Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

يوم الأندلس
يوم الأندلس
يوم الأندلس
Ebook151 pages37 minutes

يوم الأندلس

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

وقد أتيت أعلن إسلامي، وأتى أبي ليعلن دخوله في هذا الدين الرحيم! فكبّر المسلمون، وسُرَّ طارقٌ، ثم أخذوا يستعدون للسير في طُليطِلةَ وإلى غيرها من بلاد الأنهار والثمار، ينشرون دين الله ويعلون كلمته ويرفعون المساجد ليذكر فيها اسمه، وقد فتحت لهم هذه الضربة الأبواب فدخلوها بسلام آمنين
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9787687719890
يوم الأندلس

Read more from عبد السلام العشري

Related to يوم الأندلس

Related ebooks

Reviews for يوم الأندلس

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    يوم الأندلس - عبد السلام العشري

    أيَّامُ العَرب

    5

    يَوْمُ الأنْدلُسِ

    بقلم

    عَبدالسَّلام العَشْرِي

    NM%20Publishing%20and%20Pri%20gs.EPS

    إشراف عام

    داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لشركة نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 6-1032-14-977

    رقم الإيداع: 2010/10880

    الطبعة الثانية: مايو 2010

    تليفون : 33466434 -  02 33472864

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    NM%20Publishing%20and%20Pri%20gs.EPS

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة 

    الفَصْلُ الأوَل

    -1-

    كَانَتْ «فُلُورَنْدَا» الصَّغيرَةُ تَجْرِي فِي الحَدِيقَةِ الْكبِيرَةِ الَّتِي تحِيطُ بِالْقصْرِ، تَقْطِفُ الْوَرْدَ، وَتُطَارِدُ الْفَرَاشَ الْحائِمَ عَلى الْأَزْهَارِ، وتُغَنِّي النَّشِيدَ اللَّطِيفَ الَّذِي سَمِعَتْهُ مِنْ مُرَبِّيتها فِي الْمَسَاءِ.

    وَكَانَ شَعْرُهَا الأصفَرُ يَلْمَعُ فِي ضَوْءِ الشَّمْسِ، قَدْ شُدَّ بَعْضُهُ إِلَى بَعْضٍ بِشَرِيطٍ مِنَ الْحَرِيرِ الْأَحْمَرِ، وَالنَّسِيمُ يُلَاعِبُ طَرَفَيْهِ فَيََهْتَزَّانِ فَوْقَ الشَّعْرِ كَأَجْنِحَةِ الْفَرَاشَاتِ الرَّقِيقَةِ، فَيَزِيدُ وَجْهُ الصَّغِيرَةِ النَّاضِرُ بَهَاءً.

    وَقَدِ اسْتَهْوَى الْفتَاةَ فَرَاشَةٌ مَاكِرَةٌ كَانَتْ تَحُطُّ عَلَى زَهْرَةٍ كَبيرَةٍ، فَلَمَّا حَاوَلَتْ أَنْ تُمْسِكَهَا طَارَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى زَهْرَةٍ أُخْرَى فَجَرَتْ إِلَيْهَا، وَكلَّمَا اقْتَرَبَتْ مِنْهَا طَارَتْ إِلَى زَهْرَةٍ بعيدَةٍ وَوَقَفَتْ فَوْقَهَاَ فَتَجْرِي إِلَيْهَا وَلاَ تَيْأَسُ، حَتَّى اقْتَرَبَتْ مِنْ جَدْوَلِ الْمَاءِ، فَإِذَا بِصَوْتٍ يُنَادِيهَا مِنَ الْكُوخِ الْمَصْنُوعِ مِنْ جُذُوعِ الْأَشْجَارِ وَيقُولُ لَهَا فِي حَنَان:

    - أَتْعَبتْكِ الْفَرَاشَةُ يَا «فُلُورَا»! تَعَالَيْ لِتَسْتَعِدِّي للِرَّحِيلِ.

    فَالْتَفَتَتِ الصَّغِيرَةُ فَرَأَتْ أَبَاهَا «يُلْيَانَ» وَاقِفًا فِي ذَلِكَ الْكُوخِ، فَجَرَتْ إِلَيْهِ ودَخَلَتْ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ المفْتُوحتيْنِ لَهَا، فَقَبَّلَهَا فِي حَنَانِ الْأَبِ الرَّحِيمِ، ثُمَّ قَالَ فِي رِفْقٍ:

    - سَتَجِدِينَ فِي قَصْرِ «طُلَيْطِلَةَ» فَرَاشًا أَحْلَى وَأَزْهَارًا أَنْضَرَ، وَمِيَاهًا أَغْزَرَ وَهَوَاءً أَلْطَفَ.

    فَقَالَتِ الْفَتَاةُ فِي دَهْشَةٍ:

    - أَمُسَافِرٌ يَا أَبِي إِلَى الْأَنْدَلُسِ، وَسَتَأْخُذُنِي مَعَكَ؟!

    قالَ: نَعَمْ يا فُلُورَا، فَقَدْ كَبِرْتِ وَآنَ الْأوَانُ لِتَذْهَبِي إلَى الْعَاصِمَةِ وَتُقِيمي فِي قَصْرِ الْمَلِكِ، وتَنشَئي كَمَا يَنْشَأُ أَبْنَاءُ الْأُمَرَاءِ وَبَنَاتهُمْ.

    -2-

    الْتَفَتَتْ «فُلُورَنْدَا» إِلَى الْحَدِيقَةِ وَإِلَى الْقَصْرِ، وَإِلَى مُرَبِّيتِها الْوَاقِفَةِ بَعِيدًا ثُمَّ قَالَتْ فِي دَهْشَةٍ:

    - وَأَتْرُكُ وَطَنِي «سَبْتَةَ»؟! وَأَتْرُكُ قَصْرَنَا هَذَا وَمُرَبِّيتِي وَأَشْجَارِي الَّتِي أَلْعَبُ بَينَهَا وَعَصَافِيرِي وَفَرَاشِي؟!

    ثُمَّ نَظَرَتْ إِلَى وَجْهِ أَبِيهَا وَسَأَلَتْهُ قَائِلَةً:

    - وَهَلْ سَتَذْهَبُ أُمِّي مَعَنَا؟! وَهَلْ سَتُقِيمُ أَنْتَ فِي طُلَيْطِلَةَ؟! فَضَحِكَ يُلْيَانُ وَقَالَ وَهُوَ يَضُمُّهَا إِلَى صَدْرِهِ:

    - أمَّا مُرَبِّيتَُكِ فَسَنأْخُذُهَا مَعَنَا، وَسَتَنْزِلُ فِي الْقَصْرِ الَّذِي تَنْزِلِينَ فِيهِ، وَسَتُقِيمُ مَعَكِ هُنَاكَ كَمَا تُقِيمُ مَعَكِ هُنَا، وَأَمَّا الْأَشْجَارُ فهُنَاكَ الْأَشْجَارُ الطِّوَالُ وَالْقِصَارُ وَأَلْوَانُ الْأَزْهَارِ الََّّتِي يَسْقِيهَا نَهْرُ التَّاجَه الْعَذْبُ الْغَزِيرُ الْمَاءِ. والْقَصْرُ أَفْخَمُ وَالْمَعِيشَةُ أَجْمَلُ.

    ثُمَّ نَظَرَ إِلَى عَيْنَيْهَا الزَّرْقَاوَيْنِ الْواسِعَتَيْنِ وقَاَلَ فِي عَطْفٍ:

    - هُنَاكَ الْعَاصِمَةُ يَا فُلُورَا، أَمَّا نَحْنُ هُنَا فَفِي إمَارَةٍ تَابِعَةٍ لِلْأَنْدَلُسِ وَإِنْ كُنَّا جُزْءًا مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ، وَالْعَاصِمَةُ مُجْتَمَعٌ كَبِيرٌ وَحَيَاةٌ أَفْضَلُ وَأَوْسَعُ.

    وَهَمَّتِ الْفَتَاةُ أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُ الإِجَابةَ عَنِ السُّؤَالِ الأخِيرِ فَسَبَقَهَا قَائِلاً: أَمَّا أنَا وَأُمُّكِ وَإِخْوَتكِ، فَهُنَاكَ أَبْنَاءُ الأُمَرَاءِ وبَنَاتُهُمْ سَيَكُونُ لَكِ مِنْهُمْ إِخْوَةٌ مِثْلُ إِخْوَتكِ، وَسَتَجِدِينَ بَدَلاً مِنِّي أَنَا وَأُمِّكِ عَطْفَ الْمَلِكِ «لُذرِيقَ».

    فَانْتَفَضَتِ الْفَتَاةُ حِينَ سمِعَتْ اسْمَ الْمَلِكِ لُذرِيقَ لأَنَّ أُمَّهَا كَانَتْ تَقُصُّ عَلَيْهَا أَخْبَارَهُ وَظُلْمَهُ للِنَّاسِ، وَتَقُولُ لَهَا إِنَّهُ كَانَ مِنْ أَتْبَاعِ الْمَلِكِ «غَيْطَشَةَ» فَخَانَهُ وَخَلَعَهُ وَغَصَبَ الْمُلْكَ وَأَصْبَحَ ملِكًا بَدَلَهُ.

    فَضَحِكَ يُلْيَانُ وَقَالَ: لَا تَخَافِي، فَإِنَّ الْمَلِكَ يُقَدِّرُ أَبَاكِ يُلْيَانَ حَاكِمَ سَبْتَةَ، وَيَعْرِفُ شَجَاعَتَهُ وَقُوَّتَهُ!

    -3-

    كَانَتْ «سَبْتَةُ» فِي آخِرِ نُقْطَةٍ فِي إِفْرِيقِيَّةَ عَلَى سَاحِلِ بَحْرِ الرُّومِ، تُقَابِلُ بِلَادَ الْأَنْدَلُسِ الََّّتِي تَقَعُ عَلَى الشَّاطِئ الآخَرِ فِي الْجُزْءِ الْجَنُوبِيِّ الْغَرْبِيِّ مِنْ أُورُبَّا، لَا يَفْصِلُهُما غَيْرُ مَضِيقٍ صَغِيرٍ يَصِلُ بَيْنَ الْبَحْرِ الرُّومِيِّ وَالْمُحِيطِ، ويُسَمَّى بَحْرَ الزُُّقَاقِ، وَلَا يَصْعُبُ عَلَى الْوَاقِفِ فَوْقَ قِلَاعِ سَبْتَةَ أَنْ يَرَى قِلَاعَ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1