Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

مقتل امرأة عادية
مقتل امرأة عادية
مقتل امرأة عادية
Ebook98 pages46 minutes

مقتل امرأة عادية

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

عاشت "عزة" نحو ستين عامًا تنتظر حدثًا مثيرًا واحدًا في حياتها أو حياة المحيطين بها، خاصة أنها عاشقة للقصص والأفلام البوليسية. ترقبت الأحداث المثيرة وهي منشغلة بمراقبة حياة الجيران بعد أن حبستها هشاشة العظام بين جدران بيتها وأجبرتها على التقاعد المبكر. لم تتوقع أن يكون هذا الحدث المثير هو قتلها. بعد مقتلها لا يغيب شبح "عزة" عن الدنيا وإنما تتابع بصدمة ما ينكشف من أسرار ليس فقط عن جريمة قتلها، وإنما عن حياتها التي كانت تظن أنها تعرف أدق أسرارها وتفاصيلها. ينطلق شبحها بصحبة ابنها في رحلة بحث عن دليل إدانة قاتلها. ويصدم الاثنين بما يكتشفانه من مفاجآت.

Languageالعربية
Release dateSep 29, 2022
ISBN9781005117207
مقتل امرأة عادية
Author

سارة درويش

كاتبة وصحفية مصرية. ولدت في إبريل 1989ترأس حاليًا قسم المرأة والمنوعات بموقع وجريدة "اليوم السابع"نشرت ثلاثة كتب آخرها "عزيزي رفعت" في 2021. الكتاب صدر عن دار المسك للنشر والتوزيع وتم طرحه في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2021 وكان ضمن الكتب الأكثر مبيعًا للدار."عزيزي رفعت" كتاب ينتمي إلى أدب الرسائل، يضم أكثر من 70 رسالة كتبت على مدار 7 أعوام إلى "رفعت إسماعيل" بطل سلسلة "ما وراء الطبيعة".الكتاب الثاني كان مجموعة قصصية بعنوان "حكايا السمراء" صدرت إلكترونيًا في 2010، ثم ورقيًا في 2015 عن دار "كتابي" للنشر والتوزيع.الكتاب الأول "زوجي مازال حبيبي" نشر عام 2010.سبقته عدة تجارب في كتب جماعية، كان أولها إصدارات "مدونات مصرية للجيب" الثلاث.

Related to مقتل امرأة عادية

Related ebooks

Reviews for مقتل امرأة عادية

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    مقتل امرأة عادية - سارة درويش

    مقتل امرأة عادية

    قصة بوليسية

    سارة درويش

    © جميع الحقوق محفوظة للمؤلف 2021

    (1)

    كل شيء في البيت هادئ كما مضى من حياتي. انسحبت الشمس تدريجيًا وسحبت صخب النهار من الشارع. الأنوار كلها مطفأة كي لا يجد البعوض أو الذباب ما يغريه للبقاء في الداخل. طعام الغداء على طاولة المطبخ، دافئًا وطازجًا لم يمس. الحوض في المطبخ نظيف وخالٍ إلا من ملعقة شاي وحيدة. المنشفة شبه الرطبة المعلقة على حافته تحركها بنعومة نسمة هواء تتسلل من آن لآخر من شباك المطبخ. المروحة في سقف غرفة المعيشة تدور بهدوء على الدرجة الثانية وتعيد توزيع ما تجود به الشرفة من نسيم المساء المنعش على باقي أنحاء الشقة. كل شيء منظم وهادئ كما اعتدت؛ باستثناء جثتي المُدَّمَاة المسجاة أمام باب الشرفة. وأنا أشعر بالحنق، كمن قوطع فيلمه المفضل للأبد.

    هاتفي يرن فيقطع أفكاري. لو لم تكن روحي غادرت جسدي قبل دقائق لكان انتفض من الرنين المفاجئ المزعج. لا أحتاج للكثير من الحنكة لأخمن أنه زوجي وجدي. هذا موعد عودته، سيستشيط غضبًا لأنني لا أرد عليه. يتهمني دائمًا أنني أتعمد تجاهله، أو على الأقل لا أهتم بما يكفي به. لكنه رجل طيب. أعرف أن كل هذا الغضب سيتحول إلى إحساس بالذنب حين يعود فيجدني مضرجة في دمائي – تبًا! إن هذا الرنين المتكرر الصاخب مزعج حتى للموتى! – آه يا عزيزي.. ستبكي طويلاً لأجلي وربما تفقد عقلك. ربما تكون أكثر من يتأثر برحيلي، حتى لو أنكرت ذلك. ولكنك للأسف لن تساعد كثيرًا في الوصول لقاتلي. هل تندم أخيرًا على أنك لم تشاركني مشاهدة كل تلك الأفلام البوليسية؟ لم تكن أبدًا دقيق الملاحظة وتحسن الظن في الجميع، فكيف تشك أن تلك اللعينة هي من قتلتني؟ لا يمكنني أن ألومك. أنا أيضًا لم أشك فيها حين زارتني دون موعد، رغم الارتباك الواضح على ملامحها. ظننتها تريد الاقتراض مني مجددًا فبادرتها بسلسلة شكاوى طويلة عن الإفلاس والحال التي لم تعد كما سبق. ولكن يبدو أنها كانت اتخذت قرارها بأن تتدبر أمرها بنفسها.

    الملعونة لم تنتظر حتى تتأكد أنني فارقت الحياة، وسرقت كل المصوغات الذهبية والأموال التي ادخرناها لرحلة الحج التي نحلم بها منذ سنوات، ثم غادرت المنزل دون حتى أن تلقي نظرة أخيرة على جثتي وتعتذر. لا أعرف متى أدركتُ أن أوان إنقاذي قد فات؛ لكنني سعيدة لأنني لم أستجديها أن تساعدني. الحقيقة أن سكينها لم تمهلني الوقت لأفعل، لم أتمكن حتى من خمشها بأظافري لأفسد عليها جريمتها وأحتفظ بدليل إدانتها على أطراف أصابعي.

    أكره أن رجال المباحث الحمقى هؤلاء سيظنونني ساذجة فتحت بابي لقاتلي. ممممم في الحقيقة هذا ما حدث فعلاً. أتمنى أن يجعلهم هذا يدركون أنها من دائرتي المقربة وأنني لست مجرد عجوز يائسة تفتح بابها للغرباء بحثًا عن الونس في غياب زوجها.

    أمر مزعج جدًا أن أكون وحدي من يعرف الحقيقة كاملة وأعجز عن إرشادهم إليها، وأظل هنا استمع لنظرياتهم الساذجة عن مقتلي. كنتُ دائمًا أكره أن أعتمد على الآخرين في شؤوني والآن أنا مضطرة لأن أفعل، بل وأراهن على ذكائهم وضميرهم في أمر مهم كحل لغز جريمة قتلي! الحياة لا تكف عن مفاجأتي! ولا أعرف هل ينبغي أن أفرح أم أحزن لأنها قررت أن تمنحني أخيرًا ما تمنيته طيلة عمري من إثارة بعد أن تخطيت الستين وفقدت الأمل تمامًا في أن أشهد حادثة مثيرة!

    (2)

    روح أم جثة؟ لا أعرف ما هو محور وعيي الآن بما يدور حولي. هل أنا الآن شبح؟ وإذا كنت كذلك ما هي حدودي؟ هل أنا مقيدة بهذا المكان الذي أهدر فيه دمي؟ أم مرتبطة بالجسد المسجي في انتظار المعمل الجنائي وسأنتقل معه إلى المشرحة.. ثميا إلهي إلى القبر؟! هل ينتهي كل شيء هناك، أم سيظل كشف حقيقة من قتلتني يؤرق مضجعي الأبدي هناك دون أن أعرف هل اقتصوا لي منها أم لا! هل أتمتع بأي حواس؟ أعرف الآن أن بإمكاني الرؤية. أرى حتى خارج حدود قدرة جسدي المعتادة، أو للدقة عيني. أتمتع برؤية بانورامية للمشهد كاملاً ولكنني رغم ذلك لا أعرف كيف أتحكم في زوايا الرؤية.

    أعرف أن بإمكاني أن أسمع أيضًا. هناك الكثير من الضجيج والهمهمات تتصاعد من الشارع إلى الشقة ولكن الصوت يعلو وينخفض بالتزامن مع الضجيج في رأسي ولا

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1