هواجس
()
About this ebook
أيّها القارئ العزيز، أظنّك تفكّر الآن في الثّمن، فهل فكّرت لحظة في معاناة الكاتب و التّعب الذي لقيه من أجل إمتاعك بفكرة جميلة أو بمعلومة رائعة و مفيدة.
أرجوك، إن أعجبك العنوان أو جذبتك صورة الغلاف فامض و لا تتردّد نحو مغامرة جديدة و مفيدة في الحياة. و تأكّد بأنّ رواية " هواجس" التي أقترحها عليك، ستجعلك تعيش في عالم جديد . سوف تعيش مع شخصيّة شادي المهمّش الذي كانت أحلامه لا تعرف حدودا.
رغم أنّ حجم القصّة صغير فإنّ بها معاني ثريّة و عميقة. و أنا بطبعي لا أحبّذ الرّوايات ذات الحجم المتوسّط أو الكبير التي لا تتماشى مع وقتنا الرّاهن.
Related to هواجس
Related ebooks
طائفة أصحاب اليمين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsعندما قالت أحِبّك Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأبو العلاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالحقيبة Rating: 5 out of 5 stars5/5العصير الأحمر: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمقامات الزينية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزمن الصمت: مجموعة قصصية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsسوف أنساك قليلا: قصص قصيرة Rating: 3 out of 5 stars3/5مقطوعة الشتاء Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالمنظف Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن غير المألوف غريس أنقذ لغرض Rating: 3 out of 5 stars3/5الحرملك 3 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsأمل الحسدة حقيقة نيك: سلسلة أمل الحسدة, #2 Rating: 1 out of 5 stars1/5كافر Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsاسرار القلعة: الخيال, #2 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمن سينقذ أختي Rating: 5 out of 5 stars5/5ثلاثية الأوقيانوس Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsليلة اغتيال المنصور Rating: 5 out of 5 stars5/5سلامٌ على أُناس أوجعنا فُراقهم Rating: 5 out of 5 stars5/5الأساطير والحقائق: Epilepsy Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsمقتل امرأة عادية Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsما آلت إليه الأمور: سلسلة الليبيدو, #1 Rating: 5 out of 5 stars5/5متكسرتش Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالتُهمه عربي Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالقوى المعارضة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsبنيات اللهب يليه الأوهام: قصص وأشعار Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsزوج التنتين Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsلُطْفَهُ وَسِدْرة Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالثورة والديمقراطية والإرهاب: دراسات, #1 Rating: 0 out of 5 stars0 ratingsالبحوث المجيدة Rating: 5 out of 5 stars5/5
Reviews for هواجس
0 ratings0 reviews
Book preview
هواجس - NAJJAR HASSEN
حسن النجّار
الغرفة 17
ألقى جسمه المتهالك على فراشه في نزل تاكفاريناس
الكائن وسط المدينة العتيقة. كانت لديه رغبة جامحة في النّوم و الرّاحة، إلاّ أنّ هواجسه و أفكاره الغريبة كانت تمنعه دائما من متعة النّوم حتّى في حالات الإرهاق الشّديد.
رغم أنّ كلّ غرف النّزل كانت متشابهة، إلاّ أنّ الغرفة 17 كانت المحبّبة إلى نفسه ، اعتقادا منه أنّ رقم 17 كاد أن يغيّر مصيره و مصير جهته ووطنه لولا تعرّض الثّورة لعمليّات تحويل وجهة متنوّعة و اغتصابات متواترة و عنيفة.
كان يشعر بالمرارة التي شعر بها حنّبعل و يوغرطة و تاكفاريناس و محمّد علي الحامّي و كلّ الثوّارالذين تعرّضوا للخديعة و الخيانة و الغدر.
قام من فراشه ، و أشعل سيجارة علّها تخلّصه من هواجسه التي باتت تسيطر على كيانه المحطّم.
أصبحت الهواجس تسيطر عليه منذ الإعلان عن نتائج الإنتخابات التي اعترف العالم الغربي بنزاهتها، و التي شهدت بعد الفرز الدّقيق و الشفّاف للأصوات سقوط شعارات الثّورة و دوسها بالأقدام الملوّثة للمتاجرين بعقائد و أحلام البؤساء و المهمّشين.
طفق يتصفّح ملفّه الذي لم يكن يغادر إبطه منذ اندلاع الثّورة، و الذي حوى كلّ الشّهائد العلميّة و الوثائق و المستندات التي من شأنها أن تمكّنه من شغل محترم ينقذ عائلته من البؤس الذي تفاقم و اشتدّ بعد إعلان دستور الثّورة الجديد.
فجأة، رنّ هاتفه بأغنية هلا هلا يامطر
المحبّبة إلى نفسه، ليقطع سكون الغرفة الرّهيب و ينقذه من هواجسه المتسلّطة:
- أهلا من معي؟
- ألو شادي نوّار
!!
- نعم أنا شادي
تفضّل...من معي؟ !
- أنسيت صوتي؟ !
- عذرا لقد اختلّ كياني بعد الثّورة و أصبحت أشكو ضعفا في الذّاكرة.
- لازلت شابّا يا شادي !
- لقد هرمنا بسرعة بعد الثّورة...ألا تريد أن تقول لي من أنت؟ !
- أنا فهمي رضوان
رفيق دراستك في المعهد...كيف يمكن لك أن تنسى صوتي؟ !
- آه...أهلا فهمي...كيف حالك؟
- أنا بخير و أنت؟
- لست بخير.
- أعلم جيّدا الظّروف الصّعبة التي يمرّ بها الوطن، و لكن لا تيأس، فأنت من حاملي شهادة الدكتوراه في الفلسفة.
- لولا الأمل الذي يحدوني لما انتقلت إلى العاصمة من أجل البحث عن عمل....و أنت هل أتممت دراستك في الجزائر.
- نعم و عدت إلى وطني لأفتح عيادة في العاصمة.
- مبروك أخي...هل أنت هنا في العاصمة؟
- سآتي غدا و أريد أن أقابلك، لقد اشتقت إليك صديقي. أين أجدك غدا؟
- أنا أيضا اشتقت إليك ، تجدني في نزل تاكفاريناس في المدينة العتيقة... هاتفني عند وصولك.
- طبعا...إلى لقاء قريب صديقي شادي.
لقد تخلّص شادي خلال هذه المكالمة القصيرة من بعض هواجسه ، و هاهو يعود إلى الفراش، مستعما إلى قطع من الموسيقى الهادئة المخزّنة في هاتفه الجوّال علّه يفوز ببعض الدّقائق من النّوم. و أخذ في مطالعة رواية البؤساء
لفكتور هيغو اشتراها بثمن زهيد من سوق الكتب القديمة، و هي من أشهر روايات القرن التّاسع عشر و التي تحدّثت عن الظّلم المجتمعي الذي تعرّض له المهمّش جان فالجان ، الذي سجن لمدّة تسعة عشر سنة لأنّه سرق رغيف خبز.
و إنّ هذه الرّواية تعبير صادق لمعاناة المهمّشين في فرنسا بعد الثّورة التي لم تحقّق أهدافها إلاّ بعد عقود من المعاناة و المآسي المتتالية.
لقد أحسّ شادي أنّ عبارات فيكتور هيجو الجميلة و الصّادقة قد هوّنت عليه مأساته ، و قد تيقّن بعد قراءة جزء بسيط من الرّواية أنّ ثورة 1789 لم تحقّق أهدافها إلاّ بعد صراعات عنيفة بين الثّورة و الثّورة المضادّة دامت عقودا من الزّمن، و ما على شادي إلاّ التسلّح بالصّبر و الأمل، لأنّ تغيير المجتمع لا يمكن أن يكون بين عشيّة و ضحاها. و استسلم فجأة لنوم عميق.
فيكتور هيجو
دخل فيكتور هيجو الغرفة 17، ففتح شادي نوّار عينيه ليجد شيخا في الثّمانين من عمره، أبيض اللّحية و الشّارب، عميق النّظر، و اقترب من شادي مبتسما و قال:
- أنا فكتور هيجو، قد جئت من أجل مواساتك.
- شكرا سيّد هيجو، كنت بصدد قراءة روايتك الجميلة البؤساء
، و قد هوّنت عليّ آلامي النّفسيّة.
- طالما رافقك الهواجس فسوف تجد حلاّ.
- الهواجس أتعبتني و أرهقتني.
- إنّ الهواجس لا تتملّك إلاّ المثقّفين من النّاس.
- و ماذا فعلت لي الثّقافة و البؤس يحاصرني من كلّ ناحية.
- لا تقل ذلك، هواجسك هي وحدها القادرة على إخراجك من المأزق الذي أنت فيه.
- إنّها مآزق تحيط بنا من كلّ جانب.
- لقد تحصّلتم على الحرّية و ذلك هو أهمّ شيء، ما تبقّى سيتكفّل به التّاريخ.
- ما يعجبني في الأدباء هو ذلك الأمل المنبعث من صدورهم و أقلامهم رغم المتاعب و الآلام المحيطة بهم و بالنّاس.
- دور المثقّف هو بثّ