Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

يوم القادسية
يوم القادسية
يوم القادسية
Ebook149 pages37 minutes

يوم القادسية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كان رستم قائداً كبيراً من قوات الفرس وكان يحكم قسماً من بلاده في الشرق يسمى "خراسان". ومنذ سارت جيوش المسلمين في خلافة أبي بكر -رضي الله عنه- إلى بلاد العراق وبلاد الشام، ورستم يحلم أحلاماً مزعجة. فمرةً يرى فى نومه أن نسراً كبيراً انقض على بلاد الفرس وأخذها بين مخالبه وطار بها، ومرة يرى أن أسداً قوياً هجم عليها وابتلعها، فيقوم من نومه مفزوعاً يفكر في تفسير هذه الأحلام. وذات ليلة رأى تلك الأحلام المخيفة فقام مفزوعاً، ثم حاول النوم فلم تنطبق عيناه حتى أشرق النهار. فهبّ من سريره، ونزل إلى حديقة قصره وسار بين الأشجار العالية والأزهار الجميلة، وحاول أن يسكن نفسه بأصوات الطيور التي تغرد فوق الأغصان، لكن همه كان ثقيلاً، فلم يطرده شئ من هذا الجمال الذي يراه. ثم أخذ يتنقل في الحديقة الواسعة ويسير من جانب إلى جانب، وهو يفكر في تلك الأحلام، ويفكر في رجال الفرس الذين يتقاتلون على الملك، كل منهم يود أن يكون ملكاً، لا يهتمون بالبلاد ولا بالشعب الجائع المسكين. ويفكر في العرب الذين دخلوا بلاده واستولوا على قرى العراق، وهزموا الجيوش التي ذهبت لردهم، وقتلوا القواد الكبار الذين كانوا يقودون تلك الجيوش.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2012
ISBN9782874043109
يوم القادسية

Read more from عبد السلام العشري

Related to يوم القادسية

Related ebooks

Reviews for يوم القادسية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    يوم القادسية - عبد السلام العشري

    أيَّامُ العَرب

    7

    يَوْمُ القَادسِيَّةِ

    بقلم

    عَبدالسَّلام العَشْرِي

    Arabic%20DNM%20Logo_Black.eps

    إشراف عام

     داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 7-4536-14-977

    رقم الإيداع: 2012/8538

    الطبعة الثانية: يناير 2013

    تليفون : 33466434 - 02 33472864

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    الفصل الأول

    - 1 -

    كَانَ رُسْتُمُ قَائِدًا كَبِيرًا مِنْ قُوَّادِ الْفُرْسِ وَكانَ يَحْكُمُ قِسْمًا مِنْ بِلَادِهِ فِي الشَّرْقِ يُسَمَّى «خُرَاسَانَ».

    وَمُنْذُ سَارَتْ جُيُوشُ المُسْلِمِينَ فِي خِلَافَةِ أَبِي بَكْر - رضي الله عنه - إِلَى بِلَادِ الْعِراقِ وَبِلَادِ الشَّامِ، وَرُسْتُمُ يَحْلُمُ أَحْلَامًا مُزْعِجَةً.

    فَمَرَّةً يَرَى فِي نَوْمِهِ أَنَّ نَسْرًا كَبِيرًا انْقَضَّ عَلَى بِلَادِ الْفُرْسِ وَأَخَذَهَا بَيْنَ مَخَالِبِهِ وَطَارَ بِهَا، وَمَرَّةً يَرَى أَنَّ أَسَدًا قَوِيًّا هَجَمَ عَلَيْهَا وَابْتَلَعَهَا، فَيَقُومُ مِنْ نَوْمِهِ مَفْزُوعًا يُفَكِّرُ فِي تَفْسِيرِ هَذِهِ الْأَحْلَامِ.

    وَذَاتَ لَيْلَةٍٍ رَأَى تِلْكَ الْأَحْلَامَ الْمُخِيفَةَ فَقَامَ مَفْزُوعًا، ثُمَّ حَاوَلَ النَّوْمَ فَلَمْ تَنْطَبِقْ عَيْنَاهُ حَتَّى أَشْرَقَ النَّهَارُ.

    فَهَبَّ مِنْ سَرِيرِهِ، وَنَزَلَ إِلَى حَدِيقَةِ قَصْرِهِ وَسَارَ بَيْنَ الْأَشْجَارِ الْعَاليَةِ وَالْأَزْهَارِ الْجَمِيلَةِ، وَحَاوَل أَنْ يُسَكِّنَ نَفْسَهُ بِأَصْوَاتِ الطُّيُورِ الَّتِي تُغَرِّدُ فَوْقَ الْأَغْصَانِ، لَكِنَّ هَمَّهُ كَانَ ثَقِيلًا، فَلَمْ يَطْرُدْهُ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْجَمالِ الَّذيِ يَرَاهُ.

    ثُمَّ أَخَذَ يَتَنَقَّلُ فِي الْحَديقَةِ الْوَاسِعَةِ وَيَسِيرُ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ، وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي تِلْكَ الْأَحْلَامِ، وَيُفَكِّرُ فِي رِجَالِ الْفُرْسِ الَّذِينَ يَتَقَاتَلُونَ عَلَى الْمُلْكِ، كُلٌّ مِنْهُمْ يَوَدُّ أَنْ يَكُونَ مَلِكًا، لَا يَهْتَمُّونَ بِالْبِلَادِ وَلَا بِالشَّعْبِ الْجَائِعِ الْمِسْكِينِ .

    وَيُفَكِّرُ فِي الْعَرَبِ الَّذِينَ دَخَلُوا بِلادَهُ وَاسْتَوْلَوْا عَلَى قُرَى الْعِرَاقِ، وَهَزَمُوا الْجُيُوشَ الَّتِي ذَهَبَتْ لِرَدِّهِمْ، وَقَتَلُوا الْقُوَّادَ الْكِبَارَ الَّذِينَ كَانُوا يَقُودُونَ تِلْكَ الْجُيُوشَ .

    وَبَيْنَمَا كَانَ رُسْتُمُ يُفَكِّرُ، أَقْبَلَ عَلَيْهِ خَادِمُهُ وَأَعْطَاهُ رِسَالَةً، فَفَتَحَهَا وَقَرَأَهَا، فَوَجَدَهَا مِنْ «بُورَانَ» بِنْتِ كِسْرَى تَدْعُوهُ إِلَى «الْمَدَائِنِ» عَاصِمَةِ بِلَادِ الْفُرْسِ لِمُقَابَلَتِهَا عَلَى وَجْهِ السُّرْعَةِ.

    كَانَ رُسْتُمُ يَعْلَمُ أَنَّ الْقُوَّادَ فِي الْمَدَائِنِ يَتَقَاتَلُونَ عَلَى الْمُلْكِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ قِتَالًا شَدِيدًا، وَيَعْرِفُ أَنَّ ابْنَةً لِكِسْرَى اسْمُهَا «آزَرْمِيدَخْت» اسْتَعَانَتْ بِفَاتِكٍ مِنَ الْفُتَّاكِ، وَأَصْبَحَتْ هِيَ الْمَلِكَةَ، وصَارَ ذَلِكَ الْفَاتِكُ صَاحِبَ السُّلْطَةِ.

    فَاسْتَعَدَّ، وَسَارَ بِجَيْشِهِ حَتَّى دَخَلَ الْمَدَائِنَ، وَخَلَعَ «آزَرْمِيدَخْت» وَجَعَلَ مَكَانَهَا « بُورَانَ » وَكَانَتْ عَاقِلَةً ذَاتَ رَأْيٍ.

    - 2 -

    دَعَتْ بُورَانُ رُسْتُمَ، وَشَكَرَتْهُ عَلَى مَا صَنَعَ، ثُمَّ قَالَتْ لَهُ: إِنِّي يَا رُسْتُمُ لَمْ أَطْمَعْ فِي الْمُلْكِ، وَإِنِّي مَا دَعَوْتُكَ لِأَكُونَ مَلِكَةً، وَلَكِنِّي دَعَوْتُكَ لِأَمْرٍ أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ .

    فَقَالَ رُسْتُمُ: وَهَلْ يُوجَدُ شَيْءٌ أَكْبَرُ مِنَ الْمُلْكِ يَا مَوْلَاتِي؟!

    فَقَالَتْ فِي جِدٍّ: نَعَمْ يَا رُسْتُمُ، طَرْدُ الْعَدُوِّ مِنَ الْبِلَادِ أَهَمُّ شَيْءٍ! وَأَنْتَ الْقَائِدُ الْكَبِيرُ الْمَعْرُوفُ بِالْعَقْلِ وَالْقُوَّةِ وَحُسْنِ الرَّأْيِ، وَقَدْ دَعَوْتُكَ لِهَذَا الْأَمْرِ الْخَطِيرِ!

    فَفَكَّرَ رُسْتُمُ قَلِيلًا، ثُمَّ قَالَ فِي أَدَبٍ:

    - أَنَا فِي يَدِكِ يَا مَوْلَاتِي، وَلَكِنْ كَيْفَ نَسْتَطِيعُ طَرْدَ هَذَا الْعَدُوِّ والْفُرْسُ يَتَقَاتَلُونَ، كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يُرِيدُ الْمَالَ الْكَثِيرَ، وَالْمَزَارِعَ الْوَاسِعَةَ، وَلَا يَهُمُّهُ مَصْلَحَةُ الْوَطَنِ، حَتَّى الْقُوَّادُ يَا مَوْلَاتِي يَذْهَبُونَ إِلَى الْحَرْبِ بِغَيْرِ قُلُوبٍ؟!

    فَأَجَابَتْ بُورَانُ فِي حُزْنٍ: وَمَا الْعَمَلُ يا رُسْتُمُ؟ هَلْ نَتْرُكُ الْعَدُوَّ فِي بِلَادِنَا؟ وَهَلْ نَقِفُ حَتَّى يَسِيرَ إِلَى الْمَدَائِنِ، وَيُزِيلَ دَوْلَةَ الْفُرْسِ؟!

    وَسَكَتَتْ لَحْظَةً ثُمَّ صَاحَتْ:

    هَلْ كَانَ أَحَدٌ يُصَدِّقُ أَنَّ جُيُوشَنَا الْكَبِيرَةَ تَفِرُّ أَمَامَ حُزْمَةٍ مِنَ الْعَرَبِ؟ وَهَلْ كَانَ أَحَدٌ يُصَدِّقُ أَنَّ أَفْيَالَنَا الْقَوِيَّةَ الْمُخِيفَةَ تَخَافُ مِنْ جِمَالِ الْعَرَبِ وَتَهْرُبُ مِنْهَا؟! إِنَّ اخْتِلَافَنَا وَتَفَرُّقَنَا هُوَ الَّذِي نَزَعَ مِنَ الْقُلُوبِ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1