج كل ليلة.

    - يعني ماعتقدش سبب مقنع.

    - وبعدين لمّا بيخرج معايا، وده قليل قوي، أنا باشيّش والعب طاولة وهو بيروّح بدري.

    - ممم. يعني عادي برضه.

    - طب فكرة إنه ملخبط في الحسابات شوية. فأنا باخد منه كل الفلوس وبادّيله مصروف على قد المواصلات والسجاير والساندوتشات باعملها في البيت.. بس هو ما بيختارش.. كل يوم لانشون وخيار بالجبنة.

    - ممم.. يعني لو كانت طماطم بالجبنة كانت تبقى أحسن. تالتة ابتدائي كده.. لكن مش دي اللي تفرق.

    - طيب آخر حاجة بقى. ساعات باتأخر في الخروج بالليل. باخاف أسيبه.. بافضّل أبات برّه للصبح. تفتكر دي ممكن؟

    - ممم. والله يعني. لأ. مش دي برضه.

    - يعني أنا كويسة؟

    - هيييييييييييه. الله عليكي يا كومودينو.

    3

    (المكان: شارع جانبي جدًّا، كله فاضي، لكن كل شِبر فيه محجوز بطوب.. مملكة المنادي)

    - صباح الخير.

    - صباح النور يا حضرة الصول.

    - لا حول ولا قوة إلا بالله! لمعي.. المفتش سلطان لمعي.

    - أهلًا بيك يا باشا. حضرتك عايز تركن؟

    - إنت مسئول هنا؟

    - طبعًا. كل الطوب ده منطقتي.

    - إنت المنادي يعني؟

    - لأ أنا مدير المنطقة.

    - قولّي.. حسن بيه بيتهمك إنك سرقت منه البرستيج بتاعه.

    - ولا أستجري أعمل كده يا باشا، أنا كل يوم باخلّيه يركن برستيجه قبل عربيته.

    - أمّال.. احكيلي.

    - أبدًا. هو يا عيني بييجي كل يوم يركن العربية قدام الشغل، أقوم أنا أمنعه.

    - ليه؟

    - بيرفض يقولّي طالع يعمل إيه وهيقعد قد إيه.

    - وانت عايز تعرف ليه؟ بتفرق في الركنة؟

    - طبعًا طبعًا. سعادتك هتفرق في المزاج، في سرعة الخروج، في زنقة العربية، والقرب من الرصيف والدخول بضهره ولّا بوشّه.

    - الله عليك.. ده عالم متكامل.

    - بالظبط.. هو بقى بيرفض، أروح أنا حادفه بعيد خالص.. بيركن تقريبًا تحت البيت عنده.

    - وبييجي الشغل ازّاي؟

    - ميكروباظ بقى.

    - وما أدراك ما الميكروباظ. شكرًا يا كابتن.

    - مش هتركن؟

    - لأ. أنا أصلًا ماعنديش برستيج علشان أضيعه.

    4

    (المكان: الشركة التي يعمل بها حسن بيه، مكتب المدير، يرتدي بدلة وكرافتة مع نظرة مليئة بالثقة والجهل)

    - حضرتك بقى مدير الأستاذ حسن؟

    - حسن؟ ده حبيبي.

    - أُمّال إيه حكاية برستيجه ده؟

    - لأ بص حضرتك إحنا هنا شركة كبيرة.

    - يعني إيه؟

    - يعني لينا نظام وقواعد. ممنوع أساسًا حد يدخل ببرستيج.

    - يعني بيسيبه بره وإنتو بتدّوله برستيج هنا؟

    - لأ يا بيه، ماعندناش برستيج أساسًا.

    - إحكيلي.

    - يعني حضرتك مبدئيًّا دقيقة التأخير بربع يوم.

    - على طول كده؟

    - بكل حزم.

    - والناس كلها بتيجي بدري بقى ما عدا حسن؟

    - لأ كلهم بييجوا متأخر، بس حسن بس اللي بيتعاقب.

    - ليه بقى؟

    - مديره يا سيدي.

    - اللي هو سعادتك.

    - الله ينوّر عليك.

    - ما شاء الله! إيه تاني؟

    - مفيش أوفرتايم بس فيه سهر.. مفيش حوافز بس فيه تارجت.. مفيش بدلات بس فيه سفر.. مفيش مكافآت بس فيه عقوبات.

    - الله عليك.. لأ يعني عارف اللي عاجبني إنه فيه نوع من الثبات. منظومة كاملة متكاملة شاملة متشاملة.

    - بالظبط يا سيادة المفتش. لأ وإيه، يعني أنا دايمًا باخلّي حسن يعمل كل الشغل، لكن عمري، شوف عمري، عمري ما كافِئته عليه، دايمًا آخد الشغل وأنسبه لنفسي.

    - هايل.. أمّال ماله حسن، زعلان ليه؟

    - حقيقي مش عارف. بس لو موضوع برستيج. يبقى مفيش.

    5

    (المكان: كافيه من بتوع الإنترنت، مناظر غريبة في المكان، كله بيفكر جامد ومبحلق في الشاشات مع ابتسامات بلهاء وانفعالات حادة متقطعة، سلطان ومعه حسن بيه)

    - بصّ بقى يا سُنسُن.. إحنا فتّشنا على كل حاجة وكل حتة. المكان ده الفرصة الأخيرة إننا نلاقي برستيجك.

    - أيوه فين بقى؟

    - فين إيه، أمّال إحنا فين يا سُنسُن! ما تحرقش دمي بقى أنا سايب كومودينو على نار. إحنا في سايبر كافيه.

    - آه تمام.. علشان ندخل بقى عالفيس.

    - فيس؟ تصدق بالله، غالبًا هو ده اللي بيضيّع البرستيج. الفيس بوك يا حسن. بلاش فيس دي.

    - حاضر يا عمو.

    - خشّ بقى وقولّي بتعمل إيه كل يوم؟

    - بصّ بقى، أنا بادخل بالصفحة بتاعتي أهه.

    - إيه ده، إنت اسمك هنا فارس الأوهام في مصيدة الحمام؟

    - إيه رأيك، حلو مش كده؟

    - أنا عملت لك بلوك مرتين قبل كده.

    - آه مانا عامل 7 احتياطي.. شكلك مش مبسوط من الإسم.. إيه اللي مضايقك؟

    - لأ بس هو كله حلو لكن يمكن كلمة «في» اللي في النصّ دي مش حلوة.. يعني ممكن يكون فارس الأوهام جنب مصيدة الحمام.

    - حلوة منك دي. هاغيّره.

    - بعدين وحياتك.. ورّيني بقى إيه اللي بيحصل.

    - أبدًا، شوف.. أنا ألاقي كل واحدة حلوة وأروح عامل لها إضافة وأبعت رسالة حب صايعة قوي.

    - زى إيه مثلًا؟

    - زي مثلًا، إحنا اتقابلنا قبل كده، إنتي أحلى واحدة شفتها في حياتي، أختي الحجاب لكي زينة، كده يعني.. وبعدين؟

    - تتراوح، ممكن رد بشتيمة، ممكن بلوك، ممكن تاخد صورة وتفضحني ع الفيس.

    - برضه الفيس؟ طب وانت مش بتحاول تعمل حاجة مفيدة تانية؟

    - والله باحاول. يعني باعمل شير لأي حاجة من بتوع «شيَّر قبل الحذف»، غضب بسبب ملابس الفنانة، دليل خيانة كل الإعلاميين، فضيحة المطبلاتية.

    - حلو، وبعدين؟

    - بالاقي ناس كتير يدخلوا يشتموا بعض ويشتموني.

    - وانت بتعمل إيه بعد كده؟

    - أبدًا، باروَّح البيت. أقعد أتفرج على توك شو وأسمع الكلام بتاع التآمر والحرب وكده.

    - وبعدين؟

    - بانام. تفتكر هالاقي برستيجي يا سيادة المفتش؟

    - يا ابني إنت أساسًا ماعندكش برستيج. وغالبًا كلنا معندناش برستيج.

    - يعني إحنا كويسين؟

    - أنا سعيد إنك سألتني السؤال ده. طول ما احنا مبسوطين بالمناظر وبنستقوى على بعض بالسلطة والفلوس، وبنعمل أبطال واحنا مستخبيّين ورا شاشة الكمبيوتر والموبايل، هيفضل برستيجنا في خيالنا. هيييييه.. ما علينا..

    ******

    3- أين شقتي؟!

    أصل الولاد والبنات بيتدلّعوا جدًّا في موضوع الجواز ده، مفيش أكتر من الشقق الحلوة الرخيصة، بس فين النفس!!

    1

    (المكان: منزل المفتش سلطان لمعي، شاب وسيم مرعوب جاي يُخطب بنت المفتش، استجواب صريح)

    - والله يا عمي حضرتك لا تتخيل أنا سعيد قد إيه بمقابلة حضرتك ليّا وإني ممكن أتجوز بنت حضرتك.

    - يا ابني إنت شاب ممتاز وتستاهل كل خير. إحنا غالبًا مش هنجوّزهالك.. بس لازم نبهدلك شوية.. شوف يا كابتن إحنا بنشترى راجل.

    - الله عليك يا عمو.

    - عمي.. مش عمو.. تاني إحنا بنشتري راجل، بس طبعًا إنت عارف إن الست هي اللي بتشتري.. علشان كده من النهارده اللي هيتعامل معاك مش أنا، أبو رابين، حماتك.

    - (تقتحم المكان) سلطان!

    - أقصد تانتك كومودينو.. اتفضلي يا كومو.

    - أهلًا يا حبيبي،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1