Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

نهج البحث العلمي
نهج البحث العلمي
نهج البحث العلمي
Ebook316 pages2 hours

نهج البحث العلمي

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

مشروع  كتاب «نهج البحث العلمي- أصول ومرتكزات الاجتهاد البحثي الرصين في أي حقل معرفي» يمثل خلاصة منهجية مكثفة تم إعدادها بتعاون مجموعة من المجتهدين المؤمنين بضرورة أن تكون المعرفة والعلم حقين أساسيين من حقوق الإنسان بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى قد تعيق ذلك سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو لغوية.


وهي خلاصة قام بإعدادها وتحريرها باللغة الإنجليزية الأستاذ الدكتور مصعب قاسم عزاوي، الذي تفضل مشكوراً بتقديم المشروع بكليته هدية لإدارة دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع في لندن من أجل ترجمته إلى اللغة العربية، وتقديمه بشكل ميسر للقارئ العربي الكريم.


 

Languageالعربية
PublisherPublishdrive
Release dateDec 5, 2022
نهج البحث العلمي

Read more from مصعب قاسم عزاوي

Related to نهج البحث العلمي

Related ebooks

Reviews for نهج البحث العلمي

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    نهج البحث العلمي - مصعب قاسم عزاوي

    دفاعاً عن نهج الاستنارة والتنوير

    قد تكون الطامة الكبرى في ميدان التعليم العالي عربياً هي تحول الجامعات والمعاهد العليا من مراكز دورها الأول البحث العلمي والاجتهاد علمياً لاكتشاف كل ما هو ضروري لترقية مجتمعاتها ومستوى حيوات المواطنين فيها، لتكون عبارة عن مدارس ثانوية كبرى بحسب توصيف المفكر المعلم الراحل طيب تيزيني، هدفها الأساس تعليم تلقيني لغرض النجاح في الامتحان والحصول على شهادة للتعليق على الحائط والتباهي بها، ونسيان كل الجهود والمعارف التي تطلبتها عملية الحصول عن تلك الشهادة؛ وهو ما يتمظهر بشكل مؤلم في شيوع ممارسات لا يقوم بها أشخاص متنورون في الأحوال الاعتيادية بين الفئات التي يعتقد أن العلوم التي تحصلت عليها في الجامعات والمعاهد العليا العربية كفيلة برفعها للترفع عن تلك السلوكات النكوصية في سلم التطور الحضاري والتاريخي. وأكثر تلك السلوكات وضوحاً حالة التقاطب المرعبة بين الكثير من مكونات المجتمعات العربية لأسباب واهية مصطنعة ليس لها علاقة حقيقية بمستوى البؤس الاجتماعي والاقتصادي، و التصحر السياسي الذي يعاني منه جل الناطقين بلسان الضاد؛ وهو ما يعبر عن نفسه بشكل تراجيدي في حالة الاقتتال والاحتقان الأهلي بين مكونات الكثير من المجتمعات العربية الذي يقوده في الكثير من الأحيان ليس الجاهلون الذي لم تتح لهم ظروف الإفقار والتهميش فرصة الحظيان بمستوى عالٍ من التعليم، وإنما المتعلمون المؤهلون بشهادات عليا، و الذين لما يستبطن جُلُّهُم أياً من العلوم التي حظوا بفرصة الاطلاع المعرفي عليها لتصبح منهجاً وأسلوباً في مقاربة حيواتهم وعلائقها بشكل علمي منهجي سببي منطقي يتسق مع الفكر العلمي القائم على التمحيص والتدقيق والتفكر والاستناد على المعرفة المحكمة، وليس ما تمليه الأهواء والرؤى الشخصانية التي قد تكون تخيلات هرائية لا سند علمياً لها في كثير من الأحيان.

    وهو الحال المزري الذي يغلي كالجمر تحت الرماد في غير موضع عربي، إن لم يكن قد أفصح عن وجهه القبيح سلفاً، بشكل مهول يحول الكثير من الأجيال المتعلمة إلى وقود للغلواء، والتشنج والتمترس الفكري، والجمود العقائدي بكل أشكاله وتلاوينه اللاهوتية والإيدلوجية، والتي تحول كل شخص إلى قابيل الذي ينتظر قتل أخيه هابيل مع وقف التنفيذ إلى حين الفرصة السانحة للانقضاض عليه وتهشيمه وأكل كبده وقلبه تشفياً وتشمتاً.

    ولأن عصر الاستنارة وفكر التنوير لما يتأصل في العالم الغربي إلا من خلال اجتهاد العلماء والباحثين الذين قضى الكثير منهم نحبه بجرم الهرطقة أو الحرمان من الكتابة والتأليف والبحث العلمي كما كان الحال في سيرة المنورين الأوائل ككوبرنيكوس وغاليليو من بعده، ولأن اجتهاد المنورين العرب الأوائل من قبيل عبد الرحمن الكواكبي، و شبلي الشميل، و فرح أنطون، و نجيب عازوري، و بطرس البستاني، و رفاعة الطهطاوي، وغيرهم الكثير من سلسلة المجتهدين في العقود الأخيرة من القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين لم يتح لها التكامل بسبب التآمر  الاستعماري للقوتين الإمبرياليتين الكبريتين آنذاك فرنسا و بريطانيا ، وخداعهما للعرب بعد وعد تلك الأخيرة لهم بكيان عربي كبير جامع لكل جغرافيا العالم العربي الذي كان رازحاً تحت الاستعمار الإقطاعي للسلطنة العثمانية وشركائها من البايات والدايات والولاة والمتصرفين والخديويات، وهو ما وأد في المهد أي احتمالات لتوَطُّن  و تأصل أفكار أولئك المنورين في المجتمعات العربية التي دفعت عنوة إبان مرحلة الاستعمار الإمبريالي المباشر والانتداب للنكوص إلى كل أشكال الاحتراب الداخلي بين مكونات المجتمعات العربية الفسيفسائية التي اعتادت وتآلفت على نهج من العيش المشترك خلال قرون طويلة بأشكال متعددة، و هو ما تركها مُشْرَعَة لخبث و كيد المستعمرين السياسي المتمركز أبداً حول إيقاظ مكونات التفارقات الداخلية فيما بينها، لضمان افتراق تلك المكونات وعدم احتمال توحدها لمواجهة السادة المستعمرين والمطالبة بحق شعوبها في تحقيق مصيرها، وفق نهج بربري اتبعه المستعمرون حيثما حلوا في بقاع الأرضين قائم دوماً على مبدأ «فرق تسد». وهو السم الذي استمرأه العرب مرغمين ولم يكن من خيار لهم لرفضه سوى الارتكان إلى أشكال مختلفة من المقاومة العسكرية أدت بشكل مباشر أو غيره إلى تسيد العسكر في مرحلة ما بعد الاستقلال، وهم الذين كان لابد من بقائهم في سدة الحكم عقب نكبة فلسطين علّهم يستطيعون استعادة ما خسروه فيها، وهو الهدف الذي لم يستطيع أي من أولئك العسكر تحقيقه عبر تنمية مجتمعاتهم بشكل طبيعي يمكنها من الدفاع عن نفسها بقدرات أهلها ومجتمعها البشرية والسياسية والاقتصادية والعلمية كما يفعل الأقوياء، ولم يفلحوا إلا بتخليق مجتمعات ليست سوى «دول أمنية» بامتياز لا صوت يعلو فيها فوق صوت «القائد الملهم» ومن لف لفه من المرتزقة والانتهازيين من العسس و البصاصين والجلادين، حتى لو كان صوت أنين المفقرين المعذبين، وأحلام البسطاء في تحسين مستوى حيواتهم البائسة عبر تعليم أبنائهم، وهو الحلم الذي لما يتحقق بعد على امتداد الخارطة العربية لتحول الجسم التعليمي العربي في أحسن الأحوال إلى استنساخ مسخي عن نموذج تعليم الكتاتيب التلقيني القائم عن الحفظ والاستذكار والترديد الببغائي والذاكرة القصيرة المدى، والتعلم لأجل اجتياز الامتحان، ونسيان كل ما تم تعلمه التلميذ أو الطالب بعد انقضاء وقت ذلك الاختبار. وللأسف كان نتاج تلك الحالة المأساوية تنكس التعليم العالي عربياً وخواء أي نتاج له من أي قدرة على تلبية احتياجات المجتمعات العربية الملحة، والتي أصبح الكثير منها مجتمعات يعاني الكل فيها من اكتئاب جمعي مقنع أو ظاهر، وإحساس عميق بانغلاق الآفاق وعدمية الجد والاجتهاد بأي شكل كان، وهو ما تمظهر إحصائياً بالنسبة المهولة من أبناء العرب العاطلين عن العمل من حملة الشهادات العليا، وبحقيقة أن عدد الساعات الأكبر الذي يقضيه أبناء مجتمع ما على وسائل التواصل الاجتماعي الشيطانية الخبيثة اللئيمة بكل ما تعني الكلمات من معان ومدلولات، باستغلال نقاط ضعف البشر التي تقودهم للإدمان على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الأفعوانية، وبالاستناد إلى تقنيات الذكاء الصنعي في توجيه سلوك البشر التي أصبحت تفوق قدرات البشر نفسهم، يتأتى من مجتمع عربي بعينه، يتفوق أبناؤه أيضاً في أنهم أكثر المجتمعات تدخيناً في العالم، وهو شكل آخر من الإدمان لا يختلف كثيراً عن ذلك القائم في حالة الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي.

    ولذلك قد يبدو أن محاولة تلمس وتكشف أصول البحث العلمي والتفكير المنهجي والمنطقي حاجة ملحة في عالمنا العربي المعاصر ليس فقط لاستعادة معنى البحث العلمي المتهالك في الجامعات العربية، والذي تحول إلى محض جهد للقصقصة من شبكة الإنترنت أو النقل الحرفي من هنا وهناك أو حتى الترجمة عن لغة أخرى، دون التفكر والتحليل النقدي لمنطوق ما يتم إنتاجه، وإنما محاولة لأجل إعادة تسليح العقل بقدراته النقدية والمنطقية والعرفانية التي تناساها أو لم يعد يشعر بها لضمورها فيه جراء عدم استخدامها.

    نهج البحث العلمي وأصول ومرتكزات الاجتهاد البحثي الرصين في أي حقل معرفي مشروع بحثي مصغر تم إعداده بتعاون مجموعة من المجتهدين المؤمنين بضرورة أن تكون المعرفة والعلم حقين أساسيين من حقوق الإنسان بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى قد تعيق ذلك سواء كانت اقتصادية أو اجتماعية أو لغوية.

    ولقد تم إعداد ذلك المشروع البحثي أساساً باللغة الإنجليزية لعدم توافر مصادر ومراجع نوعية في موضوع أصول البحث العلمي باللغة العربية. والشكر موصول لإدارة دار الأكاديمية للطباعة والنشر والتوزيع على تفضلها بالقيام بتعريب مشروع أصول البحث العلمي لتقديمه للقارئ العربي الشغوف باستعادة مناعته الفكرية وتكشف قدرات عقله الفائقة على إحكام المنطق والتحليل العلمي المنهجي ليس في ميدان البحث العلمي وحده وإنما في كل أحياز حياته، علّ العقل والتعقل يصبحان سيدي الأحكام في الوعي العربي في أقرب الآجال إذ أن تأخره يحتمل خطر تلاشيه وجودياً مع تبخر المجتمعات الحاملة له وأفولها التاريخي مشغولة في الانتصار لقابيل على هابيل أو لداحس على الغبراء أو غيرها من الأشكال والتلاوين المأساوية على الطريقة العربية.

    نص الكتاب المعرب

    1

    كيفية تحديد المشروع الخاص بك

    قبل أن تبدأ في التفكير في بحثك، عليك أن تسأل نفسك بعض الأسئلة.

    اطرح الأسئلة التالية:

    لماذا قررت إجراء بعض الأبحاث؟

    إذا كانت الإجابة على هذا السؤال بأنه قد طُلب منك القيام بذلك، سواء من قِبل أستاذك أو رئيسك، فأنت بحاجة إلى التفكير في الكيفية التي ستحافظ بها على حماستك طوال فترة القيام بمشروعك؛ فعملية البحث قد تكون طويلة وتستغرق الكثير من وقتك. ومن المهم أن تظل مهتماً بما تقوم به، إذا كنت تريد إكمال مشروعك بنجاح. ولكن، إذا كنت ترغب في إجراء بعض الأبحاث لأن شيئاً ما استهواك بشدة، أو استوقفتك فجوة في الأبحاث السابقة، إذًاً، أنت محظوظ ولن تواجه مشكلة تتعلق بحماستك نحو مشروعك.

    كيف يمكنني أن أظل مهتماً ببحثي؟

    الجواب الواضح لهذا السؤال: هو أن تختار موضوع بحث يُهمك. يقوم معظمكم بالاختيار ضمن حدود المادة الدراسية - كن مبدعاً وفكر في شيء من شأنه أن يبهرك. ومع ذلك، إذا كان موضوع البحث قد تم اختياره لك، فحاول اختيار طريقة بحث تُثير اهتمامك.

    كيف يمكنني اختيار طريقة البحث؟

    مع مواصلتك لقراءة هذا الكتاب، ستتعرف أكثر على طرق البحث المختلفة، وستصبح قادراً على إيجاد ما يُهمك.

    ستساعدك الأسئلة التالية في البدء في التفكير في هذه المسائل:

    هل استمتعت بالرياضيات في المدرسة؟ إذا كنت كذلك، فقد تكون مهتماً بالتعمق في البرامج الإحصائية أو الأنواع الأخرى لتحليل البيانات؟

    هل سبق لك أن شاركت في مجموعة نقاش أو قام أحد الباحثين في السوق بعمل مقابلة شخصية معك؟ وهل ترى أنه من المثير للاهتمام إجراء مجموعات النقاش أو المقابلات الشخصية؟

    هل سبق أن أعجبك بشدة مجموعة معينة من الناس؟ وهل ترغب في التعمق في ثقافتهم ومعرفة المزيد عنهم؟

    هل تستمتع باستيفاء الاستبيانات؟ وهل ترغب في تصميم استبيان خاص بك، أو ربما إجراء مسح بريدي أو مسح عبر الإنترنت؟

    هل تستمتع بإجراء التجارب واتباع القواعد والإجراءات المحددة من أجل جمع البيانات بطريقة منهجية ومركزة؟

    ما هي الخصائص الشخصية التي لديّ والتي قد تساعدني في إكمال بحثي؟

    عليك بالتفكير في خصائصك الشخصية، وما يُعجبك وما لا يُعجبك، ونقاط القوة والضعف عند التخطيط لبحثك.

    ستساعدك الأسئلة التالية على القيام بذلك:

    هل تجيد التعامل مع الناس؟

    هل تفضل التواصل كتابياً أم التفاعل وجهاً لوجه؟

    هل تحب الرياضيات والإحصاء أم تكرهما؟

    هل يشعر الناس بالراحة في التعامل معك وهل يرغبون في وضع ثقتهم بك؟

    هل تفضل القيام بالعمليات الحسابية؟

    هل ترغب في إجراء البحوث عبر الإنترنت؟

    ما هي المهارات والخبرات التي أتمتع بها وقد تساعدني في إكمال بحثي؟

    إذا كان بحثك قائماً على التوظيف، فستتاح أمامك الفرصة للحصول على خبرة عملية ستجدها مفيدة عند إجراء مشروعك البحثي. وهي خبرة مثمرة ويجب عليك الاستفادة منها عند التخطيط لبحثك.

    وحتى إذا كان مشروعك لا يعتمد على التوظيف، فستحصل على مهارات وخبرات أخرى ستساعدك للغاية. فعلى سبيل المثال، إذا استمريت كطالب لمدة ثلاث سنوات، فسيُتيح ذلك لك تطوير مهارات بحث جيدة في الدراسات البحثية السابقة وستكون مفيدة للغاية في عملية البحث. قد يكون بعضكم طوّر مهاراته فيما يتعلق باللجان والمهارات التنظيمية وخبرات إدارة الوقت. وكل هذا سيكون مفيداً للغاية أثناء قيامك ببحثك.

    لذلك من المهم أن تفكر فيما تتمتع به من مهارات حالية وما له علاقة بمشروعك المقترح؛ حيث سيساعدك هذا التفكير على التوصل إلى إذا ما كانت معارفك وخبراتك ومهاراتك يمكن الاستفادة منها في معالجة المشكلة التي حددتها.

    التفكير في مشروعك

    قد تُخفق العديد من المشروعات البحثية بسبب عدم تكريس الوقت الكافي للتفكير في القضايا المعنية قبل التسرع ببدء العمل. من المهم للغاية قضاء بعض الوقت في التفكير في مشروعك قبل الانتقال إلى مرحلة التخطيط؛ فمن خلال التفكير المتأني، ستستطيع تجنب إضاعة الوقت والطاقة على طرق غير مناسبة أثناء تقدم عملية البحث. فكر في المثال التالي:

    المثال رقم (1): جيمس

    أراد جيمس معرفة تجارب الطلاب حول السكن في مدينته الجامعية، لذلك صمم استبيان وقام بإرساله إلى 1000 طالب. وعندما بدأ في استلام الردود على هذا الاستبيان، أدرك أن أسئلة الاستبيان لم ينتج عنها المعلومات التي كان مهتماً بها. وحينئذٍ، تحدث عن مخاوفه مع أستاذه، اتضح أن جيمس كان مهتماً حقاً بآراء الطلاب وتجاربهم فيما يتعلق بالسكن المُستأجر. وبدلاً من ذلك، كانت المعلومات الواردة تُظهر فقط أعداد الطلاب الذين يعيشون في مساكن خاصة مُستأجرة وما إذا كانت تجاربهم «جيدة» أم «سيئة». فكان هذا الاستبيان لا يُمكّنه من الخوض بشكل أعمق في طبيعة هذه التجارب، وكيفية تعامل الطلاب

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1