توعية نفسية
By آلاء توفيق
()
About this ebook
في الكتاب:
– طرق التعامل مع نوبات الهلع، شعور الوحدة، وتأنيب الضمير المبالغ فيه.
– تعلَّم كيف تسيطر على غضبك وتتحكم فيه؟
– كيف تكتشف أعراض الإجهاد النفسي وتتعامل معها؟
– سمات الشخصيات السامة، وكيفية الاحتماء منها؟
– كيف تقدم المساعدة لشخص يحتاج إلى الدعم النفسي في أوقاته الصعبة؟
بأسلوب سلس وبسيط ستتعلم أساسيات الثقة بالنفس وتقدير الذات، وتتعلم التمييز بين الغضب والحزن والاكتئاب، وتتمرن على الحيل الدفاعية النفسية لتعيش الحياة التي تتمناها بنفس قوية متزنة.
Related to توعية نفسية
Related ebooks
مدرب الحياة الذكى: عشر خطوات مهمة لتغيير حياتك للأفضل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكُنّا بخير لولا الآخرون Rating: 4 out of 5 stars4/5هشتاج صباحي Rating: 4 out of 5 stars4/5مفاتيح التوازن الخمسة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحكم في صبرك ... دليل عملي لتحسين مهاراتك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتوازن الاجتماعي Rating: 5 out of 5 stars5/5ملخص كتاب ابق قويا 365 يوما Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتحرر منهم لتصل إليك: تحرر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانضم إلى النخبة: بوابتك نحو الارتقاء والشهرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوكأنني ولدت من جديد - اكتشف السر الذي يمكنك أن تغير العالم: وكأنني ولدت من جديد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاملات روحية: كتاب عن الصحوة والتنوير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسكون الروح: قليلٌ من فكرٍ وكثيرٌ من الحب Rating: 5 out of 5 stars5/5صدف البحر Rating: 5 out of 5 stars5/5الإتقان: مؤلف كتاب كيف تمسك بزمام القوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخاطرة عابرة: كلمات من القلب للقلب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلاتغذِّ عقل القرد - كيف توقف دورة القلق، الخوف، والرهبة...!؟ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsملخص كتاب أربعون Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلون حياتك تصبح غنيا: مفاتيح الحياة, #1 Rating: 4 out of 5 stars4/5لون حياتك تصبح غنيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsطريق المجد للشباب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخطوة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحل المفقود: نظف لا وعيك من جميع القناعات السلبية التي فيه وانطلق بحياتك بدون قيود Rating: 4 out of 5 stars4/5من تراب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحين يكون للحياة معنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالفتاة وجذع الشجرة: وخربشات أخرى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنعمة الألم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالإيجابية وحدها لا تكفي: منهجك الكامل للحصول على الحرية النفسية الكاملة بين يديك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهذا الوقت سيمضي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسبعة مفاتيح للحرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة إلى معرفة الله Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for توعية نفسية
0 ratings0 reviews
Book preview
توعية نفسية - آلاء توفيق
توعيةٌ نفسيةٌ
آلاء توفيق: توعيةٌ نفسيةٌ، كتاب
الطبعة العربية الأولى: يناير ٢٠٢٤
رقم الإيداع: ٢٨٣٥١ /٢٠٢٣ - الترقيم الدولي: 1 - 400 - 806 - 977 - 978
جَميــعُ حُـقـــوقِ الطَبْــعِ والنَّشرِ محـْــــفُوظةٌ للناشِرْ
لا يجوز استخدام أو إعادة طباعة أي جزء من هذا الكتاب بأي طريقة
بدون الحصول على الموافقة الخطية من الناشر.
إن الآراء الــــواردة فــــي هـــذا الكتــــاب
لا تُعبـــر عــن رؤيـــة الناشـــر بالضـــرورة
وإنمــا تعبــر عــن رؤيــة الكــــاتب.
© دار دَوِّنْ
عضو اتحاد الناشرين المصريين.
عضو اتحاد الناشرين العرب.
القاهرة - مصر
Mob +2 - 01020220053
info@dardawen.com
www.Dardawen.com
آلاء توفيق
توعيةٌ نفسيةٌ
الوعي الذي تحتاجه لحماية صحتك النفسية وتطوير ذاتك
افهم من حولك وتعرف على ذاتك من جديد، من واقع مفاهيم وتطبيقات علم النفس
إهداء إلى ٩
مقدمة ١١
ما هذا الكتابُ الذي بين يدَيك؟ ١٩
تنويه ٢٢
الجولة الأولى: ماهية علم النفس ٢٣
ما هي حقيقة علم النفس؟ ٢٣
مفهوم الصحة النفسية ٢٩
ما الفرق بين الطب النفسي وعلم النفس؟ ٣٢
خلاصة الجولة الأولى ٣٥
الجولة الثانية : ماذا يدور بداخلك؟ ٣٦
أنواع الأنا والشخصيات: ٣٦
مــا هــو الـتـشـريــح الـنـفـسـي وفـقًـا لـنـظـريــة
«سيجموند فرويد»؟ ٤١
أنواع الحيل الدفاعية النفسية ٤٦
خلاصة الجولة الثانية ٥٤
الجولة الثالثة: علاقتك بنفسك ٥٦
تقدير الذات والثقة بالنفس ٥٩
الغرور ٦٨
جَلْد الذات والشعور بالذنب ٧٨
أكْرهُ نفسِي ٨٩
الغضب والحزن والاكتئاب ٩٥
سيطر على غضبك ١٠٢
الوحدة ١٠٩
الحساسية المُفرطة ١١٥
الضغوط النفسية ١٢١
نوبات الهلع ١٢٧
ميزان الحياة ١٣٣
تصالح مع فشلك ١٣٨
خلاصة الجولة الثالثة ١٤٢
الجولة الرابعة: علاقاتك ١٤٥
علاقتك بربك ١٤٦
علاقاتك بالناس ١٥٠
أساسيات العلاقات البشرية الصحية: ١٥٠
الخجل والرهاب الاجتماعي ١٥٦
القلق والانسحاب ١٦٢
طرق التغلب على القلق ١٧٠
الابتزاز العاطفي ١٧٤
أهمية قول «لا» ١٨٤
هل أنت شخص سامٌّ؟ ١٩٠
تقبَّل أخطاءك ١٩٨
خلاصة الجولة الرابعة ٢٠٤
الجولة الخامسة: ربما أنت مجهدٌ نفسيًّا ٢٠٥
كيف تساعد شخصًا ٢١١
نصائح للدعم النفسي ٢١٢
خلاصة الجولة الخامسة ٢٢٠
الجولة السادسة: مصطلحاتٌ فارقةٌ ٢٢١
الصبر ٢٢١
التسليم ٢٢٦
التعافي ٢٣٢
خلاصة الجولة السادسة ٢٣٦
الجولة السابعة: من أهم الدروس ٢٣٧
خلاصة الجولة السابعة ٢٥٣
إهداء إلى
أجدادي وأبي..
وأمي، التي جمَعت بين كل ما هو جميل،
والراحلين أجمعين..
رحمة الله عليهم جميعًا..
إلى كلِّ من علَّمني حرفًا..
إلى كلِّ مَن كانوا لنا العون يومًا..
وإلى كلِّ مَن يسعى للوصول أو الوعي..
كنت مع مجموعة من أقاربي الصِّغار نتنزه في شوارع العاصمة التي أعيش فيها، والتي أتوا إليها بالأمس لأولِّ مرةٍ، بعد عُمر كامل قضَوه في قرية بسيطة تختفي فيها كل مظاهر التطور؛ قرية ريفية تمتلئ بالمزارع وتتميز بالطبيعة والهدوء، تَبعُد كلَّ البُعد عن شكل حياة المدينة وتطورها. لذلك كانت جولتنا في شوارع العاصمة بمثابة انتقالٍ لعالم آخر بالنسبة لهم.. إلى أن دخلنا شارعًا مغلقًا من جميع الجهات، لا تُرى فيه السماء، شارعًا أشبه بأنبوب كبير.
الشارع مظلم من الداخل رغم أننا في وضَح النهار.. ثم ظهر تشويش في راديو السيارة.. فتحوا جميعًا هواتفهم فلم يجدوا بها أي إشارة، كما رأوا حولهم علامات وإشارات معلَّقة على أرصفة الطريق تُشير إلى الحاجة إلى إنقاذ من شيء ما..
مكانٌ مظلمٌ بلا إرسال، لا تظهر له نهاية، حولهم إشارات استغاثة.. مما يعني أن هناك من سبق له التعرض لخطرٍ ما في هذا المكان من قبل، فأُصيبوا بحالة ذعرٍ..
صُراخٌ هيستيري، بكاء، حالة من الرعب.. وحديث متبادَل عن كون هذا الشارع المخيف سيقودنا للهلاك بكل تأكيد، أو أننا سوف يتم اختطافنا، أو أننا سنموت هنا حيث لا يوجد مخرج ولا منفذ.. لكننا اضطررنا أن نكمل السير فيه.. بينما نفكر أنه ربما سيكون في نهايته مخاطر أكبر.. وربما سنتعرض للهجوم بشكل ما.. وينتهي بنا الحال كضحايا هنا.. عشنا حالةً من الذُّعر لا يمكن تخيلها.. حالة ممتدة لا تتوقف.. ولم يشعر أحدنا بالهدوء إلى أن خرجنا منه.. خرجنا بمنتهى البساطة بعد بضع دقائق.. فكانت المفاجأة.. أيُعقل؟ هل نجَوْنا بهذه البساطة؟
أتمنى أن تكون قد أدركت أين كنا بغضِّ النظر عن رد فعلهم.. لأننا يا صديقي كنا في «نفق الأزهر بوسط البلد في القاهرة»(1)..
مجرد نفقٍ، شارع كأي شارع.. لكنه تحت الأرض، وهذه ليست عبارة تدعو للخوف مطلقًا؛ لأننا بعد بضع دقائق سنكون في شارع طبيعي مرة أخرى.. وعلامات الاستغاثة تلك فقط كانت تشير لوجود طفايات للحريق، وأنه علينا السير للأمام كي نخرج منه، وإن أُصبنا بالضِّيق فيه، فنحن نعلم أن آخره هو الخروج، هو الراحة، آخره ليس مغلقًا.. فنكمل السير.
وهذا بمنتهى البساطة ما يفسِّر.. قوة الوعي.
قوة الإدراك ومدى تأثير العلم والمعرفة.
إذا كنا لا نعلم الحقيقة.. لأننا جئنا من بيئة لم نواجه فيها أيَّ شيء يُشبه ما نمرُّ به الآن.. لم نسمع عنه من قبل، ولم يخبرنا أحد ماذا نفعل به في حينه أو كيف نتعامل معه.. فستصيبُنا حالةٌ من الذعر عند مرورنا به.. حتى وإن كان الموقف كله.. هو مجرد العبور من «نفق الأزهر».
وإذا أمعنَّا النظر في تفاصيل رد فعلهم، فسنجد أنها لم تكن حالةَ خوفٍ فقط، بل حالة من السلبية والتشاؤم، «سيقودنا للهلاك»، «لا مخرج»، «لا منفذ»؛ لهذا شلت حركة تفكيرهم، فحتى وإن كان المكان خطرًا حقيقيًا، فبإمكاننا أن نُغير اتجاهنا ونعود من حيث أتينا، لم نكن مُجبرين على إكمال الطريق.. لكن يصعب على أي شخص أن يفكِّر تفكيرًا منطقيًّا وإيجابيًّا وهو في هذه الدرجة من الرعب..
إنه الوعي..
عندما تكون على وعي.. مُدرك.. لديك علم وخبرة ومعرفة.. ستكون أكثر ثباتًا، وإن واجهت شيئًا مخيفًا أو شيئًا مجهولًا، فسوف تستطيع التعامل معه؛ لا تتفاجأ، ولا تخَف، ولا تنظر للأمور بغير حقيقتها، ولا تُعطها أكبر من حجمها.
قُم بإسقاط ذلك على كل شيء في الحياة.. ستجد أن أكثر إنسان هادئ حسَن التصرُّف هو من كان على معرفة ووعي مسبق.. وتلك نقطة بسيطة من أهمية الوعي.
وهذا مبدأ عام، لا يتعلق أبدًا بقدر الصِّعاب التي نمر بها، أو بمعدل وعينا، أو بقوة الصدمة التي نواجِها، أو حقيقة الخطر الموجود..
* * *
أعرف أنك تمرُّ بالكثير.. وأنه قد مر وقت طويل وأنت تواجِه العديد من الأمور وحدك.
ربما منذ ولادتك وحتى الآن، وأنت تواجه سيولًا لا تتوقف من كل شيء؛ سيولًا من الأفكار والمشاعر والتخبطات.. أمواجًا من المواقف والصدمات والعلاقات.. أنهارًا من الذِّكريات والمخاوف والاختيارات.. ربما خِفتَ من الغرق في أيٍّ منها من قبل.. ربما وجدت نفسك تتمنى في قَرَارة قلبك أن تجد يدًا تكون لوحٌ خشبي يجعلك تطفو.. يحميك من الغرق، أو حتى يمنحك برهة من الوقت أو فرصة كي تلتقط أنفاسك.
ربما أنت مرهق للحد الذي يجعلك تتمنى الراحة ولو لوهلة.. وأحيانًا من شدة ما تعرضنا له في الحياة، نكون جاهلين لشكل الراحة الذي نحتاجه..
أحيانا نتمنى الغَوْثَ من أعماق قلوبنا.. وإن كنا لا نعلم شكل الغوث الذي نتمناه..
لقد رأينا الكثير في حياتنا.. ومررنا بالكثير ومازلنا.. فهذا لا يقتصر على مرورنا بالسلبيات فقط.. بل إننا عشنا لحظات من فرط سعادتنا بها شعرنا وكأن هناك أجنحة تنمو من فوق ظهورنا وستجعلنا نطير.. ضحكنا حتى تقلَّصت مَعدتننا.. شعرنا بأمل أنار عتَمَة قلوبنا كشروق ظهر بعد سواد ليلٍ كاحل..
نحن مررنا بالكثير..
وكل ما مررنا به.. أثَّر فينا وأثَّر علينا.. شكَّلَنا وغيَّرنا.. كوَّن بنا أكوادًا وشفرات نتج عنها أحوالنا وشخصياتنا الحالية..
في وسط كل تلك الأحداث كنا نمتلئ بالأسئلة؛ نسأل عن الأسباب، الدوافع والنتائج المحتملة.
نسأل عن كيفية النجاة.. التحسُّن والتطور.. نسأل لأننا دومًا نسعى للفهم.. لأننا بعد الكثير من التِّيهِ أدركنا أخيرًا أن الفهمَ هو الغَوْث الذي كثيرًا ما تمنينا أن نجده..
نتعلم ونفهم.. ثم نفشل ونضِلّ الطريق.. وكأن الوصول لم يكن يتطلب خريطة وحدها.. بل يتطلب أن تملك الخريطة وتعلم معالمها ومعاني رسوماتها.. وتعِي كيف تستخدمها.. وهذا هو الوعي.. فندرك أخيرًا بعد عناء ومُعاناة والعديد من التجارب.. أن الغَوْث في الوعي.. وبعدما أنقذنا الوعي من العديد من المهالك.. نُدرك سرًّا من أسرار الحياة.. أن الوعي وإن تمَّ مزجه بالحكمة.. قد يجلب لنا السلام النفسي.. قد يجعلنا نتمتع بحُسن التصرف.. قد يعطينا قوة خارقة تسمى بمهارة النجاة.. يعطينا مفاتيح التطور.
وبنهاية المعادلة، والرجوع لأولها، نستنتج أن كلَّ رغباتنا، وأهدافنا، وأحلامنا ورسائلنا في الحياة.. ستتحقق فقط إن استطعنا البَدء بأول الخيط.. أن نفهم.. وأول ما يجب فهمه لنسير في دروب الحياة.. هو أنفسنا.
فأهلًا بك في أولى المحاولات وأبسط أشكالها للسعي لنفهم مَن نحن.. ماذا حدَث؟ ماذا يدور بداخلنا؟ ولماذا تغيرنا لهذا الحدِّ؟ ولماذا تغير من حولنا؟ ولماذا تبدَّلت أحوالنا؟ لماذا حدث كل ما حدث؟ وماذا قد يحدث؟ وماذا نفعل حينها؟
أهلًا بك في أول اكتشفاتنا معًا.. أن تلك ليست أسئلة فلسفية.. بل أسئلة نفسية.. منطقية.. وأهلًا بأول مفاجأة.. أن كل هذه الأسئلة لها إجابات.. وإجابات علمية.. أي أنها تستند على أساس موثوق من الصحة.
ربما أن الإنسان هو أعْقَد مخلوق على الأرض.. وأكثر كائن مثير للحيرة.. يبذل العلماء جهدهم ليستخرجوا منه وعنه نمطًا معينًا، وفور وصولهم لنمط بشري يُولد مولود جديد بنمطٍ مخالفٍ ليضع شكًّا على آخِر بيان علمي ظهر.
قد يعيش العلماء ويفنون أعمارهم وهم يسعون لصناعة دواء يعزز إفراز هرمون السعادة في المخ مثلًا، ويستمر عليه شخص لفترات لكن دون جدوًى.. ثم يأتي طفل لهذا الشخص فيعطيه وردة صغيرة ويضحك ثم يحتضنه بدون مبرِّر.. فنجد أن هرمون السعادة تدفق في مخه.. وكأن الدواء الذي أفنى العلماء عمرهم في صناعته ليس له أي قيمة.
على الجانب الآخر، نفس الدواء يكون السبب الرئيسي أن شخصًا آخر لم يقم بإنهاء حياته.. لهذا يحتار العلماء في أمور البشر النفسية تحديدًا.. لأنها لا تعتمد على قواعد فيزيائية حتمية النتيجة.. ليست كيمياء مركبة بحسابات إن تمت بدقة فسينتج عنها ذات المكون كل مرة.. بل إننا بشر.. ومجرد كوننا بشر فهذا يضع حتميَّة للتغير؛ تغيير في كل شيء بداخلنا وفينا.. وتغيير في نتائج التجارب التي قد تتم علينا أو بداخلنا.. ورغم ذلك.. توصَّل العلم والعلماء لبعض الأساسيات التي تساعدنا على فهم أنفسنا أكثر.. فهم مشاعرنا وأدمغتنا.. نفسر سلوكنا ونجد مِن العلم ما يجعلنا نتحكم به.. ونعرف كيف نغيره او نُصلحه..
نتعلم كيف نجتاز الصعاب.. كيف ننجو ونتخطَّى.. كيف نحاول من جديد.. وبعد كل ذلك.. كيف نجعل طريقنا أكثر تمهيدًا.. كيف ننجح..كيف نصل.. كيف نحقِّق آمالنا وطموحنا في شخصياتنا وفي الحياة.
ظللنا نسعى ونحاول.. تجارب يخرج منها نتائج وتجتمع وتزيد لينتج عنها أنماط.. درسها العلماء وأوجدوا نقاطًا مشتركة بين تلك الأنماط وعلوم أخرى.. فبدأ الأمر يستند على أساسيات علمية صحيحة.. زادت المعلومات وتطورت.. فزادت أهميتها.. ومرَّت الأعوام وأثبتت تأثيرها الإيجابي عند تطبيقها.. فقام العلماء قائلين إن هذه المعلومات عن النفس البشرية وما يخصها تستحق التجميع والتوثيق والتدريس؛ لأن كل إنسان من حقه أن يفهم نفسه ومَن حوله.. ومن أهمية المعلومات وكثرتها وتميزها عن علم آخر.. قرَّروا أن ينشأ لها علم منفرد.. لقبوه بـ «علم النفس»..
قبل أن نبدأ في جولاتنا في الوعي أو المعرفة.. دَعْني أخبرك بالخريطة التي سنسير عليها..
أول ما تحتاج معرفته هو ماهية علم النفس في الأساس.. حقيقته الفعلية وأهميته، بعيدًا عن كل الشائعات والكلام التجاري الذي يتردَّد عنه.. والفرق بينه وبين الصحة النفسية، والفرق بينه وبين الطب النفسي، وأهمية ثلاثتهما..
ثانيًا، دعنا نبدأ بأهم ما يشغَل العلم ويهمنا، وهو أنت يا صديقي.. ماذا يحدث بداخلك؟ وبداخلنا أجمعين؟ وما هو التشريح النفسي؟ ماذا يدور بداخل وعينا وداخل عقولنا؟ وما هو الوعي في الأساس؟ وماذا يعني؟ وهل يمكن التحكم فيه؟
دعنا نُلقِ نظرةً على العقل الواعي والعقل اللاواعي وكيف يعمل كلٌّ منهما، وكيف يكون مساعدًا لك أحيانًا أو يقوم بأفعال من ورائك في أحيان أخرى ودون عِلْمكَ..
ثالثًا، لنتكلم عن علاقاتك بنفسك قليلًا؛ أهم جوانب علاقتك بها، وأكثر ما يؤثر في طبيعة هذه العلاقة، وسببه، وكيف نتجنبه؟ وكيف تحسِّن علاقتك بذاتك؟ وما أهمية ذلك، وكيف ينعكس عليك؟
رابعًا، سنتوسع لنرى