Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الجاسوس العثماني
الجاسوس العثماني
الجاسوس العثماني
Ebook244 pages1 hour

الجاسوس العثماني

Rating: 4 out of 5 stars

4/5

()

Read preview

About this ebook

1878
بعد معاصرته لهزيمة الدولة العثمانية الكاسحة في شرق أوروبا، ينقلب ولاء طلعت رستم لوطنه رأسا على عقب. تتلقفه إحدى الإمبراطوريات العظمي و تزج به في خدمة الباب العالي، و سرعان ما يتدرج في المناصب الإدارية العليا

2010
دكتور حازم شاهين شخصية مركّبة عصيّة على الفهم: تتحقق له كل أسباب السعادة، من وسامة و ذكاء ألمعي، و مهنة مرموقة في الجامعة، و الانتماء إلى أسرة غنية عظيمة النفوذ، بفضل منصب والده الكبير - لكنه لا يكاد يهتم بالحياة. بل بالعكس، يَنفر من الجميع: أقاربه و زملائه، بل و من المجتمع الذي يراه فاسدا لا أمل في إصلاحه أبدا. هربا من رتابة المهنة و فشل حياته الاجتماعية، ينغمس في الكثير من التجارب المجنونة، و آخرها اشتراكه مع صديق عمره في مغامرة غريبة غير مألوفة على الإطلاق.
باحث تركي غامض يقتفي آثار رجل الدولة العثماني الذي شوهد لآخر مرة في القاهرة، مطلع عشرينيات القرن المنصرم. يستدرج الصديقين لمساعدته، لكنه يغرر بهما و يلقي بهما إلى المجهول قبل أن يختفي بغتة هو الآخر. تتعقد الأمور، و سرعان ما تنهمر المصائب من كل حدب و صوب

من هو هذا الباحث التركي المريب و ما هي دوافعه الحقيقية؟
من تكون تلك الصحفية الحسناء الشقراء، و التي أسرت قلب حازم من اللحظة الأولي، و ما دورها في كل ما يحدث؟
و السؤال الأهم، ما أهمية رجل الدولة العثماني بعد كل هذا الوقت، و ما هي خطورة الأسرار التي يمثلها حتي يجبر جماعة سرية تتخفي في القاهرة منذ أربعة قرون، علي الخروج من الظل و مطاردة الصديقين بكل هذه الشراسة و الدموية؟

تاريخ غامض و أسرار تتوه فيها العقول، و مغامرة شيقة تنقطع لها الأنفاس – كل هذا ينتظركم في 500 صفحة من المتعة المطلقة

(ملحوظة: بين أيديكم الآن الثلاثة عشر فصلا الأولي من الرواية)

Languageالعربية
Release dateJul 7, 2015
ISBN9781311361967
الجاسوس العثماني
Author

محمد معروف

كاتب مصري، مؤلف رواية "الباخرة كليوباترا" (2008)، و تصدر له رواية "الجاسوس العثماني" في النصف الثاني من العام الجاري

Related to الجاسوس العثماني

Related ebooks

Related categories

Reviews for الجاسوس العثماني

Rating: 4.090909090909091 out of 5 stars
4/5

11 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الجاسوس العثماني - محمد معروف

    رواية

    الجاسوس العثماني

    محمد معروف 

    جميع الحقوق محفوظة

    © محمد معروف

    Copyright 2015 Mohammed Maarouf

    الجريمة

    *1*

    الخميس 10 يونيو 2010

    الجو خانق رطب برغم جو الكافيه المكيف. تطلع إلى ساعته للمرة الخامسة في عشر دقائق. الحادية عشرة و تسع دقائق صباحا.

    هو شاب في صدر الثلاثين، رياضي الجسد، ذو شارب مشذب بعناية يتوسط وجه مستطيل لين القسمات، يرتدي – برغم حرارة الجو - جاكت جلدي بيج فوق قميص ابيض مقلم بخطوط زرقاء رفيعة و بنطلون جينز كلاسيك. قدمه اليسري لا تكف عن نقر الأرض في توتر ملحوظ، في حين ترقب عيناه مدخل الكافيه في انتباه شديد.

    وضع الجرسون كوب الكابتشينو و مطفأة السجائر أمامه في أدب ثم انسحب في هدوء.

    اشعل الشاب سيجارته، لينفث بعضا من عصبيته مع الدخان، ثم راجع كل الخطوات في عقله مرة أخري.

    ما تقلقش، كل حاجة هتمر على خير.

    و أخيرا، على مدخل الكافيه ظهر غريمه: رجل أجنبي الملامح و الهيئة، أربعيني ، أحمر الوجه، وسيم، غزير الشعر، إذ يغطي رأسه تاج من شعر أسود فاحم كثيف و تحت أنفه شارب كث مهذب، طويل، ممتلئ الجسم، له كرش معتبر، لكنه متماسك غير رخو. متقطع الأنفاس و يغمره العرق الغزير من حرارة جو القاهرة الصيفي، تقدم الرجل إلى داخل المقهى و عيناه تنهبان المكان بحثا عن العلامة.

    طوح مدخن السيجارة يده اليمني بمجلة أمريكية ليجذب عيني الرجل اللاهث.

    اقترب الأجنبي الممتلئ، جذب كرسيا ثم جلس يلتقط أنفاسه؛ متلعثما، لكن بعربية فصحي مضبوطة المخارج بدأ الحديث

    -       أهلا و سهلا يا أستاذ..

    -       بلاش أسماء لو سمحت.

    ابتسم الأجنبي و هز رأسه متفهما

    -       إنه لمن دواعي سروري أن وافقت أخيرا على مقابلتي.

    -       يا ريت ندخل في الموضوع على طول يا محترم.

    -       هل قرأت الإيميل و الكتب التي أرسلتها إليك يا صديقي؟

    -       صديقك! انا مش صديقك.. لكن، أيوه.. قريت الإيميل و الكتب.

    -       أتمني أن تكون قد انتبهت إلى حقيقة أني لم اذكر أسماء أيا من.. كيف يمكن قولها؟ نعم.. لم اذكر أسماء أيا من أعضاء جماعتك الآخرين.. هل لاحظت ذلك؟

    -       أيوه..

    -       أتمني أن يكون تصرفي هذا مطمئنا.. أعني بخصوص التعامل معي.

    ثم انبعجت شفتا الأجنبي في ابتسامة ودودة و هو يجفف عرق جبهته بمنديل ورقي. دخن الشاب البقية الباقية من سيجارته في صمت، لكن عينيه الجاحظتين و جبينه المقطب نطقوا في جلاء ما به من هم و ضيق. مال الأجنبي ناحيته، و تحدث بلهجة أبوية مطمئنة

    -       لا تقلق يا صديقي.. سرك و سر جماعتك كلها في امان معي.. لا تقلق.. سأسألك عن الرجل الذي أبحث في سيرته الشخصية، و قد أسأل بعض الأسئلة القليلة عنكم.. و بعد ذلك لن أزعجك أبدا.

    اعتدل الأجنبي في جلسته، معتبرا سكوت الشاب موافقة ضمنية، ثم في ثبات، أخرج مسجل الكتروني صغير.

    -       هل نبدأ الآن؟

    هرس الشاب سيجارته في المطفأة في عصبية، ثم أشار بذقنه في عنف و غضب ناحية جهاز التسجيل..

    -       انت بقي جاي تهرج و لا إيه؟

    رمقه الأجنبي بنظرة متذمرة و قال في تأفف

    -       ليس بإمكاني تذكر كل ما سيدور بيننا من حوار.. سأسأل بعض الأسئلة و أتوقع بعض المعلومات الدقيقة و بعض التواريخ كذلك. لا أملك ذاكرة حديدية أو..

    -       انسي... أنا مستحيل أتكلم قدام الجهاز ده.

    -       صدقني يا صديقي.. لن يسمع أي إنسان حوارنا هذا.. لن يعرف أي انسان غيري عن حقيقتك أبدا.. هذه كلمة شرف.

    لم ينبس الشاب ذو الجاكت بحرف، لكن إصبعه الوسطي قام بالواجب. بهدوء سحب الأجنبي جهاز التسجيل و وضعه في جيبه، ثم أخرج كراسة سلك و قلم جاف. كاظما غيظه، همس في ضيق

    -       هل هذا اوك كي؟

    اشعل الشاب سيجارة جديدة، و هز رأسه أن نعم. لكنه لم يلبث أن همس بدوره

    -       عاوزين نتفق الأول.

    كشر الأجنبي في وجهه.

    -       نتفق؟ أنا لا ادفع نقودا.. أنا مجرد باحث. ثم أني، و أثناء توصلي إليك، استطعت أن أعرف أنك من عائلة ميسورة.. و هذا ليس غريبا.. واقع الأمر كلكم كذلك.. أنت لست بحاجة إلى نقود.

    -       أنا مش عايز فلوس.. أنا عايز بس اعرف انت وصلت لي ازاي.

    طأطأ الأجنبي رأسه مفكرا و أخذ يعبث بقلمه لحظات.

    -       أنا بالطبع أتفهم طلبك.. لكني أخاف إن أخبرتك بوسائلي أن تخبر بقية أفراد جماعتك.. ساعتها سيكون لدي مشكلة في التوصل إلى المزيد منكم..

    -       Take it or leave it

    تقلصت ملامح الأجنبي في عدم تصديق و ضيق شديدين. أدار وجهه بعيدا، استدعي الجرسون و طلب قهوة سادة. ساد الصمت لدقائق. حضرت القهوة و شربها الأجنبي على مهل.

    -       لا أفهم لما هذا التشدد من ناحيتك يا صديقي.. لقد أعطيتك كلمتي، انت في امان.

    -       لازم اعرف انت وصلت لي ازاي عشان أمنع تكرار المهزلة دي في المستقبل.

    -       لكني لو أخبرتك و من ثم أخبرت أنت آخرين، فمعني ذلك حرماني من التواصل مع باقي أفراد جماعتك في مصر، و بالتالي يصبح بحثي ناقصا لا قيمة له.

    -       من الناحية دي ما تقلقش.. أنا هاحكيلك على كل حاجة، و هاخدك و أفرجك على كل الأماكن التاريخية لجماعتنا.. و طبعا هاقولك على كل حاجة انت عايز تعرفها عن الراجل اللي بتكتب عنه.. صدقني، مش هتلاقي عند حد غيري أكتر من اللي هاقوله.

    نظر الأجنبي إلى فنجان قهوته مفكرا

    -       لكن..

    -       بص يا محترم، الموضوع ده بالنسبة لي حياة أو موت. فكر كده بعقل.. لا وضعي الاجتماعي و لا شغلي يسمحوا اني ابقي في الموقف ده مرة تانية.

    رشف الأجنبي قهوته في تأني، ثم هز رأسه متفهما، و قد استعاد نبرته الأبوية المتعالية المتنازلة.

    -       وظيفتك حساسة، لا أنكر ذلك.. أتفهم ذلك، بل و لا أخفيك سرا، كنت أتوقع منك رد فعل أعنف في اللحظة التي تراني فيها لأول مرة. رغم عصبيتك، الا أني أشهد لك يا صديقي برباط الجأش و رقي التعامل.. برافو.

    -       لكن زي ما بيقولوا، لكل شيء حدود.

    عب الأجنبي ما تبقي من قهوته، ثم نزل بالفنجان في حسم على الطبق السيراميك.

    -       أوك كي، اتفقنا يا صديقي.. سأخبرك كيف توصلت إليك.

    تهللت أسارير الشاب ذو الجاكت الجلدي. ابتسم الأجنبي في ود لوهلة، لكنه سرعان ما جعد وجهه في جدية.

    -       لكن ليس قبل أن تفضي إليّ بكل شيء، بمنتهي الدقة و منتهي الصراحة.

    هرس الشاب سيجارته في المطفأة، ثم عدل هندام شاربه في ضيق.

    -       ماشي.. 

    أضاف الأجنبي في تردد

    -       أيضا، أظنه لن يضير أن أحذرك قبل أن نبدأ..

    -       تحذرني من إيه؟

    -       من أني قد أمنت نفسي جيدا قبل الحضور إلى هنا.

    رمقه الشاب في حنق

    -       مش فاهم قصدك إيه، بس براحتك.. 

    -       إن هي إلا إجراءات تأمينية، في حالة لم تكن الشخص العملي المتحضر الذي أراه أمامي.. في حالة لو فكرت في الفتك بي مثلا.

    اتكأ الشاب بذراعيه على الطاولة و زفر في ضيق.

    -       ماتقلقش، مش هاعمل حاجة أضيع بيها مستقبلي.. اتفضل بقي، ابدأ و اسأل أسئلتك.

    و على مدار ثلاث ساعات - استهلك الرجلان خلالها علبة سجائر مارلبور كاملة (علبة الشاب) و أربعة فناجين قهوة – أنصت الرجل الأجنبي إلى الشاب في اهتمام بالغ، و دوّن كلماته الملأي بالمعلومات و التفاصيل المذهلة في ستة و عشرين صفحة من صفحات كراسته. 

    كان الرجل الأجنبي سعيدا، راضيا عن الحوار بدرجة كبيرة؛ ظهر ذلك في عينيه المتألقتين و ابتسامته الواسعة الغير متكلفة كسابقاتها. المطمئن أن الشاب ذا الجاكت الجلدي كان مسترخيا، راضيا هو الآخر.

    و بانتصاف الساعة الثانية ظهرا، كان الأجنبي يسدد حساب مشروباتهما (أصر إصرارا كبيرا أن يقوم هو بدفع الحساب)، و من ثم قاما و انصرفا إلى حيث سيارة الشاب، ليوفي ببقية وعده. 

    كانت وجهتهما الأولي منطقة مصر القديمة، و هناك طافا بالعديد من الشوارع و المنازل العتيقة: يقفون عند منزل متهدم معين ليحكي الشاب عن قصة أحد سكانه الغابرين، ثم عند بعض المساجد و الكنائس القديمة ليسرد حكاية ما أو ليدلل على شيء كان قد نوه إليه في حوارهما السابق بالكافيه.

    بعد ذلك انطلقا إلى الجمالية، قلب القاهرة الإسلامية.

    و انتابت الرجل الأجنبي الحيرة، إذ لم يكن متخيلا أن يكون لجماعة الشاب و طائفته تاريخ ذو أهمية في هذه المنطقة. رد الشاب مستنكرا حيرة الرجل

    -       ازاي بس ما يكونش لينا نشاط هنا يا محترم.. داحنا في المنطقة دي من سحيق الأزل، بل و لسه موجودين فيها لحد دلوقت.

    -       موجودون حتى الآن؟ أين؟

    -       في شارع المعز نفسه.

    -        كيف هذا؟ الشارع الآن منطقة سياحية بحتة.

    -       اصبر و انت تشوف.

    مرة أخري، طوف الشاب ذو الجاكت الجلدي بالأجنبي في شارع المعز و في الأزقة و الحواري المتشعبة منه، قاصدا بعض الأزقة و المباني المعينة، متوقفا عند بعض الأركان المتآكلة و النوافذ الخشبية البالية، ليسرد المزيد من حكاياته التاريخية الشيقة.

    أخيرا، انتهي به الشاب إلى زقاق جانبي متفرع من عند منتصف شارع المعز؛ على بُعد عدة أمتار من بدايته كان مسمط شعبي ضيق، بداخله طاولتين فقط و بضعة كراسي لا يزيد عددها عن خمسة أو ستة. كان الليل قد أوغل، و كان التعب قد بلغ منه مبلغا، لذا لم يعارض الأجنبي في قبول دعوة تناول العشاء: وجبة سمين شعبية.

    و بعد العشاء، و تجرع المشروبات الغازية،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1