جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية: بحث علمي منهجي
()
About this ebook
مشروع «جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية» محاولة بحثية اجتهادية رصينة لتكشف دور الوعي الديني في حيوات بني البشر وصيرورة تكون رؤى العلمانية والعقلانية في نسق وعي الاستنارة منذ بواكيره في عصر الأنوار في أوربا وحتى الحقبة الزمنية المعاصرة.
وهو بحث علمي منهجي قام بإعداده وتحريره باللغة العربية الأستاذ الدكتور مصعب قاسم عزاوي، الذي تفضل مشكوراً بتقديم المشروع بكليته هدية مجانية لإدارة دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن من أجل ترجمته إلى اللغة العربية، وتقديمه بشكل ميسر ومجاني للقارئ العربي الكريم.
Read more from مصعب قاسم عزاوي
أسرار الدماغ البشري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهج البحث العلمي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالوجيز في علم الأمراض: لطلاب العلوم الطبية والاختصاصات الصحية الرديفة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكينونة الذكاء الإنساني Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأصول التغذية الصحية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدليل الطالب الناجح و أسس نهج التحصيل العلمي المثمر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمهد الحضارات Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمرض السرطان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsقبل فوات الأوان Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsهشاشة وقصور الفكر القومي: بحث علمي منهجي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمراجعات في علم المورثات والطب المورثي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسيرورة التطور والنضج العقلي عند الأطفال Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصيرورة الإنسان العاقل Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطيب المجتهد والمجتهد الطيب Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالطاقات المتجددة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمفاتيح الصحة والعافية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب دفاعاً عن المستضعفين المظلومين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسباب وأعراض الأمراض السرطانية والأورام الخبيثة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsصيرورة فكر عصر الأنوار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsرتق الذاكرة التاريخية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsكتاب دفاعاً عن العقل - الجزء الأول 2022 Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Related to جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية
Related ebooks
الميديولوجيا لدى ريجيس دوبريه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالروح التاريخي في الحضارة العربية الإسلامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsفجر الفلسفة : فلاسفة اليونان قبل سقراط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالجبل الذي نسي صداه Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsحريرُ العِنكبوت Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبومة بربرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنهاية حياة Rating: 5 out of 5 stars5/5بلاغة الاختلاف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزمرة الجهلة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعلم النفس الإيجابي والعلاج الأسري Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsخواطر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsروما: النهضة و السقوط Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبنيات اللهب يليه الأوهام: قصص وأشعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsEl Iman vel Islam Rating: 4 out of 5 stars4/5أخلاقيات العيش المشترك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمستويات الخطاب: دراسة أسلوبية في الأحاديث القدسية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبستان الواعظين ورياض السامعين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالكنايات العامية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي Rating: 5 out of 5 stars5/5الحداثة والأخلاق Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsدعوة الى كتاب موحّد للسنّة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsPoliticians and Rhetoric: The Persuasive Power of Metaphor Rating: 5 out of 5 stars5/5دور الوقف الإسلامي في تفعيل مبدأ المسؤولية الاجتماعية للشركات Rating: 5 out of 5 stars5/5الألم والأمل: جرعة الأمل Rating: 1 out of 5 stars1/5مــسارات وســفر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsشرح التبيان على ديوان أبي الطيب المتنبي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتبيان في أقسام القرآن Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsنظرية العالم الثنائي القطب: إيجاد الطريق المؤدي إلى الشيوعية في هيكل تطور تاريخ العالم Rating: 0 out of 5 stars0 ratings
Reviews for جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية
0 ratings0 reviews
Book preview
جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية - مصعب قاسم عزاوي
جدل الدنيوية العقلانية والعلمانية الإلحادية
لا بد في البداية من الاشتباك مع إشكالية مصطلح «العلمانية» من الناحية اللغوية المحضة باللغة العربية، لأسباب تتعلق بآلية دخوله إلى اللغة العربية بترجمته عن المصطلح اللاتيني «Secularis» والذي نُحت عنه المصطلح الإنجليزي «Secularism»، وهو ما يترجم شائعاً إلى اللغة العربية بالعَلمانية، بفتح العين. وهي ترجمة خاطئة من الناحية اللغوية بشكل شبه مطلق سواء من ناحية المعنى أو الاشتقاق باللغة العربية، إذ أن المصطلحين السالفين اللاتيني والإنجليزي يعنيان من الناحية الحرفية «الدنيوية» وعكسها الأقرب حسب معظم القواميس الإنجليزية المعاصرة هو «الروحي» بتعريب مصطلح «Spiritual» الذي يمثل نقيض «Secular» حسب قاموس Webster لمصطلحات اللغة الإنجليزية للعام 1828 وإصداراته المنقحة اللاحقة.
وليس لمصطلح «Secularism» بمدلوله المفهومي والسياقي في طور نشوئه في العالم الغربي أي علاقة بالعلم أو العلمية أو غيره لا من الناحية اللغوية أو الاصطلاحية المفهومية المتكونة تاريخياً. وهو ما يشي بالخلل والزلل المطلق في تكوين مصطلح «العِلمانية» بكسر العين باللغة العربية، والذي قد يكون في أحسن الأحوال شططاً في التفتق الفكري لدى البعض لإغناء مفهوم متشابك باجتهاد لغوي أبعده عن إطاره التاريخي والفكري الذي تكون فيه.
ولذلك أعتقد أن التعريب الأكثر صواباً لمصطلح «العلمانية» باللغة العربية هو «الدنيوية» وعكسه «الروحية». والنسبة منها لا بد أن تكون «دنيوي» وعكسها «روحي».
أولاً: الوظائف الأساسية للأديان في حيوات بين البشر
تتفق جميع الأديان السماوية التوحيدية وتلك الإتباعية على نهج بوذا وكونفوشيوس، وحتى تلك السابقة لها، من الأديان والعقائد الإشراكية التي يشترك في مجمع آلهتها عدد من الآلهة يختص كل منهم بتخصص معين، بأنها كانت ولا زالت في جوهرها تخدم مجموعة من الأهداف المتداخلة التي يمكن تلمسها في قصة الطوفان التي تم توثيقها في أول حكاية مكتوبة عرفها التاريخ في ملحمة جلجامش السومري من الألف الثالث قبل الميلاد، والتي تم التعرف عليها في الرقم المحفوظة في مكتبة آشور بانيبال في القرن السابع قبل الميلاد، أي بعد مرور حوالي ألفي سنة على تاريخ أوروك وملكها جلجامش وحكايته، وهي نفس القصة التي تشربت بحبكات لاهوتية لم تغير من جوهرها كثيراً في الديانات السماوية الثلاثة الكبرى، مع تغيير لبعض الأسماء ليصبح فيها أوتنا بشتم النبي نوح الذي أنقذ بطوفه الحياة على كوكب الأرض من عسف الطبيعة التي يحركها غضب الآلهة الذي أصبح واحداً في سياق تحولات القصة تاريخياً.
وبشكل أكثر تبئيراً فإن كل الأديان والعقائد تسعى في جوهرها لتحقيق الهدف الأساسي الذي تسعى له كل أدمغة الكائنات الحية في مملكة الحيوانات، والثدييات منها بشكل خاص، والبشر منهم بشكل أكثر تحديداً، لمحاولة تكشف علاقات سببية بين ما يجرى في حيواتها من تفاصيل ومنعرجات وانعطافات، ومحاولة استخلاص استنتاجات قد تسهم في تعزيز فرص البقاء البيولوجي، وبالتالي فرص حفظ النوع من الانقراض عبر إنجاب ذرية تخلف ذلك الحيوان بعده وراثياً وبيولوجياً؛ وهو الهدف الأسمى المحرك لكل سلوك الكائنات الحية ذات الأجهزة العصبية المركزية. وهو ما يعني أيضاً بأن الدور الوظيفي للأديان عموماً يكمن في مساعدة البشر في تفسير أحوال الطبيعة، وتفهم أسباب عسفها غير المفسر في الكثير من الأحيان، وهو دور محوري يحتاجه بنو البشر في تفسير علاقتهم المتعددة الأوجه مع الطبيعة، وهم الذين يرتعدون كغيرهم من الحيوانات عند مرأى