Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

يوم الملتان
يوم الملتان
يوم الملتان
Ebook153 pages39 minutes

يوم الملتان

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كان الخليفة الأموي في تلك الأيام رجلاً قوياً يسمى عبد الملك بن مروان، وكان يختار أشجع القواد وأذكى الرجال فيوليهم إدارة البلاد، وقد وثق في رجل شجاع قوي القلب يسمى الحجاج بن يوسف الثقفي وولاه بلاد العراق ليعيد فيها الأمن ويخضع الثائرين، فذهب إليها ذلك القائد وأخضع الثورة وأعاد الأمن وسير الجيوش لتتم فتح بلاد الفرس. وتطلع ذلك القائد القوي إلى بلاد السند، وفكر في افتتاحها كلها وضمها إلى بلاد الإسلام، ولم تقتصر همته على ذلك الجزء الصغير الذي دخله المسلمون منذ أيام الخليفة عثمان بن عفان، وكانت سفن الأسطول العربي التجاري تخرج من البصرة الواقعة في رأس الخليج العربي محملة بالمتاجر العربية، وتمر بموانئ السند، ثم تعود محملة بالعاج والعطور والتوابل وجوز الهند والجواهر الثمينة والحيوانات الغريبة والطيور العجيبة، فتفرغ ما تحمله في ميناء البصرة، ومن ذلك الميناء يحمل إلى الشام ومصر وغيرها من البلاد البعيدة. وقد اعتنى الحجاج بالإسطول وأدخل عليه تحسينات جديدة زادت سفنه قوة ومكنتها من السير في البحار الواسعة، لكنها كانت تخاف من لصوص البحر الذين كانوا يخرجون في مراكبهم الخفيفة فيهاجمونها وينهبونها ويقتلون ركابها إذا حاولوا أن يقاوموهم. وكان أخطر هؤلاء اللصوص جماعة من سكان مدينة "الديبل" من بلاد السند على ساحل البحر، عند مصب النهر الكبير الذي يسمى نهر "الملتان". وكان يحكم تلك المدينة حاكم تابع للملك داهر، ولم يكن ما يصنعه هؤلاء اللصوص خافياً على الملك بل كان يعرف غارتها على سفن العرب، ويسر حين يعلم أنهم نهبوا أكبرالسفن، واستولوا على ما فيها من المتاجر والناس. فاشتد غيظ الحجاج، وعزم على إرسال جيش قوي يهاجم تلك المدينة التي يقيم فيها اللصوص ويؤدبهم، ويؤدب حاكمهم الذي لا يكف أيديهم عن الأذى، ويختبر تلك البلاد ويعرف أحوالها، ولكنه أخذ يفكر في خلق سبب لإرسال ذلك الجيش.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2012
ISBN9788274441194
يوم الملتان

Read more from عبد السلام العشري

Related to يوم الملتان

Related ebooks

Reviews for يوم الملتان

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    يوم الملتان - عبد السلام العشري

    الغلاف

    أيَّامُ العَرب

    8

    يَوْمُ الْمُلْتَانِ

    بقلم

    عَبدالسَّلام العَشْرِي

    Arabic%20DNM%20Logo_Black.eps

    إشراف عام: داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لدار نهضة مصر للنشر

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 9-4504-14-977

    رقم الإيداع: 2012/8250

    الطبعة الثانية: يناير 2013

    تليفون : 33466434 - 33472864 02

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    Arabic%20DNM%20Logo_Colour%20Established%20Black.eps

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    الفصلُ الأول

    - 1 -

    كَانَتْ «سِيتَا» فَتَاةً سَمْراءَ طَوِيلَةً جَمِيلَةً، وَكَان أبُوهَا الْمَلِكُ «دَاهِرُ» أَقْوى مُلُوكِ السِّنْدِ وَأَشَدَّهُمْ بَأْسًا، تَخْضَعُ لَهُ الْبِلَادُ الْوَاسِعَةُ وَتُرْسِلُ إِلَيْهِ خَيْرَاتِها الْوَافِرَةَ.

    وَكَانَ لَهُ كَثِيرٌ مِنَ الْقُصُورِ الْعَالِيةِ ذَاتِ الْأَسْوَارِ الضَّخْمَةِ وَالْحَدَائِقِ الْوَاسِعَةِ، فِيها مِئَاتٌ مِنَ الْخَدَمِ وَالْحَشَمِ وَالْجَوَارِي الْحِسَانِ وَلَهُ جَيْشٌ كَبِيرٌ بِهِ عَدَدٌ عَظِيمٌ مِنَ الْأَفْيالِ الْقَوِيَّةِ الْمُدَرَّبَةِ عَلَى الْحَرْبِ وَخَوْضِ الْمَعارِكِ.

    وَكَانَ يُحِبُّ ابْنَتَهُ «سِيتَا» لِأَنَّها تَمْتازُ بِالذَّكَاءِ وَالْعَقْلِ وَحُسْنِ تَصْرِيفِ الأُمُورِ، كَما كَانَ إِخْوَتُها وَجَوَارِيها وَخَدَمُهَا يَحْتَرِمُونَها وَيُحِبُّونَها وَيَتَمَنَّوْنَ لَها كُلَّ خَيْرٍ وَكُلَّ نِعْمَةٍ.

    وَفِي ذَلِكَ الْوَقْتِ كَانَتِ الدَّوْلَةُ الْإِسْلَامِيَّةُ تُوَسِّعُ رُقْعَةَ بِلَادِهَا فِي الشَّرْقِ وَالْغَرْبِ وَالشَّمَالِ وَالْجَنُوبِ، تَسِيرُ جُيُوشُها فِي الْبَرِّ والْبَحْرِ، وَقَدْ عَزَمَ خُلَفاؤُهَا الأُمَوِيُّونَ عَلَى نَشْرِ الإِسْلَامِ فِي كُلِّ بُقْعَةٍ مِنْ بِقَاعِ الْأَرْضِ حَتَّى لَا يَبْقَى مَكَانٌ لَمْ يَدْخُلْ فِي دِينِ اللهِ، وَلَمْ تَرْتَفِعْ فِيهِ كَلِمَةُ اللهِ.

    وَذَاتَ يَوْمٍ سألَتِ الْفَتاَةُ أَباها عَنِ الْمُسْلِمِينَ الَّذِينَ يَفْتَحُونَ الْبِلَادَ وَيَتَحَدَّثُ النَّاسُ بِقُوَّتِهِمْ وَشَجَاعَتِهِمْ، وَعَنِ الْبِلَادِ الَّتِي تَخْضَعُ لَهُمْ وَتَدْخُلُ فِي دِينِهِمْ، وَعَنْ مُلُوكِ الْفُرْسِ الَّذِينَ لَمْ يَسْتَطِيعُوا الْوُقُوفَ أَمَامَهُمْ، فَضَحِكَ الْمَلِكُ ثُمَّ قَالَ سَاخِرًا:

    - يَفْتَحُونَ مَا يَفْتَحُونَ، لَكِنَّ بِلَادَ السِّنْدِ بَعِيدَةٌ عَنْهُمْ بُعْدَ السَّمَاءِ عَنِ الْأَرْضِ!

    قَالَتِ الْفَتاةُ فِي دَهْشَةٍ:

    - إِنَّهُمْ يَمْلِكُونَ جُزْءًا مِنْ بِلَادِنا دَخَلُوهُ مُنْذُ أَرْبَعَةٍ وَأَرْبَعِينَ عَامًا، وَأَخْشَى أَنْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْنا بَعْدَ فَرَاغِهِمْ مِنْ بِلَادِ الْفُرْسِ، وَقَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُمْ يُفَضِّلُونَ الْمَوْتَ عَلَى الْحَيَاةِ، فَلَا تَقِفُ أَمَامَ سُيُوفِهِمْ سُيُوفٌ، ولَا تَرُدُّ رِمَاحَهُمْ رِمَاحٌ وَلَا دُرُوعٌ !

    فَابْتَسَمَ الْمَلِكُ ثُمَّ قَالَ فِي غَيْرِ اهْتِمَامٍ :

    - لَوْ كَانُوا يَسْتَطِيعُون التَّوَسُّعَ فِي بِلَادِنا مَا وَقَفُوا حَيْثُ هُمْ فِي ذَلِكَ الْجُزْءِ الصَّغِيرِ الَّذِي اسْتَوْلَوْا عَلَيْهِ مُنْذُ بَعِيدٍ، وَنَحْنُ عَازِمُونَ عَلَى إِخْرَاجِهِمْ مِنْهُ حَتَّى نُغْلِقَ الْبِلَادَ فِي وُجُوهِهِمْ إِذَا فَكَّرُوا فِيمَا تُفَكِّرِينَ فِيهِ .

    وَصَمَتَ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ باسِمًا:

    - بِلَادُنَا مَحْمِيَّةٌ يا «سِيتَا» مَنَحَها اللهُ قُوَّةً كَبِيرَةً لَمْ يَمْنَحْهَا بِلَادًا سِوَاهَا ؛ مَنَحَهَا الْأَفْيالَ الَّتِي تَهْزِمُ أَقْوَى الجُيُوشِ!

    وهَؤُلَاءِ الْمُسْلِمُونَ يُحارِبُونَ بِالْخَيْلِ، وَنَحْنُ نُحارِبُ بِهَذِهِ الْقُوَّةِ الْهائِلةِ الَّتِي تَنْقَضُّ عَلَى الْعَدُوِّ كَأَنَّها قِطَعُ الْجِبَالِ، فَهَلْ تَظُنِّينَ أَنَّ الْخَيْلَ تَغْلِبُ الْأَفْيالَ ؟!

    وَإِذَا كَانَ هَؤُلَاءِ الْعَرَبُ يُجِيدُونَ الْحَرْبَ فِي الصَّحْرَاءِ الْمَكْشُوفَةِ وَالرِّمَالِ الْوَاسِعَةِ، فَلَنْ يَسْتَطِيعُوا الْحَرْبَ فِي هَذِهِ الْغاباتِ الْكَثِيفَةِ ذَاتِ الْأَشْجَارِ الْمُلْتَفَّةِ الَّتِي يَصْعُبُ عَلَى أَهْلِ السِّنْدِ أَنْفُسِهِمْ أَنْ يَخْتَرِقُوهَا .

    وَهَزَّ الْمَلِكُ رَأْسَهُ مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ، ثُمَّ عَادَ يَقُولُ فِي ثِقَةٍ :

    إِنَّ بِلَادَنا يا بُنَيَّتِي مَحْمِيَّةٌ بِأَمْطَارِهَا الْغَزِيرَةِ وَجِبالِهَا الْعَالِيَةِ وَغَاباتِها الْمُتَشَابِكَةِ، وَقَبْلَ ذَلِكَ كُلِّهِ تَحْمِيها الْقُوَّةُ الْكُبْرَى الَّتِي تَحْرُسُ الْأَمْطَارَ وَالْجِبَالَ وَالْغاباتِ وَتَرُدُّ الْعَدُوَّ؛ قُوَّةُ الْإِلهِ الْكَبِيرِ الْجَالِسِ فِي مَدِينَةِ الْمُلْتانِ، وَقُوَّةُ الْآلِهةِ الْكَثِيرَةِ الْجَالِسَةِ فِي كُلِّ جُزْءٍ مِنْ بِلَادِنا!

    وَصَمَتَ قَلِيلًا ثُمَّ قَالَ وَالْفَتَاةُ تُفَكِّرُ :

    - إِنَّ أَهْلَ الدَّيْبُلِ يا «سِيتَا» يَصْطَادُونَ سُفُنَ الْعَرَبِ الَّتِي تَسِيرُ فِي الْبَحْرِ، يَأْخُذُونَها بِما فِيها مِنَ الْأَمْوَالِ وَالنَّاسِ، وَقَدْ تَرَكْتُهُمْ يُهاجِمُونَ تِلْكَ السُّفُنَ، وَيُلْقُونَ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى لَا يُفَكِّرُوا فِي بَحْرِنا ولَا فِي بَرِّنا.

    فَلَا تَخافِي وَاعْتَمِدِي عَلَى الْإِلهِ الْكَبِيرِ، وَفَكِّرِي فِي هَدِيَّةٍ ثَمِينَةٍ تُهْدِينَها إِلَيْهِ يَوْمَ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1