Discover millions of ebooks, audiobooks, and so much more with a free trial

Only $11.99/month after trial. Cancel anytime.

قل يا ليل
قل يا ليل
قل يا ليل
Ebook279 pages1 hour

قل يا ليل

Rating: 0 out of 5 stars

()

Read preview

About this ebook

كان القدامى يقولون: لولا البقرة والإوزة والنحلة, ماكانت الحضارة الإنسانية! فقد كانوا يكتبون على جلد البقر وبريش الأوز ويستخدمون عسل النحل في الصمغ - أي أنها الكتابة! وفي إحدى مسابقات التلامذة في التليفزيون قال طالب بصوت خجول لم يسمعه أحد: من غير الكتاب لا نور ولا حضارة. ولأنه كان يرتدي منظارًا غليظًا. ولأنه قصير القامة. ولأنه مهذب متواضع في آخر الصف لم تلتفت إليه عين ولا أذن.. ولا كاميرا. وإذا كان أكثر الأطفال قد بهرهم التليفزيون, ومعهم حق, فالتلفزيون قبل أن يستوي أمامك كان في الكتاب نظريات وتجارب ومحاولات طويلة تتابع العلماء في استكمالها قبل وبعد ان أصبح ساحر الألوان والحلقات - إنها الكلمة المطبوعة في كتاب مصنوع من لب الشجر.. ففي البدء كانت الكلمة المطبوعة وفي النهاية أيضًا!
Languageالعربية
PublisherNahdet Misr
Release dateJan 1, 2005
ISBN9780118093804
قل يا ليل

Read more from أنيس منصور

Related to قل يا ليل

Related ebooks

Reviews for قل يا ليل

Rating: 0 out of 5 stars
0 ratings

0 ratings0 reviews

What did you think?

Tap to rate

Review must be at least 10 words

    Book preview

    قل يا ليل - أنيس منصور

    Lill-001.xhtml

    قل: يا ليل

    العنـــــــوان: قل: يا ليل!

    المؤلـــــــف: أنيـــــس منصـــــور

    إشــراف عـــــام: داليــــا محمــــــد إبراهيـــــم

    جميع الحقوق محفـوظـة © لـدار نهضـة مصـر للنشـر

    يحـظــر طـــبـــع أو نـشـــر أو تصــويـــر أو تخــزيــــن أي جـزء مـن هـذا الكتـاب بأيـة وسيلـة إلكترونية أو ميكانيكية أو بالتصويــر أو خـلاف ذلك إلا بإذن كتابي صـريـح من الناشـر.

    الترقيم الدولـي: 978-977-14-3344-X

    رقـــم الإيــــــداع: 2005/22796

    الطبعة الثانية: أغسطس 2006

    Lill-002.xhtml

    21 شارع أحمد عرابي - المهندسين - الجيزة

    تليفــون: 02 33472864 - 33466434

    فاكـــس: 33462576 02

    خدمة العملاء: 16766

    Website: www.nahdetmisr.com

    E-mail: publishing@nahdetmisr.com

    إذا شاء!

    من أهم برامج التليفزيون: نشرة الأخبار في القناة الأولى، ولذلك فهي شاملة الأنباء العالمية. والذين يقرءونها هم أحسن الناس قدرة على الأداء. وتحاول نشرة الأخبار أن تنقل لنا بالصورة ما الذي يحدث في الدنيا، وهذه هي نقطة الضعف في نشرة الأخبار، فالصور ليست كافية، مع أن الذي يتلقاه التليفزيون كثير جدًّا من وكالات العالم المصورة، فمثلًا أحداث الضفة الغربية لا تستغرق دقيقة أو دقيقتين، وكوارث الدنيا وأحداث الفضاء وغيرها، كلها دقائق قليلة جدًّا.. مع أن انطلاق السفن إلى الفضاء الخارجي من أهم الأحداث العلمية.

    ولأن هذا البرنامج من أهم فقرات القناة الأولى؛ فمن الممكن أن تكون أطول؛ لأنها في جميع الأحوال أنفع وأمتع، والصور التي كان يجب أن تذاع في نشرة الأخبار نجدها متفرقة في برامج أخرى، ومن الضروري أن تلقى الأحداث المحلية قدرًا من الاهتمام بشرط أن تكون موجزة.. فيظهر المندوب يحدثنا بسرعة، وبعبارة سليمة عن الذي حدث، وإن كانت هناك تفصيلات؛ فلتكن في نهاية النشرة، أو يمكن عرضها في برامج أخرى.

    أما التعليق على الأخبار فلا أظن أنه من المناسب أن يجيء وسط النشرة، بمعنى أن نقطع انسياب الأخبار ليظهر متحدث غير قادر على أن يقول المطلوب بسرعة وأن يكون هو الآخر في حيوية النشرة وتتابع أحداثها..

    وهناك نوعان من نشرات الأخبار: واحدة سريعة جدًّا خاطفة. الخبر الواحد يستغرق نصف الدقيقة أو الدقيقة إذا طال، وهذه النشرة تذاع كل ساعة، وهي مقلقة ومملة، إلا إذا كانت الأحداث هكذا سريعة متغيرة.. وهناك نشرة الأخبار التي هي جريدة مصورة، ويمكن أن تستغرق ساعتين ولا خوف عليها من أن تكون مملة ما دامت مصورة ومنوَّعة، ففي تنويع الصور وتلاحقها إنعاش لانتباه المشاهد وفتح لشهيته أيضًا!

    أما لغة النشرة فهي عربية سليمة ونطقها صحيح، ولكن يبدو أنها مكتوبة بخط اليد، فكثيرًا ما يتلعثم قارئوها أو يتوقفون كأنهم رأوها لأول مرة.

    وفي التليفزيون كل العناصر التي تجعله يقدم نشرة أخبار ممتعة ومفيدة ومثيرة أيضًا - إذا شاء!

    متشابهون!

    منذ أيام سمعت وشاهدت المطرب علي حميدة، إنه من أبناء مرسى مطروح، ومن أولاد علي؛ ولذلك فوجهه أسمر وملامحه دقيقة: الوجه والعينان السوداوان والأنف والشفتان.. وله غمازتان. ثم إنه خفيف الحركة، يغني راقصًا، أو يرقص مغنيًا..

    لقد ظهرت تسجيلات أكثر من ملحن شاب، أهمهم الملحن الليبي الأصل حميد الشاعري، والقصائد جديدة.

    وأكثر أغاني علي حميدة فولكلورية بدوية، ليبية، مغربية، فكل الشعوب تتعانق في الأذن المصرية، وعند هؤلاء الشبان تطوير وتحديث لهذه الألحان العربية؛ ولذلك فقد أحب الناس هذه الألحان؛ لأنها سريعة جديدة لها مذاق غير مألوف عندنا، فلما ألفناه أحببناه.

    هذا هو الشباب: الأداء شاب واللحن والغناء والكلمات، والمشاركة الفورية من ألوف المستمعين.. ملايين المستمعين.. ولم يظهر على شاشة التليفزيون واحد من هؤلاء المطربين الجدد: فارس وإسلام وعلي حميدة وهالة وراندا وغيرهم..

    اللهم إلا في الإعلانات، أي بفلوسهم مثل الصراصير والصابون وشوربة الدجاج.. مع أن هؤلاء الشبان قد جمعوا معظم المطالب الشعبية، ولا يوجد بيت - فيه شاب - أو سيارة ليس بهما كاسيت لهؤلاء الشبان الجدد، الذين طوروا الغناء، والموسيقى والأداء والكلمات، دون خطة عندهم لزلزلة الأغنية الجامدة، والمطرب الواقف مثل اللوح!

    شيء واحد يجعلني أتخوف على مستقبل هؤلاء الشبان: التشابه التام في الأداء وفي الألحان، فهي جميعًا سريعة راقصة، وتكاد تكون ذات «إيقاع» واحد، فالملحن واحد والكورس وبذلك تعود الأغنية إلى الجمهور مرة أخرى!

    كما أنه من الصعب أن يكون الإنسان عاشقًا رقيقًا حالمًا وهو يجري، فلم أجد إلا ثلاثة ألحان هادئة بطيئة في كاسيت المطرب فارس.. وإلا لحنًا واحدًا لكل من علي حميدة وإسلام..

    وربما كان الوحيد الذي له ألحان هادئة الوقع والإيقاع هو إبراهيم عبدالقادر.

    فالمستمع المصري هو ابن الطرب.. ابن الشجن الذي يقول: آه.. الله.. ولكي يقول ذلك لا بد أن يكون المغني مطربًا لا شابًّا عفريتًا يقفز بين الأشجار والمناضد وأكتاف المستمعين!

    المطرب الرسمي!

    هناك أربعة أنواع من الذين يمسكون الميكروفون، ويقولون: يا ليل يا عين..

    واحد «يؤدي» كأنه يقرأ كلامًا مكتوبًا مع تلوين لصوته، فهو يتكلم وكأنه يغني أو يغني وكأنه يتكلم..

    وواحد «يغني» ويقول نفس الكلمات مع إمالة وإطالة وخفض ورفع وتنغيم.

    وهناك «المطرب» أي الذي يغني بالشكل المألوف، ويحاول أن ينتزع منك كلمة: الله، أو هو لا يحاول ذلك، وإنما أنت تجد نفسك متجاوبًا مع الأسى والشجن، أو مع الفرحة، وهذا التجاوب هو الذي يحقق عندك نوعًا من الراحة، وهذه الراحة معناها: أن الرسالة التي أرادها المطرب والملحن ومؤلف الأغنية والفرقة الموسيقية قد وصلت، وأن هذه الرسالة قد حركت مواجعك؛ فقلت: آه.. كما تقولها عند الطبيب وأنت تخرج لسانك، ولكنك مع المطرب لا تخرج لسانك، وإنما أنت تبلعه سعيدًا بذلك!

    والنوع الرابع هو «المنشد»، الذي يلقي نشيدًا مدرسيًّا أو نشيدًا وطنيًّا.. فهو مداح الأحداث.. مداح السلطان، وهو لا يريدك أن تقول: آه... وإنما هو يريدك أن تنهض من مقعدك وتمسك سلاحًا ومقشة، أو تقفز إلى المسرح وتنحي هذا المداح حتى يكف عن وجع الدماغ.. والأناشيد مملة؛ لأنها تتكرر في مناسبات كثيرة وهي في جميع المناسبات تشد أعصاب المستمع وتجعله مثل حبل مفتول العضلات والشرايين والأعصاب!

    وأكثر الذين يغنون عندنا من المؤدين، أي أناس عندهم جرأة على مواجهة الناس، ويتوهمون أنهم يطربون الناس.

    وأقل المطربين حيوية هم المطربون الرسميون.. وأكثرهم حيوية وتطورًا هم الذين يظهرون في الأفراح والنوادي الليلية.. ومن الظواهر المحزنة في عالم الغناء في مصر أن أكثر الشبان أعمارهم الفنية قصيرة، فماذا جرى لهم؟!

    لا يكاد المغني الشاب يصبح مشهورًا حتى يدمن السهر والسكر والحشيش، وكلها أنواع من «السوس» تأكل الموهبة، فلم يلتفت هؤلاء الشبان إلى كيف استطاع كل من محمد عبد الوهاب وأم كلثوم العناية بموهبته الفنية ولياقته البدنية والصحية، ولكن هؤلاء الشبان تعجلوا كل شيء: الوصول بأقل مجهود وأدنى عناء.. فانتهوا قبل أن يبدءوا!

    الهزة المطلوبة!

    لا بد من إذاعة أغنيات محمد عبد الوهاب وأم كلثوم وعبد الحليم وفايزة.. لا بد.. فهي من أعظم متع الفن، وهناك صعوبة: أن هذه الأغنيات طويلة، ولم يعد أحد قادرًا على أن يستمع ساعتين ونصفًا لأم كلثوم وساعة لمحمد عبد الوهاب وعبد الحليم وفايزة وصباح.. تغيرت الدنيا، وتغير المزاج العام عند الناس.

    ولكن يمكن اختيار بعض مقاطع من أغانيهم جميعًا: المذهب ومقطع أو مقطعان، صحيح أن شيئًا من مثل ذلك نسمعه في برنامج رتيبة الحفني، ولكن بأصوات أخرى؛ لأن الهدف من هذا البرنامج هو تسجيل نشاط الفرق الموسيقية؛ حتى يطمئن الناس على وجودها، وعلى أن هناك محاولات للإبقاء على التراث الغنائي.. وأن هناك بعض الشبان يحاولون أن يتشعبطوا في السلم الموسيقي - لا بأس - ولكن ليس هذا هو عبد الوهاب «الأصلي» ولا أم كلثوم..

    ولا تزال أغنيات الدقيقتين والثلاث قليلة.. فلم يحاول تلحين الأغنيات القصيرة إلا محمد سلطان وعمار الشريعي، كانت محاولات محمد سلطان مع زوجته فايزة أحمد ناجحة، والسبب في ذلك إبداع محمد سلطان وبراعة فايزة أحمد وصوتها الفريد.. أما عمار الشريعي في أغنيات الأطفال فقد نجح وكشف عن موهبته المتنوعة.

    وأخيرًا مطربو الكاسيت: حميد الشاعري وعلي حميدة وفارس وإسلام وإبراهيم عبد القادر وراندا وهالة وغيرهم.. ومعهم عدد كبير من المؤلفين الجدد لهذه الأغاني القصيرة السريعة التعبيرات والإيقاعات..

    ولكن من الضروري أن يتذوق الناس عطر الماضي لمحمد عبد الوهاب وسيد درويش وفريد الأطرش ومحمد فوزي وعبد المطلب ومحمد قنديل وكارم محمود وعبد الغني السيد.

    لقد سبقنا الأخوان رحباني وفيروز، ولكن من المؤكد أننا قد أدركناهم، وعلى نطاق واسع سوف تتفجر مواهب جديدة ولغة جديدة.. هي لغة العصر: شباب وسرعة وجمال وبساطة.. وأهم من كل ذلك أن يجد المستمع نفسه في قلب الأغاني الجماعية وقد أصبح مطربًا.. فالشبان الجدد يشجعون كل المستمعين على أن يلتفوا حولهم ويتغنوا معًا.. وهذه هي «الهزة» المطلوبة لكي يفيق المغني والملحن والشاعر الغنائي.. صحيح إذا أفاقوا جميعًا؛ فلن يجدوا في أكثر هذه الأغاني «وجبة دسمة» وإنما «تغيير ريق» خفيف من الموسيقى والغناء والشعر.. ولكنه تغيير!

    رسالة برنامج!

    لا بد أن تعود البرامج التي تقدم المواهب الشابة - بشرط أن تكون مواهب، لا أن تكون محاولات ساذجة. فلا أظن التليفزيون ذلك الجهاز الضخم الفادح التكاليف - هو المكان الذي

    Enjoying the preview?
    Page 1 of 1