Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

صاحب اللواء مصعب بن عمير
صاحب اللواء مصعب بن عمير
صاحب اللواء مصعب بن عمير
Ebook234 pages1 hour

صاحب اللواء مصعب بن عمير

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يروي الكاتب قصة أحد صحابة رسول اللە ﷺ الذين أثروا الحياة الإسلامية بفكرهم وجهادهم اعتمادًا على إيمانە وعقيدته، متتبعًا مراحل حياتە منذ نشأتە إلى وفاته، ومقدمًا النموذج والقدوة الإسلامية العظيمة بأسلوب قصصي ممتع ومشوّق.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2013
ISBN9788769092634
صاحب اللواء مصعب بن عمير

Read more from عبد السلام العشري

Related to صاحب اللواء مصعب بن عمير

Related ebooks

Reviews for صاحب اللواء مصعب بن عمير

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    صاحب اللواء مصعب بن عمير - عبد السلام العشري

    رجال مشاهير

    صاحبُ اللواءِ

    مُصْعَبُ بْْن عُمَيْر

    بقلم: عَبدالسَّلام العَشْرِي

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 9789771402166

    رقم الإيداع: 4122 / 2013

    طبعة يناير 2016

    تليفون : 33466434 - 33472864 02

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تقديم

    إليك أيها القارئ العزيز، صفحات من تاريخنا الناصع، تتمثل في بطولات آبائنا وأجدادنا، وفي تضحياتهم من أجل الإنسان وحريته، والحفاظ على إنسانيته وكرامته، وعلى ما أراد الله له في حياته الدنيا من السعادة، وما أراد له في حياته الأخرى من النعيم المقيم.

    أبطال أحبوا الله فأحبهم الله، ومنحهم من العقلِ والإدراكِ وعظمةِ النفوس، ما جعلهم يبذلونَ من أجل غيرهم؛ لأنهم يعلمون أَنْ ليس هناك غَيْرٌ، بل يعرفون أن الناس كلهم سواء، إخوة ينبغي أن تسودَهم المحبةُ والرحمةُ والتعاطفُ والإخاءُ، وأن يذاد عن أرضهم المفسدون، من يُعكِّرون صفوَ الحياة، ويشوِّهون وجهَها المشرقَ.

    بطولات جاهدت في الله حَقَّ جهاده، وضحت بالنفس والنفيس في سبيل غايتها النبيلة، فظلت أعلامًا خفَّاقة، تُنهضنا إذا كبوْنا، وتشدو لنا إذا سرنا، حيةً في أعمالها، باقية فيما قدمت من الصالحات.

    نسير على هداها، ونحَيِّي أرواحها التي ترفرف علينا بأجنحتها الخضر، تفرح إذا مَشينا، وتأْلَم إن وقفنا، تنظر إلينا لترى أين نحن من الطريق الذي ارتادته لنا.

    فتأملها وعِشْ في حياتها، واخلط بقلبك جهادَها، واملأ صدرك بمبادئها وقيمها، لتجني ثمار أعمالها، وتقطف جَنَى تضحيتها وتزيد، كما قدَّرت لك، وكما تمنت أن تكون.

    وفي هذا الكتاب مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْر، واحد من أولئك الأبطال، غنِيُّ السيرة، عطِر المسيرة، أقدمه إليك، وإن لم أبلغ بتلك الكلمات قدره، ولم أستطع أن أوفيه حقه.

    والله يوفقك، ويهديك سبيلك، وينفعك بهؤلاء المجاهدين.

    المؤلف

    1- رهن

    تَرك سعيدُ بْنُ أُسَيْدٍ ابنته بَيضاءَ، في دار خُناسَ ابنةِ المُضَرَّبِ، وخرج من مكة بما أعطته من المال، يفكِّر فيما سيُدِرُّ عليه ذلك المالُ من الربح الوفير، وفي خيرِ الطُّرقِ التي يُثَمِّرُه فيها، ليحقِّق أحلامه، ويقول لنفسه وهو يَسْتَعْرِضُ ألوانَ التجارة، التي اختارها طريقًا لذلك الربح:

    - الماشيةُ أفضل، لكنها كثيرةُ النفقات، مُعَرَّضَةٌ للعَطَب! التَّمرُ أفضل. الزبيب أفضل. البَزُّ(1) أفضلُ. بضائع فارسَ. بضائع الرُّومِ بضائع اليَمن..!

    متأكِّدًا أنه سيربح الكثيرَ، ثم يعودُ سريعًا إلى مكة، فيسددُ ديْنَه الذي اقترضَه من هذه التاجرَةِ الثَّرية، ويسددُ فوائده، وإن كانت بَاهِظَةً(2)، ثم يرجع بابنتِه التي رَهَنَهَا في هذا الدَّيْن، ويعودُ بها إلى أمها في يثربَ.

    ولم يكدْ يخطو في الطريقِ بِضعَ خُطُوات، حتى أحسَّ بضيقٍ شديد يملأُ صدره، فوقف ومدَّ عينيه إلى مكة، وهو يُغَمغِمُ (3) في حزن عميق:

    ماذا صنعتَ يا أسيد؟! أضمِنْتَ المخبَّأَ في الغيب؟!

    التجارةُ ربحٌ وخَسارةٌ، فماذا تعملُ إذا خسرتَ المال كلَّه؟! إن لم تستطع تسديدَ الدين وفوائده الكبيرة في موعده المحدد، بَقيتْ بيضاء عبدةً في دار خُناس، تتصرفُ فيها كما تتصرفُ في العبيد الذين يَشتريهم الناس ويبيعونهم!

    كيف تُفَرِّط يا أسيد في ابنتك وفَلْذَةِ كَبِدِكَ، وتُفْقِدُها حريتَها في سَبيلِ المالِ، ولو كان يَزِنُ الجبالَ؟!

    ألا رضيت بحالِك يا أُسَيْدُ، وأبقَيتَ ابنتك في أَحضانك، ولم تُحرق قلبها وقلبَ أمها بما صنعتَ؟!

    ألقَيت ابنتك في بحر لُجِّىٍّ(4) لا تعلم مداه، تتقاذَفها(5) الأمواج المتلاطِمة(6)، ولا تدري إلى أَيِّ شاطئٍ تسير !!

    وجعلت الأفكار تُدَوِّي(7) في رأسِهِ، تذهبُ وتجيءُ، وتَحطُّ وتطير، وتروح إلى يثربَ(8)، وتمكثُ فيها مدةً، ثم ترجعُ، ولا تلبث حتى تطيرَ.

    ولَمْ تزلْ هذه الأفكار تدُق رأسه، حتى دفعته فكرةٌ منها، فلَوى وجهه واعتدل في الطريق، وهو يقول لنفسه في قوة:

    انطلقْ يا أسيد! لن تخسر، ستكسِبُ الكثير، فأنت ماهر في التجارة، بارع في تثمير المال!

    SpireBW200_1S001_41549.8634722222_Page_1.tif

    ماذا صنعت يا أسيد؟

    اعمل ليلًا ونهارًا، واسْلُك كلَّ طريق إلى الربح الحلال، ولا تَغْفُل لحظةً، ولا تُؤخرْ جُهدًا، فينصبَّ الربح في حِجْرك، وتجرِيَ الدنانيرُ في يدك، فتسدِّدَ دينك وفوائِده، وتخلصَ ابنتك من الرّبقةِ التي وضعتها فيها، وتصبحَ أغنى من خناسَ ومن غير خناس!

    فلما لاحت له يثربُ ، وبدت له رءوس تخيلها من بعيد، انقبض صدره، وصاح في ألم:

    لن أدخلَ الحرب أبدًا!

    ماذا جَنينا من النِّزاع الطويل بينَنا وبينَ إخواننا الأوس؟! معاركُ لا تنقطع ، تأكلُ المال والولد!

    ماذا جنيتَ يا أسيدُ من الحرب ؟ !

    لم تَجْنِ منها سوى ما أنت فيه! بعتَ بُستانك بأشجاره العالية، وثماره الكثيرة، ومياهه العذبة، واشتريت السلاح بهذا المال، ففقدت السِّلاح، وفقدت معه ابنيْك، وهما في شَرْخِ(9) الشباب، ثم مددْت يدك إلى الناس!!

    لن أعودَ إلى الحربِ، وسأخرجُ من المعارك التي امتصَّت دمي، وطحَنت عِظامي، وأستردُّ بهذا المال وربحِه بستاني وأَرْضِي، وأذهبُ إلى مكة، وأعودُ بابنتي، أُطفِئُ بها لَوعَتِي(10). وأَرفَعُ رأسي بين قومي!

    أما بيضاءُ، فجلست حزينةً في دار خناس ، تروي خَدَّيْهَا بِدُمُوعِهَا المنْهَمِرَة، مهدودةً من الحزن ، تفكر في هذا المصير الذي صارت إليه، وفي أُمِّها التي لطمت خدَّيها، وشَقَّتْ جيبها وهي تودعها.

    وتفكر في يثربَ وأشجارها، وثمارها، وزُروعها ، ومائها ، وهوائها. وخُناس تنظر إليها باحتقار، منتظرةً أن تَهُبَّ وتبدأَ العملَ، مثل الجواري اللاتي تشتريهنَّ، واللائي يملأْن الدار، فلما لم تقمْ، صاحت بها في صوت وَحْشِيٍّ:

    - انهضي أيتها العبدةُ الذميمَةُ(11)!

    فنظرت الفتاة إليها بعينَيها الواسعتين، مُستنكرةً ما سمعت، فقفزت المرأة إليها، وأمسكت بشعرها الطويل، وجعلت تَجذبها منه، وهي تُزَمجِر(12) في غيظ:

    - نعمْ ، عبدةٌ! ألا تعرفينَ؟ ! ألم تعلمي أنك صرت عبدةً منذُ قبض أبوك المال؟!

    أصبحتِ جاريةً مثل الجواري، فلن يستطيعَ أبوك أن يسددَ الدين وفوائده، ولن تخرجي من هنا إلا بالبيع أو الموتِ!

    أتظنِّينَ أنكِ في زيارةٍ لبيت خُناس؟! هنا تُحسَب الأوقاتُ، ويُحسَب ما يؤديه كلُّ واحد في كل لحظة!

    أتحسبين أنك ستأكلين وتشربين من غير عمل؟!

    ثم ارتفع صياحها، وهي تجرُّ الفتاة بشدة:

    - انْهضي إلى العمل يا سوداءُ!!

    فنظرت الفتاةُ إليها في دهشة، ثم قالت مُستنكرةً(13):

    - اسمي بيضاءُ !!

    فصاحت المرأة في قسوة:

    - بل سوداءُ أيتها الشِّريرة! أنتِ عبدةٌ، فكيف تكونين بيضاءَ؟! كلُّ عبدة سوداءُ، وإن كانت مُتَوَرِّدَةَ الخدَّيْنِ، ناصِعَة(14) البياض، فقلبُ العبدة أسود، وقلبُكِ مثلُهن!

    ثم صفقت، فأقبلت رئيسة الخدم مسرعةً، ووقفت أمامها في خوفٍ، واضعةً إحدَى كفَّيها فوق صدرها، ومن فوقها كفُّها الأخرى ، صائحة في احترام:

    - لبَّيك(15) يا سيدتي!

    فنظرت إليها المرأةُ في كِبر، ثم أشارت إلى الفتاةِ، وقالت في احتقار:

    - خذي هذه ، وأَزيلي شعرها الطويل، وبدِّلي ملابسها بملابس الجواري وأَريها مكانَها الذي ستنام فيه.

    فلما أشارت رئيسةُ الخدم إلى الفتاة، لتنهضَ معها صاحت المرأةُ في شدة:

    - اسْحبيها على وجهها! اجْذبيها من ضفائرها! اركُليها(16)! انزعي من قلبها الحريةَ، فلا تصنَعَ ولا تقولَ إلا ما يصنعُ العبيد وما يقولون، ولا تعملَ إلا ما يريد سادتُها!

    فأعادت الفتاة النظرَ إلى المرأة مستنكرةً، فانتفضت المرأة من مقعدها ، تقول بشفتين مرتعدتين:

    - نعم ، سادتُكِ! يظهر أنك لن تفهمي إلا بالسوط يشق جلدك! ويبدو أن عقلك من الحجر!

    نعم سادتُك! وإياك أن تنادي أحدًا باسمه، وستعلمك رئيستك أصول العمل في بيوتِ الأثرياء والعظماء، فافهمي وانزعي من قلبك ما كنت فيه، وما يُقال وما يُصنع في بيوت الفقراء، وإياك أن تنظري إليَّ بعينيك هاتين!

    ثم اتكأَت على الوِسادة الحريرية ، المطرَّزة بالخيوط الذهبية، وقالت مُنْتَفِشَةً كما ينتفشُ الدِّيك:

    - كلُّ من في الدار من الخدم والعبيد له عملٌ محدود: من يَطْهو الطعام، ومن يُقدمه، ومن ينظفُ البيتَ ويَقُمُّهُ(17)، ومن يخدم الضيوف ويقوم على راحتهم، ويسهرُ في خدمتهم، ولكل سيدٍ في الدار جاريةٌ مخصصة له، تقوم على خدمته وحدَه.

    أفهمتِ؟!

    أما أنتِ، فسوف تكونين في خدمة سيدك مصعبٍ، إذا أقبلَ من الخارج، بدَّلت ملابسه بملابسَ أخرى، وملابسُ اليوم غيرُ ملابِس الأمْسِ، وغيرُ ملابس الغدِ، وإذا همَّ بالخروج بدَّلت ملابسَه بغيرها.

    تُعِدِّينَ لَهُ الحمَّام، إذا أراد النوم، وقبل أن يستيقظ، وإذا فرغ من الطعام أحضرت له الماء في إبريق من الذهب، ووضعت أمامه وعاء من الفضة، ولا تدعيه يخرج إلا بعد أن تمشطي شعره، وتضمخيه(18) بالمسك، هكذا يكون أولاد الأثرياء، والسادة! أفهمتِ؟

    ثم عليك مجامر(19) البيت كله، تظل مشتعلة كما ترين، يتصاعد منها دخان المسك والعنبر طول اليوم، وفي الصباح

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1