Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أخبار سارة
أخبار سارة
أخبار سارة
Ebook460 pages2 hours

أخبار سارة

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

القول الفصل وأهم العلامات.. لتفرقي سيدتي بين الحزن والهرمونات: 1- قاعدة: أي حزن بسبب أكل لا يعول عليه. لما تعيطي عشان علبة الحلاوة خلصت، أو الديليفري اتأخر، أو ابنك الصغير أكل آخر كيس جيلي كولا، أو كوك دور مابقاش يحبك زي زمان ونسي إنك مش بتحبي مايونيز على السوبر كرانشي.. تأكدي أن حزنك مزيف وأهبل وغير حقيقي. 2- الفراغ العاطفي المفاجئ وإحساسك الملح إنك محتاجة "إحتواء". ولا الهوا بأه، انتي كده زي الفل، اشتري مني، انتي أصلا اخترتي كلمة "إحتواء" بالتحديد عشان انتي مش محتاجة أي حاجة خالص وبتلوشي! هو الإنسان ممكن يجيله نقص احتواء إزاي لامؤاخذة؟ بيحس بإيه؟ محدش بيحتاج احتواء، احتواء مش كلمة أصلا ده لفظ فضفاض كده لجر الشكل! - احتويني! - أيوة ياست الكل أنا عينيا ليكي يعني بس اللي هو إزاي؟ - معرفش! احتويني وخلاص! مش عارف تحتويني؟ طب طلقني! 3- حزنك على شكلك! اللي أكيد ملحقش يتغير عن الخميس اللي فات لما كنتي نازلة وحاسة إنك برلنتي عبد الحميد! اطمني واهبطي! انتي لا تخنتي ولا عجزتي ولا فيه فيفتي شيدز أوف هالات سودا ولا حاجة! (يتبع جوا بقى عشان مفيش مكان ...)
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2019
ISBN9789771456926
أخبار سارة

Related to أخبار سارة

Related ebooks

Reviews for أخبار سارة

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أخبار سارة - سارة هجرس

    الغلاف

    سارة هجرس

    أخبار سارّة

    العنوان: أخبار سارّة

    تأليف: سارة هجرس

    التصميم الداخلي: أحمد عاطف مجاهد

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    هجرس ، سارة

    أخبار سارة/ تأليف: سارة هجرس

    الجيزة: دار نهضة مصر للنشر، 2018

    312 ص ، 19.5 سم

    تدمك: 9789771456926

    1 - القصص العربية

    أ - العنوان

    جميــع الحقــوق محفـوظــة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية. أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.

    الترقيم الدولي: 978-977 - 14 - 5692 - 6

    رقـــم الإيــــداع: 2018 / 23614

    الطبعة الثالثة: إبريل 2019

    Y9789771456926-1.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E- mail: publishing@nahdetmisr.com

    (سُئلت امرأة حكيمة: من أحب أبنائك إليك؟ قالت: النائم حتى يستيقظ، والشبعان حتى يجوع، واللي في المدرسة حتى يعود، واللي معندوش هوم وورك النهاردة ولو كذبًا).

    مقدمة

    مر الإنسان الأول بالعديد من المهالك والمخاطر والمعاناة قبل اكتشافه للهلس.. ولقد كان اكتشاف الهلس وتحكم البشر الأوائل فيه وتطويعه بمثابة نقطة تحول خطيرة في الجانب الثقافي والنفسي والحياتي للإنسان؛ فقد سمح الهلس باستمرارية الإنسان وتطوره، وحفاظه على النوع وحمايته من الانقراض، كما أتاح له توسيع أنشطته إلى ساعات طويلة وممتدة، كما وفر له الحصول على الأمن والحماية وتأمين جهازه العصبي وصحته النفسية لعقود وعقود..

    وفي تلك الحياة الروتينية السريعة التي نعيشها -بمزاجنا أو غصب عننا- يعتبر الهلس هو السبيل الوحيد للخلاص!

    الهلس هو تلك الآلية السحرية التي تستطيع أن تبدل الملل فرحًا، والغضب ضحكًا، والقفش قلشًا، متنفس.. تمامًا مثل آلية التعرق لتخفيف حرارة الجسم، أو الخرم اللي في الحلة البريستو!

    أنا سارة.. ست مصرية أربعينية، أنتمي إلى الطبقة المتوسطة، متزوجة وأعول، عندي طفلان بالمرحلة الابتدائية (آدم) و(يحيى). باشتغل كاتبة ساخرة، وده بيبقى مربك جدًّا لما بيسألوني عن وظيفتي في اجتماع مجلس الآباء في مدرسة الولاد، (موسى) جوزي بيشتغل نحات، وده بيقفلها خالص بقى لما يسألوه عن وظيفته في نفس الاجتماع!

    نشأت في بيت استثنائي للأسف، وأسفي هنا لكون البساطة والسهولة وتكبير الدماغ والفرفشة والمرونة أمورًا استثنائية، فلم أرَ أبي يومًا يضغط علينا بأي شكل في المذاكرة أو المنافسة أو المثالية مثلًا، ولم أسمع أمي تعاتبنا على درجة امتحان، أو العك في فرض مدرسي، أو نسيان كويز.. ماكانش في حاجة أصلًا اسمها كويز!

    ومع ذلك كنا شاطرين وكويسين وماشي حالنا.. والأهم.. أننا عشنا طفولة سعيدة ومراهقة مسالمة على إيد ناس ظريفة ومترابطة ورايقة!

    ليه بقى بقول البؤين دول قبل ما تبدأوا تقروا أخباري؟ لأن كل تفصيلة في حياتنا -مهما بدت روتينية أو تقيلة أو ضاغطة- لها جانب هلس، لما بنعرف نقفشه الدنيا بتبقى أحلى كتير وأسهل جدًّا، وكمان أنجح بمراحل.

    والله العظيم طولها زي عرضها، واللي هايتحول ذكريات هو شوية الضحك والسف والهطل.. عمر ما حد قفش في شريط ذكرياته كويز ساينس ولا خناقة لرب السما على ركنة ولا قفشة على قميص ما اتكواش...

    ***

    تحذير هام:

    الأحداث التالية ليست متسلسلة زمنيًّا، والقصص لا تظهر الأشخاص دائمًا بعمرها الطبيعي الحالي، كما أن الحكايات الحقيقية أبشع كثيرًا مما تظهر بالسطور القادمة! ولكن تم التنقيح والتخفيف والتهوين؛ حرصًا على سلامة القراء النفسية والعصبية، وعلى مرضى القلب والحوامل مراجعة الطبيب، إحنا عايشين على المهدئات والمسكنات.. لذا وجب التنويه.

    تحذير أهم بقى:

    لا تحاول أن تقلد المواقف التالية بالمنزل؛ فقد تمت بمعرفة محترفين!

    ***

    (مساحة شبه المنحرف)...

    لم أكن أعلم حين قبضت بيدي على مقبض باب غرفة الأولاد وأدرته لأفتح الباب بجرأة ولامبالاة أني سوف أثير هذا الفزع الذي شاهدته يكسو ملامح ابني الصغير (يحيى)..

    لم يقل (يحيى) شيئًا، بل ظلت عيناه محدقتين في رعب وخضة وثبات واضح، بعد أن التقط (يحيى) أنفاسه المتلاحقة اللاهثة التي أعقبت مداهمتي للغرفة، أشار إليَّ مستاء معترضًا...

    يحيى: إيه يا ماما ده؟! حد يدخل على الناس كده؟!

    أنا: ناس؟! ناس مين؟! فين الناس دول؟!

    يحيى: أنا ناس!

    أنا: لأ طبعًا إنت مش ناس.. إنت ابني! يعني امتدادي، الإكستنشن بتاعي، في بيتها يعني!

    يحيى: ابنك تدخلي عليه كده؟! مش يمكن باعمل حاجة خاصة؟

    أنا: يحيى إنت عندك 8 سنين، يعني معندكش لا حاجة خاصة ولا حاجة عامة، ولا عندك حاجة أصلًا، أنا آسفة يعني!

    يحيى: لا عندي طبعًا كذا حاجة.. ولازم تحترمي خصوصيتي، وماتقتحميش مساحتي الخاصة!

    أنا: ما أقتحمش إيه يا فندم؟!

    يحيى: مساحتي الخاصة!

    أنا: مساحتك الخاصة؟! ويا ترى واحد في تالتة ابتدائي ممكن مساحته الخاصة تطلع كام في كام تقريبًا كده؟!

    يحيى: ماما أنا باتكلم جد!

    أنا: جد إيه والنبي تتلهي على عينك! ده إنت كلك على بعضك شبر ونص، يعني مساحتك الإجمالية أصلًا أصغر من مساحتك الخاصة المزعومة دي!

    يحيى: ماماااااا

    أنا: ماما إيه وبتاع إيه؟ دي أمك معندهاش مساحة خاصة! أبوك بيعافر على متر في متر مساحة خاصة، ومش عارف! هاتيجي إنت وتقول لي: مساحتك الخاصة؟!

    يحيى: مش أوضتي؟

    أنا: لا ماتزيطش بقى.. يعني حاجاتك الخاصة وعديتها وسكتت، وقلت: أعزز شعورك برجولتك! إنما توصل لخصوصيتي وأوضتي واقتحمتي ومساحتي الخاصة.. لاااا، شوية شوية هاتسألني معاكي إذن من النيابة ولا لأ؟!

    يحيى: يعني إيه يعني؟ بردو لازم تحترمي مساحتي الخاصة!

    أنا: يا واد إنت ابني! يعني إنت كلك على بعضك كده كنت جوه مساحتي الخاصة... حرفيًّا!

    يحيى: وأنا علشان كنت جوه مساحتك شوية هتفضلي إنتي في مساحتي طول العمر؟!

    أنا: إيه مساحتك الخاصة دي اللي هعوز أدخل فيها أصلًا؟! إيه المميز فيها يعني؟ مساحتك دي ع الشارع مثلًا؟ واخدة ناصيتين؟ بحري؟ اتلم يا يحيى بدل ماأقوملك أعلقك من مساحتك الخاصة!

    يحيى: خلاص خلاص.. طب ممكن طيب على الأقل قبل ما تقتحمي مساحتي الخاصة تبقي تخبطي؟!

    (حبيبي لما لقاني مريت قباله.. شال طرف شالي لامؤاخذة وطرف شاله، طرفلي عيني يا عيني بس بغباوة! أما براوة براوة)

    (مابقاش في قلبي مكان لا ليك ولا حد تاني خلاص مفيش) اتاخر بقى شوية كده!

    (بس كان فيه شبر فاضي.. حط جرحك فيه وزود)

    (كل ما أقرب لك تبعدني عنك مساحات... كل ما أقرب لك تبعدني عنك مساحااااات... منك لله!)

    ***

    (الفتنة نائمة... خش نام جنبها!)...

    كنت قد خلدت إلى النوم ليلة الأمس مثقلة مهمومة، وبالفعل قضيت ليلة ليلاء، ما بين أرق وكوابيس وانقباضة صدر.. ولكن على سبيل الرحمة الإلهية تبدل شعوري صباحًا إلى النقيض، فامتلأت نفسي تفاؤلًا وبشرًا وإيجابية، وبدأت أنظر إلى الجوانب اللطيفة للأشياء... لدرجة إن لما آدم قال لي: «ماما إنتي أحسن واحدة في الدنيا.. بتحرق العيش!»، كنت إيجابية للدرجة اللي تخليني أتجاهل النهاية البشعة للجملة، وماسمعش إلا الجزء الأول بس، وأفرح إني أحسن واحدة باعمل شيء ما في الدنيا أيًّا كان بقى مليش فيه، وقررت ألا أجعل أي شيء ينال من سلامي النفسي مهما كان!

    عاد الأولاد من المدرسة، فاستقبلتهم بأداء عبدالمنعم مدبولي الأبوي المرح الحنون الحبوب المفتعل في أغنية تووت تووت.. وأثناء تناولهم الغداء التفت لي آدم فجأة ليقول:

    آدم: آه.. ماما.. نسيت أقول لك، يوم الأربع عندنا ديش بارتي في المدرسة.

    أنا: الله يا حبيبي، إن شاء الله يبقى يوم لطيف!

    آدم: وكل واحد هايجيب حاجة.

    أنا: وماله يا روحي، شيرينج إز كيرينج، والحياة مشاركة

    آدم: أيوه، محمد هايجيب كب كيك.

    أنا: جميل، عارف يا «إدي»؟ النشاطات الجماعية دي بتعلمنا قيم جميلة وبتخلينا ن...

    آدم: آه.. وأحمد هايجيب عصير.. ويوسف هايجيب لنا خس.

    أنا: خس؟ حلو بردو، علشان الألياف.

    آدم: آه.. كل واحد هايجيب حاجة.

    أنا: شوفت؟ لما نكمل بعض كده الدنيا بتبقى لطيفة وجميلة وكمان بيبقى...

    آدم: وأنا هاجيب تلاتين ساندوتش برجر، وتلاتين ساندوتش سوسيس، وبطاطس محمرة.. كتير بقى.

    أنا: تلاتين إيه يا سيد أمك؟!

    آدم: تلاتين وتلاتين.. وبطاطس.. كتير.

    أنا: لييييه؟ إنت الإقطاعي اللي في الفصل يعني؟!

    آدم: وشيبسي..

    أنا: وشيبسي آه، ده غير البطاطس! مش عايز تيس مندي جنبهم؟ تورتة عروسة؟ نافورة شوكولاتة؟!

    آدم: لا أظن عز هايجيب بسكوت بيمبو.

    أنا: بقول لك إيه! أنا من الصبح ملصمة نفسي وعاملة فيها الأم تريزا... ماتقرصش عليا بقى وخلي اليوم يعدي، الفتنة نائمة.. خش نام جنبها!

    آدم: طب عايزة تعملي إيه؟ مكرونة بشاميل و...

    أنا: وإيه بس؟! هو إنت رايح تقرا فاتحة؟ دي ديش بارتي عادي، ويونس هايجيب خس!

    آدم: يوسف.

    أنا: بص... عندي شوية فاصوليا من إمبارح.. هاسخنهالك تاخدها؟!

    آدم: ماما!

    أنا: تاخد عشر ترغفة بلدي وربع رومي؟ بطارخ!

    آدم:................

    أنا: أسلق لك بيض؟

    آدم: بس يا ماما..

    أنا: تاخد برطمان الرنجة؟!

    آدم: بطلي هزار بقى!

    أنا: حاضر يا آدم.. حاضر، هكلم أبوك يسافر البلد بعد الشغل يبيع قيراطين ولا يعدي ع البنك يكسر الوديعة علشان الديش بارتي.. حاضر!

    آدم: ما تنسيش العيش الكايزر والبطاطس، ماما، نعمل تلاتين ساندوتش تونة كمان ولا إيه؟

    ادعوا له؛ فإنه الآن يُنفخ!

    اللهم فرج همه، وآمن روعته، وآنس وحشته، واجبر كسره.. اللهم اشفه وعافه وأجره في مصيبته!

    اللهم اجعل عذاب الستين ساندوتش في ميزان حسناته يا رب العالمين..

    (قاعد لوحدك كده سرحان، الشيطان يوزك في سكة شمال، يفضل يقولك اعمل يلا، برجر يلااااااااااااااا)

    (أنا كنت لوحدي وفي حالي، شفتك معرفش اللي جراي لي، راحة البال راحت من بالي، قلت لها مع ألف سلامة)

    (شايفين الظلم يا ناس؟ ده حلال ده ولا حرام؟)

    (ماتلعب يلاااااااااااا)

    ***

    (ده بيمشي!)...

    وللناس فيما يعشقون مذاهبُ... مش كده؟ طيب أنا مابحبش السبانخ، وبناء عليه.. أنا مش بطبخ سبانخ، أظن منطقي! كاره الشيء لا يطهيه!

    موسى بيحب السبانخ، تمام، لا أجد غضاضة في ذلك، حقه القانوني والدستوري! يقدر يمارس السبانخ عند والدته مثلًا، أو أي حد من رابطة محبي السبانخ... لأ إزاي؟! موسى قرر يعمل سبانخ، ومش بالطريقة التقليدية لأ، بالدهلكة والنكش العفش!

    موسى: الله... الله الله الله... يا واد يا موس موس يا جامد يا كايدهم!

    أنا:...

    موسى (ممسكًا مغرفة بها ما يناهز الربع كيلو سبانخ): دوقي يا صوص!

    (ملحوظة: موسى بيدلعني «صوص».. بالصاد، تقريبًا علشان ماتمرعش).

    أنا (بوش أونصة الفرخة): لأ لأ لأ شكرًا... بالهنا والشفا

    موسى: دوقي بس... دي مش زي اللي إنتي مش بتحبيها!

    أنا: لأ أنا عندي مشكلة مع النبات في حد ذاته... بربوري النزعة كده ومزفلط!

    موسى: يا صوص ماتبقيش قفل كده... جربيها بس!

    أنا: لا مش عايزة... مش بحبها... باكرهها.. ابعد المغرفة دي عن مناخيري!

    موسى: دوقي واحدة بس... دوقي لو معجبتكيش ماتاكليش تاني.

    أنا: لا والله؟ إيه النظرية الألمعية دي؟ بقى لو معجبتنيش ماكلش تاني... أما فكرة!

    موسى: بطلي غلاسة بقى... دوقي... دوقي... افتحي بؤك... دوقي بس!

    أنا: يووووووه أهو... دوقني (قلت: أعدي الموقف وآكل عيش)

    موسى (مبتسمًا): ها؟ إيه رأيك؟

    أنا: أول مرة أدوق حاجة وحشة كده... عايزة أتفها!

    موسى: بطلي بقى.. اتقلي بس هاتحلو دلوقتي!

    أنا: هاتحلو ليه فجأة تفتكر؟! هاتعدي مرحلة المراهقة؟! هايخرطها خراط البنات؟! وحشة!

    موسى: اتقلي بس... هتلاقي after taste جامد جدًّا.

    أنا: موسى لو أكلتني سبانخ تاني أنا هاسيب لك البيت!

    موسى: والله مابتفهمي... دي وهمية!

    أنا: طيب كلها إنت بالهنا والشفا. كلها لوحدك. إنت كبرت خلاص!

    في اليوم التالي...

    أنا: إنت ماأكلتش السبانخ ليه؟!

    موسى: لأ طبعًا أكلت... دي تحفة، بس أنا كنت عامل كتير

    أنا: ماشي... أرمي الباقي؟

    موسى (منتفضًا): إوعي!! ترمي إيه يا بنتي؟! حد يرمي العسل دي؟!

    أنا: العسل دي؟! إنت بتعاكس؟!

    اليوم التالي....

    أنا: موسى.. أنا هارمي السبانخ بقى!

    موسى: طب اعمليها كده يا سارة! يا بنتي ترمي إيه؟! دي تحفة...

    أنا: موسى إنت نسيتها!

    موسى: نسيتها؟! أنا لا يمكن أنساها أبدًا! أنا باكل منها كل يوم!

    أنا: أصيل يابو العيال!

    اليوم التالي...

    أنا: موسى أنا عارفة إنها عزيزة عليك... وبالنسبة لك بتمثل معاني كتير... وبقى فيه بينكم عشرة ماتهونش بسهولة، بس السبانخ داخلة على أسبوع في التلاجة.. let go بقى... لحظة الفراق صعبة أنا فاهمة، بس هاتعدي... بكرة تاكل بامية وتنساها! موف أون!

    موسى (جادًّا): سارة... من فضلك ما ترميش السبانخ... أنا باكل منها، ومش عايز هزار!

    أنا: موسى بتاكل منها إيه بس؟ دي بتزيد!

    موسى: من فضلك يا سارة سيبيني لوحدي!

    بعد مرور بضعة أسابيع...

    أنا: موسى... أنا بفكر نعمل إعادة تدوير للسبانخ.. نعملها مربى مثلًا أو طرشي أو سماد حيوي، إيه رأيك؟!

    موسى: السبانخ مفيهاش هزار من فضلك يا سارة... وإوعي ترميها!

    أنا: طب إيه رأيك أعملهالك كوفية؟! أو لكلوك؟!

    موسى: ....

    أنا: قافش ليه بس؟ ده زمان قالوا الخضار بيخلينا كبار... ويخلينا خفاف الدم!

    عزيزي بريد الأهرام: هل أتخلص من السبانخ وأهدم البيت؟ أم أتركها للبكتيريا والطبيعة الأم؟! الصراع بدأ يأخذ أبعادًا متشابكة... ماذا أفعل؛ فإن حياتي تنهار!

    الحائرة المعذبة س. هـ.

    مصر الجديدة.

    ورحمة أبويا وأمي... السبانخ لسه في التلاجة!

    (ده بيمشي!)

    ده كتاب نظيرة؟!

    (دوق معايا الحب.. دووووق.. دوووووق) ولو معجبكش تفه!

    (وأقول لك دوووق... دوووووووووووق... دووووووووووق حلاوة القرب) تاني!

    (آسفة.. شوف لك غيري، مش هاتحمل تعبي معاك، إنت عايزلك حد يضحي، مهما تعمل فيه وياك!)

    (لو حبتني كنت تضحي.. كنت ماتتسببش في جرحي.. كنت ماتقتلنيش في عواطفي.. كنت رحمتني لحظة ضعفي.. كنت وقفت معايا في صفي وأنا بنهااااااااااااااااااااار)

    ***

    (وحديثا من أحاديث الجوى)...

    في ليلة مطمئنة يغشاها السكون، أجلس بغرفتي أكتب في هدوء، والصوت الوحيد الذي يتسرب إلى الغرفة كان ينبعث من غرفة أولادي وهو يتهادى في ضعف واهن، وإن كان منتظمًا وكأنه نداء بائع متجول بعيد، اقتربت إلى غرفتهم بحذر رويدًا رويدًا على استحياء، فسمعت أحدهم يهتف بأغنية قائلًا: (شمر ياله).. بينما يرد الآخر قائلًا: (ركبك ياله).

    كان (يحيى) يرقص بمنتهى الحماس والإخلاص، والذي يرى (يحيى) في جديته في خناقة أو غباوته وعنده وسخطه وحنقه في جدل أو مشادة ما، يعجب حين يشاهده يرقص بهذا القدر من الهلس والهطل والرحرحة.. فتمهلت حتى انتهى، وبردت عظامه،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1