Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

الثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1
الثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1
الثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1
Ebook279 pages1 hour

الثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

أعالج في هذا الكتاب بعض أكبر التحديات التي تواجه العالم العربي في هذا القرن، والتي أراها متمثلة في ثلاثة مواضيع هي: الثورة، والديمقراطية، والإرهاب. ويشكل كل منها محورا خاصا لدى البحث والدراسة، ولكنها مترابطة طبعا.

يستند هذا العمل على أبحاث شرعت فيها بعيد اندلاع الثورة التونسية سنة 2011، والتي انتقلت إلى بلدان عربية أخرى، والعديد من هذه البلدان لا يزال يواجه الاضطراب وانعدام الأمن والاستقرار، بما في ذلك تونس. والحقيقة أن هذه الظواهر الأخيرة رافقت الثورات جميعا، حيث التحديات تكاد تكون متماثلة.   فلا يكفي القيام بثورة، وإنما ينبغي أيضا معرفة كيف يكون بناء ديمقراطية ذات مصداقية، ونجاعة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية. ولا يكفي حتى النجاح في إقامة حكم ديمقراطي، وإنما ينبغي كذلك المحافظة عليه ضد الغش والكذب والخداع والانتهازية والفساد... وخاصة ضد الإرهاب. ولا يكفي مكافحة الإرهاب بالوسائل الأمنية والعسكرية، وإنما ينبغي أن نعرف من أين يأتي ولماذا يوجد إرهاب مع وجود الإسلاميين في الحكم، ولماذا تتكرر نفس التجارب في البلدان العربية، وكأن التاريخ  الذي هو في الغرب تقدم نحو المستقبل،  يصبح عند العرب لا معنى  له،  حيث تسيطر على الناس أفكار  ترى  المستقبل هو الماضي. إنه وضع لا مخرج منه. بل إنه مأزق الفكر الإسلامي في عصرنا المتأزم. فلا الإسلاميون يستطيعون تقديم حلول، ولا الحلول موجودة في الماضي. وأيا كانت العقائد التي يؤمن بها الناس، فالتاريخ ليس سحرا ينقل الماضي إلى الحاضر.

 

Languageالعربية
Release dateSep 25, 2022
ISBN9798215254608
الثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1

Related to الثورة والديمقراطية والإرهاب

Titles in the series (2)

View More

Related ebooks

Reviews for الثورة والديمقراطية والإرهاب

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    الثورة والديمقراطية والإرهاب - د.هشام القروي

    د. هشام القروي

    الثورة والديمقراطية والإرهاب

    تحديات تواجه العرب

    جميع الحقوق محفوظة للمؤلف.

    شرق غرب العالمية للدراسات والنشر (لندن: 2022)

    الغلاف: لوحة الثورة للفنانة شون لين يو

    Revolution by Chun Ling Yu

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    يمنع منعا باتا نقل أي جزء من هذا الكتاب بغير إذن خطي من المؤلف، باستثناء ما يستوجب نقد الكتب والبحث العلمي من استشهادات. ويمنع منعا باتا تصوير الكتاب، أو نسخه، أو طباعته، أو توزيعه بأي طريقة من الطرق، دون إذن مكتوب من المؤلف. وكل مخالف يعرض نفسه للمتابعة القانونية.

    المحتويات

    الثورة والديمقراطية والإرهاب

    تحديات تواجه العرب

    تمهيد

    المحور الأول: الثورة

    الثورة الديمقراطية في العالم العربي

    تقاطعات مع تجارب ما بعد الشيوعية

    في أوروبا الوسطى والشرقية

    إضاءة

    تنوير

    التعامل مع الماضي

    التطهير والذنب الجماعي وبناء الثقة

    من إنشاء الديمقراطية إلى توطيدها

    التمييز بين الديمقراطية الشكلية والديمقراطية الحقيقية

    الأحزاب والحياة الحزبية

    التأثيرات الدولية  وعملية الانتقال

    استنتاجات

    المحور الثاني: الديمقراطية

    ثورة مجتمع الشفافية في مجتمع المخاطر

    ويكيليكس كنموذج

    إضاءة

    تنوير

    عصر المخاطر والشفافية

    إضاءة

    تنوير

    تعريفات

    مجتمع المخاطر

    مجتمع  الشفافية

    ثورة الانترنت

    الدبلوماسية

    الدبلوماسية الأميركية في مواجهة الشفافية والخطر

    أوباما ومشكلة السرية

    التأثيرات على الدبلوماسية اﻷميركية في الشرق اﻷوسط

    التأثيرات الاقليمية

    إيران والعرب من خـﻻل برقيات ويكيليكس

    تركيا والعرب من خـﻻل ويكيليكس

    التأثيرات على اﻷنظمة والسياسات المحلية: تونس ومصر

    خاتمة و نتائج

    المحور الثالث: الإرهاب

    التيارات و الحركات الراديكالية العابرة للحدود

    والإشكاليات الأمنية المطروحة

    إضاءة

    تنوير

    إشكالية خاصة بالتاريخ الاجتماعي العربي ؟

    النقاش الأكاديمي حول الموضوع

    واقعية العولمة والتشبيك: الجهاد

    اقتصاد جديد

    إشكالية النموذج التقليدي للدولة – الأمة في العالم العربي

    إشكالات ربيع لم يتم

    التهديدات العابرة للحدود التي سيكون لها تأثير على تطور عملية الإصلاح الديمقراطي في العالم العربي

    موجز استنتاجات

    هوامش ومراجع

    تمهيد

    هذا هو الإصدار الثاني من كتاب صدرت النسخة الإلكترونية الأولى منه سنة 2021. لم أغير شيئا في هذه النسخة الثانية، ما عدا  فقرة في التمهيد ، وترتيب الهوامش والمراجع التي نقلتها إلى آخر الكتاب، تسهيلا للقراءة. أما بالنسبة للباحثين وكل من يريد الاستزادة، فسيجدها تذيل هذه الصفحات.

    أعالج في هذا الكتاب بعض أكبر التحديات التي تواجه العالم العربي في هذا القرن، والتي أراها متمثلة في ثلاثة مواضيع هي: الثورة، والديمقراطية، والإرهاب. ويشكل كل منها محورا خاصا لدى البحث والدراسة، ولكنها مترابطة طبعا.

    يستند هذا العمل على أبحاث شرعت فيها بعيد اندلاع الثورة التونسية سنة 2011، والتي انتقلت إلى بلدان عربية أخرى، والعديد من هذه البلدان لا يزال يواجه الاضطراب وانعدام الأمن والاستقرار، بما في ذلك تونس. والحقيقة أن هذه الظواهر الأخيرة رافقت الثورات جميعا، حيث التحديات تكاد تكون متماثلة.  فلا يكفي القيام بثورة، وإنما ينبغي أيضا معرفة كيف يكون بناء ديمقراطية ذات مصداقية، ونجاعة اجتماعية، واقتصادية، وسياسية. ولا يكفي حتى النجاح في إقامة حكم ديمقراطي، وإنما ينبغي كذلك المحافظة عليه ضد الغش والكذب والخداع والانتهازية والفساد... وخاصة ضد الإرهاب. ولا يكفي مكافحة الإرهاب بالوسائل الأمنية والعسكرية، وإنما ينبغي أن نعرف من أين يأتي ولماذا يوجد إرهاب مع وجود الإسلاميين في الحكم، ولماذا تتكرر نفس التجارب في البلدان العربية، وكأن التاريخ  الذي هو في الغرب تقدم نحو المستقبل،  يصبح عند العرب لا معنى  له،  حيث تسيطر على الناس أفكار  ترى  المستقبل هو الماضي. إنه وضع لا مخرج منه. بل إنه مأزق الفكر الإسلامي في عصرنا المتأزم. فلا الإسلاميون يستطيعون تقديم حلول، ولا الحلول موجودة في الماضي. وأيا كانت العقائد التي يؤمن بها الناس، فالتاريخ ليس سحرا ينقل الماضي إلى الحاضر.

    تستند هذه المعالجات أيضا إلى منهجية البحث المقارن. فلكي نفهم التحديات التي تحملها الثورة عندنا، حللت ما وقع في ثورات سبقتنا، في أوروبا الوسطى والشرقية، وقارنتها بما وقع عندنا.

    ولكي نفهم ما تنطوي عليه كل ديمقراطية من مخاطر، حللت بعض المظاهر المظلمة في الديمقراطية الغربية، التي هي في الحقيقة ليست مثالية حتى وإن كانت أكثر منا تقدما. والمثال الذي توقفت عنده يخص معنى الشفافية في مجتمعات تزعم حكوماتها أنها تخضع لمراقبة المؤسسات.  وحللت الطريقة التي تعاملوا بها مع تسريبات ويكيليكس، التي عرفنا بها ما هي حدود الديمقراطية.

    أخيرا، فإن البحث المقارن  أخذني إلى دراسة ما يسمى بالحركات والتيارات العابرة للحدود، وهو مصطلح  فضفاض، لكني حددت استعماله بالحركات الراديكالية التي تمخض عنها الإسلام السياسي، وأعطت ظواهر كالقاعدة وداعش وجبهة النصرة والتنظيم العالمي للإخوان المسلمين.  وأبديت من خلال المعالجة المنهجية مكامن الخلل في تقديراتنا وتقديرات الغرب نفسه للتأثير الذي تمارسه تلك الحركات على حياتنا. وهي تشكل أكبر التحديات. وقد أنهيت كل محور من هذه المحاور بتقديم استنتاجات تلخص ما توصل إليه البحث، مع اقتراحات كلما أمكن الأمر. والله ولي التوفيق.

    د. هشام القروي

    جنوب فرنسا 20 أيار/مايو 2021

    لندن 25 أيلول/سبتمبر 2022

    المحور الأول: الثورة

    الثورة الديمقراطية في العالم العربي

    تقاطعات مع تجارب ما بعد الشيوعية

    في أوروبا الوسطى والشرقية

    إضاءة

    بالنظر لما حدث و يحدث في العالم العربي منذ اندلاع شرارة الاضطرابات التي أسقطت نظام الرئيس زين العابدين بن علي في تونس سنة 2011، وانتقالها إلى بلدان عربية أخرى، فإن السؤال الذي لا تزال له أهمية خاصة، هو: كيف يمكن الوصول الى الاستقرار وتثبيت الديمقراطية في نفس الوقت؟

    إبان الأزمات والنزاعات  -وما يحدث في العالم العربي هو شيء من هذا القبيل - غالبا ما يلتفت الناس إلى التجارب التاريخية لمقارنتها بما يحدث عندهم، واستمداد العون واستلهام التجارب الناجحة واستخلاص الدروس من الإخفاقات. ومن ثم، فإن موضوع هذا الفصل هو تحديدا تأمل ما جرى في أوروبا الوسطى والشرقية بعد الثورات ضد الحكم الأوتوقراطي البوليسي، ومحاولة إجراء مقارنات، والبحث عن قواسم مشتركة - رغم اختلاف التقاليد والثقافات والقيم - يمكن مساءلتها، مما قد يفيد العرب الباحثين عن أجوبة، زمن الثورات.

    تنوير

    الحكم الأوتوقراطي البوليسي الذي ساد أوروبا الوسطى والشرقية في النصف الأول وجزء من النصف الثاني من القرن العشرين يشبه ما ساد في البلدان العربية بعد الاستقلال. وعلى الرغم من تسمية الأحزاب الحاكمة «شيوعية»، في أوروبا التي كان يسيطر عليها الاتحاد السوفياتي، فهي تسمية دون مسمى. لم تتحقق الشيوعية التي تحدث عنها ونظر لها وبشر بها كارل ماركس وفريدريك إنجلز في أي مكان. كل التجارب كانت من النوع الانتهازي اليساري. وربما كانت الصين الشعبية هي البلد الوحيد الذي استطاع الاقتراب من تحقيق الشيوعية عندما أعادت توزيع وسائل الإنتاج وتنظيم علاقات الإنتاج بطرق أكثر تقدما من الاتحاد السوفياتي والبلدان الأوروبية... ونجحت الصين حقيقة في إخراج قرابة مليار بشر من الفقر المدقع والجهل والتخلف. وتم ذلك بفضل جهود وتضحيات رجال ونساء الحزب الشيوعي الصيني... ولكن الشيوعيين الصينيين أنفسهم يعترفون أنهم لم يحققوا الشيوعية بعد. فهي مثال أعلى للعدالة والحرية والنظام الذي يفترض أن يستفيد منه أغلبية الناس في المجتمع، وليس كمشة من الأوغاد، كما هو الحال إلى اليوم في البلدان الرأسمالية، وفي البلدان المتخلفة. فالشيوعية تبقى منظورا مستقبليا إنسانيا للبشر كافة، وليست أيديولوجية سقطت وانتهت، كما يروج أنصاف المثقفين والظلاميون العرب وغيرهم ممن يعيشون على فضلات الرأسمالية الأمريكية.

    والناس في العالم العربي هم الأكثر جهلا بين شعوب العالم قاطبة بمعاني الاشتراكية والشيوعية. حقا! كانت هناك بعض الجهود اليتيمة لبناء الاشتراكية، ولكنها سقطت في أيدي الانتهازيين اليمينيين، وأكثرهم لم يقرأ ماركس ولم يفهم الماركسية. وليس من الغريب بالتالي أن تسود التيارات الإسلامية، وأن يصبح مستقبل العرب خلفهم. فلا يكفي أن يكونوا الأكثر تخلفا في هذا العصر، حتى يهجروا وعود المستقبل من أجل العيش في وهم استرجاع الماضي، على أساس شعار «الإسلام هو الحل»!

    كلا! ليس الإسلام حلا، ولا يمكن أن يكون.

    كان حلا لعرب بدائيين وساذجين في القرن السابع الميلادي. ونحن نعيش اليوم في القرن الحادي والعشرين، حيث تخبرنا العلوم الإنسانية والاجتماعية والرياضيات والفيزياء النظرية بأن الإنسان صنيعة نفسه وأن أشباهه قد يكونون يتجولون في أكوان أخرى لا علاقة لها بكوننا، وأن الكون الذي نعيش فيه هو أحد الأكوان المتعددة بلا انتهاء، وأن الأرض لا أهمية لها إلا لمن يعيش عليها. أما السماء، فهي في غنى عن الانسان منذ الأزل. وقد لا يكون سمع أحد بقصة آدم وحواء في أي مكان من هذا الكون المترامي الأطراف.  وعلى مستوى المجتمع، لا نرى ما هي الحلول التي يقدمها الإسلام. فهو لم يقدم حتى الآن سوى الإرهاب، الذي جعل المسلمين جميعا – والعرب منهم – مشبوهين وموسومين بنعوت لا تشرف أحدا.

    التعامل مع الماضي

    في نهاية عقد الثمانينات، و بسقوط جدار برلين يوم 9 تشرين الثاني/نوفمبر 1989، بلغت الموجة الثالثة من الدمقرطة (حسب اصطلاح صامويل هنتغتون)[1] أوروبا الوسطى والشرقية وما كان يعرف بالاتحاد السوفياتي سابقا. وتساقطت في غضون أسابيع كل الأنظمة المسماة شيوعية هناك. فإذا كانت هناك مصداقية لنظرية الدومينو، فلا شك أنها تنطبق تماما على هذه الحالة.  

    بشكل عام، توجد قواسم مشتركة بين تجارب هذه البلدان بالرغم من الخصوصيات. فهي كانت جميعا تخضع للاتحاد السوفياتي منذ نزول الستار الحديدي في 1964 وبداية الحرب الباردة.

    ولا يوجد شيء مشابه لهذه الحالة في العالم العربي. فالبلدان العربية التي اندلعت فيها ثورات، ليست جميعا تابعة لنفس القوة المهيمنة: ليبيا مثلا كانتا تدور في فلك روسيا وسوريا لا تزال، وتونس ومصر واليمن تعتبر تابعة للنفوذ الأمريكي. ولكن مهما كان هذا التأثير قويا، فهو لم يبلغ أبدا الدرجة التي بلغها تأثير الاتحاد السوفياتي في دول شرق ووسط أوروبا، حيث كانت النخب الحاكمة تأتمر بأوامر مباشرة

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1