Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي
أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي
أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي
Ebook311 pages1 hour

أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي

Rating: 5 out of 5 stars

5/5

()

Read preview

About this ebook

Description:يشرح هذا الكتاب كيفيّة حدوث الجرْس في الشّعر العربي العمودي انطلاقا من مكوّنات ثلاثة و هي: الوحدات الأبحريّة المشكّلة من الحركات و السّواكن و المدود, الوحدات الصّفاتيّة المتعلّقة بصفات الأحرف و مخارجها, و الوحدات الحركيّة المتعلّقة بحركات الحروف. و يجتمع معها المعنى ليحدث التّلازم بين جميع هاته العناصر فيستقبلها العقل الإنسانيّ في أوان مشتركة محدثة بذلك الجرْس المعهود. و تمّت دراسة هذا الباب عن طريق وسائل إحصائيّة متقدّمة -على ضوء المعلّقة الشّهيرة لامرئ القيس- أنتجت نتائج على شكل جداول و ومنحنيات. و من أهمّ تلك الوسائل تطفو طريقة التّحليل العاملي. و من أهمّ ما توصّل إليه التّموّج الافتراضي أو العجيب. و هذا الكتاب يساعد على اكتشاف أسرار الجرس الخفيّة عن الأعين المجرّدة و الآذان, و يعين قارئه على تمكّن أكبر من هذا الفنّ.

Languageالعربية
PublisherFekir Souhil
Release dateNov 22, 2017
ISBN9781370122486
أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي
Author

Fekir Souhil

الأستاذ فكّير سهيلدكتور و أستاذ محاضر تخصّص إدارة الأعمال.باحث في إدارة الموارد البشريّة- اليقظة الاستراتيجيّة.

Related to أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي

Related ebooks

Related categories

Reviews for أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي

Rating: 5 out of 5 stars
5/5

1 rating0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    أسرار الجرْس في الشّعر العربي العمودي - Fekir Souhil

    مقدّمة

    إنّ الحمد لله, نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيّئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضلّ له, و من يضلل فلا هادي له, و أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له, و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله, و صلاة الله و سلامه عليه, و على آله و صحبه و إخوانه إلى يوم الدّين.......

    أمّا بعد,

    إنّ من أسباب الحفاظ على إرثنا الحضاريّ, و تميّزه و تفوّقه على سائر الثّقافات, بما يحويه من مكوّناتٍ و مقوّماتِ الرّقيّ و الاستمرار, و ما يختصّ به في وقتنا هذا من إرساء للأخلاق و سبك للأرزاق و تقويم للأسواق, هذه العناصر اللّازمة لبناء كلّ حضارة و تقويضٍ لكلّ قذارة و تقويدٍ لكلّ إمارة, الاعتناءُ بماضيه و اختبار ما فيه و التّطلّع لمستقبله و الاستعداد لما يخفيه. و من أهمّ ما تُعنى به الأمم على اختلاف مللها و نحلها و تنوّع ألسنها و تعدّد مشاربها, الأدب و ما يملكه من فروع و الفكر و ما ينتجه من دروع. فأخلق بنا الاهتمام بأدبنا و فنون لغتنا و استغلال دررنا و ترصيع تحفنا, و تنقيّتها من كلّ شوب و لغْب. و ممّا ينبغي الاعتناء به الشّعر و علومه و هو ذاك الشّطر من الأدب و جذورُه, و الطِّيب منه و عطورُه, و الأبيات فيه و قصورُه. و قد أدرك هذا سلفنا فدرسوا ما فيه قبلنا, و اختصروا لنا الطّريق و عبّدوه و حفظوا لنا العتيق و أبّدوه. و ما علينا اليوم سوى اتّباع ما فعلوه و مواصلة ما وجدوه فليس الخير في مخالفة ما عليه اتّفقوا و لا الشّرّ في متابعة ما فيه اختلفوا. و ممّا لنا مهّدوه و سبقوا من قبلهم و قرّروه أنْ للشّعر أوزان كما له أفراح و أحزان, و له نغم و أجراس و لو خطّه بنان و سجّله قرطاس, فما طاقته الأعاجم و لو طالته المزاعم, و هذا بعض مقدّمة فيما على قارئه أن يعلمه.........

    هذا و قد رأينا من تماما الاعتراف بالجميل إبراز أحاسن و محاسن أعمالهم و دورها في الأدب و ما نقلته عنّا سائر الأمم, و وجدنا أنّ خير طريق لذلك مواصلة مجهوداتهم بالبحث فيها و التّنقيب عن أسرارها ليتسنّى لنا بعدُ استغلالها و توسيع أطرها و مدّ جسورها. فكان من الواجب الاهتمام بالجرس في الشّعر في ظلّ ما لاحظناه من قلّة في البحوث و نقص في الاهتمام1, و عدم كفاية في شرح أسبابه و اكتشاف أسراره.

    و قد ارتأينا تسميّة الكتاب بأسرار الجرْس (بتسكين الرّاء), من الصّوت و خفيّه, لما يكتنف هذا العنصر من غموض و ما يحدثه من تساؤلات و تأويلات, فكان لفظ أسرار مناسبا لهذا الموضع و معبّرا عن محتوى البحث و نتائجه.....

    و إنّ من أوّل ما نطرق بابه في هاته الدّراسة هو الأوزان التي وضعها العالم الجليل, إمام العروضيّين و شيخ النّحاة و أمير المخارج و الصّفات, الخليل ابن أحمد الفراهيدي (100- 170 ه) –رحمه الله تعالى- كونها أصل إنشاء الشّعر و تميّزه عن سائر الفنون. و منها مبدأ الجرس و فيها أسراره, و عندها تجتمع جميع الإيقاعات المشكّلة للشّعر.

    و مع هذا فإنّ تفسير الجرس لا يقتصر على هاته الأوزان, فهو يشمل عناصر أخرى منها صفات الحروف و مخارجها حيث ارتأينا اختبار أثرها عليه و مدى استجابته لها. و كذلك حركات الحروف و دورها فيه و هو ما نحسبه عاملا جديدا لم يُتطرّق إليه من قبل, مع ما تحدثه هاته العنصر جميعها من تفاعل مع المعنى و اللّغة. بالإضافة إلى عناصر أخرى ناشئة عنها.

    و قد اعتمدنا في معظم ذلك مبدأ الاضطراب2 و دوره في إنشاء الجرس و كيفيّة حدوثه مع إظهار التّغيّرات الجرسيّة الحاصلة من جرّاء اختلاله. و ننوّه هنا على أنّ جلّ النّتائج و الاستخلاصات المتعلّقة بالبحث نتاج الدّراسة التّطبيقيّة, و تقتصر الفرضيّات على إقرار دور الأوزان في حدوث الجرس و صفات الحروف من جانب كمّي فحسب. و لهذا كانت طريقتنا في البحث تعتمد على الاستكشاف (من التّجربة) و من ثمّ البحث على ما يشهد له في الدّراسات و الكتب السّابقة, و قد وضعنا معظم هاته الاستشهادات في هامش الصّفحات موسومة بالبنط العريض. و من مزايا هذا النّهج التّخلّص من كلّ تأثيرات قبليّة (عدا الفرضيّتين) ناتجة عن معلومات سابقة.

    و لتحقيق هذا, أوضحنا في أوّل لبِنة3 الأساس العلمي للدّراسة و الذي يؤسّس للمراحل المواليّة, حيث وضعنا فيها ما يلزم من مفاهيم و مصطلحات متعلّقة بالبحث و منهج متّبع حتّى يتسنّى فهم و متابعة مختلف أجزائه و نتائجه. و يستحسن الرّجوع إلى مراجعة هاته المرحلة بعد الانتهاء من الكتاب كونها تحتوي على معلومات و شروحات نظريّة ربّما يعتريها شيء من الإبهام, حتّى إذا ما أتمّ القارئ بقيّة الأجزاء و اتّضحت له جميع العناصر, رجع إليها بالقراءة ففهم منها ما استشكل عليه في البداية, و رسخت في ذهنه تلك المفاهيم و المصطلحات.....

    و قمنا في اللّبنة الثّانيّة بدراسة تطبيقيّة لمعلّقة شهيرة و هي معلّقة امرئ القيس, كأساس للبحث يُستخرج منه مختلف النّتائج, ابتداء من الأوزان و انتهاء بالحركات و المقياس الإيقاعي الثّلاثي. و هي تشكّل أحد رموز الشّعر العربي بما تحتويه من مكوّنات بما فيها الإيقاع و لهذا جعلناها نموذجا في دراستنا.

    و قد حاولنا في أثناء ذلك الإجابة على مختلف التّساؤلات التي يمكن أن تعتري القارئ و تشكّل غموضا أو فراغا بإعطاء التّعليلات اللّازمة. و التزمنا التّدقيق في التّرجمات الرّقميّة للوحدات الإيقاعيّة الثّلاثة و في استخراج النّتائج العدديّة منها, مع ما يمكن أن يعتري ذلك من هفوات بسبب عظم كمّيّة المعطيات و عمق مستوى التّحليلات. و نسأله تعالى في الأخير أن يجعل عملنا هذا خالصا لوجه الكريم و نافعا للأمّة و طريقا من طرق الخير.

    ...... الأستاذ:

    سهيل فكّير

    اللّبنة الأولى: الأساس العلمي للدّراسة

    لكلّ دراسة كما هو معلوم قواعد تبنى عليها و تعتمدها في سائر مراحلها, من مفاهيم و مصطلحات و منهج تسير عليه, تحدّد أطرها و توضّح معالمها و طريقتها, و تجمع عناصرها و توجّهها نحو النّتائج بأفضل طريق و أنجع وسائل.

    و قد وضعنا لدراستنا هاته أسسها التي ترتكز عليها و تحدّد مجالها, و تبرز خصائصها العلميّة و الأدبيّة, فجعلنا لها مفاهيم و مصطلحات عامّة و أخرى خاصّة, كما رسمنا لها نهجا بحسب طبيعتها و مقتضياتها. و تشكّل المفاهيم العامّة إطارها العامّ و حدود تبحّرها, و هي في مجملها سبق طرحها – قديما أو حديثا. و تنبثق عنها المفاهيم الخاصّة4 التي تستقلّ بها لتجسّد مفترضاتها و نتائجها. و يعتمد منهجها الاستمرار في البحث من مستوى إلى الذي يليه5 و من سبب ظاهر إلى ما هو أخفى منه, اعتمادا على ما توفّر عند كلّ منها من إشارات و دلائل6, لتحطّ رحالها عند أخر محطّة و التي تمثّل منتهى التّفسيرات و مرجع التّعليلات7....

    و بهذا يتعيّن هنا بسط المفاهيم العامّة قبل الخاصّة.

    الخطّ الأوّل: مفاهيم و مصطلحات عامّة

    نعني بالمفاهيم و المصطلحات العامّة كما ذكرناه آنفا العناصر المشكّلة للأصل الذي تنبثق عنه دراستنا -بما له من تفرّعات- و المحدّدة للإطار الذي تندرج فيه, و ما يمثّل من أدوات و وسائل –أدبيّة- ترجع إليها في مختلف مراحلها و أجزائها. و من أهمّ ما تحويه هاته المجموعة مصطلح الجرس و ما يمثّله في الشّعر العربي, وهو ما يتعيّن البدء به كونه لبّ الدّراسة....

    1-1-1

    الجرس في الشّعر العربي العمودي

    قبل عرض مفهومنا للجرس في الشّعر العربي, نقوم بشرحه و بيان حقيقته انطلاقا من تعاريف لعلماء و باحثين. و أوّل ما نبدأ به تعريف الفراهيدي للإيقاع الذي يعدّه " حركات متساوية الأدوار لها عودات متتاليّة8".

    يتبيّن من هذا التّعريف أنّ الإيقاع منبثق عن الحركة و هي الانتقال من حال إلى حال و هي منافيّة للسّكون و الخمول, كما تتميّز بالدوريّة – و منها التّكرار- و وفق منحيات متماثلة و هذا يجسّد عنصر الانتظام. و نعدّ هذا التّعريف من أهمّ ما تُوصّل إليه بسبب عمقه و شموله لعناصر دقيقة تفسّر الإيقاع. و هذا ما وصلنا إلى أكثره بعد القيام بدراسة تطبيقيّة طويلة, و سنراه في حينها9.

    و يقوم بإعطاء تعريف مقارب بينيفست بقوله "أنّ معنى الايقاع كان قد استعير من الحركات المنتظمة للأمواج...لقد تعلّم الإنسان مبادئ الأشياء من الطّبيعة, و لقد ولّدت حركة الأمواج في ذهنه فكرة الإيقاع...10". و هو ما يعبٍّر عن الحركة الدّوريّة و ما يحدث خلالها من تموّجات, غير أنّه يجعل فيما يبدو الإيقاع نتاج محاكاة حركات عناصر الطّبيعة التّموّجيّة و منه القصد في إنشائها. و لكنّا نرى أنّ الإيقاع نتاج الفطرة و الموهبة و جاء بصورة تموّجيّة اضطرارا كونها الأنسب لحدوث مثل هذا النّوع من الفنون و حصول الاستحسان. فهو ليس نتاج دراسة و تقليد بل بالعكس هو نتاج ذوق و سليقة11....

    و باقتصارنا على هذين التّعريفين اللّذين ينطلقان من آليّة الإيقاع في حقيقتهما و كيفيّة حدوثهما, نمرّ إلى مفهومنا للجرس. بحيث نقرّ على أنّ الجرس نتاج الإيقاعات و اختلافاتها, فتعدّد الإيقاعات و تشكيلتها تحدّدان الجرس و جماليته....

    نعرّف الجرس على أنّه ذلك النّغم الذي تحدثة القصيدة. و هو الذي يصل المتلقّي موازاة مع المعنى و الرّسائل, متمثّلا في إيقاعات متعدّدة و مختلفة فيحصل له حال جديد, كفرح بعد حزن, و تفاؤل بعد تشاؤم و غيرها, و قد يحدث له العكس فينزل من فرح إلى قرح و من فأل إلى يأس, و من سعة صدر إلى ضيق12.

    و الجرس–كما هو معلوم- لا يعدّ غاية للشّعر و إنّما يأتي مصاحبا للمعاني المراد تبليغها عن طريق الألفاظ المختارة المناسبة لها, و يحلّ اضطرارا بسبب نسج تلك الألفاظ المعبّرة عن تلك المعاني, مصاحبا يحكي عنها جمالا إضافيا, و معانيَ لم تعبّر عنها, أو عجزت عن فعله, الألفاظ. و النّغم الذي تحدثه الألفاظ يتغيّر بحسب القالب الذي توضع فيه رغم حفاظها على معانيها الأصليّة ,فقد يعبَّر عن الفكرة الواحدة بطرائق متعدّدة ينتج عنها أنغام بعدد تلك الطّرائق. فالماء يصاحبه صوتُه في مجاريه13, و لكلِّ مجرى خصائص و أصوات تميّزه عن باقي المجاري, و هو لم يغيّر من طبيعته و لا من غايته.

    فالجرس يحدث بسبب مجاري الأصوات التي تشقّها الألفاظ في الأذن عن طريق نسقها و ترتيبها, فيعطي لها العقل انطباعا معيّنا, و يقوم بتقييمها إمّا باستحسانها أو تركها. مثلما يقيّم الأذواق و الملامس و المنظورات و المشمومات. و لا يحدث ذلك بطريق

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1