Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الجبل الذي نسي صداه
الجبل الذي نسي صداه
الجبل الذي نسي صداه
Ebook185 pages1 hour

الجبل الذي نسي صداه

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

تدور أحداث الرواية،زمن العشرية السوداء(1990-2000) في الجزائر، وتمتد وقائعها عبر العقدين الذين يعبقانها... يولد في الجبل، ويخرج منه رضيعا بقرار ما، دون اسم أو هوية، يكبر مع التيه والضياع.. . تحاصره الأسئلة في مرحلة الطفولة دون أن تمنحه إجابات... يقضي فترة شبابه سعيا في إثبات ذاته ولملمة شتاته... هذا الأنموذج البشري ( الجبلي)، الذي تشكل من رحم فتنة سياسية عصفت بالبلاد وتأثر بتداعياتها ، هل ينجح في تجاوز محنة الهوية و يندمج في سياقه الاجتماعي الجديد؟ هل يقوى على الصمود أمام سهام الرفض التي ترتد إليه من كل جانب؟ سيدفع ضريبة الشرخ السياسي الذي أصاب الوطن في مرحلة ما لاشك في ذلك... فصول الرواية الست تتعرض لمسار الفتى نزولا وصعودا... بآماله ونكساته، تثير التساؤلات وتجيب عنها... و لكن الأجوبة ليست قطعية ولا نمطية...وغير قابلة للتعميم...هذا الأنموذج متفرد، تخالفه المصير نماذج أخرى عاشت نفس المرحلة ثمة عوارض نفسية وأخلاقية واجتماعية تقف حتما وراء ذلك.بين) القرار و الضياع والسراب والبعث والسر و التجلي(، تتآلف مشاهد الرواية في تلاحق زمني...تحاول من خلاله تفسير ظاهرة الفتى( ناجي)بطلنا وسبر أغواره النفسية، وتقاطع علاقاته وتشابك إفرازاتها بين مجتمعه الكبير ( الجبل- المدينة) ومجتمعه الصغير( العائلة الافتراضية-العائلة الحقيقية). قد نكون أمام حالة نفسية وأخلاقية و سياسية حساسة ومعقدة، لكنها جزء من حقيقة هذا البلد، وتجربة تستحق الوقوف عندها مليا. المؤلف: كمال قديمي

Languageالعربية
Release dateJan 27, 2022
ISBN9798201527143
الجبل الذي نسي صداه

Read more from Gueddimi Kamel

Related to الجبل الذي نسي صداه

Related ebooks

Reviews for الجبل الذي نسي صداه

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الجبل الذي نسي صداه - Gueddimi Kamel

    مقدمة حول رواية: الجبل الذي نسي صداه

    تدور أحداث الرواية، زمن العشرية السوداء(1990-2000) في الجزائر، وتمتد وقائعها عبر العقدين الذين يعبقانها...

    يولد في الجبل، ويخرج منه رضيعا بقرار ما، دون اسم  أو هوية، يكبر مع التيه والضياع... تحاصره الأسئلة في مرحلة الطفولة دون أن تمنحه إجابات... يقضي فترة شبابه سعيا في إثبات ذاته ولملمة شتاته...

    هذا الأنموذج البشري ( الجبلي)، الذي تشكل من رحم فتنة سياسية عصفت بالبلاد وتأثر بتداعياتها ، هل ينجح في تجاوز محنة الهوية و يندمج في سياقه الاجتماعي الجديد؟  هل يقوى على الصمود أمام سهام الرفض التي ترتد إليه من كل جانب؟ سيدفع ضريبة الشرخ السياسي الذي أصاب الوطن في مرحلة ما لاشك في ذلك...

    فصول الرواية الست تتعرض لمسار الفتى نزولا وصعودا... بآماله ونكساته، تثير التساؤلات وتجيب عنها...

    ولكن الأجوبة ليست قطعية ولا نمطية...وغير قابلة للتعميم...هذا الأنموذج متفرد، تخالفه المصير نماذج أخرى عاشت نفس المرحلة ثمة عوارض نفسية وأخلاقية واجتماعية تقف حتما وراء ذلك.

    بين (القرار و الضياع والسراب والبعث والسر و التجلي)، تتآلف مشاهد الرواية في تلاحق زمني...تحاول من خلاله تفسير ظاهرة الفتى( ناجي)بطلنا وسبر أغواره النفسية، وتقاطع علاقاته وتشابك إفرازاتها بين مجتمعه الكبير (الجبل- المدينة) ومجتمعه الصغير العائلة (الافتراضية-العائلة الحقيقية).

    قد نكون أمام حالة نفسية وأخلاقية و سياسية حساسة ومعقدة، لكنها جزء من حقيقة هذا البلد، وتجربة تستحق الوقوف عندها مليا. 

    المؤلف: كمال قديمي

    تنويه

    أحداث الرواية وشخوصها، يكون قد وقع ما يطابقها في بلدي خلال العشرية السوداء ..!

    إهداء

    إلى كل من أرهقه السقوط ولم يتوقف عن محاولات النهوض ..!

    أيها القارئ الكريم

    إذا شعرت بأنك جزء من هذه الرواية فاعلم بأنك قد عشت محنة البلد ..!

    إياك أن تسعى للانتقام ممن جعلك تدفع ثمن خطيئته فربما كان تحت ضغط أو إكراه

    المؤلف: كمال قديمي

    الفصل الأول: القرار

    (دون اختيار، يجتاحك الحزن على تفاصيل لم تعد توجد إلا في الذاكرة)  - هادي فقيهي-

    - أسرع يا شيخ حسان... أسرع حتى لا يُكْشَفَ أمرنا... 

    قالها وهو يردد أنفاسه اللاهثة المتقطعة، التي ترافق خطواته المتعثرة في المسلك الجبلي المتعرج...

    -كيف ترجو من شيخ جاوز الستين، تَحَمُّلَ كل هذه المشقة!  إني بالكاد تحملني رجلاي المتورمتان من طول المشي، ألا يوجد مخرج سريع ، أرهقني المسار المتشعب ..؟

    ما كاد الشيخ حسان ينهي كلماته، حتى خطف البرق الأبصار وألقى على الأرض في لحظة، ومضة أضاءت عتمة المكان وكشفت ملامح رجلين هائمين في أعالي الجبل، برهة أخرى ويُدَوِّي هزيم الرعد منذرا الخلائق بليلة ماطرة...

    -هذا ما كان ينقصنا يا أسامة، المصائب لا تأتي فرادى.  

    - اهدأ يا عَمِّي حسان، تفاءل خيرا، إنها العناية الإلهية...

    ستمنحناالأمطار سندا قويا لإنهاء مهمتنا بأمان إنك لا تدرك عاقبة افتضاح أمرنا أحكام الجماعة صارمة ولو قَدَّرَ الله ووقعنا حتما ستكون النهاية.

    - فأل الله ولا فألك يا أسامة، والله إن كلامك هذا، ما زادني  إلا رعبا و فزعا ..!

    يزداد المطر غزارة و انهمارا، تتلاحق السيول الجانبية في المنحدر  بكل عنفوان لتفرغ حمولتها في طريق الرجلين وكأنها تعمدت إعاقة سيرهما، أصبح المسلك وعرا زلقا، لا يصلح لموطئ قدم، قل إنه تحول بقدرة قادر إلى جدول ضيق زادته شّدة الميل سرعة في الجريان لم يجد الرفيقان في هذا المعترك الصعب من سبيل إلا التوقف عن المشي خشية السقوط و البلل، رغم ضغط عقارب الزمن، توجها بحذر شديد نحو شجرة بلوط متباعدة الأغصان، تقرفصا إلى جذعها السميك وهي لا تكاد تغطي كليهما، ظل يترقبان بلهفة   و شوق، موعد انقطاع المطر كي يواصلا سيرهما المضني صحيح أن المشي عسير والمسار زلج، لكن على الأقل سيفلتان من ماء السماء ..! لم يبال المطر برغباتهما وراءه قدر مقضي واصل إرواء الأرض العطشى بكل سخاء والفجر يقترب انزعج الفتى وما عادت له قدرة على مزيد من الصبر مأل نحو الشيخ هامسا:

    -عَمِّي حسان، يؤسفني أن أدعك عند هذا الحد، لن أستطيع المواصلة معك حتى السفح، الوقت داهمني ولابد أن أعود قبل استيقاظ الجماعة عند الفجر. - أنت مجنون يا أسامة، أتتركني وحديدا وأنا لا أعرف معالم الطريق؟ هل تريد ضياعي وهلاكي؟ أهكذا كان اتفاقنا؟

    - إنها الضرورة ،ولولاها ما كنت لأفارقك...

    نشب نقاش حاد بين الرفيقين، تَمَسَّكَ خلاله كل طرف بوجهة نظره ودافع عنها بقوة. في الأخير سَلَّمَ أسامة خرقة بالية بيضاء تَلُفُّ في جوفها غرضا يبدو شديد الأهمية، لاشك أنه الأمانة الغالية التي استحقّت كل هذه المغامرة و المعاناة ، تعانق الرجلان وافترقا. سار العَمُّ حسان وحده بقية الطريق، صار العبء ثقيلا عليه وهو دون عون أو رفيق إلا من إشارات أفاده بها أسامة كي يَتَلَمَّسَ مسلكه... بدأت نسائم الفجر تلفح وجهه الداكن ذي الجبهة المُقَطَّبَة  وقد اقترب كثيرا من سفح الجبل، ها هي المزرعة التي يحاذيها شرقا منفذ النزول الآمن إلى البلدة تنتصب أمامه حث الخطى مسرعا أو حاول،   نال منه التعب كثيرا، لكنه مع ذلك شعر بقدر كبير من الارتياح، دَبَّتْ الحركة والطمأنينة في أوصاله، بدا وكأنه جرذ جبلي خرج للتو من سباته العميق وانطلق نحو ميلاد جديد.

    لم يكترث بلسعات البرد القارسة التي احمرّت منها شحمتا أذنيه ولم يعد عناء السير يزعجه مطلقا كأن في مهمة قاربت حدود المستحيل و ها هو يخرج منها سالما غانما يكفيه هذا الشوط لكن الحكاية لم تنته ، صيحة مُدَوِّيَةٌ انتهت إلى أسماعه بغتة قطعت عليه حبل خيالاته وزرعت بين جوانحه رهبة وتوجسا: - توقف، مكانك، ضع ما تحمله أرضا، وارفع يديك ببطء نحو الأعلى هيا..! 

    صعقت الكلمات آذان عَمِّي حسان فانبرى متطلعا إلى مصدرها حلكة المكان وضعف البصر لم يسعفاه فما كان منه إلا أن يضع الأمانة برفق  ظاهر ويمدّ يديه عاليا ،كعابد يتضرع خشية لله...اقترب الجندي بخطوات مشوبة بالحذر... تَبَيَّنَ عمي حسان قسماته ثم أدرك أنه في حاجز أمني، لم يتأخر  قائد الكتيبة كثيرا  ليبادر الشيخ بسيل من الأسئلة :

    - من أنت؟ ومن أين جئت؟ وماذا تحمل معك؟ وما الذي تفعله وحيدا في هذا المكان؟

    حاصر العَمُّ حسان ارتباكه واجتهد في أن يبدو أكثر تماسكا ثم أجاب:-أنا السيد حسان، ذه وثائقي الشخصية، أقيم جوار تلك المزرعة وهذا الرضيع الذي أحمله حفيدي، إنه يعاني حمى مزمنة، جعلتني أسرع به لمشفى البلدة.

    - يا لك من عجوز أبله، في مثل هذا البرد والظلام ، تأخذ حفيدك للمشفى مشيا على الأقدام، تقدم معي، سنوقف لك سيارة توصلك...

    - هذا لطف كبير منكم سيدي، شكرا لكم، دعائي إلى الله أن يحفظ أرواحكم...

    في الطريق إلى البلدة، غمرت الشيخ حسان أريحية عميقة، وما إن تَخَطَّتْ السيارة المدخل الشرقي للمدينة بقليل حتى طلب من السائق التوقف للنزول ،مانحا إياه باقة من الدعوات و الشكر.

    تكبد أسامة العناء الكبير والمشقة البالغة أثناء عودته صعودا  إلى مقر الجماعة، كان الخوف من افتضاح أمره هاجسا يمزق أحشاءه، أما التأخر فقد زاد الطينة بلة...

    استيقظ رجال المعسكر الجبلي وانتبهوا لغياب أسامة، بحثوا عنه في الجوار ولا أثر، أتراه انشقّ عن الجماعة أم سَلَّمَ نفسه لقوات الأمن؟ يتساءل الجمع. أحد الحراس أخبر عن رؤيته منتصف ليلة الأمس ، شبحا يستحث الخطى نزولا من الجبل وهو يحمل غرضا في يده وأنه حاول معرفته وملاحقته، إلا أنه كان أسرع منه واختفى في لحظات عن الأنظار، فهل يكون هذا الشبح أسامة يا ترى ؟

    بينما الجميع في حيرة وتساؤل، يقطع أسامة الخبر اليقين، ظهوره المفاجئ بعد ليل من الغياب، لم يرح الكثير فلابد من الحساب، وقد يكون هناك أيضا عقاب ..! أحاط به حشد من رجال الجبل وأبصارهم شاخصة إليه في ذهول، هَمُّوا بالانقضاض عليه مساءلة وتعنيفا، غير أن أعراف الجماعة الصارمة وقواعدها الانضباطية، حالت دون ذلك فاكتفوا بسهام عيونهم دون أصوات حناجرهم، وحده الضابط الشرعي الذي يملك حق الاستجواب والبحث وتوجيه التهم.

    بوجه مُتَجَهِّمْ عبوس وقامة فارعة مكتنزة، حَرَّكَ الضابط خطواته المتأنية نحو أسامة ثم استوى قائما بجواره، رفع يده اليمنى حتى قاربت الصدر وأطلق منها سَبَّابَتَهُ كسهم على أهبة الانطلاق نحو الفريسة. علم الفتى العائد، أن يومه سيكون سيئا، تَضَرَّعَ إلى ربه في سره وشرع يبحث في مخيلته عن معالم إجابات ينجو بها من محنته:

    -الأخ أسامة لقد ثبت عندنا غيابك ليلة الأمس، من منتصف الليل حتى الفجر ،هل تقر بذلك؟

    - نعم سيدي قالها بكل سكينة وعفوية وصدق وهل بمقدوره الإنكار؟

    - لقد خَالَفْتَ أمر الجماعة وارْتَكَبْتَ جملة من المخالفات الشرعية، أكبرها عدم الحصول على الإذن الشرعي، بل إنك لم تكلف نفسك حتى عناء إبلاغنا، فتصرفت دون روح المسؤولية .

    فترة صمت تسود

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1