Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

على رقاب العباد
على رقاب العباد
على رقاب العباد
Ebook430 pages2 hours

على رقاب العباد

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

لم يعد الموت شيئا يخيف أحدا، انه يجيء في خطاب مغلق، ويجيء في زجاجة فارغة، ويجيء من النافذة ومن الباب. وكان الناس يفزعون اذا سمعوا أن أحدا قد مات، ولكنهم اليوم حريصون على أن يقلبوا صحيفتهم اليومية ويسارعوا بقراءة صفحة الوفيات، لا شماتة في الموتى، لأنه لا شماتة في الموت ولكن حتى لا يفوتهم واجب العزاء.
في هذا الكتاب يصف الكاتب لحظات النزع الأخير لعدد من المشاهير، وذكر آخر أقوالهم وهم يلفظون أنفاسهم الأخيرة
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2003
ISBN9788874472000
على رقاب العباد

Read more from أنيس منصور

Related to على رقاب العباد

Related ebooks

Reviews for على رقاب العباد

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    على رقاب العباد - أنيس منصور

    Section000001.xhtml

    علَى رقابِ العِبَاد

    العنوان: على رقاب العباد

    المؤلـــــــف: أنيـــــس منصـــــور

    إشــراف عـــــام: داليــــا محمــــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولـي: 978-977-14-2549-8

    رقــــم الإيـــــداع: 2003 / 20703

    الطـبـعــة السادسة: أكتوبر 2016

    Section000002.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفـــــــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــــــــس : 33462576 02

    تليفــون: 33466434 - 33472864 02

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    كلمة أولى!

    ما الذي تراه في الدنيا حولك؟

    إنها القسوة؛ في كل عين، في كل كلمة، في كل لمسة، في كل وعد، وفي كل وعيد..

    لقد أصبحت الدنيا غابة من الأسمنت المسلح.. وأصبحت أنياب الناس مسدسات، وكلماتهم مفرقعات، وأفكارهم عصابات، والحب حربًا، والحرب حبًّا.. والدنيا آخرة.

    ما الذي يريده الناس من الناس؟..

    لا شيء إلا أن يموتوا..

    ولماذا لا يريد الناس أن يعيشوا وأن يتركوا غيرهم يعيش؟ لأن هناك ضيقًا. فكل إنسان يضيق بغيره، ويرى الدنيا لا تتسع لهما معًا، ثم يضيق بنفسه؛ ولذلك فالناس ينتحرون، أو هم يقتلون الآخرين ليموتوا هم أيضًا.

    ما هذه الحضارة؟..

    إن الحضارة هي التطوير المستمر لصناعة أدوات الحياة: الشوكة والسكين بدلًا من الأصابع، والسيارة والطيارة بدلًا من القدمين، والصاروخ بدلًا من العصا التي أضربك بها، والقنبلة بدلًا من الطوبة التي ألقيها عليك. فالعقل الإنساني بكامل وعيه يفقد وعيه.. فليست الحرب إلا قمة العلوم والفنون التي تقضي على صاحب العلوم والفنان.. فإذا كانت الحياة نعمة، فالموت أيضًا.. وإذا كانت الصحة معبأة في الزجاجات، فالسم أيضًا، وإذا كان الحب ابتسامًا فكلامًا فسلامًا فلقاء، فالموت أيضًا.

    ولذلك لم يعد الموت شيئًا يخيف أحدًا، إنه يجيء في خطاب مغلق، ويجيء في زجاجة فارغة، ويجيء من النافذة ومن الباب. وكان الناس يفزعون إذا سمعوا أن أحدًا قد مات، ولكنهم اليوم حريصون على أن يقلبوا صحيفتهم اليومية ويسارعوا بقراءة صفحة الوفيات، لا شماتة في الموتى؛ لأنه لا شماتة في الموت، ولكن حتى لا يفوتهم واجب العزاء.

    وفي الصفحات الأولى حوادث الطائرات والمصانع التي احترقت، والقنابل التي تفجرت، والرصاص الذي طاش فأصاب الأبرياء..

    والذي فاتهم أن يروه في الصحف، فإنهم يحرصون على ألا يفوتهم في أفلام العنف والجريمة والأشباح والحروب التاريخية..

    إذن.. فلقد اعتاد الإنسان على العنف، يراه ويلعنه، ثم يلعن نفسه إذا لم يره.. فلأن الإنسان اعتاد على العنف، يراه ويلعنه، ثم يلعن نفسه إذا لم يره.. فلأن الإنسان قد أدمن العنف والموت، فإنه يبحث عنه، وإذا وجده لم يزعجه، فقد اعتدنا على الموت والموتى..

    ولم يعد أحد يفكر كيف يموت، فذلك سوف يجيء في حينه.. وسوف يتكفل به إنسان آخر لا نعرفه.. ولكن على الإنسان أن يفكر كيف يعيش!..

    ومات كثيرون، بل أكثر الناس، دون أن نعرف كيف ولا من الذي كان حولهم. ولا ما الذي قالوه ولا ما الذي رأوه وهم على حافة هذه الحياة والحياة الأخرى..

    وفي السنوات العشر الماضية ظهرت في أوروبا وأمريكا مئات الكتب التي تؤكد لنا أن هناك حياة بعد الحياة، فقد اقترب أناس من الموت، وأنقذهم الأطباء.. شاء الله ألا يموتوا، فعادوا يصفون الجمال والروعة والأبهة والهدوء المطلق في العالم الآخر..

    ***

    وقد ظهرت كتب كثيرة تتحدث عن الموتى وآخر كلماتهم.. وكيف أن عددًا منهم قد أغاظه الموت، فسخر منه حتى النهاية.. ومن فترة قد صدر كتاب بعنوان «كيف ماتوا - آخر أيام وكلمات وعذاب ومقابر 300 من المشاهير في التاريخ» من تأليف نورمان دونالدسون وزوجته بيتي. وكنت قد أعددت هذا الكتاب تمامًا، ولكن كان لابد أن أتركه جانبًا لأكتب صالون العقاد، وربما جاء ترتيبه هكذا أفضل.

    ولكن أناسًا كانوا أكثر حظًّا من الحياة؛ فقد أعطاهم الموت آخر فرصة ليقولوا كلمة واحدة.. فكانت كلمتهم مريرة..

    فقد أحسوا أنهم خدعوا..

    وفوجئوا بأنهم انتهوا..

    وانكشفوا؛ فقد توهموا أنهم لن يموتوا، وانكشف الموت الذي خدعهم بما في الحياة من جمال ودلال حتى أنساهم أن للحياة نهاية..

    ***

    إن الفيلسوف الفرنسي مونتي عندما جاءه الموت، أخرج له لسانه. والموت ليس إلا سيفًا على رقاب العباد..

    وأمامه وقبله وبعده غابات من علامات الاستفهام والتعجب، وإذا كنت لم تعرف ما هي الحياة، فكيف تعرف ما هو الموت، فما هو حقًّا؟

    ***

    إنه عربة تقف عند كل باب!..

    ***

    إنه يصحح كل الأخطاء، ويجفف كل الدموع.

    إنه سكين على رقاب العباد.

    إنه نقطة في نهاية كل سطر!

    ***

    إذا كانت الشيخوخة هي الانسحاب الهادئ من الحياة فالموت نهاية الانسحاب!..

    ***

    إنه الوجه القبيح للحياة الذي أخفته يد القدر، وقد نجحت في ذلك كثيرًا..

    ***

    قليلون جدًّا: أصدقاء الموتى!

    ***

    أن أموت فهذا شيء لا يخيف، ولكن أن أموت عارًا فهذا هو المخيف!..

    ***

    إذا مت أنا، ماتت الدنيا كلها؛ لأنها من صنعي!..

    ***

    هؤلاء العظماء كالأشجار، يموتون واقفين، وإذا ماتوا جاء موتهم عند قمتهم!..

    ***

    أن تموت أسدًا، خير من أن تعيش كلبًا!

    ***

    لم يعد مدينًا لأحد؛ لقد دفع الموت الحساب!..

    ***

    يهدأ العام القادم من يموت هذا العام!..

    ***

    الموت هنا.. الموت هناك.. الموت مشغول بالحياة في كل مكان!..

    كل مكان: مقبرة.. كل زي: كفن.. كل بداية: نهاية.. كل حي: ميت!..

    ***

    الموت يجيء حتى للتماثيل وللأسماء المنقوشة عليها!..

    ***

    طريقنا إلى الأغلبية الصامتة: الموت!..

    ***

    عندما أحس الفيلسوف الإغريقي إنكسا غوراس بالموت قال لزوجته: أعطي الأطفال إجازة!..

    ***

    عندما نظر الإسكندر الأكبر إلى زوجته وهو على فراش الموت قال: لابد أنك مرهقة.. آسف. لن يطول ذلك!..

    ***

    عندما أدرك الموت العالم الرياضي الإغريقي أرشميدس التفت حوله وقال: كل ما أحتاج إليه هو لحظة واحدة.. فلا تزال عندي مشكلة لم أنجح في حلها!..

    ***

    أصيب الموسيقار العظيم بتهوفن بالصمم في نهاية حياته، ولما اقترب منه الموت أمسك ورقة وقلمًا وكتب: في السماء سوف أستمع إلى الموسيقى!..

    ***

    الشاب يموت؟.. ربما.. الشيخ يموت؟.. يجب!..

    ***

    الموت هو العدل الذي لا يفرق بين الغني والفقير.. بين القاتل والقتيل!..

    ***

    الموت ليس شيئًا مخيفًا، ولكن الذي يخيفنا هو أن نذهب إلى لا أين، وأن نكون ما لا نعرف!..

    ***

    من يخاف الموت لا يعيش!..

    ***

    مكتوب على قبر حماتي: هي تعيش في هدوء - وأنا أيضًا!..

    ***

    لا الشمس ولا الموت يمكن أن ننظر إليهما دون أن تدمع عيوننا!..

    ***

    عندما تصبح الدنيا عذابًا، والأمل مستحيلًا، تقول لك الحياة: وداعًا، ويقول لك الموت: مرحبًا!..

    ***

    نظر الشاعر الإنجليزي بيرون حوله فوجد الدموع في العيون فقال: الآن يجب أن أنام!..

    ***

    قبل أن ينفذوا حكم الإعدام شنقًا في طاغية الثورة الفرنسية دانتون، قال: يجب أن تعرضوا رأسي على الجماهير، فسوف يمضي وقت طويل جدًّا قبل أن يروا له مثيلًا!..

    ***

    تقلب الأديب الإنجليزي ديكنز في فراشه، ولم يسترح، فقال لابنته: ضعيني على الأرض حتى لا أتعب في الانتقال إلى ما تحتها!..

    ***

    الحياة سباق بيننا. الحياة قتال بيننا. الموت راحة من كل ذلك!..

    ***

    الموت يفتح باب النسيان، الموت يغلق باب الأمل!..

    ***

    عندما نولد فجميعنا يبكي. وعندما نموت فبعضهم يبكي!..

    ***

    لا يوجد إنسان لا يشعر بعض الناس بسعادة لوفاته!..

    ***

    إذا لم تعرف كيف تموت فلا تقلق، فسوف تعلمك الأيام ذلك!..

    ***

    أكثر الناس يموتون بمساعدة عدد كبير من الأطباء!..

    ***

    يكلفك كثيرًا أن تموت هادئًا، يكلفك قليلًا أن تموت معذبًا!..

    ***

    كل المآسي تنتهي بالموت. كل المهازل تنتهي بالزواج!..

    ***

    من عيوب الموت أن يحرمك من أن ترى حماتك تتعذب!..

    ***

    لا يوجد رجل واحد لا يسعده أن يموت على جثة حماته!..

    ***

    عندما يموت الرجل فآخر شيء يتحرك فيه: قلبه.. عندما تموت المرأة فآخر شيء يتحرك فيها: لسانها!..

    ***

    لا أحب أن أرى أحدًا يموت، لكن صدقني لقد أسعدني أن أقرأ أخبار الوفيات!..

    ***

    قال الفيلسوف فولتير عندما علم أن أحد أعدائه جاء لزيارته وهو مريض:

    إذا جاء فأدخلوه، فإنني يسعدني أن أراه، وإذا مت فأدخلوه، فإنه يسعده أن يراني!..

    ***

    عندما حاولت ابنة الفيلسوف الأمريكي بنيامين فرانكلين أن تضع الوسادة تحت رأسه قال لها: يا ابنتي.. من الصعب أن يموت الإنسان ثم يحسن صنع شيء، إنني لا أحسن إلا النوم!..

    ***

    نظر الإمبراطور الألماني فريدريش الأكبر إلى وزرائه قائلًا: لا شيء.. لقد كنا فوق الجبل، والآن ننحدر إلى السفح!..

    ***

    أما الكاتب الأمريكي أو. هنري فقال: لقد عشت طول حياتي هاربًا من الماضي الفاضح الذي أخفيته عن زوجاتي وأولادي، والآن لا أريد أن أذهب إلى الحياة الأخرى كأنني هارب من الحياة الأولى.. أضيئوا المصابيح؛ فلم يعد هناك ما أخافه.. إنني أتمنى لكل الذين طاردوني أن يستمروا في المطاردة!..

    ***

    والفيلسوف الإنجليزي هويز قال: الآن سوف أقفز أكبر قفزة في حياتي.

    ***

    أما لويس السادس عشر فقبل أن يقطعوا رأسه قال: ليكن دمي سببًا في سعادة الشعب الفرنسي!..

    ***

    رفضت الإمبراطورة النمساوية ماريا تريز أن تتعاطى مخدرًا حتى لا تشعر بالموت، وقالت: بل أريد أن ألقى الله في كامل وعيي!..

    ***

    يمكن لثلاثة أن يحتفظوا بسر: إذا مات اثنان!

    ***

    الموت: هو أن تكف عن الخطيئة فجأة!..

    ***

    الأحياء: موتى في إجازة!..

    ***

    أن يموت إنسان ليست هذه مشكلته، إنها مشكلة بعض الأحياء بعد ذلك!..

    ***

    ثلاثة أشياء لا معنى لها في حياتنا: أن نولد، وأن نتزوج، وأن نموت!..

    ***

    يدهشني جدًّا أن يقول الناس إنهم لا يفهمون معنى الموت، مع أنهم قد تزوجوا قبل ذلك!..

    ***

    أمراض اليوم مختلفة جدًّا عن أمراض الأمس، ولكنها جميعًا مميتة!..

    ***

    من قال إن القبر ضيق؟! إنه يتسع لكل الأطباء ومأموري الضرائب!..

    ***

    لا علاج لحياتك أو لموتك إلا أن تستمتع فيما بينهما!.

    ***

    نحن ندين لأبينا آدم بشيء واحد؛ فقد أتى بالموت إلى هذه الدنيا!..

    ***

    قال الفيلسوف الإنجليزي جويت: إذا لم أعش 15 عامًا فسوف تكون حياتي عذابًا! فعندي أفكار كثيرة لم أسجلها بعد!..

    ومات في سنة 1893؛ أي بعد ذلك بخمسة عشر عامًا!

    ***

    المؤرخ العظيم جيبون قال على فراش مرضه: لقد ضاعت مني فرص كثيرة، ولكن هذه الفرصة لن تضيع، فسوف أعمل ليلًا ونهارًا في العشرين عامًا القادمة؛ فقد نسيت أن أسخَر من الحياة والموت، والحكمة وراءهما.

    وفي يوم 15 يناير سنة 1794 مات؛ أي بعد ذلك بيوم واحد!..

    ***

    أديب روسيا دستويفسكي كتب قبل وفاته بيومين: لا أقول وداعًا فسوف أعيش عشرين عامًا أخرى. لقد قابلت ملاك الموت في أحد أحلامي واتفقنا على ذلك، وأعتقد أنه سوف يحترم كلمته!..

    ***

    الموسيقار الروسي تشايكوفسكي التفت إلى الذين حوله، ونظر إلى أصابع يديه، وحركها برشاقة، وقال: سوف تعيش هذه الأصابع عشرين عامًا أخرى!..

    ومات بعد ذلك بعشرين يومًا!..

    ***

    وقبل أن يشنقوا إمبراطورة فرنسا ماري أنطوانيت، قالت: وداعًا يا أولادي.. إنني ذاهبة للقاء أبيكم!

    ***

    أما الإمبراطور الذي أحرق روما وراح يغني فعندما قرروا إعدامه، قال يرثي لحاله: أي فنان عظيم سوف يفقده العالم الآن!..

    ***

    وأديب فرنسا الساخر رابليه أشار إلى الستائر في غرفته وهو يقول: أنزلوا الستائر.. لقد انتهت المهزلة!..

    ***

    وسقراط الفيلسوف العظيم الذي قرر القضاة أن يموت منتحرًا بالسم، حاول تلامذته أن يقنعوه بالهرب، ولكنه رفض، وقبل أن يشرب السم قال: لقد نسيت أن أذبح ديكًا للآلهة.. لقد نذرت لهم ديكًا!

    ***

    كل إنسان محكوم عليه بالموت، والخلاف بيننا هو في الزمان والمكان ومن الذي يشمت فيها.

    ***

    وسوف أعرض الآن لعدد من المشاهير، جاءهم الموت فقالوا شيئًا، كأنما أرادوا أن يضيفوا إلى أعمارهم لحظة..

    كأنهم أرادوا أن يخطفوا من الموت لحظة خلود..

    ***

    1- القديس أبيلار

    (1079 - 1142)

    كل الذين كانوا يرون هذا الرجل الطيب نحيفًا رفيعًا لامع العينين باسمًا دائمًا يضحكون له؛ لأنه كان أسبقهم إلى التحية والمداعبة والضحك، وكان يداعب الأطفال والسيدات الكبيرات في السن..

    وكان يقول: أطلب من الله أن يمنحني الصحة لكي تكون زوجتي عجوزًا قادرة على أن تنجب طفلًا..

    أي إنه يريد أن يكون له طفل من زواج بلا متعة.. ولم يكن أحد يفهم ذلك بوضوح..

    كان راهبًا يعلِّم الناس أصول دينهم، وكانت الفتاة هلويزة إحدى تلميذاته.. أحبها وأحبته، ولم يكن مسموحًا بزواج الرهبان الكاثوليك، فهرب بها وحملت منه، وعلم أبوها بهذه الفضيحة فاستأجر عددًا من الشبان هاجموا القسيس بير أبيلار في فراشه ومزقوا ملابسه ونزعوا ما بين ساقيه أيضًا.. وتركوه ينزف دمًا، وأمام هذه الفضيحة اختفى الأب أبيلار، وأقنع هلويزة بأن تدخل الدير ودخلت، وظل أبيلار مريضًا حتى الموت؛ فقد أصيب بالتهابات جلدية وتغير لون بشرته وعينيه. وفي ليلة 21 إبريل سنة 1142 نهض أبيلار من فراشه، وظل واقفًا رافعًا يديه إلى السماء يقول: لا شيء يارب.. لا أطلب إلا أن ألقاك وألقاها.. هلـ .. ولم يكمل كلمة هلويزة عندما سقط على الأرض ميتًا!..

    2- أتيلا

    (406 - 453)

    إمبراطور شعوب الهان الذي امتدت إمبراطوريته فشملت كل أوروبا الوسطى وأوروبا الشرقية، كان رجلًا ضخم الرأس غائر العينين، مفلطح الأنف. تزوج للمرة الثانية فتاة جميلة جدًّا، أقام وليمة فخمة ضخمة.. شرب كثيرًا وأكل كثيرًا وأوى إلى فراشه، وطلع النهار ولم يظهر الملك،

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1