الذين عادوا إلى السماء
By أنيس منصور
()
About this ebook
Read more from أنيس منصور
تولد النجوم وتموت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsآه لو رأيت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجبني هؤلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوأنا اخترت القراءة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsيا نور النبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأعجب الرحلات في التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزى الفل أو أحزان هذا الكاتب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعذبون في كل أرض Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأظافرها الطويلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالماضي يعيش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحيوانات ألطف كثيرًا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنحن أولاد الغجر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوجودية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشارع التنهدات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلأول مرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاللعب غريزة منظمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsانتهى زمن الفرص الضائعة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلعلك تضحك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsألوان من الحب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكائنات فوق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأكثر من رأي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوآخرتها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحلمنا الجميل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن أجل عينيها Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsوالله زمان يا حب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsغريب في بلاد غريبة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعوة للابتسام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلى رقاب العباد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبقية في حياتي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالرصاص لا يقتل العصافير Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to الذين عادوا إلى السماء
Related ebooks
جنون اسمه الفراعنة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذى خرج ولم يعد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرحلة إلى مهد البشرية: مذكرات طبيب مصري في تنزانيا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالذين هبطو من السماء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميكروميغاس وثلاث قصص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقلبك يوجعنى Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكائنات فوق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsPyramids Dialogue: First Wonder of the World Rating: 5 out of 5 stars5/5موجز الحياة في مصر القديمة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsميكروميغاس وثلاث قصص Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمختصر حضارات العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة راس ميدوسا Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة ###Φ99 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة العلو: الترانسندنس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمعنى الكلام Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر الضمير Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفلسفة اللذة والألم: إسماعيل مظهر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأحلام الفلاسفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكون - عوالم محتملة: أزمتنا.. صراع الأصالة والاستنساخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكون والفساد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسطورة (مصاص الدماء& الرجل الذئب) Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمصادر مياه الينابيع في العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالديناصورات: مشاهدات علمية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأرواح وأشباح Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكون والفساد Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsSeparation: East Africa Through Arab Eyes Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلأول مرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالألوان والاستجابات البشرية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsتاريخ ما قبل التاريخ Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكشوفات Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for الذين عادوا إلى السماء
0 ratings0 reviews
Book preview
الذين عادوا إلى السماء - أنيس منصور
إشراف عام: داليا محمد إبراهيم
جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضــة مصــر للنشــر
يحظـــــر طـبــــــع أو نـشـــــر أو تصــويــــر أو تخـزيــــن
أي جــزء مــن هــذا الكتــاب بأيــة وسيلــة إلكترونية أو ميكانيكية
أو بالتصويـــر أو خــلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريــح من الناشـــر.
الترقيم الدولـي: 5-4442-14-977
رقـــم الإيـــــداع: 2011/20841
الطبعـة الأولـى: ينايــــر 2012
Arabic DNM Logo_Colour _fmt21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة
تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02
فاكـــــــــس: 33462576 02
خدمة العملاء: 16766
Website: www.nahdetmisr.com
E-mail: publishing@nahdetmisr.com
مقَدّمَة
كنا فوق السحاب، في طريقنا إلى هيوستون حيث تنطلق سفن الفضاء الأمريكية..
ومن الطائرة كانت تحتنا صحراء حمراء جرداء.. تمامًا مثل أرض المريخ.. ومن حين إلى حين نجد شيئًا صغيرًا لامعًا يجري.. إنها إحدى السيارات.. واحدة من ملايين السيارات.. وليس من ذلك شيء على سطح المريخ أو أي كوكب آخر نعرفه.. ثم أشجار خضراء.. حقول وغابات.. وسألت جاري وكان عالم الفضاء المصري د. فاروق الباز: قل لي:
قال: ماذا؟
- ما رأيك لو أنني تكلمت وظللت أنت تسمع؟
- لا مانع عندي. والله لقد تعبت اليوم من الكلام..
- إنني أريد فقط أن أستعرض معلوماتي، وعليك أن تقوم بتصحيح ما أقول.. تصحيح مساري، كما تفعلون في سفن الفضاء عندما تنطلق إلى القمر أو أي كوكب آخر.
- موافق تمامًا..
واعتدلت كأي تلميذ صغير أمام ناظر مدرسة، أقول: لقد صدر لي كتاب اسمه «الذين هبطوا من السماء». وهو أول كتاب باللغة العربية يتناول موضوعًا هامًّا، وهو أن سكان الكواكب الأخرى جاءوا إلى هذه الأرض. وتركوا آثارهم هنا.. وجئنا نحن بعد عشرات الألوف من السنين، واكتشفنا هذه الحقيقة.
- تمام.
- ولم نتمكن من معرفة هذه الحقيقة، إلا بعد أن دخلنا عصر الفضاء.. أي عندما أطلقنا الأقمار الصناعية.. وجعلناها تدور حول الأرض.. وصورنا الأرض من فوق.. وصورنا الكواكب الأخرى والشمس والنجوم من فوق أيضًا.. ثم جعلنا الأقمار الصناعية محطات فضائية، وأطلقنا منها سفنًا أخرى إلى القمر، وأنزلناها عليه.. ثم جعلنا سفنًا أخرى قواعد لإطلاق سفن إلى الأرض، وهكذا.. وسوف يصبح القمر في يوم من الأيام مثل قاعدة هيوستون هذه.
- تمام..
- ورجعنا إلى كل الكتب القديمة التي تحدثت عن أشياء غريبة لم نكن نفهمها.. ثم أعدنا قراءة كتب الأساطير القديمة. وإذا بنا نكتشف معاني جديدة لها..
- تمام..
- مثلًا كتاب «التوراة» وبالذات سفر حزقيال.. ذلك النبي اليهودي الذي وصف سفينة فضاء نَزلت أمامه بالقرب من بغداد قبل أن نعرف سفن الفضاء بألوف السنين.. وعندما فسر العلماء ما رآه حزقيال هذا، قالوا إنها نبوءة.. أي أن الذي رآه سوف يحدث بعد ذلك.. ولكن عندما دخلنا عصر الفضاء أدركنا أن الذي رآه قد حدث فعلا.. وأن سفينة هبطت أمامه.. ونزل منها رواد الفضاء بخوذهم وملابسهم اللامعة.. وأنه قد وصفهم وصفًا دقيقًا جدًّا..
- تمام.. حتى الآن كلامك مضبوط..
- وإذا رجعنا إلى الملحمة البابلية الشهيرة باسم ملحمة «قلقامش»، نجد أنه ركب إحدى سفن الفضاء.. وإذا أعدنا قراءة سفر النبي أخنوخ نجد أنه ركب إحدى سفن الفضاء وانتقل من كوكب إلى كوكب.. إلى سبعة كواكب.. وكذلك الكتب الهندية القديمة قد تحدثت عن سفن فضاء عمودية.. مثل الهليوكوبتر ترتفع بمحركاتها النفاثة إلى أعلى.. وإذا قرأنا عن الطوفان في الكتب القديمة.. وإذا عدنا إلى تفسير ما حدث من انفجارات دورية في مدينتي سودوم وعمورة، عرفنا أن انفجارًا وقع على الأرض.. وأن هذا الانفجار في المخزون النووي قد أثار المحيطات فأغرقت الأرض.. أو أن جسمًا سماويًّا قد اقترب من الأرض فسحب الماء وأغرق الكرة الأرضية.. ولو رجعنا إلى كل الأساطير الإغريقية والفرعونية.. لوجدنا أن في الكون أسرارًا لم نهتد إليها.. ثم إن هناك أناسًا يعبدون الأهرام، كمستودع لسر الكون، وخلاصة للحكمة السماوية.. وإن الهرم نفسه لا يزال معجزة كل العصور حتى الآن.. وما قاله هيرودوت، وما رآه في مصر وفي سماء مصر من وجود كرات من النار تعلو وتهبط، ومن أن الكهنة قد استطاعوا أن يعرفوا «منطقة انعدام الوزن»، وأنهم استطاعوا أن يحركوا الأشياء عن بعد بمجرد النظر إليها، أو بتحريك الأصابع من بعيد.. كل ذلك يؤكد أن الفراعنة عرفوا الكثير وأخفوا عن الإنسانية الكثير..
- كل هذا قاله علماء الفضاء في السنوات الأخيرة..
- وأكثر من ذلك ما اهتدى إليه العلماء السوفيت في العام الماضي فقط..
فقد حدث انفجار في سيبيريا من خمسين عامًا، أحرق الغابات وأطاح بالبيوت وأضاء سماء أوروبا أيامًا.. وفسر العلماء ذلك بأن أحد النيازك قد اقترب من الأرض. ولكن في سنة 1976 فقط اهتدى العلماء السوفيت إلى حقيقة مؤكدة.. أن الذي حدث هو أن إحدى سفن الفضاء التي تدار بالطاقة النووية أصابها خلل، فدخلت الغلاف الغازي للأرض واحترقت دون أن تلمس الأرض.. والدليل على ذلك أنها لم تترك أي أثر على الأرض، اللهم إلا خصوبة شديدة في التربة في المنطقة التي أصابتها مباشرة..!
- تمام. معلوماتك مؤكدة..
- وآثار كثيرة جدًّا اهتدى إليها علماء الفضاء الأمريكان والروس، كلها تؤكد أن الأرض ليست هي وحدها التي تعيش عليها كائنات عاقلة.. فلابد أن تكون هناك ملايين الكواكب الأخرى التي تتبع نظمًا فلكية أخرى تعيش عليها كائنات عاقلة.. وليس من الضروري أن يكون لها شكل الإنسان وتركيبه.. مثلًا: لا نهاية لأشكال النباتات، ولا نهاية لأشكال الحيوانات؛ فلا نهاية لأشكال الكائنات العاقلة أيضًا..
- تمام.. حتى الآن كل ما تقوله مضبوط..
- وكذلك في أمريكا، وأمريكا الجنوبية، وعلى حدود ليبيا، وفي تنزانيا، وبالقرب من فيينا.. وفي بيرو.. وفي جزر الفصح.. وفي جزر كناريا.. وفي جزر المحيط الهادي.. وفي الهرم الأكبر، وتحت الهرم الأكبر.. و«لعنة الفراعنة» نفسها لغز من ألغاز الحياة الغريبة والأسرار العجيبة التي تزخر بها الآثار القديمة.. وتتفق مع المعنى العام..
- ماذا تقصد بالمعنى العام؟
- أقصد أنني وراء معنى واحد هو الذي يشغلني في هذا الكتاب وفي كتابي «الذين هبطوا من السماء»، هو أننا لسنا وحدنا في هذا الكون.. وفي الوقت نفسه قد نزل على أرضنا ضيوف بلا دعوة منا.. بل إننا اليوم نحاول أن نستدعيهم، ولعلهم قد عرفوا بوجودنا من كثرة الانفجارات النووية على الأرض.. ثم إننا حاولنا ذلك عندما أرسلنا إلى الكواكب الأخرى لوحات عليها صور للإنسان، ذكرًا وأنثى.. وصورًا للمجموعة الشمسية.. ثم رسمًا لنظرية فيثاغورث لنؤكد لهم أننا نفهم في الرياضيات.. وهناك بعض العلماء يؤكدون أنهم يريدون الاتصال بنا، ولذلك يبعثون بموجات صوتية سجلتها المراصد الفلكية.. موجات معبرة جدًّا ومنتظمة جدًّا.. أي أن هناك محطات لتقويتها، وأنهم يبعدون عنا ملايين السنين الضوئية.. إنهم هناك.. وبعض العلماء يذهب بهم اليأس إلى درجة أنهم يتصورون أننا نبالغ في أهميتنا.. فهم لا يستبعدون أن تكون هذه الأرض حظيرة لتربية العقول أو السلالات البشرية المختلفة.. وأننا حيوانات في أحد المعامل، تعيش لحساب كائنات أكثر عقلًا وحكمة..
وهناك من يقول إن بعض الكائنات العاقلة عاشت بيننا ولا تزال تعيش بأشكال مختلفة. وهناك جماعات علمية ودينية ترى ذلك.. بل إن بعضهم يعود إلى الكتب القديمة فيجد أن نوحًا (عليه السلام) اندهش عندما وجد بين أولاده ولدًا أشقر لا يعرفه.. وأن خناقة دبت بينه وبين زوجته. ولكن التوراة لا تناقش ظهور كائن عجيب مختلف عن بقية أفراد الأسرة.. وهذه القصة تكررت في أساطير في الهند والتبت والحبشة وفي بابل وآشور وفي الأساطير الإغريقية أيضًا..
.. وأكملت سرد الوقائع بيني وبين نفسي، فقد هبطت الطائرة مدينة هيوستون، وسيبقى د. فاروق الباز إلى جانب الرئيس السادات والوفد المرافق له في زيارته الرسمية إلى أمريكا..
وظللت مشغولًا أفتش في المكتبات الأمريكية عن كتب جديدة، حتى جاء رواد الفضاء الأمريكان إلى مصر، ومعهم د. فاروق الباز. وزرنا المتحف المصري. وتسمرنا أمام طائرة بجناحين.. طائرة فرعونية قديمة عمرها ثلاثة آلاف سنة!
طائرة، ما في ذلك شك.. كيف؟ إن هذا لغز لم نجد له تفسيرًا بعد!
ونزلت ضيفًا على شركتي «كيبل أندو برلس» و«هوكرو سيدلي» البريطانيتين. وكلتاهما تصنعان الأقمار الصناعية التي يستخدمها العالم في المواصلات اللاسلكية.. في التليفونات والتليفزيونات أيضًا.. وجلسنا أمام إحدى سفن الفضاء. وسألت واحدًا من المهندسين: هل صحيح أن هناك هيئة علمية، تشاركون فيها، ومهمتها رصد الأصوات التي تجيء من الفضاء الخارجي؟
قال: نعم..
قلت: إذن هذه حقيقة علمية مؤكدة.
قال: لا شك في ذلك.
قلت: ما الذي تتوقعه؟
قال: ما الذي أتوقعه؟ لا أعرف شيئًا. إننا سمعنا أصواتًا عجيبة. فأدرنا أطباق الرادار إلى مصدر الصوت حتى ازداد وضوحًا.. والعلماء مختلفون في مدلول هذا الصوت ومعناه.. هل هي مصادر هائلة للإشعاعات الكونية؟ أو هي رسائل من حضارات بعيدة عنا؟ ولكن من المؤكد أن هناك شيئًا ما عاقلًا جدًّا بعيدًا عنا.. ما في ذلك شك..
وليس هذا الكتاب إلا استكمالًا للطرق على باب المجهول..
إنني لا أسمع إلا دقات أصابعي.. وأضع أذني على الباب. فأسمع وأتخيل أنني سمعت وأنني رأيت.. ثم أعود إلى الكتب القديمة جدًّا، والحديثة جدًّا مفتوح الشهية إلى مزيد من المعرفة.. فلا نهاية لمعرفة، ولا نهاية لعطشي إلى أن أعرف - وهذه نعمة من نعم الله. أحمده عليها، وأطلب منه، لي ولك، المزيد من النور، وما أوتينا من العلم إلا قليلًا.. قليلًا جدًّا!
أنيـس منصــــور
صورة من الجو للهرم عمرها ثلاثة آلاف سنة
الكلمة الأخيرة في أي شيء لم يقلها أحد بعد، ولذلك سوف ترى وتسمع العجب عن أقدم معالم مصر.. وهناك فارق كبير بين أن «تنظر» إليه وأن «تراه»..
فنحن ننظر إلى الأهرامات مرة كل سنة أو كل يوم، ولا نرى هذه الأشياء الباهرة التي يراها العلماء في عظمة الذين أقاموا الأهرامات..
فقد تلقيت كتابًا وخطابًا من عالم الفضاء المصري فاروق الباز. يقول في خطابه: عندما كنت أقوم بتعليم رواد أبوللو 17 قلت لهم لابد أن الفراعنة قد أقاموا الأهرامات ليوحدوا بين أبناء الجنوب والشمال في مصر في عمل معماري هندسي فلكي ديني واحد. إنها مناسبة عظمى لتذويب الطبقات والفئات في شيء واحد.
وهو بالضبط ما تفعله الشركات والمؤسسات والهيئات الأمريكية، عندما تبني وتطلق سفنًا إلى الفضاء الخارجي، حتى لم تعد هذه السفن مشروعًا «أمريكيًّا»، وإنما حلم إنساني تحقق أمام الجميع وللجميع.
ويقول د. فاروق الباز أيضًا: إن هذه النظرية قد أخذتها من كتاب أرسله إليك. الكتاب اسمه «لغز الأهرامات» من تأليف كورت نيكلسون.. وقد قرأت الكتاب الذي بعث به د. الباز. يقول مؤلفه: إنني مدين بحياتي لأهرامات مصر قبل أن أراها؛ فعندما هاجرت إلى بريطانيا لأدرس الفيزياء لم تكن هناك أموال في الجامعة للإنفاق على طالب مثلي.. وأخيرًا وجدوا اعتمادًا رصدته الجامعة لتشجيع الحفائر حول الهرم الأكبر. فنذرت نفسي للبحث عن الهرم الذي لم أره. وجئت إلى مصر.. وتعلمت على نفقة الهرم الأكبر.
ورأيت الهرم. وأدركت أنني لم أضع وقتي في شيء، بل لو كان عندي عمر آخر لأمضيته في معرفة سر هذا الشيء الهائل العظيم. وقد درست وبحثت وخرجت بأشياء لم يسبقني إليها أحد.
وعندما سافر أديب إيطاليا ألبرتو مورافيا إلى الصين، أصدر كتابًا ممتعًا يقول فيه: في الصين ستجد أمامك معنى واحدًا هو: أنه لا يوجد إنسان غني ولا يوجد إنسان فقير.
فالفقير والغني إنما يظهران أمامنا عندما تجد الرجل الغني والرجل الفقير. أما في الصين: فالناس جميعًا سواء.. بل إنهم لا يعرفون معنى كلمة غني ولا معنى كلمة فقير. فالإنسان يجد ما يحب، ويحب ما يجد..
ويقول مورافيا: الأصل أن يكون الإنسان عاريًا، وبعد ذلك يكسو نفسه بما يشاء من الملابس. والأصل أن يكون الإنسان فقيرًا، وبعد ذلك يصبح مقتدرًا أو غنيًّا.. ويبدو أن الإنسان حريص، وكذلك الشعوب حريصة على أن تكون في حالتها الطبيعية من الفقر. ولذلك نجد الرجل الغني يبدد أمواله في الهواء واللعب، أو في المشاريع الكبيرة.. وتكون النتيجة دائمًا أن نجد أغنياء ليس في جيوبهم مليم، أو ليست عندهم قدرة صحية على أن يأكلوا ويشربوا كبقية خلق الله.. وإنما نجدهم عاجزين عن الأكل والنوم والحركة تمامًا، كأنهم فقراء لا يجدون الطعام أو العلاج.
ثم يقفز مورافيا إلى المعنى الذي يريده: انظر إلى مصر الفرعونية.. انظر إلى أمريكا اليوم.. فالفراعنة أقاموا الأهرامات، ثمانين هرمًا