Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص
سعد بن أبي وقاص
Ebook205 pages1 hour

سعد بن أبي وقاص

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

يروي الكاتب قصة أحد صحابة رسول اللە ﷺ الذين أثروا الحياة الإسلامية بفكرهم وجهادهم اعتمادًا على إيمانە وعقيدته، متتبعًا مراحل حياتە منذ نشأتە إلى وفاته، ومقدمًا النموذج والقدوة الإسلامية العظيمة بأسلوب قصصي ممتع ومشوّق.
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2010
ISBN9785709822313
سعد بن أبي وقاص

Read more from عبد السلام العشري

Related to سعد بن أبي وقاص

Related ebooks

Reviews for سعد بن أبي وقاص

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    سعد بن أبي وقاص - عبد السلام العشري

    رجال مشاهير

    سَعْدُ بْنُ أَبي وَقَّاص

    بقلم

    عَبدالسَّلام العَشْرِي

    إشراف عام:

    داليا محمد إبراهيم

    جميع الحقوق محفوظة © لشركة نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع

    يحظر طبع أو نشر أو تصوير أو تخزين

    أي جزء من هذا الكتاب بأية وسيلة إلكترونية أو ميكانيكية

    أو بالتصوير أو خلاف ذلك إلا بإذن كتابي صريح من الناشر.

    الترقيم الدولي: 977-14-1620-0

    رقم الإيداع: 2010/11278

    الطبعة الثانية: مايو 2010

    تليفون : 33466434 - 33472864 02

    فاكس : 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    NM%20Publishing%20and%20Pri1.EPS

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    1- صَانِعُ السِّهَامِ

    التَفَّتِ الأسرةُ حولَ الفتاةِ الصغيرةِ، ومسحت الأُمُّ دمعَتَينِ مُنْحدرتَيْنِ على خَدَّي الفَتَاةِ المُتَوَرِّدَيْنِ ثم قالتْ في حَنَانٍ: لاَ تَحْزَني يا بُنَيَّتي، فَسوفَ يكونُ لَكِ في هَذا البيتِ أهلٌ مثلُ أَهْلِكِ، وَعطْفٌ مثلُ عَطْفِ أبيكِ وأمِّكِ، ولَنْ أُكَلِّفَك إِلاَّ أَنْ تحمِلي طَعَامَ الغَدَاءِ إلى الحانُوت.

    ولم يكنْ أحدٌ في مكَّةَ يجهلُ حانوتَ السِّهَامِ القريبَ من الكَعْبَةِ، أو لا يعرفُ صاحِبَهُ، «الفَتَى القُرَيْشيَّ» المعتزَّ بِنَسَبهِ، فهوَ ابنُ مَالِكِ بنِ وُهَيْبِ بْنِ عبدِ منَاف، وأمُّه حَمْنَةُ بنتُ سفيانَ بنِ أُميةَ بن عبدِ شمس.

    كان الفتَى يُبَكِّرُ إلى الحانوتِ، قَبْلَ طلوع الشَّمْسِ، ويقضي يومَه نشيطًا، مُكِبًّا(1) على عمله، راضِيًا بما يُدِرُّ(2) عليهِ ذلك العملُ من رِبْحٍ وَفيرٍ، فقد كان ماهرًا في بَرْي السِّهَامِ، وصناعةِ القِسىِّ، وَهي من عُدَدِ الحربِ التي يُحْسَبُ لها حسابٌ كَبِير، لأنها تُصِيبُ قبلَ أن تُصيبَ السيوفُ، وتصلُ إلى ما لا تَصلُ إليه الرماحُ، وهي كذلك عُدَّةُ التَّرفِ لمن يهوون(3) الصَّيْدَ من الأغنياءِ، يخرجُون إليه للمتعةِ، لا للقُوتِ كما يصنعُ المُقْتِرُون(4).

    كان الفتَى ناضِرَ الوَجِه، ممتلئ الجسم، يميلُ إلى القِصَرِ، تنطقُ ملامحُهُ بأَنَّهُ قطعَ السابِعَةَ عشرةَ من عمرِه، يألفُه(5) شبابُ مكةَ، ويحبُّونَ المُكْثَ في حانوتِه، لِيَرَوْا حركاتِ يديه الماهرتَيْنِ، وَلِيُشَاهِدُوا الوافدينَ عليهِ من طالبِي السِّهَام والقِسِي وما يَبْدُو في وجوهِهم وأحادِيثهم من عَزْمٍ واعتزَازٍ، وَلِيَسْمَعُوا ما يقصُّهُ بعضُ هؤلاءِ عن طِرَادِهِ(1) وَمَهَارتِهِ في الرَّمْي وعَمَّا يجدُ من لذَّةٍ حينَ تفرُّ الظباءُ أمامَه، والسِّهَامُ تلاحِقُهَا حتى تُشِلَّ(2) حركَتَها؛ وما يروي بعضُهم عن حرُوبِهم، مُفَاخِرينَ بما أَلْقَوا من سِهَامٍ وما أصابَتْ من عيونٍ ورءُوس وصدُورٍ، مُصَوِّرِينَ ما يحسُّه الرامِي منْ زَهْوٍ، حينَ يَخِرُّ(3) العدوُّ على البعدِ، قد أصابَ السَّهْمُ حبَّةَ قلبهِ، فَهوى في كامِل سلاحِه وعُدَّتِهِ.

    ولِيَتمتَّعُوا كذلِكَ بحديثِ الأعْرَابِ، الذينَ يهبِطُونَ مَكَّةَ في ثيابِ الباديَةِ ولهجَتِهَا الجافَّةِ، قَدْ حَمَلُوا أمتعَتَهم على ظهورهِم، وأقبلوا يبيعُون ويَشترُون، وَيَعرِضُونَ على الفتَى الباسِمِ، قِسِيَّهُم المكسورَةَ، لِيَرَى فِيها رَأْيَهُ، أو ليشترُوا جَدِيدًا، أو يَبْرُوا بعضَ السِّهام.

    واشتدَّ ميلُ الفتيانِ إلى الحانوتِ، ليرَوْا الفتاةَ الصغيرةَ، ذاتَ العينَيْنِ النجلاَوَيْنِ(4)، والبَشرةِ الفِضِّيةِ، والشَّعْرِ الذهَبيِّ.

    ولَم يكنْ صاحبُ الحانوتِ يميلُ إلى كثيرٍ من هؤلاء، بل كان يأْلَفُ مَنْ يَكْبُرُونَهُ من العقلاءِ، الذينَ يُنْكِرُون على الظالِمين ظُلْمَهُم، وَيَوَدُّونَ أنْ يُوضَعَ حَدٌّ لما في مكةَ من العدوانِ، والاستهانةِ بالضعفاءِ والمساكينِ.

    وكانَ أكثَرَهُم صِلَةً بِهِ رَجُلٌ من كبارِ التُّجارِ، ذَو نسبٍ وشرفٍ، يحبُّه القومُ وَيُلَقِّبُونَهُ عتيقًا(5)، لِحُسْنِ وجهِه، يُقْبِلُ كثيرًا إلى حانوتِه فيتجاذبانِ أطرَافَ الحديث.

    جاءتِ الْفَتَاةُ بالغداءِ ذاتَ يومٍ، وكانَ عتِيقٌ جالسًا في الحانوتِ، فسرَّهُ حُسْنُهَا، ونشاطُهَا، وأدبُها، فسألَ صاحِبَهُ:

    من تَكُونُ هذه الفتاةُ يا سعدُ؟!

    جاريةٌ اشتريتُهَا يا بنَ أبِي قُحَافَةَ.

    تباركَ الخَلاَّقُ العظيمُ! وما اسْمُهَا يا سعدُ؟

    دُرَّةُ يا عَتِيقُ، ألا يُعْجِبُكَ هَذا الاسمُ؟!

    عربِيَّةٌ يا سعدُ؟

    أُمُّها فارسيةٌ وأبوهَا عربي منَ الحِيرَةِ، وقعت فِي يدِ بَعْضِ العربِ القاطنينَ(1) في شرقِ الجزِيرةِ، حين هَاجَمُوا قافلةً كانتْ تَقْطَعُ الطريقَ من العراق إلى اليَمَن.

    أَظنهَا من بناتِ الأمراءِ يا سعدُ!

    إنها تقولُ ذلكَ يَا بْنَ أَبِي قُحافَةَ، وقَدْ حدَّثَتْنِي بأمرٍ عجيبٍ نَسِيتُ أن أحدِّثَك به.

    تقولُ الصدقَ يا سعدُ، ألاَ ترى مَا في وجههَا من النُّضْرَةِ(2)، وما في حَدِيثِهَا من الأدبِ؟!

    احتفظْ بهَا يَا سعدُ، وأَحسنْ رِعايَتَها، وأَكْرِمْ عَزِيزَ قَوْمٍ ذَلَّ.

    ولكنْ مَا الأمرُ العجيبُ الذي حَدَّثَتْكَ بِه؟

    شيءٌ لا يُتَخَيَّلُ يا عَتِيقُ، لكنَّها تؤكدُ أنه شائعٌ(3) في بلادِهَا، وفي بلادِ الفُرْسِ!

    يتعلقُ بالعربِ يا سعدُ؟

    بالعربِ جميعًا يا بنَ أَبِي قُحَافَةَ، مُلْكٌ كَبيرٌ، وسُلطانٌ عَظِيمٌ!

    في الجَزيرةِ يَا سعدُ؟!

    في الجزِيرَةِ، وفِي بلاَدِ الفُرْسِ، المُمْتَدَّةِ من شرقِ بلادِ العرَبِ إلى بلادِ الصِّين.

    فَقَدْ رَأَى كبيرٌ من رجالِ الدِّينِ عندهم يُسَمَّى المَوبَذَانَ، رُؤْيَا(1)، في أيام كِسْرى أنُوشِرْوَانَ، وَقَصَّهَا على الملكِ وعلى المُفسرينَ، فأخافَتْهُم، وأَوَّلوُها(2) بِمُلْكِ العربِ، ولم يهدأ الملِكُ حتى حَسَبُوا له السنواتِ التي بَينه وبينَ تحقيقِهَا، فوجدَها طويلةً، فاطمأَنَّ قليلاً، لكنَّهُ ظَلَّ قَلِقًا حتى ماتَ. رأَى ذلك الموبَذَانُ يابنَ أَبِي قُحَافَةَ، أنَّ الإِبلَ الصِّعَابَ(3)، تقودُ الخيلَ العِرَابَ(4) وَتقطعُ(5) نهرَ دِجْلَةَ(6)، ثم تَنْتَشِرُ في فارِسَ، وتَستَوْلي على بلادِ الأنهارِ والقصور والرياحين.

    كَانَ ذَلكَ مُنْذُ أربعينَ عامًا يَا بْنَ أَبِي قُحَافَةَ، هكذَا تقولُ دُرَّةُ وتؤكِّدُهُ.

    وابتسمَ عَتيقٌ لهذه البِشَارَة(7)، ثم خَاضَا في شئونِ القِسِي والسِّهَام، وشئون مَكَّةَ، والأصنَامِ المنصُوبَةِ حولَ الكَعْبَةِ، يَعْبُدُهَا الناسُ، ويتقربُونَ إليها، ويلبُّونَ(8) رغباتِهَا، ويخافُونَهَا، كأنَّها تَرَى، وتَسْمَعُ، وتغضبُ، وتَرْضَى.

    ثم انصَرَف عَتيقٌ، وهو يُوصِي سَعْدًا بالفتاةِ، التي تُبَشِّرُ العربَ بالمُلْكِ العَرِيضِ، صَائحًا:

    ليْسَ على اللهِ مُسْتَحِيلٌ يا سَعْدُ!

    2- القَافِلَةُ

    لم يلتقِ الفتيانِ، فِي الغَدِ، فِي حَانُوتِ سعدٍ، لأنَّ مَكَّةَ كانَتْ تَستَعِدُّ لاسْتِقْبَالِ القافلةِ العَائِدَةِ من بلادِ الفُرْسِ، قَدِ اهتَمَّ بِهَا مَن لَهُم فِيهَا تجارَةٌ، ومن ليسَ لهم فِيهَا شيءٌ، لأَنَّ تلكَ البلادَ كانَ لها رنينٌ في مَسَامِعِ العَربِ، ليسَ لغيرِهَا من الممَالِكِ التي يَتَّصِلُونَ بِهَا. كانت مكَّةُ تَتَنَاقَلُ القِصَصَ الكثيرةَ، عَنْ خَيْرَاتِ تلكَ البلادِ، وَمُتَعِهَا، يروِيهَا كثيرٌ مِنَ النَّاسِ، وخاصةً الجَوَارِي(1) الفَارِسِيَّاتِ، يُفضْنَ فِيهَا، فَيَصْدُقْنَ أحيَانًا، وَيُغَالِينَ(2) أحيَانًا، ولاسِيَّمَا حِينَ يَقْسُو عليهِنَّ ساَدَتُهُنَّ. وكانَ العربُ القاطِنُونَ على حدودِ تلكَ البلاَدِ، في شرقِ الجزيرَةِ، كثيرًا ما ينتَهِزونَ ضعْفَ ملوكِ الفرسِ، أَوْ قيام ثورةٍ من الثَّورَاتِ، التِي لاَ تكَادُ تَنْقَطِعُ في بلادِهِمْ، فَيُغِيرُونَ(3) على حُدُودِهم، وتسِيرُ أَخْبارُهم في الجزيرَةِ، فكانتْ عَودَةُ القافلةِ فرصَةً، يَسْتَوْضِحُ بهَا القريشيون تلكَ الأْخْبَارَ. وكانَ أبُو سفيانَ بنُ حربٍ، قد خرجَ إلى تلكَ البلاَدِ في تجَارَةٍ عَظِيمَةٍ، وحَمَلَ معَهُ الهدَايَا لِملِكِ الفُرْسِ، مُمَثِّلاً عظمةَ قُرَيشٍ، تمثِيلاً يليقُ بحُمَاةِ البيت(4)، الَّذِي يعرفهُ الملوكُ، ولاَ يْنسَى أحدٌ أنَّهُ هَزَمَ جيشَ أبْرَهَةَ الحبشِي حينمَا هَمَّ

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1